تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » كيف تتعلم فن اكتشاف الموهبة في من حولك عن طريق الحدس؟

كيف تتعلم فن اكتشاف الموهبة في من حولك عن طريق الحدس؟

إذا كنت مسئول عن مجموعة أشخاص فسوف تتعرض بالتأكيد لمن هم موهوبون منهم ولكن موهبتهم لم تكتشف بعد فمن الواجب عليك لمس هذه المواهب وتنميتها ولكن كيف؟ وما هي الأشياء التي تخبرك بوجود موهبة في الشخص الذي أمامك؟ نتعرف على فن اكتشاف الموهبة هنا.

اكتشاف الموهبة

الموهبة هي قدرة يمنحها الله للشخص فيتفرد بها على أقرانه في جانب من جوانب الحياة العديدة ويبتكر ويبدع فيها، والمواهب كثيرة جدًا وتتوافر في جميع الناس على الأرجح ولكن هناك مشكلة كبيرة ألا وهي كيفية اكتشاف الموهبة؟ فكثيرًا ما يغفل الآباء عن اكتشاف مواهب أطفالهم فتُغمر ولا يُسلط عليها الضوء وللأسف هذا ما يحدث كثيرًا وهذا راجع إلى التربية الخاطئة وقلة الاحتواء فالطفل الصغير يحتاج إلى الاهتمام والتنمية والرعاية الدائمة حتى نقف على موهبته في الوقت المناسب ونعمل على تطويرها حتى تصل إلى حد المهارة، لذا سوف نتكلم في مقالنا هذا عن طرق اكتشاف الموهبة وتنميتها، فكيف يا ترى؟

اكتشاف الموهبة وتنميتها

بداخل كل شخص منا موهبة مدفونة غالبًا ما تظل هكذا سنين طويلة حتى يتاح لها الظهور وفي الغالب لا تظهر لأنها لم يبحث عنها، فالموهبة تحتاج إلى التنقيب والتفتيش عنها بداخل كل فرد حتى نعرفها ونعمل على تنميتها ورعايتها بكل السبل كي لا تندثر، في دراسة حديثة أجريت عن نسبة الإبداع في الأطفال توصلت إلى أن الطفل من سنة إلى خمسة سنوات في هذه المدة يكون فيها الإبداع ملحوظًا عليه بنسبة 90% تقريبًا ثم تنخفض هذه النسبة انخفاضًا حاد عند الوصول إلى سبعة سنوات حتى تصل إلى 10% ثم تقل تدريجيًا حتى تكون في الثامنة من عمره بنسبة 0.2% فمن خلال هذه النتائج فان هذه الدراسة تؤكد على ضرورة متابعة الأطفال منذ الصغر لمعرفة مواهبهم وتنميتها.

اكتشاف الموهبة عند الأطفال

لا تظن أيها الأب وأيتها الأم أن طفلكم الصغير سيأتي إليكم في يوم من الأيام مسرعًا ويقول أبي أمي لقد عرفت موهبتي وهي كذا وعليكم الآن تنميتها، هذا لن يحدث إطلاقًا، طفلكم ذو العقل الصغير ينشغل باللعب وحياته صغيرة جدا لا تعرف موهبة ولا تنمية ولا غيره، فيجب عليكما مراقبته والاهتمام به، ولكن هذه المراقبة بمفردها لن تكون كافيه لكي نكتشف موهبته بل يلزمنا القيام بعدة أمور تساعدنا على معرفتها، ونحن هنا دورنا اطلاعكم على هذه الأشياء وأنتم عليكم تطبيقها حتى تؤتي ثمارها، لذا ثمة بعض الأمور الواجب القيام بها تجاه طفلكم منذ ولادته، فما هي؟

توفير البيئة المحفزة للطفل

من الأمور المهمة جدًا في برنامج اكتشاف الموهبة الكامنة في الطفل هي توفير البيئة الجيدة التي تظهر ما بداخل طفلنا، حيث تعد البيئة من إحدى العوامل الأساسية التي تعمل على تحفيز قدرات الطفل الذهنية مما يؤدي إلى تشكيل شخصيته ومعرفة ميوله وأهواءه وما يحبه، فكلما كانت البيئة مليئة بالمؤثرات المختلفة كلما زاد هذا من سرعة ظهور إبداعه ومواهبه التي أنعم الله بها عليه.

لذا يجب أن نوفر له بيئة محفزة لهذا مثل تواجد الأشكال والألوان المتعددة في غرفته، وأيضًا البيئة الاجتماعية الخارجية حيث نقوم بأخذ الطفل لزيارات إلى أماكن مختلفة من أقارب وأصدقاء وحدائق ومنتزهات واللعب فيهم ورؤية أشياء جديدة، أيضًا الإتيان له بالألعاب المختلفة والكتب التي تتغير دوريًا مع اختلاف عمره فلكل عمر مجلات وكتب خاصة به، في الأخير يجب علينا ضخ الكثير من الأنشطة والألعاب المختلفة التي من دورها أن ترينا اهتمامات الطفل وما يحبه حتى نكثر نحن منها ويبدع هو فيها.

المراقبة الدائمة

بعدما نوفر لطفلنا البيئة اللازمة التي نحدد من خلالها مواطن قوته وما يحبه ويميل إليه نأتي هنا إلى الخطوة الثانية ألا وهي المراقبة والمتابعة فيجب علينا مراقبة الطفل في أفعاله وحركاته وسكناته هل هو طفل حركي لا يحب الجلوس والاسترخاء ويفضل اللعب الكثير والتنقل في أكثر من مكان، أم هو طفل ثرثار كثير الكلام من محبي إلقاء الأسئلة الكثيرة، أم هو من محبي الحيوانات وكل ما بتعلق بها من ألعاب وفيديوهات وغيره ويقوم بتكرار حركاتها وأصواتها كثيرًا، أم هو ممن يقومون بالشخبطة والتلوين على الورق والحائط، أم هو من متابعي المغامرات وتأليف ما يشابها من قصص، أم هو من هواة الألعاب والفيديوهات القتالية والفروسية، أم هو من يحب لعب دور القائد بين أصدقائه الصغار، فلذا من الضروري علينا متابعة ما يحب هذا الطفل حتي نقوم بالاهتمام بها وتنميتها.

الحوار والمشاركة

ثم نأتي هنا إلى الخطوة الثالثة والمتعلقة بالحوار حيث يقوم الأب والأم بمحادثة الطفل كثيرًا لعدة أسباب منها إثراء القدرات اللغوية لدي الطفل من كلمات ومعلومات جديدة، ومنها معرفة ما يحبه الطفل ويهتم به حتى نعرف ما يجذب طفلنا مما سيؤدي هذا إلي كشف موهبته لنا وحينها نعمل على تنميتها وتشجيعه الدائم للقيام بها حتى يبدع فيها ويتقنها، هذا فيما يتعلق بالحوار مع الطفل أما فيما يتعلق بالمشاركة فمن الواجب علينا تخصيص بعض الوقت للمشاركة مع الطفل في أنشطته المختلفة واللعب معه حتى نقف على مهارته من فك صور وتركيبها مرة أخري أو الرسم أو تكوين الأشكال بالمكعبات أو الألعاب الحركية والذهنية مثل القفز والذاكرة والبالونات وحديقة الحيوان والبالون الحائر وغيرها من الألعاب المختلفة التي نعرف منها ما يجيده طفلنا.

التواصل مع المعلمين

في هذه الخطوة، وهي الأخيرة بالنسبة لمن هم في عمر الأطفال نحن نتحدث عن التواصل الدائم مع معلمي الطفل، بعدما يكبر طفلنا قليلا سيذهب إلى رياض الأطفال فلابد من متابعته حيث التواصل مع معلميه لنعرف سلوكياته وتفاعله معهم ومع زملائه، لأن بيئة الروضة تختلف بعض الشيء عن بيئة المنزل حيث تتميز باتساعها ومن الممكن أن تكشف ما لم تستطع بيئة المنزل كشفه.

اكتشاف الموهبة للكبار

في هذه الحالة من الجيد البحث في ذاتك بنفسك حتى تعرف ما الذي أنعم الله عليك به، فلذا يجب عليك القيام بتحدي نفسك كثيرًا والاتجاه إلى تجربة أنشطة مختلفة وجديده عليك كليًا، وأيضًا القيام بتنمية مهاراتك المفضلة لديك حتى تصل فيها إلى حد الإبداع، وأيضًا التفكير بطريقة غير نمطية أي خارج الصندوق حتى نصل إلى نتائج جديده.

اكتشاف الموهبة الرياضية

غالبًا ما تحرص كثيرا من دول العالم على تنظيم البرامج التي تعمل على إيجاد المواهب الرياضية وتقيم هذه الدوريات عادة في المدارس، لأن الموهبة الرياضية يمكننا معرفتها منذ الصغر فلذا يجب عليك المشاركة في الدوريات الرياضية الخاصة بالألعاب المختلفة علي حسب أهوائك وما تفضله هل تميل إلى كرة القدم أم كرة السلة أم الطائرة أم السباحة أم العدو أم الكاراتيه أو غيره فالألعاب الرياضية كثيرة، فقرر ماذا تحب واتجه مباشرة إلى تنميته ورعايته في وقتٍ مبكر.

اكتشاف الموهبة الشعرية

الشعر هو كلام منظم ومرتب يعبر عن فكرة ما يقوم الكاتب فيها بكتابة أبيات شعره مستندًا على موضوع القصيدة وهذا الموضوع من شأنه أن يحدد الألفاظ وصورتها التي تطغي على القصيدة المكتوبة، والشعر موهبة من عند الله ففي بعض الأحيان يخيل إلى الأشخاص القدرة على كتابة بعض الأبيات الشعرية وما أن يشرع في الكتابة حتى يعرف أنه لا يصلح للكتابة لأنها موهبة من الله يمنحها إلى بعضًا من عبادة ليست بالاصطناع والتكلف.

عوامل الكتابة الأدبية أو الشعرية على وجه التحديد تولد مع الأشخاص المختارين لها، فلذا إذا تحسست في نفسك القدرة على الكتابة فيجب عليك الاتجاه مباشرة إلى تنمية هذه الموهبة عن طريق سماع قصائد الشعر للشعراء الكبار ومحاولة مجاراتها، وأيضًا دراسة العروض والقافية لمعرفة الأوزان والقوافي وبحور الشعر ومعرفة معاني المفردات الكثيرة، ومع مرور الوقت سوف تلاحظ تطور موهبتك الشعرية تطورًا سريعًا لأنها مولودة معك وتحتاج فقط التنمية والرعاية الدائمة.

أحمد حمد

اهوى القراءة والمطالعة عن كل جديد. الإنترنيت اتصفحه لزيادة المعرفة. اكتب في مواضيع عدة وخاصة تلك التي تقدم أرشادات وتعليمات لمساعدة الأخرين

أضف تعليق

إحدى عشر − 7 =