تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تم اكتشاف الكورتيزون ولماذا يعتبر حلاً سحريًا للأمراض؟

كيف تم اكتشاف الكورتيزون ولماذا يعتبر حلاً سحريًا للأمراض؟

قصة اكتشاف الكورتيزون من أكثر القصص الطبية المثيرة، تبدأ قصته من عام 1928م، وعقار الكورتيزون من أكثر المواد المثيرة للاهتمام، فهو يستخدم بشكل مختلف وواسع في علاج كثير من الحالات، كما أن له آثار جانبية مثيرة طبيا حتى اللحظة.

اكتشاف الكورتيزون

اكتشاف الكورتيزون الشاهد الأكثر مصداقية على أهمية اتباع النهج العلمي في البحث عن حلول طبية، لعلاج حالة صحية معينة أو فتح المجال أمام أبحاث طبية جديدة، وهو ما حدث عام 1982 في القصة الخاصة باكتشاف علاج الكورتيزون، لكن قبل أن نحكي قصته، هل تعرف بالفعل ما هي مادة الكورتيزون؟ والاستخدامات الطبية الواسعة لمادة الكورتيزون، وكيف تتنوع استخداماته في كافة مجالات الطب، ويعمل بفاعلية على حل كثير من المشكلات الصحية المعقدة، لكن للكورتيزون في الوقت نفسه سمعة مخيفة وتحذيرات، وهناك بعض الأطباء يرفضون تماما استخدامه، فما هي الأضرار التي قد يسببها الكورتيزون، وهل هناك طريقة تمكننا من استخدام علاج الكورتيزون بدون التعرض لآثاره؟ أو الطرق التي تمكننا من التخلص من آثاره الجانبية بعد العلاج به، هناك نوع من الكورتيزون معروف بالكورتيزون الطبيعي فما هو، كل تلك الأسئلة تجد أجوبتها معنا في بضع دقائق تمضيها بقراءة تلك المقالة، نشرحها بشكل مبسط لتكن على دراية بكل ما يخص الكورتيزون.

قصة اكتشاف الكورتيزون

اكتشاف الكورتيزون قصة اكتشاف الكورتيزون

تبدأ قصة اكتشاف الكورتيزون عام 1928 حينما كانت د. هنش أستاذ الطب الأمريكي، يتابع حالة عمرها 65 تشتكي من التهابات في المفاصل “روماتيد” وأيضا آلام في العضلات شديدة لدرجة منعتها من المشي، ثم أثناء فترة مراقبتها لاحظ الطبيب تحسن في حالتها في اليوم الثاني من إصابتها بمرض الصفراء!، فربط الأمر الطبيب ببعضهما البعض، وبأ يبحث عن المادة المجهولة التي فرزها جسدها بسبب الصفراء فحسنت من حالة الروماتويد، وكان الاحتمال الأقرب لارتباطه بالكبد هو أحد هرمونات الغدة الكرية، فتابع الطبيب فحوصاته على حالة أخرى على مرضى مصابين بالربو، وأيضا على شابة في عمر ال29 تشتكي من الروماتويد، وأيضاً أصابت بالصفراء وحدث نفس التحسن، وكان هذا في عام 1948 لما اكتشف د. هنش من خلال أبحاث مع زميل له، أن زميله “د. كندل” أستاذ الكيمياء الحيوي، أنه نجح مع فريق في فصل مركبات هرمونية ناتجة من الغدة الكظرية، ومن بينها هرمون الكورتيزون.

وبدئوا في تحضير عقار يعتمد على هرمون الكورتيزون عن طريق أحد شركات الأدوية وبدئوا من فورهم تجريبه مع الشابة ذات ال 29 عام، وبالفعل سجلت تحسن ملحوظ، وبالفعل عام 1949م تم عمل مؤتمر طبي، معلنين فيه عما أسموه “معجزة الشفاء” وحصلا كلا الطبيبين د. هنش و د. كندل” على جائزة نوبل في الطب، ويستخدم الكورتيزون ومشتقاته في علاج أكثر من 200 حالة مرضية، وهناك أكثر من خمسة ملايين بحث حتى اليوم عن الكورتيزون، ويبقى مفتاح قصة الكورتيزون، هي قوة ملاحظة واهتمام د. هينش وسعيه خلف البحث العلمي بمنهجية مستقيمة.

متى تم اكتشاف الكورتيزون ؟

في الوقت نفسه الذي تم اكتشاف الكورتيزون فيه، اكتشف ريخشتاين وفريقه أنهما كانوا قد سبقوا واكتشفوا نفس المركب، لكنهما فشلوا في التعرف على مدى أهميته الطبية، لذلك فإن أبحاث د. هينش ود. كيندل عام 1494م هي البداية الرسمية لاكتشافه، وبالفعل في نهاية العام نفسه وبالتحديد في 30 سبتمبر تم إنتاج الكورتيزون للمرة الأولى تجاريا من قبل شركة ميرك آند كو، وأعلن في الوقت نفسه بيرسي جوليان، أنه تمكن من عمل تطور في طريقة إنتاج الكورتيزون، حيث لغى الحاجة لاستخدام أكسيد الأوزميوم الرباعي، وهو مادة نادرة الوجود ومكلفة في الوقت نفسه بالإضافة لخطورتها، وفي أوائل الخمسينات تم التعاون بين موف من المعهد الوطني للبحوث، مع غلاسكو للأدوية، لإنتاج نوع من الكورتيزون، من مادة الستيرويد صابونين، وهي مستخرجة من نبات يسمى أغاف سيزال.

ما هو الكورتيزون

هرمون الستيرويد مكون من واحد وعشرون ذرة كربون، هذا هو التركيب الكيميائي للكورتيزون، وقد تم اكتشاف الكورتيزون لأول مرة عن طريق كيميائيين أمريكيين كما ذكرنا، لكن ما هو الكورتيزون؟ هذا الهرمون هو واحد من أهم الهرمونات التي يتم إفرازها من الغدة الكظرية كرد فعل على الإجهاد، ويمكن تشبيه الكورتيكوستيرويد المكون للكورتيزون بالكورتيزول، وللكورتيزون طرق مختلفة للتناول، يمكن عن طريق الفم أو المفاصل أو عبر الجلد، ويوضع في صورة محلول أيضاً، ويستخدم لحالات طبية مختلفة متعددة، وله آثار جانبية قد تحول لدرجة خطرة خاصة مع الاستخدام طويل المدى، وهرمون الستيرويد القشري أو ما يطلق عليه “الكورتيزول” مثل كربوهيدرات التحكم في الكورتيزول، هي مضادات للالتهاب وللحد من الدسم الفسفوري وتقليل عل الأحماض وعدة فاعليات أخرى، والتركيب الكيميائي للكورتيزون هو (C21H30O4) أو الكورتيزون المكون من (17-هيدروكسي-11-الديهيدروكورتيكوستيزون، C21H28O5) ومعه الألدوستيرون.

الاستخدامات الطبية بعد اكتشاف الكورتيزون

اكتشاف الكورتيزون الاستخدامات الطبية للكورتيزون

كما ذكرنا فإن للكورتيزون مئات الأغراض الطبية في شتى المجالات، وصاحب اكتشاف الكورتيزون عدد من الحلول الطبية والاستخدامات، ويمكن ذكر استخداماته في النقاط التالية:

  • يستخدم في علاج كثير من الأمراض والمشاكل الجلدية، منها الصدفية والبهاق، والذئبة الحمراء.
  • كذلك يستخدم في علاج تساقط الشعر الناتج عن مرض الثعلبة، وأيضا الإكزيما، كما أنه يخفف من التهابات الحروق والحساسيات الجلدية بشكل عام.
  • يتم استخدام الكورتيزون لتقليل فاعلية جهاز المناعة وتثبيطه، مما يساعد في علاج بعض أمراض المناعة الذاتية.
  • يستخدم عند زراعة عضو جديد لتحجيم رفض الجسم للعضو الجديد.
  • يستخدم الكورتيزون لمشاكل المفاصل والالتهابات والرضات في الركبة أو الكوع.
  • يستخدم الكورتيزون في علاج التهابات الحلق الشديدة، لكن ليس كعلاج مباشر، إنما هو يزيد من راحة المريض ويقلل من الألم المصاحب للبلع، خاصة عند التهاب الحلق التابع للالتهابات الفيروسية أو تورم الحلق لأسباب متعلقة بالغدد.
  • يتم وصف الكورتيزون في أغلب أمراض الحساسية سواء في الصدر أو الأنف أو الجلد.

الكورتيزون وأضراره

للكورتيزون أضرار كثيرة للأسف، له آثار جانبية متعددة الدرجات، منها ما هو طبيعي ويمكن التعامل معه، ومنها ما هو يجب متابعته بدقة، ومنها ما هو خطير ويجب التوقف فورا عن استخدام الكورتيزون حال ظهوره، نتعرف معاً على اهم الآثار الجانبية المترافقة مع عقار الكورتيزون:

  1. يسبب الكورتيزون في الغالب مشاكل بالمعدة واضطرابات في الجهاز الهضمي، والشهية.
  2. كما أنه من أشهر أعراضه أنه يسبب زيادة في الوزن واضطرابات في النوم.
  3. شعور بالدوخة مع صداع بشكل مستمر واضطرابات في ضربات القلب.
  4. تغييرات في الطمث مختلفة، سواء تأخيرها أو عدم انتظام.
  5. بعض الآثار الجانبية الخطيرة بالرغم من ندرة تلك الأعراض، إلا أن فور ظهورها يجب الاتصال بطبيبك ومنها:
  6. آلام حادة في المفاصل أو العظام بشكل عام.
  7. سهولة في النزيف وتلون البراز بلون غامق “دلالة على وجود دم به”.
  8. زيادة الشعور بالعطش والتبول.
  9. علامات الحمى من حرارة مرتفعة والتهاب في الحلق.
  10. قيء غامق اللون، وتورم في القدمين، وضعف عام.
  11. الشعور بحالة اكتئاب.

الكورتيزون الطبيعي

كما ذكرنا فإن اكتشاف الكورتيزون كان ناتج من هرمون طبيعي تنتجه الغدد، مما يعني أنه متواجد بشكل طبيعي بالأساس في جسم الإنسان، ونذكر بعض محفزات إطلاق هرمون الكورتيزون من الغدد الكظرية:

  1. القهوة: بالرغم من تأثيرها السلبي على الأعصاب حال الإكثار منها، إلا أنها مصدر طبيعي للكورتيزون وينصح بشرب 3 فنجانين صغيرة منها.
  2. الجريب فروت: تناوله يزيد بشكل طبيعي من مستوى الكورتيزون في الجسم، عن طريق منعه للمنشطات التي تكسره.
  3. من المعروف أيضا أن عرق السوس منشط طبيعي للكورتيزون في الجسم.

علاج آثار الكورتيزون

اكتشاف الكورتيزون علاج آثار الكورتيزون

لعلاج آثار الكورتيزون بعد انتهاء فترة العلاج به، يمكنك في البداية الاهتمام بالمكان الذي كنت تأخذ به الحقن حال العلاج بالحقن، مثل وضع الثلج عليها باستمرار وتجنب تعريضها للماء الساخن، وفي الغالب فإن الجسم يتخلص بشكل طبيعي من كافة الآثار الجانبية للكورتيزون، حتى زيادة الوزن أو أي مشاكل في الجهاز الهضمي وخلافه، لكن يمكك مساعدة جسمك على العمل بشكل أسرع لتخلص من مشاكل الكورتيزون، عن طريق دعمه بنظام صحي غذائي، فالاهتمام بتناول الخضروات والفاكهة مع الإكثار من شرب الماء واللبن ومشتقاته بكثرة، مع تجنب السكريات والنشويات بقدر الإمكان، وجنب ما ذكرناه من أطعمة ومشروبات تزيد من نسب الكورتيزون الطبيعي، يمكن أن يسهل من عملية التخلص من آثر الكورتيزون في الجسم، كذلك ممارسة الرياضة والحفاظ على الجسم في حالة راحة والبعد عن الضغوط، يحسن بشكل عام حالتك النفسية والصحية، مما يدعم أجهزتك كلها للعودة لحالتها الطبيعية، والتخلص من آثر الكورتيزون.

يعد اكتشاف الكورتيزون واحد من أهم الاكتشافات الطبية بلا مبالغة، فالكثير من أمراض المناعة الذاتية الخطيرة يتم السيطرة عليها عن طريق جرعات محددة منه، بالإضافة لتدخله في مئات الحالات الطبية للعلاج بشكل مباشر أو كعلاج مساعد في حالات أخرى، ومن الطبيعي أن له آثار جابية ضارة، وبالطبع لا يتم استخدامه تحت أي ظرف بدون إشراف طبي، لكن من الواضح أن اهتمام العلماء من الكيميائيين والأطباء بهذا العقار وعمل مئات الأبحاث عنه، ستزيد من نسب شفائه للكثير من الأمراض والمشاكل الصحية، كما أنه جاري العمل على تقليل آثاره الجانبية، وتحسين طريقة عمله، وكما ذكرنا في المقال السابق قصة اكتشاف الكورتيزون وذكرنا معها آثاره الضار بجانب استخدماه الطبية، فإننا نؤكد أنه مثل أي دواء لا يمكن أن تقوم بتناوله بدون وصف الطبيب لما قد يكون له من أضرار ونتائج عكسية وخيمة وتعارض مع بعض العلاجات الأخرى.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

الكاتب: شيماء سامي

إبراهيم جعفر

أضف تعليق

أربعة × واحد =