تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » إيتيكيت الغضب : كيف تتصرف بلباقة في حالات الغضب ؟

إيتيكيت الغضب : كيف تتصرف بلباقة في حالات الغضب ؟

حتى الغضب يحجب أن يكون له إيتيكيت وطريقة صحيحة وأخرى خاطئة، ليس معنى أن يفقد المرء أعصابه أن يكون همجيًا، في السطور المقبلة نتعرف على إيتيكيت الغضب .

إيتيكيت الغضب

لا تظن أن إيتيكيت الغضب هو أمر غير ذي أهمية، فحتى في حالات الغضب والهيجان يحتاج الإنسان إلى أن يتصرف بشكل راقٍ. كلنا بشر وكلنا خطّاؤون والحياة يومٌ لك ويومٌ عليك قد تراها يومًا غير منصفةٍ وغير عادلة وفي اليوم الآخر تجدها كريمةً معك تغدقك بعطاياها، لست وحدك من تنال منها الإعراض والقبول، ولست وحدك من تتعرض لضغوط ومصائب الدهر، لست وحدك من تستيقظ صباحًا لتلتقي بأناسٍ لا تحبهم لكنك مجبرٌ على لقائهم، ولست وحدك من لديه مديرٌ متسلطٌ أو ظالم، لست وحدك من تتعرض للإحباط والخيبة والاستفزاز والمضايقات والاكتئاب وموجات التعاسة وحالات الملل والرغبة في الإعراض عن الناس والتقوقع، بل لست وحدك من تستيقظ في أحد الأيام لتجد نفسك متأخرًا عن ميعاد الاستيقاظ ما يعني أنك ستتأخر عن عملك ما يعني الخصم من راتبك فتركض لتجد المياه مقطوعةً عن حيك، ثم تجد علبة القهوة فارغة وإطار السيارة مثقوبًا ولا تجد سيارة أجرة فتذهب لعملك مشيًا وربما ركضًا وقبل أن تسترد أنفاسك يستقبلك مديرك بالترقيع أمام زملائك ثم تتعثر في عملك ولا تستطيع إنجازه ويتحول اليوم لدائرةٍ من النحس تتمنى أن يأتي الليل فقط كي ينتهي هذا اليوم، لكن الواقع يخبرك أن هذا اليوم يومك وحدك وأن هذه الظروف ظروفك وحدك وتلك المشاكل لست أول شخصٍ يتعرض لها ولا آخر شخص لذلك فكونك تتعرض لها شأنك وحدك! يا للمنطق! نعم هو منطق وهكذا يسير العالم فتعلم السيطرة على غضبك وتعلم إيتيكيت الغضب .

تعلم إيتيكيت الغضب

الغضب

إن سألت عن الغضب فسيأتيك تعريفه ببساطة، هو عاطفةٌ بشرية حادة ومشتعلة وقوية يشعر بها كل إنسانٍ إذا ما وضع في موقفٍ يستفزه أو يضايقه بشدة أو يخالف مبادئه وأفكاره ومعتقداته أو يمس كرامته وشخصه أو شخص من يحبهم ويهتم لأمرهم، وقد يصل بعض الناس للشعور بالغضب بسبب عوامل أخرى خارجية كقلة النوم أو المرض أو الضغط العصبي أو التعرض لمشاعر أخرى سلبية ومحبطة تم كبتها حتى تنفجر في إحدى اللحظات على هيئة نوبة غضب، يشار للغضب بشكلٍ عامٍ باللون الأحمر فترى إحدى الشخصيات تتحول للون القرمزي أو الأحمر عند الغضب، وفي فيلم الأنيميشن الشهير إنسايد آوت الذي عُرض مؤخرًا تم تجسيد الغضب على هيئة شخصيةً حمراء اللون متجهمةٍ دائمًا تخرج منها النيران لأصغر الأسباب فتندفع بصاحبها إلى قرارٍ قد يكون خاطئًا، ولا يحتاج رسامو الأنيميشن إلى الكثير من الإبداع ليضفوا اللون الأحمر على الشخص الغاضب فالإنسان في واقعنا عندما يغضب تتسارع ضربات قلبه ويزداد تنفسه فكأنه ينفث نيرانًا أو دخانًا ويزداد الدم الواصل لرأسه ووجهه فنجده يحتقن احمرارًا وترتفع درجة حرارته كأنه يغلي! ومن المعروف أن الغضب واحدٌ من الحالات والمشاعر التي تدفع الإنسان للتهور واتخاذ قراراتٍ تكون دائمًا خاطئةً ويندم عليها ما إن يعود لرشده ثانيةً، يبدو الغضب كأنه لحظة غيابٍ عن العقل! فهل من الممكن أن يغيب الإنسان عن عقله حقًا؟ ولماذا نُحاسب على تصرفاتنا وقراراتنا لحظة الغضب إن كانت لحظة غياب رشدٍ وعقل؟

العصبية والغضب

نحن البشر فُطرنا على الاختلاف والناس طباعٌ وأنواعٌ مختلفة، من بيننا الاجتماعي والمنطوي والمتفائل والمتشائم والهادئ والصاخب والحليم والعصبي وكل واحدٍ منا يتعامل مع المواقف التي يتعرض لها في حياته والعوامل الخارجية التي تؤثر عليه بطريقةٍ تختلف عن الآخرين استنادًا على شخصيته وطباعه وما اعتاد عليه وأحيانًا ما تربى ونشأ عليه، فالنشأة جزءٌ ليس بهينٍ من شخصية الإنسان، لذلك سنجد تعاطي الشخص الهادئ والحليم مع الغضب أو المثيرات المسببة للغضب يكون أكثر عقلانيةً بل إن الفكرة تكمن في صعوبة وصولهم إلى حالة الغضب الشديدة نفسها وصعوبة استثارتهم بالقدر الكافي لجعلهم يتجاوزون الخط الأحمر في حدود الآداب العامة واللياقة والتعامل والإيتيكيت، لكننا جميعًا نعرف المثل القائل “اتقِ شر الحليم إذا غضب” لأن مثل هؤلاء الأشخاص إن كان إغضابهم صعبًا فإن الشيء الذي سيغضبهم بحق يكون فاجعًا وغير محتملٍ بالنسبة إليهم لدرجة أن إخراجهم من حالة الغضب والسيطرة عليها يكاد يصبح مستحيلًا.

أما من جهةٍ أخرى وعلى الطرف الآخر يقبع الشخص العصبي المستثار طوال الوقت الذي يبدو لك وكأنه بالونٌ متخمٌ بالهواء مجرد الحديث معه أحيانًا كفيلٌ بتفجيره! تبدو السيطرة على الغضب في حالة الشخص العصبي الذي يسهل الوصول به إلى حالة الغضب القصوى عشرات المرات في اليوم الواحد أمرًا يحتاج إلى معجزة، لكن الحقيقة أن الشخص العصبي أدرك حقيقته ونفسه وطباعه وكذلك أدركه من حوله وصار هو ومن حوله قادرين ببضع خطواتٍ وبسلامة المنطق والعقل على التخلص من نوبات الغضب ومراعاة الإيتيكيت والآداب العامة.

معالجة الغضب

إن قدرتك في التعامل مع غضبك وتعلم إيتيكيت الغضب ما هي في الحقيقة إلا دلالةٌ على رقيك ونضجك وقدرتك على التعامل مع مشاكلك ومعالجتها بشكلٍ صحيح، ورسالةٌ واضحةٌ لمن حولك على رقيك ورفعة أخلاقك وثقافتك ورجاحة عقلك وصواب فكرك، بل إنها أيضًا تهذيبٌ لذاتك وترويضٌ لها وتجعلك قائدًا لنفسك لا مَقودًا منها، عليك أن تفهم وتعي ذلك جيدًا وتدركه وتسعى إليه في بداية محاولاتك للسيطرة على الغضب والتعامل معه بشكلٍ راقي، خاصةً إن كنت من أصحاب المناصب المرموقة والشهادات العالية وتتعامل مع وسطٍ محترمٍ من النبلاء والمثقفين فتأكد أنه مهما وصل مقدار مالك أو مهما ارتفعت شهادتك وعلا منصبك فإنك ستفقد كل ذلك أمام من حولك في نوبة غضبٍ تسيطر عليك ولم تستطع أن تسيطر عليها، اجعل ذلك واحدًا من دوافعك للسيطرة على الغضب.

لا تسمح لنفسك بتجاوز الخط الأحمر

هناك فرقٌ بين الإحساس بالضيق أوالتعرض للاستفزاز أو حتى التجهم وبين الخروج التام عن السيطرة والاستسلام للغضب والوصول لمرحلة فقدان العقل وصواب الحكم ورجاحة التفكير، لا تسمح لنفسك أبدًا بالوصول إلى تلك المرحلة، كن واعيًا بنفسك مدركًا لحدودها وقدراتها ولا تحملها فوق طاقتها، إن شعرت أنك على وشك الانفجار فتراجع وابتعد عن مصدر الإزعاج ولا تستمر في نفس الموقف أو الوضع وأنت تدرك تمام الإدراك أن ذلك لن يؤدي بك إلى غضبٍ أكبر، كن ذكيًا لتدرك المواقف التي ستتعرض فيها للضيق أو ستُثار وتغضب فيها وتجنب الصدام السيئ فيها واتخذ طريقًا آخر، إذا كنت تدرك أن شيئًا معينًا يضايقك أو شخصًا بعينه يستفزه وكنت قادرًا على تجنبهم فلا تتوانَ حتى لو لم يحدث شيءٌ يثير غضبك وحنقك لكن ما دمت قادرًا على أن تسلك الطريق الأسهل بتجنبهم وكسب راحتك فافعل ذلك، إن اشتد بك الغضب وبدأت بفقدان السيطرة على قراراتك وأفعالك ستشعر برغبةٍ في الاستمرار وفي الغضب أكثر فأكثر وفي الصياح وربما الاشتباك يدويًا فابتعد عن تلك الرغبة ولا تسمح لنفسك بالانسياق في ذلك الطريق، توقف فورًا واخرج من الغرفة أو غير وضعيتك من الجلوس للوقوف أو العكس أو قم بتغيير الموضوع، كل تلك الأشياء ستساعد غضبك على الهدوء وستقيك من الوقوع في الخطأ

كن راقيًا حتى في الغضب

لا يفيدك شيءٌ أن تكون متحدثًا لبقًا طليق اللسان في عدة لغات ترتدي أغلى الثياب وتعيش في أفخم البيوت إن كان الغضب سيجعلك تخلع كل تلك اللباقة وتبدأ في الصياح وترغي وتزبد وتبعثر الأشياء من حولك وتسب وتلعن وتتفوه بأحط الألفاظ وأبشعها وتحطم الأثاث وتهين الخلق كلما تعرضت لموقفٍ يثير أعصابك! طالما أنك شخص عاقل ومتعلم تعلم الصواب من الخطأ والسلوك المنحط والخاطئ والجاهل م السلوك المهذب والراقي وسلكت درب الرقي في حياتك كلها فروّض غضبك للأسلوب الذي انتهجته في حياتك واجعله تابعًا لك ولا تكن تابعًا له، عندما يصيبك الغضب لا تدعه يقدك إلى طريقٍ لم تختره دائمًا احرص على أن تتذكر منزلتك ومكانتك وأخلاقك وصورتك الاجتماعية وصورتك أمام نفسك، استدعِ احترامك لذاتك واجعله يقف حاجزًا بينك وبين عدم التهذيب، تجنب المشاحنة والتشابك سواءً لفظيًا أو حتى بالأيدي! إياك في الأساس أن تصل لمرحلة التشابك بالأيدي وتوقف قبلها بأميال، إن شعرت أن الحوار سيتخذ مجرى يخرج من الرقي والتفاهم فابتعد عن ذلك الطريق فورًا واعتذر عن إتمام الحوار، إن استفزك الآخرون أو خرجوا عن حدودهم ذلك لا يكون عذرًا لك أبدًا لتفعل مثلهم! كن أفضل من ذلك.

الرأي والرأي الآخر

دعنا نتساءل عن الذي يثير غضبنا وحنقنا في الأساس لنجد أن الإجابة تكمن في أن أغلب مواقف اختلاف الرأي أو وجهة النظر أو سوء التفاهم تؤدي إلى فلتات الغضب تلك، خاصةً لو استمر الطرفان في التصميم على رأيهما وتصاعد الموقف من مجرد اختلاف للبدء في التهجم على رأي الآخر ثم الطعن في الآخر نفسه! اجعل من قناعاتك الشخصية أننا كلنا لم نُخلق من نفس القالب ولم نعش نفس الحياة ولا مررنا بنفس الظروف ولا نفكر بنفس الطريقة وأن الاختلاف سنة الحياة، تبني الآخر رأيًا يخالف رأيك لا يعني أنه مخطئ ولا يعني أيضًا بالضرورة أن مجرد تبنيه رأي مختلف هو هجوم على رأيك الخاص واعتباره خاطئ! صحيحٌ أن هناك لونٌ أبيض يعاديه لونٌ أسود لكن الواقع يقول بأن هناك مئات الظلال الرمادية بين الاثنين! من المرجح جدّا أن يكون كلٌ منكما ذو ظلٍ رماديٍ مختلفٍ لا أكثر، أعطِ الآخرين مساحتهم ليعطوك مساحتك ولا تتدخل فيما لا يعنيك وتغضب لما لا يستحق الغضب، كن متسامحًا لينًا خفيف الحضور في حياة الآخرين واترك ما لا يخصك ولا يمسك من قربٍ يفلت من مظلة اهتمامك ولا تشتت نفسك وتبدد طاقتك.

افهم غضبك كي تتغلب عليه

ما فلح من لم يفهم نفسه ويدركها ويعرف قدراتها وطاقتها وسلوكياتها وميولها، إن لم تكن قادرًا على فهم ما يغضبك فكيف تتوقع ترويضه وتحجيمه والتصرف بلباقة والحفاظ على إيتيكيت الغضب ؟ نسمع بعض الناس يقولون عند تعرضهم لإحدى نوبات الغضب أنهم لا يدرون ما يغضبهم بالفعل لكنهم يشعرون بالغضب، وحالة اللاإدراك وعدم الفهم تلك تزيد من شدة غضبهم أكثر فأكثر بدون أن يشعروا، وأحيانًا تكون الأسباب شديدة التفاهة والبساطة ولا تستحق كل ذلك القدر من الغضب فماذا حدث؟ إن وجدت نفسك في حالة غضبٍ فابدأ بالتفكير بروية وأغلق قلبك ومشاعرك حتى لا يحددوا تصرفاتك وافهم السبب الذي أثار غضبك وابدأ على الفور بمعالجته بعقلك وبالمنطق، ستجد الأمور اتخذت مسارًا أكثر هدوءًا ورقيًا وحضارة، لكن إن لم تجد أسبابًا مقنعة للغضب فاعلم أن هناك مشكلةً أخرى تنتظر أن تهتم بها وتعالجها، فالغضب والعصبية لأتفه الأسباب قد يكون سببهما التوتر أو نقص الراحة وفقدان الجسم للتغذية وحاجته للنوم، ابحث عن تلك الأسباب وعالجها تعد لاتزانك مرةً أخرى، ومن ناحيةٍ أخرى فالغضب المستمر بلا سببٍ كجزءٍ من الشخصية يحتاج إلى العلاج والمساعدة النفسية فلا تتردد في طلبهما لسلامتك.

اسلك مسار الهدوء

عندما تشعر ببداية الغضب يتصاعد في داخلك فمن إيتيكيت الغضب أن تبدأ بتهدئة نفسك، استنشق عدة أنفاسٍ عميقة وحاول عدم التفكير فيما يغضبك، استأذن قليلًا ممن حولك واخرج لاستنشاق الهواء النقي أو لشرب كوبٍ من الماء إن كان ذلك ممكنًا، غير من هيئتك ووضعك ومكانك ولو للحظات لأنك تساعد عقلك على إعادة السيطرة مرةً أخرى على عواطفك، ونصيحةٌ أخرى كن صريحًا وواضحًا مع من حولك في حدود الأدب واللباقة بالطبع، إن كان أحدهم يضايقك بشكلٍ مستمرٍ أو بسلوكٍ متكرر أو بموقفٍ لا تقبله ولا يعجبك فكن واضحًا وصريحًا في رفض ذلك ورسم حدود التعامل بينك وبين الآخرين ليعرفوا قدرك وتعرف قدرهم ولتجنب نفسك وأنفسهم الخلافات والضيق الغير ضروري.

لست وحدك من يغضب!

إيتيكيت الغضب لا يقتصر على تعاملك أثناء غضبك وحسب، بل ذلك جزءٌ منه فقط أما الجزء الآخر والأكثر قوةً هو تصرفك عندما يغضب من أمامك ويخرج عن حدود الأدب واللباقة ويبدأ في الصياح! فهل تبادله غضبًا بغضب وصياحًا بصياح؟ بالعكس عبر عن رقيك وثقافتك ورجاحة عقلك في موقفٍ كهذا ومن ناحيةٍ أخرى فأنت بشرٌ ولست ملاكًا ومهما سيطرت على نفسك وضبطتها فبالتأكيد أصابتك نوبات غضبٍ من قبل، لذلك تسامح مع الشخص الغاضب وحاول أن تتفهمه وتمتص غضبه، لا تستغل كلامه ضده بل لا تأخذ كلامه وهو غاضبٌ على محمل الجد لأنك تعلم أن الإنسان عند الغضب لا يدري ما يقول ولا يقصده وإنما هو مدفوعٌ بطاقةٍ مشتعلةٍ تحاول الخروج منه في تهجماتٍ وكلماتٍ جارحة.

لا تغضب أنت أيضًا

إن فقد الشخص الذي أمامك السيطرة على نفسه وثار غاضبًا وأنت ما زال فيك بعض ذراتٍ من عقلٍ وصواب فكرٍ فلا تفقدها أبدًا، من إيتيكيت الغضب أن تتجنب الشخص الغاضب وتتجنب إثارته وزيادة غضبه ومواجهة ثورته بثورة يعلم الجميع أنها لن تخيفه أو ترهبه وإنما ستجعله يثور أكثر، اهدأ تمامًا وقلل من كلامك واجعل كلامك في منطقة الحياد، لا تحاول مهاجمته أو مضايقته أو إجباره على الهدوء بالقوة لأنه سيغضب أكثر وحسب، إن حدث سوء تفاهم فسارع لتهدئته وتبرير موقفك أو كلامك وجعله يدرك مقصدك الحقيقي، وعلى أسوأ الأحوال إن لم تتمكن من تهدئة الآخر فانسحب بلباقة قبل أن تخسر احترامك وتتسبب في خسارته احترامه أكثر.

كن لماحًا وذكيًا

الإيتيكيت لأصحاب الذوق الرفيع والأخلاق العالية والعقول الراقية فإن أردت اتباع إيتيكيت الغضب فكن لماحًا وذكيًا في مراقبتك لما حولك ولمن هم معك، اقرأ لغة جسد الآخرين فاللسان لا يقول كل شيء والجسد يساعده بإرسال الرسائل لمن حولنا، إن وجدت أحدهم يتململ في مكانه أو بدأت علامات الضيق ومبادئ إيتيكيت الغضب تظهر عليه فلا تدفعه إلى الحافة بغباء، ستجد من أمامك يقتصر على الردود المقتضبة والقصيرة وأحيانًا ينظر بضيقٍ إلى الفعل أو الشيء الذي يضايقه، وأحيانًا ستجد نبرة صوته تغيرت لا يعني ذلك أن بدأ يصيح لكنك ستشعر بحدةٍ وعدم ترحيبٍ في نبرته فكن واعيًا لتلتقطها وذكيًا لتدرك ما الذي يفكر فيه الآخر وعلى وشك الوقوع فيه، ادفعه وادفع الحوار بذكاءٍ إلى منطقةٍ آمنة أو لا تثير الغضب كما يحدث أمامك، كن لطيفًا مراعيًا عند التعامل مع الآخرين ليبادلوك ذلك، إن وجدت أحدهم يتضايق من شيءٍ فلا تفعله في وجوده احترامًا له ولينًا ولباقةً منك لا أكثر، ليس في ذلك عيبٌ أبدًا ولا عيب في أن تحاول تهدئة الآخرين عندما تجدهم على وشك الغضب ولا يعني ذلك ضعفًا أو رضوخًا منك بل هو ذكاءٌ ولباقةٌ نادرٌ أن تجد مثلهما في هذا الزمن.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

1 × واحد =