تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » أمراض الفضاء : كيف وصلت إلينا بعض الأمراض من الفضاء الخارجي؟

أمراض الفضاء : كيف وصلت إلينا بعض الأمراض من الفضاء الخارجي؟

لا تستغرب مصطلح أمراض الفضاء إذا ما سمعت به يومًا، فهناك الكثير من الأمراض التي أتت إلينا بالفعل من الفضاء، في السطور التالية نتعرف على أهم هذه الأمراض.

أمراض الفضاء

أمراض الفضاء هي الأمراض التي جاءت إلينا من الفضاء الخارجي. بعض العلماء يعتدون أن بذرة الحياة على الأرض جاءت إلينا في الأساس من الفضاء الخارجي. وبالتالي فهم يفسرون بعض الأمراض بأن مصدرها هو بكتريا أو فيروس فضائي، جاء بنفس الطريقة التي وصلت إلينا بها الحياة. هل حقاً يتسبب الفضاء بإصابتنا بالأمراض؟ هذا السؤال وبعض من أمثلة أمراض الفضاء في هذا المقال.

أمراض الفضاء التي وصلتنا من خارج كوكب الأرض

فيروس فضائي عملاق

Pandoravirus”” هو اسم الفيروس الأكبر حجماً بين كل الفيروسات المكتشفة. فهو أكبر عشر مرات من الفيروسات العادية. هذا الفيروس تمت ملاحظته لأول مرة في عام 2013، على أيدي علماء فرنسيين. هذا الفيروس العجيب لا يتميز فقط بكبر حجمه، بل أيضاً لأنه غير موجود إلا في مكانين فقط بهذا العالم الفسيح، بركة أسترالية واحدة وقبالة سواحل تشيلي. بالإضافة إلا إنها لا يمتلك ما يشابه الجينات الموجودة على الأرض إلا بنسبة 6% فقط. كل هذا دفع العلماء للاعتقاد بأن الفيروس قادم من الفضاء الخارجي، جاء في وقت متأخر من الزمن. وقد وجد العلماء بعض الأدلة التي قد تدعم هذا الاعتقاد. ولكن لا تقلق عزيزي القارئ، فهو غير ضار سوى لو كنت خلية أميبا.

جنون البقر من أمراض الفضاء

مرض جنون البقر أو ما يسمى “spongiform encephalopathy”، والاسم يصف المرض بشكل كبير. لأن هذا المرض يدمر خلايا المخ في الكثير من الأبقار، بحيث يؤثر على صناعة اللحوم. والأخطر من ذلك، أنه ينتقل إلى البشر لو تم أكل اللحوم المصابة. فيؤدي إلى تدمير خلايا مخ الإنسان ويصل الأمر إلى الخرف أو حتى الموت. يسبب هذا المرض بعض الميكروبات تسمى “prions”، وهناك بعض العلماء تعتقد أن مصدرها ليس من كوكب الأرض. فبعضاً من علماء الهند أطلقوا خبراً بأن هذا الميكروب قادم من الفضاء إلى الأرض عن طريق مذنب عابر. لأن الغبار الفضائي لبعضاً من المذنبات على حسب قولهم، تم العثور به على مواد كيميائية تشبه المواد الكيميائية لتلك الميكروبات. تلك الكائنات الفضائية الصغيرة قد تركت في ظلال المذنب، وتكفلت الجاذبية الأرضية بسحبها إلينا. وأرسل العلماء الهنود بالونات عملاقة إلى الغلاف الجوي لاختبار تلك النظرية، والبحث عن الكائنات الفضائية الضئيلة.

سالمونيلا متحولة من أمراض الفضاء

هذا النوع من السالمونيلا لا يشك العلماء بأنه من الفضاء، بل هم متأكدين بأنه من الفضاء. في سنة 2006، وأثناء مهمة المكوك الفضائي “STS-115” قام العلماء بعمل تجربة لمشاهدة هل ستنمو بكتريا السالمونيلا في الفضاء الخارجي أم لا. لم يكن رواد الفضاء يعتقدون أنهم سيدخلون في فيلم خيال علمي حقيقي في مهمتهم، والبطلة المرعبة هي بكتريا السالمونيلا. فقد نمت البكتريا بشكل غير متوقع وبسرعة تفوق الطبيعي على الأرض، كما أنها تحولت جنيناً وأعطت الكثير من الأنواع المتحولة لتصل إلى 167 نوع جديد، وأنتجت 73 نوع من البروتينات المختلفة التي لم تكن تنتجها من قبل. وأصبحت أكثر خطراً وأكثر فتكاً وقتلاً عن الطبيعية هنا على الأرض. وفسر العلماء هذا الأمر بأن قلة الجاذبية في الفضاء ساعدت على هذا التحول الجيني المفاجئ. موضحين أن البكتريا الفضائية أشد عدواناً وفتكاً من شبيهتها الأرضية، ويبدو أن المصدر الأساسي لبداية هذه البكتريا كان الفضاء من الأساس. ومن يعلم؟ فقد تكون إحدى تلك البكتريا قد تسربت من الاختبار عن طريق الخطأ من أحد الرواد ووصلت إلى الأرض معهم.

الإنفلونزا الإسبانية

سنة 1918 عانت الكرة الأرضية واحدة من أخطر الأوبئة التي مرت في تاريخ البشرية. هذا النوع الجديد من فيروس الإنفلونزا العادي أصاب ما يقارب ثلث سكان العالم، قاتلاً ما يقارب العشرين مليون شخص حول العالم أجمع. فأصبح من ضمن السلالات القاتلة التي استمرت بالظهور منذ ذلك الوقت في هذا الفيروس الصغير. عالم الفلك الإنجليزي السير فريد هويل، كانت له نظرية عن ظهور هذه السلالة. فقد تزامنت مع زيادة الطاقة المنتجة من نشاط البقع الشمسية، مما يدفع الفيروسات المتناثرة من غبار المذنبات المارة بالأرض إلى الوقوع على الأرض. هذا النشاط الشمسي يتكرر كل 11 سنة، مما يتزامن مع كل أزمات الإنفلونزا العالمية منذ 250 سنة. لتصبح بذلك الإنفلونزا الإسبانية أولى أمراض الفضاء التي تحدث نتيجة لأكبر غزو فضائي في التاريخ.

أيبولا المرعبة من مراض الفضاء

واحد من الأمراض المرعبة التي مرت بكوكب الأرض، مع النزيف الحاد والألم الذي يشعر به المصاب، يصير الموت نهاية سعيدة بالنسبة له. مع تفشي المرض لما يقرب العالمية سنة 2014، توحدت الدول لمواجهة غزو هذه الفيروسات الصغيرة. أشلي ديل من جامعة بريستول في إنجلترا كانت لديه نظرية مهمة. منذ ملايين السنين اصطدم نيزك كبير وبعض النيازك الصغيرة بكوكب الأرض، وهي شكلت وسيلة مواصلات مناسبة للفيروسات. هذا الاعتقاد سببته أشكال حياة ذلك الفيروس التي تؤكد قدرته على العيش في الفضاء الفارغ. ومن وقتها وهذا الفيروس يتكيف مع الحياة الأرضية الجديدة على طريقته، ليجد في الإنسان فريسة وضيف جيد بالنسبة له. رغم أن الأدلة على كونه مرض من أمراض الفضاء تبدو هشة جداً، إلا إنها كفيلة بأن تجعلنا نشك بالأمر.

فيروس زيكا

لابد لك أن تكون سمعت عن هذا الفيروس الجديد الذي غزا العالم كله، مشوهاً الأطفال المولودة حديثاً بعيوب خلقية خطيرة، ومسبباً تشوهات في الخلايا الجينية لهم. فهل تخليت بأنه من أمراض الفضاء الخارجي؟! ما سبب الذعر بين العلماء هو قدرة هذا الفيروس على التحور والتحول وتكوين سلالة جديدة بشكل سريع جداً، حتى أنهم لا يلحظون هذا التغير بنفس سرعة التغير نفسه. وفقا لباحثي جامعة باكنغهام الذين أعربوا عن قلقهم الشديد لخطورة هذا الفيروس، أن سبب هذه القدرة العجيبة في كونه قادر على امتصاص أي حمض نووي مختلف عنه والاندماج معه، فيعطيه قدرات جديدة ويكون سلالة جديدة من الفيروس. ذلك هو السبب المقنع الوحيد الذي قد يفسر تلك التعديلات العشوائية المفاجأة والسريعة الخارجة عن نطاق السيطرة، مثل أنه وفي زمن قصير أدخل تعديلاً إلى نفسه بحيث يمكنه الانتقال بين المصابين عن طريق الاتصال الجنسي. اليوم تبدو فكرة وجود حمض نووي فضائي قادم إلى الأرض، أمر مسلم به ولا جدال فيه. قدرة هذا الفيروس تعتمد أنه يستخدم هذه الجينات الجديدة ويبتلعها ليتغذى عليها، وكأن غذائه قادم من الفضاء. فيعطي هذه القدرة على التحور والتجدد الدائم. مما سيكون مصدر قلق خطير ومهدد للبشرية بأجمعها إذا لم يجدوا له حلاً قاضياً.

فيروس سارس من أمراض الفضاء

سنة 2002 هدد فيروس سارس حياة الكثير من الناس بمن فيهم علماء في مركز كارديف انجلترا لعلم الأحياء الفلكي أنفسهم. وهو يسبب التهاب حاد بالجهاز التنفسي. ظهر لأول مرة في الصين، جاعلاً الناس تخاف الخروج من بيوتهم، وكان قاتلاً بمعنى الكلمة. هذا الخطر دفع العلماء لتفكير عن مصدر هذا الفيروس، فجاءت النظرية الأقرب إلى التصديق بأنه من أحد أمراض الفضاء. جاء إلينا مع الغبار الفضائي لحطام الفضاء وتقرب من الغلاف الجوي. وعند شرق جبال الهمالايا عند أضعف نقطة في الغلاف الجوي للأرض (الستراتوسفير)، تمكن من العبور وغزو السكان المحليين هناك، الذين لم يمتلكوا المناعة اللازمة للدفاع عن أنفسهم والدفاع عن الأرض كلها تحتاج هذا الغزو الفضائي. ومن هناك تفشى إلى الصين، واندلع هذا المرض المفاجئ والمميت مرة واحدة وبدون سابق إنذار.

HIV من أمراض الفضاء

أعتقد أن ذلك الخبر لن تستعجب له، فمع قدرة هذا الفيروس المخيف القاتل لن يكون غريباً أنه قادم من الفضاء الخارجي. هو كابوس مزعج حقاً ومرعب جداً، ومرض الإيدز الذي بسببه يقتل الملايين منذ بداية ظهوره، ويظل يقتل سنوياً الكثير من البشر. هو أحد أكثر الفيروسات رعباً على الإطلاق. حسب قول الأستاذ شاندرا ويكراماسنجي، ​​وهو أستاذ في مركز باكنغهام انجلترا لعلم الأحياء الفلكي، “إنه أكثر من مخيف، إنه دخيل وكائن فضائي يريد غزو الأرض”. فيعتقد هو وفريقه أن مثل هذا الفيروس (السوبر فيروس كما يطلقون عليه)، بقدرته هذا الخارقة على التنقل وقتل البشر لا يمكن أن يكون من الأرض.

ويعتقد أن فيروس نقص المناعة جاء إلينا عند اصطدام نيزك بالأرض منذ ملايين السنين. بل ويعتقد جدياً في كونه من أسباب انقراض الديناصورات بهذا الشكل. بعض العلماء الأخريين قالوا بأنه لم يأتي من الفضاء كاملاً بهذا الشكل، ولا يوجد فيروس قادر على التسبب بظاهرة انقراض كاملة مثل تلك. ولكنه قد اندمج مع أحماض نووية فضائية وتطور ليصل إلى المرحلة التي يظهر بها الآن. ولكن هذه النظرية مدعومة من قبل أشخاص قليلين، لأن أغلب العلماء يصدقون النظرية التي تقول بأن الفيروس تطور في سلالات القردة وانتقل منهم إلى الإنسان في فترة من الزمن.

نزلات البرد من أمراض الفضاء

نزلات البرد التي قد تعاني منها في أشهر معينة في السنة بشكل متكرر ومزعج، تبدو أنها من أمراض الفضاء، أو على الأقل كذلك بالنسبة لبعض العلماء. قبل أن يؤسس البروفيسور شاندرا ويكراماسنجي نظريته عن فيروس نقس المناعة، قام هو وعالم الأحياء الفلكي السير فريد هويل قاما بوضع دفاعاً عن نظرية التبرز الشامل أو ” البانسبيرميا”، والتي تشرح أن أصل الحياة قادم من الفضاء. قائلين بأن أغلب الغبار الفضائي يتكون من الكائنات المجهرية الدقيقة. حد إنهم وصولوا للاعتقاد بأن نزلات البرد العادية هي في الحقيقة من أمراض الفضاء، منتشرة في الغبار الفضائي عند الغلاف الجوي، وتنزل إلى الضحايا على الأرض في الأيام الممطرة أو المثلجة لأنها وسيلة المواصلات بالنسبة لها. على رغم من غرابة هذه الأقاويل، بالدراسات المتعلقة بها متوقفة الآن ولا جديد فيها، ولكنها تبقى قضية جدالية بين العلماء.

مرض مورغيلونس

تخيل الإحساس الغريب الذي قد يجعلك تجن من الزحف تحت جلدك. تخيل ظهور بقرحات على الجلد، ومن ثم تتحول التقرحات لتصبح خشنة مع ألوان حمراء متعددة. هل تخيلت هذا الإحساس المؤلم! أهلاً بك في عالم مرضى مورغيلونس. منذ سنوات والعالم يعاني من هذا المرض العجيب، وأعراضه هي الإحساس وكأن هناك شيئاً يزحف تحت جلدك ونمو ألياف غريبة خارج الجلد، مع تعفن الأسنان وعدم القدرة على النوم. الأكثر رعباً أن هذا المرض رغم الاختبارات التي أجريت عليه، لم يتم التوصل إلى البنية الخلوية التي يتكون منها، لأنه يتكون من مواد غريبة لا يتعرف عليه العلماء. مما دفع العلماء بالاعتقاد أنه قادم من الفضاء الخارجي مع طفيليات فضائية، جاءت مع اصطدام مسبار فضائي بالأرض سنة 2004 في صحراء ولاية يوتا. رغم قلة الأدلة إلا إنه شك في محله.

بالنهاية عزيزي القارئ، أمراض الفضاء أصبحت واقعاً مألوف بالنسبة إلى العلماء. واليوم الذي نخاف فيه من غزو الكائنات الفضائية، يجعلنا نظن أننا لم يتم غزونا حتى الآن من قبل كائنات فضائية صغيرة جداً، على عكس الواقع. في المرة القادمة التي ترى فيها شهباً أو نيزك يمر فوق الأرض، فكر مرتين قبل أن تتمنى شيئاً متفائلاً به، لأنه قد يجلب معه مرضاً جديداً مدمراً لصحة البشر والأرض كلها.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

2 × ثلاثة =