تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » قراءة وكتابة » كيف اتفق الأدباء على أسلوب رسمي للكتابة وما أهم أعراف الكتابة ؟

كيف اتفق الأدباء على أسلوب رسمي للكتابة وما أهم أعراف الكتابة ؟

أعراف الكتابة هي بدائيات عملية الكتابة السليمة، ولكل من يريد أن يصبح مؤثرًا في عالم الأدب والكتابة عليه أن يفهم قيمة التنظيم المثالي للنصوص، والأعراف اللازمة لكتابة الجمل بالطريقة السليمة والواضحة، التي تجعل القارئ ينبهر بالكتابة وفي نفس الوقت يفهمها.

أعراف الكتابة

يمكن تعريف أعراف الكتابة على أنها عادات التزم بها الكُتاب على مر الزمن، حتى أصبحت هذه العادات قوالب محفوظة ومفهومة، ودليل جودة هذه الأعراف هي أنها صالحة لكل زمان ومكان في العالم، لتصير طريقة الكتابة المعهودة لعدد كبير من أنواع الكتابة، مثل كتابة المقال، كما توجد أعراف كتابة للقصة وللرواية وللشعر، وكل نوع من الكتابة له عرفه الخاص، بالتأكيد يمكن الخروج عن هذه الأعراف، وهذا في العادة ما يميز كل كاتب عن الآخر، ولكن تظل هذه الأعراف هي الأساس الموضوع عليه الكثير من قواعد الكتابة الأساسية في الكثير من مجالات الكتابة.

أعراف الكتابة في الكفايات اللغوية

الكفايات اللغوية؛ هي الإمكانيات المُكتسبة في اللغة، والتي تسمح للمتعلم على الكتابة بطريقة وأسلوب معين، يحتوي هذا الأسلوب على إبداعات وبصمات وقدرات وطريقة خاصة بالكاتب، أعراف الكتابة في الكفايات اللغوية لها نوعين، أعراف أساسية وأعراف إضافية، هذه الأعراف هي التي تجعل الكاتب يكون لديه أساسات الكتابة السليمة، والتي من خلالها يتم فهم الكتابة عن طريق جعل الجُمل والفقرات أكثر وضوحًا وسهولة.

أعراف الكتابة الأساسية

أعراف الكتابة أعراف الكتابة الأساسية

أعراف الأساسية للكتابة هي القواعد التنظيمية للنصوص، وتشمل هذه القواعد، كيفية كتابة العناوين، سواء الرئيسية أو الفرعية، الإبراز، الترتيب، سواء نقطي أو حرفي أو عددي، أيضًا ترتيب الفقرات والخاتمة، وفيما يلي توضيح لكل قاعدة بالتفصيل:

المقدمة

مقدمة النص، هي أول أعراف الكتابة الأساسية المعروفة، وفيها يتم إعطاء لمحات تشويقية للنص لو كان مقال، بمعنى أنه لو كان النص المكتوب هو قصة أدبية، فهناك أيضًا مقدمة، ولكن الغريب أن مقدمة الرواية ليست توضيحية، بل هي يجب أن تكون تشويقية فائقة، وربما تكون مقدمة الروايات هي العامل الأساسي في أي رواية لتستفز القارئ حتى يكملها، أما في حالة مقدمة المقال فالأمر يختلف حيث أن هناك أعداد معينة للكلمات التي يجب أن تكون في مقدمة المقال وهذا حتى لا يصاب القارئ من ملل المقدمات، بجانب استغلال الكلمات القليلة لإعطاء لمحة فنية عن محتوى المقال، في المقال عدد كلمات المقدمة عادة يكون في حدود 100 كلمة، على حسب الكاتب والناشر والمحرر يتغير هذا الرقم.

العناوين

ثاني عُرف من أعراف الكتابة هي عَناوين الفَقَرات والمَقَال، عِنوان المقال مهم جدًا لأجل قراءة المقال، كما أنه في الوقت الحالي ومع انتشار الصحافة الإلكترونية، أصبحت الكثير من الصفحات تعتمد فقط على عناوين جاذبة، بل وأحيانًا يصل الأمر إلى عناوين كاذبة لأجل الحصول على زيارات في مواقعهم، وإن يدل هذا على شيء فهو يدل على قيمة العناوين، توجد أيضًا عناوين للفقرات الداخلية الموجودة في المقالات، وهذه العناوين تكون وسيلة لتسهيل محتوى المقال، حتى لا يشعر القارئ بتداخل المعلومات أو عدم وجود علاقة بين الفقرات وبعضها.

العناوين الرئيسية والفرعية تجعل الفقرات المكتوبة معروف كل منها متفرع من أي عنوان رئيسي آخر، وهكذا مما يجعل عملية القراءة مرتبة وسلسة جدًا، العنوان يوضع عادة أعلى كل فقرة من فقرات المقال، لا يجوز أن يكون العنوان أكثر من عشر كلمات، لأن حينها سيُعتبر فقرة صغيرة مُستقلة، والعدد الأفضل للعناوين من كلمتين لأربعة، فمثلًا لو كان المقال عن “إيجابيات الطلاق” فمن المُمكن أن يكون عنوان المقال، “تعرف على أهم إيجابيات الطلاق”، وعنوان الفقرات الرئيسية داخل المقال “إيجابيات الطلاق”، والعناوين الفرعية “إنهاء المشاكل- الراحة النفسية- البداية الجديدة… وهكذا”.

الفقرات وترتيبها

الفقرة هي مجموعة من الجمل تتكلم عن نفس الموضوع، ونفس الزمن أو نفس الفكرة، يمكن أن تتعدد فقرات كل عنوان، فلو كان العنوان الرئيسي يحتاج إلى عناوين فرعية كثيرة، حينها كل عنوان فرعي سيتحول إلى فقرة مستقلة، أما لو كان العنوان الفرعي نفسه يحتاج إلى كلام كثير حينها من الممكن أن يتم تقسيم العنوان الفرعي لعدة فقرات ولكن بدون وضع عناوين، حتى يتم تعريف القارئ أن كل هذه الفقرات تابعة لنفس فكرة العنوان الفرعي.

الطبيعي في كتابة الفقرات هو أن تكون هناك مسافة واحدة قبل أول كلمة في كل فقرة جديدة، ولكن عادة هذا الأمر لا يُعمل به، ولذلك اسمها أعراف الكتابة ، حيث أنها ليست قانون ولكن من المعروف أن الأمر يسير بهذا الشكل، أيضًا هناك عرف آخر عن كتابة الفقرات وهو كتابة فقرة أو اثنين على الأكثر في العنوان الرئيسي أما العنوان الفرعي فهو فقرة واحدة فقط، يمكن الاختيار بين الاثنين حسب أسلوب الكتابة، أما لو كانت الفقرة تتكون من قائمة، حينها يُفضل كتابة سطر أو سطرين كتعريف للقائمة ثم الشروع في كتابة القائمة بالترتيب.

الإبراز

إبراز الكلمات من أعراف الكتابة الحديثة، حيث ساهمت بشكل كبير في ذلك الكتابة الإلكترونية، إبراز الكلمات هي عُرف من أعراف الكتابة للفت النظر على كلمات يريد الكاتب تركيز القارئ عليها، ويتم ذلك عن طريق تغير حجم الكلمة، أو تدقيقها باللون الأسود، أو تغيير شكل الخط نفسه.

التعداد

وهو واحد من أهم أعراف الكتابة ، وفيه يتم تمييز الجُمل أو ترتيب القوائم، وهناك تعداد لفظي، مثل “أولًا وثانيًا وثالثًا… إلخ”، أيضًا هناك تعداد رقمي مثل “1- 2- 3… إلخ”، ويوجد تعداد أبجدي، وفيه يتم استخدام حروف اللغة بالترتيب مثل “أ- ب- ج- د”، وأخيرًا التعداد النقطي، وهو لا يكون تعداد، ولكنه يجعل كل عنصر في القائمة مستقل، حتى لا يحدث أي اختلاط بين هذا العنصر والعناصر الأخرى، ليسهل على القارئ التمييز بين كل عنصر بصورة متفردة.

أعراف الكتابة الإضافية

أعراف الكتابة أعراف الكتابة الإضافية

في هذا القسم من أعراف الكتابة عدة أعراف لا يتم العمل بها بصورة منتشرة، أو بمعنى آخر، يمكن الاستغناء عنها ويكون النص متماسك، ولكن بوجودها يكون النص أكثر اكتمالًا بصورة احترافية.

الأسئلة والأجوبة

في هذا العُرف، يتم جذب انتبه القارئ بالأسئلة الصعبة، ليكون السؤال بديل للعنوان، فمثلًا، يمكن تغير العنوان إلى (كيف تتم الصلاة؟)، هذا السؤال ضروري جدًا، وأغلبية البشر يقومون بالصلاة، الفقرة في هذا الطرح تتكون من عنوان في صورة سؤال وإجابة في صورة فقرة، كما يمكن طرح الأسئلة في المقدمة كنوع من أنواع جذب انتباه القراءة.

وضع الأهداف وتحديدها

في المحاضرات الجامعية هذا العرف من أعراف الكتابة شهير جدًا، حيث يتم تلخيص محتويات المحاضرات في صورة أهداف، أو عناوين عامة، يقع تحتها عناوين رئيسية وعناوين فرعية وتعداد وإبراز وكل أعراف الكتابة الأخرى، وتُعد الفائدة الأولى والأساسية لوضع الأهداف العامة للنصوص؛ هي أن الأهداف تقدر على احتواء الكتب الكبيرة والمناهج الدراسية المتشعبة في صورة بسيطة من خلالها يسهل عملية استذكار بقية المعلومات الفرعية والأكثر تعقيدًا.

الرسوم التوضيحية والجداول البيانية

في بعض أنواع المقالات يتم إدراج صور بيانية لمعدلات زيادة وانخفاض، هذه الصور والجداول توضح جدًا فقرة كاملة وكلمات كثيرة في صورة واحدة، كما أنها تزيد من قدرة القارئ على فهم وتمييز معدلات الانخفاض بصورة سلسة وبسيطة، كما تساهم أيضًا في زيادة التركيز.

الخاتمة أو التلخيص

التلخيص أو الخاتمة يعتبر هو آخر عرف من أعراف الكتابة الإضافية، وفيه يتم تلخيص الصفحات والفقرات الكبيرة إلى أفكار أقل حجمًا في الكتابة، عملية اختزال للنصوص، يوضح فيها أهم المعلومات الأساسية دون حاجة لشرحها، ويمكن وضع الاستنتاج العام من المقال أو الدراسة ليخرج القارئ بنتيجة أخيرة مفيدة.

الالتزام بأعراف الكتابة يوفر على الكاتب البحث عن الأسلوب المناسب لكتابة المقال أو القصة أو المحاضرة، وهو أيضًا يساعد النقاد على تقييم المكتوب، من حيث التقييم التنظيمي وليس الإبداعي أو تقييم الأفكار نفسها، ويُسهل على القراء فهم ما يريد الكاتب قوله وتنفيذ الخطوات الموصوفة لو كان المقال يختص بعمل أشغال يدوية أو وصفات طبخ.

أيمن سليمان

كاتب وروائي، يعشق منهج التجريب في الكتابة الروائية، فاز ببعض الجوائز المحلية في القصة القصيرة، له ثلاث كتب منشورة، هُم "ألم النبي (رواية)، وإنها أنثى ولا تقتل (رواية)، والكلاب لا تموت (مجموعة قصص)".

أضف تعليق

اثنا عشر − تسعة =