تسعة شخصيات

شيرلي تمبل .. أسطورة هوليود ذات الخمسة أعوام

شيرلي تمبل .. أسطورة هوليود ذات الخمس أعوام

سيرة حياة شيرلي تمبل : شيرلي تمبل بإجماع النقاد والجمهور هي واحدة من أساطير السينما، فكيف كانت مسيرتها إلى النجومية؟ وكيف تغلبت في صغرها على كبار النجوم؟

شيرلي تمبل هو اسم لابد أن يذكر كلما ذُكرت أساطير الفن السينمائي، لا عجب في هذا وهي الطفلة الأكثر شهرة والأعلى أجراً في تاريخ السينما، بل إن تجربة شيرلي تمبل صارت تُدرّس حول العالم، وسعى العديد من صناع السينما في العديد من الدول إلى استنساخها، وعلى الرغم من إن سنوات نشاطها الفنية انحصرت في فترتي طفولتها ومراهقتها، إلا إنها تمكنت من حجز مكان لنفسها ضمن القائمة الرسمية لأساطير الشاشة.

شيرلي تمبل .. من هذا ؟

شيرلي تمبل بإجماع النقاد والجمهور هي واحدة من أساطير السينما، فكيف كانت مسيرتها إلى النجومية؟ وكيف تغلبت في صغرها على كبار النجوم؟

الميلاد والأسرة :

في الثالث والعشرين لعام 1928م ولدت الأسطورة شيرلي تمبل ،وكان ذلك في مدينة سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ونشأت في أسرة ميسورة الحال، فوالدها هو جورج فرانسيس تمبل كان مصرفي، وكان يشغل منصباً مرموقاً بالبنوك الأمريكية، أما والدتها فقد كانت ربة منزل تدعى جيرترود آماليا تمبل، وكان لشيرلي شقيقين هما جون وجورج فرانسيس الابن.

إعداد النجمة :

والدة شيرلي تمبل كان لها التأثير الأقوى في حياتها، وبشكل ما كان لها الفضل الأكبر فيما حققته من نجاحات، فقد حرصت على إعدادها منذ ولادتها لتكون نجمة، حتى إنها من بين المدارس جميعها انتقت مدرسة ميجلان في لوس أنجلوس لتلحقها بها، إذ أنها مدرسة متخصصة في تعليم فنون الغناء والرقص، وكانت تعاملها وهي دون الرابعة على إنها نجمة، حتى إنها كانت تنتقي لها ملابس وتصفيفات شعر مماثلة لملابس وتصفيفات نجمات هوليود الشهيرات.

البداية :

كانت الأم تسعى سعياً حثيثاً للارتقاء بابنتها الصغيرة إلى مصاف النجمات، خاصة بعدما أظهرت شيرلي تمبل براعة في الغناء والرقص، فذهبت بها إلى مكاتب وكلاء شركات الإنتاج الفني، لتخوض اختبارات التمثيل وتقديم العروض الفنية، وبالفعل حصلت الصغيرة على دور صغير في فيلم بعنوان ذات الشعر الأحمر، ورغم إنها كانت في الثالثة من عمرها، ورغم إن مساحة الدور كانت صغيرة، إلا إنها تمكنت من جذب انتباه رؤساء شركة فوكس للإنتاج السينمائي، فقاموا بتوقيع عقد مع عائلتها يقتضي أن تعمل الطفلة لصالحهم لمدة عام كامل، وبالفعل خلال عدة أشهر قدمت الصغيرة فيلمها التالي بعنوان السيدة الصغيرة، ثم توالت نجاحاتها حتى صارت واحدة من ألمع نجمات هوليود، وأفلامها تتصدر قائمة إيرادات شباك التذاكر.

شيرلي علامة تجارية :

نجاح شيرلي تمبل غير المسبوق لم يضعها فقط في مصاف النجوم، ولم يجعلها واحدة من النجمات الأعلى أجراً في هوليود، إنما حول اسم شيرلي في حد ذاته إلى علامة تجارية، فقد انتشرت بمحال لعب الأطفال في تلك الفترة عرائس على هيئة شيرلي وتحمل اسمها، كما ظهرت بعض المشروبات الغازية الحاملة لاسم شيرلي تمبل ،وعلاوة على هذا وذاك فإن نسبة كبيرة من المواليد الإناث في تلك الفترة أطلق عليهم اسم شيرلي تيمناً بها، وحتى بيوت الأزياء الكبيرة كانت تتسابق لجعل شيرلي ترتدي تصميماتها بالأفلام، فكانوا يعلمون إن ذلك سيضاعف معدلات مبيعاتهم عدة مرات.

الاعتزال :

رغم النجاح الكبير الذي حققه شيرلي تمبل في عالم السينما، وإنها حققت رغم حداثة سنها ما عجز عنه كبار نجوم هوليود في ذلك الوقت، إلا إنها فضلت اعتزال العمل بمجال الفن في وقت مبكر جداً، وتحديداً في عام 1950م وكان عمرها آنذاك 22 عاماً تقريباً، وقد كانت تمبل قد شاركت في مراهقتها في العديد من الأعمال السينمائية، أغلبها كانت هي بطلته الرئيسية، ولا يمكن وصف تلك الأفلام بإنها قد فشلت، ولكن في الوقت ذاته لا يمكن القول بإن نجاحها كان مماثلاً لذلك النجاح الذي حققته أفلامها وهي لا تزال طفلة، ويرى النقاد إن قرار تمبل لم يكن جباناً بقدر ما كان حكيماً، فهي فقط أرادت أن تحافظ على صورتها في أذهان المشاهدين، ومع مرور الزمن اتضح إنها كانت محقة، فاستمرارها في العمل التمثيلي ربما كان سيصنع منها نجمة شابة، أما اعتزالها جعل منها أسطورة صعبة التكرار، وهي حتى اليوم ورغم مرور كل تلك السنوات، لا تزال تمبل هي الطفلة الأشهر في تاريخ هوليود وفي تاريخ السينما بشكل عام.

الجوائز والتكريمات :

الاهتمام بشخص شيرلي تمبل لم يقتصر على سنوات نشاطها الفني فقط، بل إنها دوماً كانت محط اهتمام الإعلام والمؤسسات المعنية بالأنشطة الفنية، وبطبيعة الحال الجوائز التي نالتها اقتصرت على الفترة التي عملت بها بالأفلام، أما التكريمات فلم تنقطع عنها وحظيت بالعديد منها حتى بعد اتخاذها القرار بالاعتزال، ومن أهم وأبرز الجوائز والتكريمات في حياة شيرلي تمبل ما يلي:

  • نالت تمبل جائزة الأوسكار الخاصة تقديراً لموهبتها وهي في عمر السادسة تقريباً.
  • تم تكريمها من قبل مركز كيندي.
  • تم تكريمها من نقابة نجوم الشاشة.
  • جائزة الإنجاز من المركز الأمريكي لسينما الأطفال.
  • أضيفت نجمة باسمها في ممشى المشاهير بهوليود في 1960م.
  • تم تكريمها في 1980م من مؤسسة الحريات في بنسلفانيا.

من أساطير الشاشة :

بخلاف كل ما سلف ذكره من تكريمات وجوائز نالتها شيرلي تمبل خلال عملها أو بعد اعتزالها، فإن التكريم الأهم على الإطلاق، يتمثل في وضع اسمها ضمن القائمة المعدة من قبل المؤسسة الأمريكية للأفلام AFI، والتي تضمنت أهم الممثلين في تاريخ السينما والملقبون بـ(أساطير الشاشة)، وقد جاء اسم تمبل ليحتل المرتبة الثامنة عشر ضمن هذه القائمة.

تمبل المُلهمة :

شيرلي تمبل ليست مجرد ممثلة ناجحة وكذلك ليست مجرد أسطورة سينمائية، بل إنها مثلت في زمانها -وحتى اليوم- حالة فنية فريدة، حاول الكثير من صناع السينما حول العالم استنساخها، ولعل أبرز هذه المحاولات في العالم العربي، هو ما فعله أنور وجدي مع الطفلة فيروز، والتي أراد لها أن تكون نظير عربي لتمبل الغرب، وقد نجح في تحقيق هدفه بنسبة كبيرة، مما يعني إن تمبل ملهمة لكل صانع سينما استعان بالأطفال وجعلهم محور عمله الفني.

الرصيد الفني :

تعتبر شيرلي تمبل من نجوم هوليود أصحاب الأرصدة الفنية الضخمة، فقد قدمت خلال مشوارها الفني على الرغم من قصره قرابة 60 فيلماً، تنوعوا ما بين أفلام قصيرة وأفلام طويلة، وحطمت الأرقام القياسية باعتبارها الممثلة صاحبة الإنتاج الأكبر في بدايات النشاط، إذ إنها خلال أول ثلاث أعوام لها كممثلة شاركت في تسعة وعشرين فيلماً سينمائياً، بينهم إثنى عشر فيلماً قدموا خلال عام 1934م فقط.

الحياة الشخصية :

تزوجت شيرلي تمبل مرتين خلال حياتها، الأولى في 1945م من الممثل الأمريكي جون إدجار، واستمر زواجها منه لمدة خمس سنوات، وفي ذات عام انفصالها عن إدجار تزوجت للمرة الثانية من رجل الأعمال تشارلز آلدن بالاك، وكان لتمبل ثلاثة ابناء، هم ليندا إدجار ولوري بالاك وتشارلز بالاك الابن.

الوفاة :

في العاشر من فبراير لعام 2014م تناقلت وسائل الإعلام نبأ وفاة شيرلي تمبل ،ورغم إن ذلك قد أتى بعد مضي سنوات وسنوات على رحيلها، إلا إن الملايين من عشاق أفلامها حول العالم قد اغتموا لهذا النبأ المحزن، وكانت تمبل في سنواتها الأخيرة قد عادت للعيش بمسقط رأسها بولاية كاليفورنيا، وتوفيت بمنزلها هناك متأثرة بشيخوختها وسط عائلتها.

محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

أضف تعليق