تسعة شخصيات

أحمد زويل .. قبل وبعد الفيمتو ثانية

العالم المصري أحمد زويل .. قبل وبعد الفيمتو ثانية

أحمد زويل لا شك إنه أحد النماذج المصرية والعربية المشرفة، فهو العالم الذي تنال الجامعات الكبرى الفخر بزمالته، وترفع من مكانتها بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية ممهورة بخاتمها، أحمد زويل هو العالم المصري الذي نال أكثر من 30 جائزة من أرفع الجوائز العلمية بالعالم، فهلا نظرنا إلى صاحب ذلك الاسم الذي نفخر به جميعاً عن قرب، وتأملنا مشواره من بدايته وحتى النقطة التي بلغها الآن، لنرى كيف كان وكيف أصبح وكيف هو بعيداً عن الأضواء وخارج الحياة العملية.

أحمد زويل .. من هذا ؟

إن كنا نتحدث عن العظماء والمشاهير في التاريخ، فذكرنا اسم أحمد زويل هو ليس أمر اختيارياً؛ ذلك لأن صاحب الاسم بما حققه من إنجازات علمية غير مسبوقة، فرض ذكره على جميع القوائم التي تجمع اسماء العظماء.. فترى كيف كان مشواره من طالب مصري، وحتى صار مستشاراً علمياً لرئيس الدولة الأكبر في العالم؟

الميلاد والنشأة :

اسمه الثلاثي أحمد حسن زويل المولود في السادس والعشرين من 1946م، أسرته الصغيرة هي مثال للأسرة المصرية الأصيلة، تنتمي إلى الطبقة المتوسطة والتي تشكل النسبة الغالبة من الأسر المصرية، التي تتسم بالالتزام الديني والسيرة الطيبة، الوالد حسن زويل كان يعمل مراقباً فنياً بمديرية الصحة بدسوق، أما السيدة الفاضلة والدته فكانت ربة منزل، ولـ أحمد زويل ثلاث شقيقات هن سهام ونعمة وهانم.. وُلِد أحمد زويل بمدينة دمنهور المصرية التابعة لمحافظة البحيرة، وعند بلوغه سن الرابعة تم نقل عمل الأب إلى مدينة دسوق، فانتقلت الأسرة بأكملها بالتبعية إلى هناك.

التعليم :

رحلة أحمد زويل العلمية بدأت في مدينة دسوق، بالتحاقه بمدرسة النهضة التي حصل منها على الشهادتين الابتدائية والإعدادية، ثم استكمل دراسته الثانوية بمدرسة دسوق، ثم انتقل إلى مدينة الإسكندرية ليدرس بكلية العلوم التابعة لجامعتها، ومنها حصل على درجة البكالوريوس في عام 1967م بتقدير عام امتياز، كان دافعاً له لاستكمال مشواره التعليمي، فنال في عام 1969م درجة الماجستير عن رسالته المتمحورة حول علم الأطياف.

رحلته بالولايات المتحدة :

أتيحت لعالمنا الدكتور أحمد زويل فرصة الانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال الدراسة وبدء حياته العملية، فحصل على الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في عام 1974م، وبنفس الجامعة شغل وظيفة معيداً وباحثاً، ثم عمل مساعداً للطبيعة الكيميائية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ثم شغل في عام 1978م منصب استاذاً بذات الجامعة، واستمر تدرجه في المناصب حتى شغل أرفعها وأعلاها مكانة، بجانب استمراره في عمله كباحث وتمكن من خلال أبحاثه إلى تحقيق نتائج غير مسبوقة، فهو أول شخص في التاريخ يتمكن من تصوير عملية التفاعل الكيميائي، وهو ما جعل منه أحد أساطير العلم في الولايات المتحدة والعالم بل وفي تاريخ البشرية.

ديما الفحام :

المرأة هي الدافع نحو النجاح في حياة كل رجل، وهي الشعلة التي تمنحه حرارتها الدفء ونورها يهديه ويُضئ له الطريق، والشعلة في حياة أحمد زويل هي السيدة ديما الفحام، والتي حملت اسمه بعد الزواج بحسب العرف الغربي فصارت ديما زويل، وهي سيدة سورية سليلة واحدة من أعرق العائلات هناك، فوالدها هو الدكتور العلامة شاكر الفحام أحد أقطاب الأدب العربي، والذي كرس حياته لدراسة اللغة العربية وآدابها، وأثمر زواج أحمد زويل من السيدة ديما الفحام عن أربعة ابناء، ابنتين مها وأماني زويل وولدين هما نبيل وهاني زويل، وعائلة أحمد زويل تقيم معه بالولايات المتحدة الأمريكية، لكنه رغم ذلك حريص على توطيد صلتهم بوطنهم الأم الوطن العربي.

الإنجاز الشخصي :

رغم كل ما حققه أحمد زويل من إنجازات يرى إن أسرته هي الإنجاز الأكبر في حياته، ويقول هذا صراحة وبصدق كلما سؤل عنه بأي حوار، كما يؤكد إنه يحرص على زيارة مصر كلما سنحت له الفرصة بذلك، فهو رغم المكانة التي بلغها بالولايات المتحدة الأمريكية، ورغم ما يلاقيه من تقدير من إدارتها وشعبها، إلا إنه في النهاية لا يزال يشعر بها بشئ من الغربة، وذلك الشئ يتلاشى ويغمره الارتياح عند زيارة مصر، ولهذا فإن زيارته لها متكررة ولا تنقطع أبداً، وهو دائماً ما يذكر ابنائه بأنهم مصريون في المقام الأول وقبل كل شئ.

الإنجاز المهني :

لم يتمكن أحمد زويل من أن يكون أحد أبرز وأشهر العلماء في العالم فحسب، بل إنه بما حققه من إنجازات وما توصل له من اكتشافات، صار واحد من أبرز العلماء في تاريخ الإنسانية، وذلك بعدما قدم خدمة جليلة للبشرية بابتكاره نظام التصوير السريع باستخدام الليزر، والقادر على التقاط صور حركة الجزيئات الدقيقة والسريعة خلال فيمتو ثانية، وهذه المدة تمثل واحد من مليون مليار جزء من الثانية الواحدة.

الجوائز والتكريمات :

يشتهر أحمد زويل بإنه العالم المصري الحائز على جائزة نوبل، ورغم إن هذا صحيح إلا إنها ليست الجائزة الوحيدة التي نالها، فبفضل أبحاث وإنجازات أحمد زويل في مجالي علوم الليزر وعلم الفيمتو ثانية، نال عدد غير قليل من التكريمات والجوائز التقديرية المُقدمة من العديد من الدول، ومن أمثلة التكريمات التي حاز عليها دكتور أحمد زويل خلال مشواره العلمي ما يلي:

  • قلادة النيل العظمي وهي الوسام العلمي الأرفع في مصر.
  • جائزة وولش من الولايات المتحدة الأمريكية.
  • جائزة الملك فيصل للعلوم.
  • جائزة هوكست الألمانية.
  • جائزة ماكس بلانك الألمانية.
  • ميدالية أكاديمية العلوم الهولندية.
  • جائزة ألكسندر فون همبولدن من ألمانيا الغربية.
  • جائزة باك وتيني من الولايات المتحدة.
  • ميدالية بريستلي وهي الوسام العلمي الأرفع بالولايات المتحدة.
  • وسام الاستحقاق المصري من الطبقة الأولى.
  • جائزة كارس السويسرية من جامعة زيورخ.

المناصب التي شغلها :

الجوائز والأوسمة التي نالها دكتور أحمد زويل لم تكن هي فقط ثمرة جهده العلمي، بل إن تكريم العالم الجليل قد تم بصور عِدة، من بينها انتخابه وترشيحه لشغل العديد من المناصب الرفيعة، ومن أمثلة تلك المناصب التي شغلها أحمد زويل ما يلي:

  • تم اختيار أحمد زويل في 2009م ليكون ضمن العشرين عالماً، الذين يشكلون مجلس الرئيس الأمريكي الاستشاري في العلوم والتكنولوجيا.
  • تم انتخاب أحمد زويل بالإجماع ليكون عضواً بالأكاديمية الأمريكية للعلوم.
  • كذلك حصل أحمد زويل على أكثر من دكتوراه فخرية من أكثر من جامعة عالمية، منها جامعات الإسكندرية وأوكسفورد والجامعة الأمريكية بالقاهرة وسيمون فريزار.

إدانته بالفضل لمصر :

كثيرون هم علماء العرب ممن يحصلون على فرصهم بالخارج، فينسون أوطانهم الأم ويتحول لديهم إلى ذكرى يطويها النسيان، أو مجرد كلمات عن الحنين والانتماء يتغنون بها في الاحتفالات، لكن الأمر بالنسبة لعلماء مصر الكبار يختلف عن ذلك، فعباقرة أمثال أحمد زويل ومجدي يعقوب وفاروق الباز، لم تنسيهم مكانتهم التي حققوها بالعالم الغربي وطنهم الأول، ودائماً ما يحاولون رد الجميل له بتقديم الخدمات والمساعدة.

وفيما يخص حالة الدكتور أحمد زويل ،فإنه يشرف على إقامة المشروع العلمي الذي يحمل اسمه “مشروع زويل القومي للعلوم والتكنولوجيا”، وبدأ العمل على إقامة هذا الصرح العلمي العظيم في عام 1999م، وهي مؤسسة علمية مستقلة تمول من خلال تبرعات الهيئات والأشخاص، وتقدم مدينة زويل العلمية مستوى رفيع من التعليم يماثل المستوى الذي تقدمه الجماعات العالمية الكبرى، وهدفها هو تخريج جيل جديد من الباحثين والعلماء، يمكنهم تبني العديد من المشروعات التي من شأنها الارتقاء بالوطن في شتى المجالات، ودفعه إلى التقدم وتحقق له الرخاء والازدهار.

سيرة حياة

أضف تعليق