تسعة مجهول
ماري بيل
الرئيسية » جريمة » ماري بيل : من طفلة إلى عاهرة إلى قاتلة متسلسلة مرعبة!

ماري بيل : من طفلة إلى عاهرة إلى قاتلة متسلسلة مرعبة!

القتل بغرض التسلية أو المتعة ليس أمرًا نادرًا، فهناك الكثير من القتلة الذين اتخذوا من القتل لعبة للتسلية ومنهم السفاحة ماري بيل التي سنسرد قصتها هنا.

قبل أن تكون ماري بيل مرأة غريبة كانت مجرد طفلة، طفلة عادية جدًا أمام الناس، لكن في الخفاء كانت أصغر قاتلة مُتسلسلة على الإطلاق، قتلت في طفولتها ما لا يقل عن عشرين طفل، جميعهم كانوا مجرد أطفال لا علاقة لماري بهم سوى أنهم كانوا أداة صالحة للعبث واللهو لها ولصديقتها التي شاركتها حصيلتها الإجرامية، والتي جعلت منها بلا منازع أغرب طفلة في التاريخ بأكمله، ولكي نقترب من الصورة أكثر من ذلك، دعونا نتعرف في السطور الآتية على القاتلة المُتسلسلة ماري بيل، أو بكلماتٍ أخرى، أغرب طفلة مرت بالتاريخ.

ماري بيل الطفلة التي تحولت إلى سفاحة مرعبة

من هي ماري بيل؟

في السادس والعشرين من شهر مايو القابع في عام 1957 وُلدت الطفلة الغريبة ماري بيل بإحدى الولايات الجنوبية بالولايات المتحدة الأمريكية، لكن الأغرب من ماري كان والدتها بيتي، والتي كانت فتاة ليلٍ مُتمرسة، تمارس الرذيلة في أي وقت وبأي مكان، بأموال أو بدون، المهم أن تُمارسها باستمرار، لذلك كان من الطبيعي جدًا أن يختلط الأمر عليها فيما يتعلق بوالد ابنتها ماري الحقيقي، والذي كان لسوء الحظ شخص من الخمسين شخص الذين قضت معهم بيتي الأسابيع القليلة السابقة لحملها من ماري، لكن، الأهم من كل ذلك أن ماري بسبب والدتها المُضطربة وجدت في طفولتها ما لم تجده أي طفلة في هذا الكون من والدتها.

طفولة ماري بيل

كرهت بيتي ابنتها ماري منذ اليوم الأول لها في الحياة، ولم يكن الكره المقصود هنا هو نفس الكره الذي يجول في أذهانكم الآن، وإنما كان كرهًا مصحوبًا بمحاولات القتل، أجل، حاولت بيتي أكثر من مرة قتل ابنتها ماري، فكانت لا تُرضعها، وتُعطيها الأدوية غير الصحيحة، بل إنها ذات مرة أقدمت على قذفها من النافذة لكنها نجت في اللحظات الأخيرة، فيما بعد، سيندم كل سكان الولايات المتحدة الأمريكية تقريبًا أن محاولة القتل تلك قد فشلت.

معاناة ماري بيل

بعدما أقلعت بيتي عن محاولة قتل ابنتها انتابتها أفكار أخرى أكثر جنونًا وسوءًا، فكانت مثلًا تجعل ماري تشاهدها وهي تُمارس الرذيلة، بل وتجعلها تُشاركها ذلك بعض الأحيان، حتى أنها قد كتبت في مذكراتها أنها تتذكر أن أول مرة فعلت فيها ذلك كان عمرها لا يتجاوز الرابعة، لكن الأدهى من ذلك كان مرض التبول اللاإرادي الذي أُصيبت به ماري، والذي كان بمثابة أرض خصبة للهو من قِبل والدتها الكارهة لها في الأساس، فكانت تُخرج فراشها التي بالت فيها الطفلة وتُعلّقه على باب البيت كي تُفتضح أمام صديقاتها، إضافةً إلا أنها كانت تجعلها تلعق موضع البول بلسانها كعقابٍ على جريمة ليس لها يد فيها على الإطلاق.

أب جديد

كما ذكرنا، لم يكن أحد يعرف والد ماري بيل الحقيقي، حتى بيتي نفسها لم تكن تعلم بذلك، لكن الجميع تفاجأ بعد ثلاث سنوات من ولادة ماري أن بيتي تُقدم شخص يُدعى بيل على أنها والد ماري الحقيقي، وبالطبع لم يكن هناك أي مناص للتشكيك فيما تقوله بيتي، خاصةً وأنها قد شوهدت أكثر من مرة معه قبل الولادة، لذلك، أصبح بيل رسميًا أبًا لماري، وكان من الممكن جدًا أن تتغير حياة تلك الطفلة بظهور الأب، إلا أن القدر لم يُمهلها أكثر من ثلاث سنوات ليموت بيل في عمله ويترك ماري وحيدة لأمها المجنونة من جديد، لتبدأ بعدها شخصية القاتلة ماري في الظهور.

بداية القاتلة المُتسلسلة

في الحادي عشر من مايو القابع في عام 1968 بدأت علامات الإجرام تظهر على ماري بيل، وقد كانت وقتها لا تزال في الحادية عشر من عمرها، إلا أنها بالرغم من ذلك أقدمت على إلقاء طفل لم يتجاوز الثلاث سنوات من أعلى بناء، إلا أنه ولحسن الحظ لم يُصب سوى بكسور خفيفة، أما الشرطة فبالطبع لم تضع في حسبانها وجود شبهة قتل في الأمر وقامت باعتبار الحادث مجرد شغب أطفال، لكن، بعد أقل من شهر، تقدمت خمس أمهات معن ببالغ للشرطة مفاده أن طفلة صغير تُدعى ماري بيل أقدمت على خنق أطفالهن حتى الموت، إلا أن هذا البلاغ أيضًا لم يؤخذ بالجدية، ليتحول الأمر من مجرد رغبة في القتل إلى قتل حقيقي.

الجريمة الأولى

في يوليو القابع في نفس العام، 1968، كانت ماري بيل وصديقة متوحشة مثلها تدعى نورما يتجولان في الطريق، وكان ثمة طفل صغير فقير لا يتجاوز الخمس سنوات يتسول بحثًا عن طعام، وهنا وجدت ماري طريقة يمكن من خلالها قتل هذا الطفل، فذهبت إليه هي وصديقتها وأخبرتاه أنه ثمة رجل يُعطي الحلو مجانًا في مكانٍ ما، ووصفتا له منزل مهجور، ثم ذهبتا معه وهناك قام بمباغتته وخنقه حتى القتل، لكن، هل توقفت رغبتهما المجنونة عن قتل الطفل؟

أشد من القتل

عادت ماري بيل وصديقتها إلى البيت، ثم أحضرا أدوات الخياطة ومقص، وذهبتا بهما إلى موضع ترك جثة الطفل وقامتا بالتمثيل بجثة الطفل الصغير بطريقةٍ أكثر وحشية من الطرق التي نُشاهدها في التلفاز أو نقرأ عنها في الكتب، ثم عادتا إلى بيتهما بكل برود بعد ساعة كاملة من الاستمتاع، الأدهى من كل ذلك أنهما قد لقيا في طريقهما شقيقة هذا الطفل المقتول وقامتا بإيهامها أنهما يبحثان معها على أخيه، ثم بعدها، وفي أقل من أسبوع واحد، شرع الطفلتين المتوحشتين بقتل أكثر من 20 طفل وطفلة في أقل من أسبوع، وفي هذا الأثناء تم الكشف عن جثة الطفل الفقير وبدأ نجم القاتلتين في الخفوت.

سقوط ماري بيل

دائمًا ما يترك القاتل دليلًا خلفه يصلح للاقتفاء، وهذا بالضبط ما حدث لماري، حيث نسيت المقص، الذي شُوهد معها كثيرًا من قبل، في مسرح الجريمة، وبتتبع صاحبة المقص تم الوصول إليها، لكن الشرطة صُدمت بالتأكيد عندما عرفت أنها تتبع طفلة لا تزال في الحادية عشر، وكانت تُفكر جديًا بطرد فكرة ضلوع ماري في الجريمة، إلا أن سلوك ماري الغريب أثناء دفن الطفل جعل الشرطة تُعاود الشك من جديد، فقامت بالقبض عليها هي وصديقتها نورما.

في التحقيقات كانت نورما على النقيض من ماري تمامًا، فقد سقطت من أول وهلة وقامت بالاعتراف على ماري، أما بطلتنا الغريبة فقد تماسكت تماسكًا غريبًا حتى تم مواجهتها بالشهود والأدلة واعترافات نورما، وقتها فقط اعترفت بجرائمها لكن بثباتٍ غريب ومُحير، فلم تظهر عليها أبدًا علامات الخوف أو القلق، بعكس صديقتها الضعيفة، والتي استجلبت عطف المحكمة وحصلت على البراءة، فيما تم الحكم بوضع ماري في الإصلاحية مدى الحياة.

نهاية ماري

تحسن سلوك ماري بيل في السجن، لذلك، بعد عشر سنوات فقط، قامت المحكمة بالإفراج عنها وهي في سن الثانية والعشرين، والغريب أنها عادت لاستكمال حياتها كأي شابة عادية، حيث تزوجت وأنجبت، وطلبت من المحكمة منحها الإذن باستخدام اسم ولقب آخرين حتى يُمكنها بدء حياتها دون ماضيها الأليم، ليتحقق لها ما تُريد وتعيش أغرب طفلة في العالم الحياة التي تعيشها أي فتاة عادية، وربما لا يعرف البعض أن ماري ما زالت حتى عامنا هذا، 2017، تعيش باسمها الجديد دون علم أحد بماضيها.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

3 + سبعة عشر =