تسعة مجهول
جرائم الحيوانات
الرئيسية » جريمة » جرائم الحيوانات : أغرب الجرائم التي كانت الحيوانات طرفًا فيها

جرائم الحيوانات : أغرب الجرائم التي كانت الحيوانات طرفًا فيها

بالتأكيد لا ترتكب الحيوانات جرائم كالإنسان، لكن هناك العديد من الحوادث الغامضة التي كانت الحيوانات طرفًا فيها، تعرف معنا على أغرب جرائم الحيوانات هنا.

في هذا الموضوع الطريف سنتعرض إلى جرائم الحيوانات في كل الأنواع، حيث سنفرد بعض الفقرات لذكر جرائم حقيقية ارتكبتها بعض الحيوانات وفي فقرات أخرى سنذكر لك قصص طريفة عن استخدام المجرمين للحيوانات في أعمالهم الإجرامية، وأيضًا الطرق التي يستغلها المجرمون وأصحاب الأعمال غير الشرعية للاستفادة من الحيوانات، كما أننا سنتعرض إلى ممارسة كانت شائعة في العصور الوسطى في أوروبا وهي محاكمة الحيوانات، باختصار فإن هذا الموضوع هو يخص كل ما يتعلق بالحيوانات والجريمة.

جرائم الحيوانات وقصص أغرب من الخيال

جرائم الحيوانات والمافيا

كما نرى في الأفلام، فإن العصابات تستخدم الحيوانات في بعض الأحيان للاستفادة من قوتهم لكن في المقام الأول للاستفادة من الذعر الذي تبثه الحيوانات المفترسة كالأسود والنمور، وهذا ما فعله أحد زعماء المافيا الإيطالية، فقد تمكن من الحصول على تمساح مخيف يزن حوالي 40 كيلوجرام ويصل طوله إلى 2 متر ووضعه في فناء منزله مع ربطه بشكل محكم، وعمل على تغذيته بشكل مكثف حيث كان يقدم له يوميًا الأرانب البرية الحية وذلك على مرأى من جيرانه الذين خافوا من تبليغ الشرطة أو لمعرفتهم من عدم جدوى التبليغ وهو ما يحدث دومًا مع رجال المافيا حيث أن أغلبهم إما يقومون برشوة رجال الشرطة والقانون أو أن لديهم تاريخ دموي معهم، واستخدم التمساح في بث الذعر في قلوب أصحاب المحلات والمشاريع الصغيرة، فإما دفع مبلغ مالي كل شهر مقابل حمايتهم من العصابات الأخرى أو أن يكونوا وجبة للتمساح، لكن لم يدم الأمر طويلاً حيث انتهى أمر زعيم المافيا في حملة أمنية مكثفة استهدفت أهم أعضاء المنظمة حيث قبض عليه وتم إيداع التمساح إحدى مراكز تأهيل الحيوانات بسبب المعاملة الغريبة التي عومل بها ووجهت له تهمة الامتلاك غير القانوني للحيوانات غير الأليفة.

المافيا والحيوانات

في مدينة فيلا ليتيرنو، حطم رجال المافيا النافذة الخلفية لسيارة رجل أعمال في الثامنة والخمسين من عمره ووضعوا ثعبان سام يبلغ طوله ثلاث أمتار كرسالة تهديد له بعد رفضه التعاون معهم، وقد تم القبض عليهم بسرعة وإدانتهم. وفي قصة أخرى تخص جرائم الحيوانات فقد استخدم تجار مخدرات تابعين لعصابة كبيرة ثعبان أبيض كبير لحراسة كميات كبيرة من الكوكايين، وهذا ما نجحوا فيه بالفعل حيث لم يتجرأ أي شخص من الاقتراب من هذه الأصلة، كما أنهم استخدموا ببغاء مدرب بعناية لمعرفة الكميات التي يريدها المشترون دون أن يضطروا لمواجهتهم حيث كانوا يسمعون ما يردده الببغاء ثم يلقي الشخص بكمية المال ويلقون المخدرات من نافذة حديدية. ومن الجدير بالذكر كذلك أن الصحف ذكرت قصة أخرى عن جرائم الحيوانات وهي أن أحد زعماء المافيا كان يمتلك ببر سيبيري بالغ وضعه في قفص ليخيف به أعداءه وليبهر رفاقه أيضًا، إلى أن تم القبض عليه ونقل الحيوان إلى حديقة حيوانات في مدينة بولونيا الإيطالية.

الببغاء والشرطة

في إحدى جرائم الحيوانات الطريفة، يحكى أن سوريش ساكهاركار وهو أحد المواطنين الهنود قد أزعج الشرطة ببغباءه الذي داوم على تدريبه لسنتين كاملتين ليتعلم الشتائم، ولكنه كان يقصد بالتحديد تدريبه على شتم زوجة أبيه الذي كان يكرهها بصورة خاصة، وكان الببغاء الذي يدعى هاريال ذكيًا وقادرًا على شتم المرأة دومًا دونًا عن أي شخص آخر، وهذا ما داوم على فعله حيث كان يسبها بأفظع الشتائم إلى أن فقدت المرأة صوابها وذهبت إلى مركز الشرطة المحلي لتتهم الببغاء بالقذف العلني، وكما ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية فإن رجال الشرطة أحضروا الببغاء وواجهوه بالتهمة لكن على ما يبدو فإنه لم ينطق بأي تصريح!

قصص لا تنتهي عن الببغاء والشرطة

لن نتحدث هنا تحديدًا عن جرائم الحيوانات بل عن مساعدة الحيوانات للشرطة، نذكر الببغاء الذي ساعد الشرطة في اكتشاف الجاني في جريمة قتل عجزوا عن حلها، فقد تصادف وجود ببغاء العائلة في وقت الجريمة، والمجنية عليها امرأة وقاتلها هو ابن أخيها، وأثناء التحقيقات لاحظ المحققون أنه فور دخول ابن أخ القتيلة فإن الببغاء يبدأ في إصدار أصوات مميزة ويرفرف بأجنحته بشكل غريب، وهذا ما دعاهم إلى الشك خصوصًا أنه ظل يكرر هذا في كل مرة يدخل فيها الجاني دونًا عن أي شخص آخر، لذا فقد بدأوا بالتركيز عليه باعتباره المتهم الأول وفتشوا منزله وكل متعلقاته إلى أن تأكدوا أنه الجاني، وبعد هذا ذاع صيت الببغاء في الصحف وأطلق عليه “هركيول الببغاء” نسبةً إلى شخصية المحقق هركيول بوارو الخيالية التي ظهرت كثيرًا في قصص ملكة أدب الجريمة أجاثا كريستي.

محاكمة الحيوانات

تدهشنا ممارسات العصور الوسطى في الكثير من الأحيان، وفي هذا الصدد نجد أنه كان من الشائع لديهم اعتبار جرائم الحيوانات هي جرائم تستحق المحاكمة وإن كانت في بعض الأحيان مجرد شيء عادي، وكان الأمر عبارة عن ممارسة رسمية شائعة يوضع فيها الحيوان أمام أحد القضاة، ويقوم الحراس بجعله يرتدي الملابس ليكون شبيهًا بالبشر، وبالرغم من أن المحاكمة تكون هزلية وغير عقلانية بالمرة فإنها قد تؤول في بعض الأحيان إلى حكم البراءة أو العفو، ولكن في أغلب الأوقات يتم اتهامهم وتنفيذ الحكم عليهم. تشير المصادر إلى أن أصل هذا التقليد الغريب جاء من الكتاب المقدس وبالتحديد في السفر الحادي والعشرين من إصحاح الخروج في العهد القديم وهو ينص على أنه في حالة قتل ثور لإنسان، فإن الحيوان يعتبر مذنبًا في عين الرب ويجب أن يُقتل.

جرائم الحيوانات : الديك الذي يبيض

إذا جادل أحدهم عن سبب هذه المحاكمة، فإن علماء الدين كانوا يملكون إجابة مباشرة ومعروفة وهي عبارة عن دليل مأخوذ من سفر التكوين يمنح فيه الرب السيطرة المطلقة للجنس البشري على مملكة الحيوان، لذا فإن الحيوان الذي يتمرد على الإنسان هو يخالف التدرج الهرمي الذي وضعه الرب، خاصةً أنه في أغلب الحالات كان يتم اعتبار جرائم الحيوانات هي جرائم نابعة من الشيطان وأن هناك قوة شريرة تسيطر على روحهم، وقد ظهرت هذه الأفكار في مجتمعات أخرى لكن لم يقابلها المجتمع بمحاكمات قانونية، وأصبح إقحام الشيطان موجودًا بكثرة، وسنذكر مثالاً على هذا وهو محاكمة لديك حدثت في قرية سويسرية في سنة 1474 حيث تم اتهامه بأنه باض بيضة! ففي ذلك الوقت كانوا يظنون أن البيضة التي لا تحتوي على المُح (صفار البيض) ولا تفقس فإنها بيضة ديك، وكانت هذه علامة شيطانية بالنسبة لهم، والموقف الأسوأ هو أن تفقس البيضة حيث أنهم يعتقدون أن الكائن الخارج هو شيطان وكان يُطلق عليه مصطلح باسيليسك (Basilisk)، وأشيع أن هذا الكائن يستطيع قتلك من خلال نظرة عينه وأنفاسه فقط، والشيء الوحيد الذي يقدر على قتله هو رائحة قذرة آتية من حيوان سام خطير مثل الثعابين، كما أشيع أن البيض الآتي من الديك يجلب السحرة ومستحضري الأرواح، لذا فإنه في محاكمة الديك هذه تم الحكم على الحيوان بالحرق وهو معلق في عصا طويلة.

استخدام حيوان الرنة في التهريب

وجد السكان الأصليون لسيبيريا نفسهم غير قادرين على العودة إلى الحياة الطبيعية بعد حكم الاتحاد السوفيتي، فقبل سيطرة السوفيت كانت الأقليات القومية تعتمد على الاكتفاء الذاتي في مختلف نواحي الحياة، لكن بعد إقحام المدنية وتغيير البنية التحتية للمنطقة أصبحت الأمور مختلفة تمامًا في هذه المنطقة القطبية، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي انهارت الأنظمة وانهار تنظيم البنية التحتية مما تسبب في توترات مجتمعية وإدارية في المنطقة، وتم تجاهل طلبات السكان من قبل الحكومة، وزادت الجريمة بمعدلات غير مسبوقة وزاد عدد المدمنين على الخمور وأصبح الاقتصاد على حافة الخطر، ومع مرور السنين فإن المجرمين هناك بدأوا بالتفكير في طرق غير تقليدية للتغلب على قوة الشرطة، فقاموا بتوظيف حيوان الرنة في تهريب المخدرات وكل البضائع غير القانونية وليساعدوهم على إرباك رجال الشرطة حيث أن الحيوان بالغ السرعة ويتراوح حجمه بين 1.6-2.1 متر، وقد ساعدهم هذا في زيادة معدل الجريمة والسرقة، إلى أن اضطرت قوات الشرطة نفسها في سنة 2012 إلى الاستعانة بالحيوانات حيث أحضرت بعض الجمال وبعض أفراد حيوان الرنة أيضًا.

سرقة الجمال

في سنة 2010، قام لصوص بسرقة خمس جمال ذوي سعر ثمين في إحدى مزارع المملكة العربية السعودية، قاموا بربطهم بإحكام ونقلهم على سيارتهم الخاصة، والمميز في هذه الجمال أنهم قد ربحوا في إحدى مسابقات جمال الإبل حيث تكثر تلك المسابقات في السعودية والإمارات وبعض الدول الأخرى ويعتد بجمال عين وأنف وعظام الخد الجمال وبعض الأجزاء الأخرى، وتبلغ قيمة الجمال مجتمعة 15 مليون ريال سعودي، ولكن السلطات تمكنت من القبض على اللصوص بعد بضعة أيام فقط وتم استرداد الجمال، وفي حادثة أخرى في نفس السنة تم القبض على عمال آسيوين لسرقتهم جمل وضربه حتى الموت باستخدام قضبان حديدية وأكل إحدى أقدامه، وسرقة الجمال هي من أشهر جرائم الحيوانات التي نجدها حاضرة أيضًا في بلدان أخرى مثلما حدث في أمريكا حيث تمت سرقة جملين ذوي سنامين من مزرعة في كولومبيا في مارس من سنة 2015.

الأطعمة البحرية والعبودية

عمليات الصيد غير القانونية للأسماك والروبيان وغيرها من الأطعمة البحرية تدر المليارات على العصابات الدولية التي تتكون من مجموعات جريمة منظمة في بلاد مختلفة، لدرجة أن بعض التقارير التي ظهرت مؤخرًا تشير إلى أن هذه التجارة قد تكون مربحة أكثر من تجارة المخدرات، لذا فإن العديد من المطاعم والأسواق الموجودة في الولايات المتحدة ودول أوروبية وآسيوية عديدة تعتمد على تلك التجارة غير القانونية بسبب تقديمها لأسعار منافسة، والمشكلة تكمن في أن هذه الدول لم تستيقظ من غفلتها حتى الآن، والخطوة الأولى التي اتخذتها الحكومة الأمريكية هي تكوين لجان متخصصة في تعقب مصادر المنتجات وذلك في سنة 2015 فقط، ومن المؤكد أن ذلك النظام الجديد سيحتاج عدة سنوات حتى يتمكن من معرفة المعلومات التي يبحث عنها ثم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتاجرين.

تجارة ضخمة

تلك التجارة قائمة على استعباد الأطفال والمراهقين، وتتواجد بشكل رئيسي في جنوب شرق آسيا وبعض بلدان أفريقيا وأوروبا الشرقية، ويتعامل رؤساء العمل مع العاملين باعتبار أن حياتهم لا تساوي أي شيء، فهناك تقارير لحالات مؤكدة في تايلاند أثبتت أنه يتم خطف الأطفال من القرى الكمبودية ثم إجبارهم على أخذ أدوية تزيد النشاط لكنها ذات آثار خطيرة مثل مادة الأمفيتامين ويتم إجبارهم على العمل في صيد الحيوانات البحرية لعشرين ساعة في اليوم وذلك على مدى شهور، ومن الطبيعي أن الجسم سيتهالك بعد فترة ولن يقدر الأطفال على العمل لذا فإنه يتم تصفيتهم في الغالب، وقد أكد هذا الكولونيل سوتشاي تشيندافانيتش رئيس وحدة مكافحة الاتجار بالبشر في تايلاند حيث قال أنه يتم قتل الأطفال في نهاية الموسم، ومع ذلك فإن التحركات الدولية الأخيرة وإن كانت غير قوية إلا أنها تهدد أصحاب التجارة وتجعلهم يعيشون الآن في خوف مستمر من انهيار أعمالهم.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

تسعة عشر + 11 =