تسعة مجهول
فيرونيكا بارثيل
الرئيسية » غرائب » فيرونيكا بارثيل : حادثة تجعل فتاة تقترب من كشف سر الموت!

فيرونيكا بارثيل : حادثة تجعل فتاة تقترب من كشف سر الموت!

فيرونيكا بارثيل فتاة ألمانية تعرضت أثناء القيادة لحادثة سير، إلا أنها لقيت بعد الحادثة سلسلة من الأحداث الغامضة حتى تم وصفها بأنها كانت رحلة إلى الجحيم.

مما لا شك فيه أن قصة فيرونيكا بارثيل يُمكن أن تضاف بسهولة إلى قصص الأشخاص الذين زعموا أنهم قد ماتوا وذهبوا للجحيم ثم عادوا مرة أخرى ليُكملوا حياتهم، لكن الاختلاف الوحيد في قصة فيرونيكا أنها استطاعت أن تُكمل حياتها بعد ذلك بصورة طبيعية جدًا، بخلاف أبطال باقي القصص الذين ذاقوا الأمرّين ولقوا حتفهم في نهاياتٍ أقل ما يُقال عنها أنها نهايات مأسوية، عمومًا، كي لا نخوض في قصص الآخرين، دعونا نتعرف سويًا في السطور الآتية على بطلتنا فيرونيكا بارثيل ونعرف ما تعرضت له على الطريق السريع في هذه الليلة الملعونة.

كيف نجت فيرونيكا بارثيل من موت محقق؟

من هي فيرونيكا بارثيل؟

فيرونيكا بارثيل فتاة ألمانية ولدت بمدينة برلين لأسرة ثرية صناعية في عام 1959، وألمانيا في هذا الوقت كما نعرف جميعًا كانت في مرحلة التعافي من الحرب العالمية الثانية التي أقحمها هتلر فيها، لكن عائلة فيرونيكا لم تكن كذلك أبدًا.

استطاعت أسرة فيرونيكا بارثيل توفير حياة جيدة لها، فهي في الأساس الابنة الوحيدة للعائلة، لذلك كان من الطبيعي جدًا أن تكون أغلب مُتطلباتها واجبة، بداية من التعليم الجيد مرورًا بالملابس الفاخرة انتهاءً بالسيارة ذات الطراز الحديث، والتي قادتها لأول مرة في سن السابعة عشر، ثم جاءت في سن الثانية والعشرين وعرّضتها لحادثة غريبة أقل ما يُقال عنها أنها كانت رحلة سريعة إلى الجحيم.

رحلة إلى الجحيم

كانت واحدة من الليلة الثقيلة، خرجت فيرونيكا بارثيل فيها من بيتها قاصدة التوجه إلى منزل أحد أصدقائها لحضور حفلة عيد ميلاد، لكن لسوء الحظ كان الجو أسوأ ما يكون وقتها، بدايةً من الأمطار والصواعق مرورًا بالظلام وانتهاءً بالفراغ الذين كان يمتلئ به الطريق، وفي إحدى المرات تعرضت سيارة فيرونيكا لصاعقة قوية جعلتها تترنح وتصطدم بشجرة كبيرة على جانب الطريق، وقد أدت هذه الحادثة إلى تدمير كلي للسيارة وإصابة فيرونيكا ببعض الجروح الذي كان القليل منها فقط خطير، لكن، عندما استفاقت فيرونيكا بارثيل، قالت شيء آخر مُختلف تمامًا عما يجب أن يُقال عن الحادثة.

ما الذي حدث؟

عندما استعادت فيرونيكا بارثيل وعيها لم تعترف أبدًا بأنها قد فقدت الوعي من الأساس، وإنما ادعت أنها قد ماتت، أجل ماتت، ليس ذلك فقط، بل ذهبت إلى الجحيم أيضًا.

تقول فيرونيكا بارثيل أنها عندما اصطدمت بالشجرة احترقت وماتت على الفور، بعد ذلك قامت روحها بقيادة السيارة والذهاب إلى مكانٍ ما لا تتذكره، ما تعرفه عنه فقط أنه كان مكتوبًا على بابه عباره ترحيبية تقول أهلًا بكم في الجحيم، تستطرد فيرونيكا حديثها مُقرةً ما قالت إنها قد قرأته، فقد كان المكان فعلًا أشبه بالجحيم الذي قرأت عنه من قبل، واستكمالًا لما حدث تقول فيرونيكا أنها قد دخلت بالفعل الجحيم عن طريق الدفع.

فيرونيكا بارثيل في الجحيم

رأت فيرونيكا بعض الأشخاص الغرباء يحملون الناس حملًا إلى فوهة جحيم تنبعث منها النار بضراوة، حتى أن صراخهم كان يخرج كالجرس في أذن فيرونيكا، والغريب أنهم كانوا يقفون جماعات، في كل جماعة ما لا يقل عن أربعة أشخاص، وهذا ما جعل فيرونيكا تستنتج أنهم كانوا يُعذبون كأسر وليس كأفراد، وبالطبع كان الأمر أصعب عليها في التحمل، إذا ليس من السهل أبدًا أن ترى أمامك أسرة كاملة تتعذب وتُلقى في النار دون أن تعرف السبب.

كان الجحيم حاضرًا بكامل قوته، أما الصخب فلم يترك فرصة السيطرة على المكان، فلا صوت هناك سوى صوت الصراخ والضجيج والتوسل، كانت فيرونيكا بارثيل تقف أمام كل ذلك مذهلة ومُتفاجئة، تسأل سؤالًا واحدًا منطقيًا، ما الذي يحدث هنا؟ ولماذا يحدث من الأساس؟

ما الذي يحدث؟ ولماذا؟

كانت أسئلة فيرونيكا بارثيل منطقية جدًا، لكن لم يكن من المنطقي أبدًا أن يتم الإجابة عليها، خاصةً وأن المكان كله كان يعج بالفوضى كما ذكرنا، إلا أنه لم يكن من الصعب أبدًا أن تتضح نوايا هؤلاء الغرباء ووجهتم وأسباب ما يفعلونه، فهم المسئولين عن الجحيم وتعذيب المُخطئين بلا شك، وواضح جدًا أن المكان الذي كانت فيرونيكا متواجدة فيه هو الجحيم، وواضح أكثر أن من يتم تعذيبهم هم المُذنبين، الذي اندهشت منه فيرونيكا حقًا، هو مُعاملة كل من كانوا في المكان لها، حيث لم يُعيروا له أي اهتمام وكأنها غير موجودة من الأساس، لكن قبل أن ينتهي هذا الجحيم رأت فيرونيكا أشياء أخرى.

نفحات من الجحيم

هناك بعض الأشياء التي رأتها فيرونيكا بارثيل في رحلتها هذه ولا تزال تتذكرها حتى الآن، فهناك، بخلاف المحرقة بالطبع، عدد كبير جدًا من الثعابين والأفاعي المُخيفة، والتي كانت لا تترك شبرًا في المكان إلا وتحوم بها، كذلك أيضًا الكهوف الحمراء التي كان يُساق إليها الناس، والتي كان من الواضح جدًا أنها تعج باللهب، وقد لاحظت فيرونيكا أنه ثمة حارس عتيد على باب كل كهف من هذه الكهوف، ومهمته الرئيسية كما رأت فيرونيكا هي قتل كل من تسول لها نفسها الهرب من هذا الجحيم، وذلك عن طريق خنجر كبير يحمله في يده، وإضافةً إلى كل ذلك كانت هناك رائحة لا تُطاق تملأ المكان، لكن فيرونيكا لم تُعر لها أهمية كبرى مقارنةً بما كانت تراه بعينها.

العودة من جديد

كانت فيرونيكا بارثيل تمتلك حظًا جيدًا جدًا، ففي النهاية اتضح أن كل ما سبق كان مجرد حلم يدور في مُخيلتها، وأن المكان الذي تحدثت عنه في قصتها لا يعدو كونه مجرد مكان تم اصطناعه في خيالها، فقد استيقظت فيرونيكا صباح اليوم التالي واجدة نفسها في المستشفى وأمامه أهلها وأصدقائها، وبالطبع أخذت تهلوس بكل ما حدث وما رأته، لكن الأطباء أخذوا يؤكدون للأهل على كون كل ذلك مجرد حديث خيالي لا أساس له من الصحة، وإنما هو فقط تأثير الحادثة على عقلها الباطن، بيد أنه كان ثمة سؤال منطقي يتم سؤاله من البعض، وهو ببساطة، لماذا رأت فيرونيكا كل ذلك؟

لماذا رأت فيرونيكا كل ذلك؟

من المُسلّم به أنه ليس كل شخص يتعرض لحادثة مثل التي تعرضت لها فيرونيكا بارثيل يرى نفس الهلوسات والكوابيس التي رأتها، بل أنه ليس من المنطقي أصلًا أن يكون هناك شخص ما فاقد للوعي بعد حادثة بهذه القوة ثم تأتي إلى ذهنه هذه الأفكار، لكن العلماء رجحوا أن تكون هذه الكوابيس والهلوسات التي تعرضت لها فيرونيكا ناجمة عن ارتكابها لذنب أو خطأ مُعين، هذا الخطأ يُبرزه عقلها الباطن على أنه خطأ لا يُغتفر ويستحق الجحيم بالصورة التي رأتها، لكن لم يثبت أن فيرونيكا اعترفت بعد الحادثة بأمرٍ كهذا، وإنما أخذت حياتها المسار الطبيعي مرة أخرى، مع التذكر بالطبع كل تفاصيل الحادثة كاملة واسترجاعها في ذاكرتها كل فترة، فهي في النهاية قصة الفتاة التي تزعم أنها قد اقتربت من الموت.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة + عشرة =