تسعة مجهول
شمس المعارف
الرئيسية » غرائب » شمس المعارف : كتاب السحر والشعوذة الذي أرهب العالم لقرون

شمس المعارف : كتاب السحر والشعوذة الذي أرهب العالم لقرون

كتاب شمس المعارف هو كتاب مجهول يُقال إنه كُتب بأيدٍ جزائرية إلا أن ذلك لم يتم تأكيده، الشيء الوحيد المُؤكد بخصوص هذا الكتاب أنه لم يوضع لخيرٍ على الإطلاق.

لم يحظى أي كتاب موجود على الأرض بما حظي به كتاب شمس المعارف من شهرة واسعة النطاق، وبالطبع نحن نستثني من هذه المقارنة الكتب السماوية كالقرآن والإنجيل، فشمس المعارف كما يُقال دائمًا ليس مجرد كتاب عادي يحتوي مجموعة من الأحرف، وإنما هو كتاب من المُحتمل أن يكون قد كُتب بواسطة العالم الآخر، عالم الجن، وذلك لما فيه من تعاويذ، وما يُسببه من لعنات، والأدلة على ذلك الأمر ليس هناك أكثر منها، لكن، قبل أن نخوض فيها، دعونا أولًا في السطور الآتية نتناول سويًا كتاب شمس المعارف منذ بدايته وكيف أصبح مصدر ذعر للكثير ممن قرؤوه.

ما هو كتاب شمس المعارف ؟ وعن ماذا يحكي؟

أصل شمس المعارف

بدايةً وقبل كل شيء، يجب علينا أولًا التعرّف على أصل هذا الكتاب وبدايته، فهو لم يُسمى شمس العارف منذ ظهوره، وإنما كان يحمل اسم شمس المعارف ولطائف العوارف، وهو اسم مخطوطه الأول على وجه التحديد، وبالطبع جميعنا يعرف من خلال شهرة شمس المعارف أنه كتاب يتناول السحر، إذ لم يكن كتاب سحري في الحقيقة، ففيه أغلب ما هو معروف عن السحر الآن، وقد بدأ بقيمة الأعداد مرورًا بقيمة الأحرف، انتهاءً ببعض الوصفات السحرية ومداخل علم الفلك والأبراج، وكل هذه الأشياء لم يكن أحد يسمع عنها أو يعرف بها قبل تواجد هذا الكتاب.

من كتب الكتاب؟

هناك جدل كبير حول كاتب هذا الكتاب الشهير، فالبعض يقول أن شمس المعارف كتبه شخص عادي أثناء حقبة الحملات الصلبية على البلاد الإسلامية، وهو جزائري الأصل اسمه شرف الدين يوسف البوني، ويُقال أن هذا البوني كان عالم كبير جدًا، وقد عاش ما يزيد عن مئة عام، إلا أن حياته يكتنفها بعض الغموض بسبب ما كانت تتمتع به من غرابة، فبالرغم من أنه عالم إلا أنه لم يكن يستقبل تلاميذ أو مُريدين أو مُتعلمين، كذلك لم يتزوج، وإنما قضى حياته التي بلغت المئة عام في السفر والتنقل وجني العلم من هنا وهناك، وعندما مات تم اكتشاف هذا الكتاب.

كُتب من الجن

البعض الآخر يقول إن شرف الدين البوني لم يكتب هذا الكتاب ولا يعرف عنه شيء في الأساس، وإنما هو كتاب غير بشري تم كتابته من قِبل الجن، والدليل على ذلك هو الخليط السحري والتراكيب المتواجدة فيه، والتي يصعب تصديق أنها من علم البشر الخالص، فشرف الدين مثلًا لم يكن يسبقه أي كتاب سحري، وكل ما تلاه كان اقتباسًا أو استشهادًا من كتاب شمس المعارف.

لهذا يقول أصحاب هذا الرأي أنهم إذا سلّموا بكتابة البوني للكتاب فإنه يجب ذكر أيضًا أنه لم يكتبه من نفسه وإنما أُملى عليه من قِبل كائنات ما ورائية غريبة، وهذا ما يأخذنا إلى بعض الأقاويل التي تقول بأن البوني قد دون في نهاية المخطوط الأصلي حكاية قيامه بكتابة شمس المعارف بلا رغبة منه، بل كان يشعر أن الحروف كانت تنساب منه رغمًا عنه دون رضاه، ولذلك لم يتم اكتشافه سوى بعد موته.

انتشار شمس المعارف

ظل كتاب شمس المعارف مجرد مخطوط في نسخة واحدة لفترة كبيرة من الزمن، حتى جاء عام 1895 الذي شهد طبع الكتاب لأول مرة على يد المكتبة الشعبية ببيروت، حيث جاء في ستمائة صفحة، وتم تحقيقه على يد عالم صوفي لبناني يدعى عبد القادر الحسيني، والذي كتب خمس صفحات في النهاية كتعليق على ما جاء داخل الكتاب، لكن، بعد حوالي سنة، وانتشار الكتاب المفاجئ، تم منع الكتاب وحظر نشره بسبب ما كان متواجدًا فيه، وبعد ذلك جرى تعديله وحذف بعض النصوص منه ونشره مرة أخرى بصورة أقرب للتي هو موجود عليها الآن، والتي لا تقترب بأي شكل من الأشكال من المخطوط الأصلي الخطير المملوء بالوصفات والتعاويذ السحرية.

محظورات شمس المعارف

هناك بعض الأمور المحظورة التي يجب تجنبها عند قراءة شمس المعارف، وأولها القراءة بصوت عالٍ، فالصوت العالي لا يُأمن معه أن تتحقق المواصفات الموجودة داخل الكتاب، كذلك الوحدة، لا يجب أن تكون وحدة تامة تقترب من العزلة، كأن يقوم شخص مثلًا بقراءة الكتاب في بيته دون وجود أحد سواه في هذا المنزل، بل على الأقل يجب أن يكون هناك وجود لشخص آخر في مُحيط البيت، كذلك يجب مراعاة أوقات القراءة، فلا تكون مثلًا قبل النوم مباشرة أو بعد الاستيقاظ مباشرة، فهذا الوقتين غير مُحبذين بالمرة، إضافة إلى المحظور الأهم، وهو النية، فلا يجب بالطبع استحضار نية مجنونة كتحضير الأرواح أو محادثة الجن أو ما شابه، فهو أمر غير محمود عقباه بالمرة.

تحريف شمس المعارف

هناك من يقول إن ثمة جماعة قد ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كان شغلها الشاغل هو تحريف كتاب شمس المعارف وطمس بعض الحقائق الموجودة فيه أو تزييفها، ولذلك يقال دائمًا أن كتاب شمس المعارف الموجود الآن ليس حقيقيًا بالمرة، ولو كان كذلك، ما كان العالم سيبقى على نفس وتيرة الهدوء تلك.

شمس المعارف مر في بداية القرن الحادي والعشرين أيضًا بعملية مُشابهة، حيث قامت جماعة محافظة بجمع النسخة المُحرّفة أصلًا وإعادة تحريفها من جديد، كما لو كان الأمر محاولة لتأكيد ما هو مؤكد عليه، والذي يتلخص باختصار في إزاحة أي شيء أصلي مُتعلق بشمس المعارف من أمام أعين البشرية، لأن هذا الأمر كما يدعون فيه مصلحة لهم.

امتلاك النسخة الأصلية

يتواجد في هذا العالم من يزعم أنه توجد نسخة أصلية واحدة من كتاب شمس المعارف في كل أنحاء العالم، وأنه لا يُعرف حتى الآن من هو صاحب هذه النسخة وأين يتواجد، لكن بعض التكهنات تقول أنه يعيش في أفريقيا، وتحديدًا أحد دول المغرب العربي، وتحديدًا أكثر المغرب، لكن حملات البحث التي أُجريت أكثر من مرة لم تُسفر عن أي شيء حتى بدأ الجميع في فقدان الأمر فيما يتعلق بالعثور على النسخة الأصلية من كتاب شمس المعارف، والحقيقة أنهم يسعون للحصول عليها فقط من أجل إحراقها وتخليص البشرية منها، لكنها ما زالت موجودة لتُهدد عرش البشر.

خطورة شمس المعارف

خطورة الحصول على شمس المعارف ببساطة تكمن في أنه لا أحد يعرف ماهية التعاويذ الموجودة فيه بالضبط، وإذا سلمنا أنه بالكامل حقيقية، فنحن أمام تعاويذ بالطبع قادرة على فتح أبواب عالم البشر على عالم الجن، مما سينتج عنه الصراع الغير مُحبذ بالمرة، فنحن إذا سمعنا بأن شخص واحد قد تلبسه جن نشعر أن العالم كله قد انقلب، فما بالكم بفتح أبواب عالم الجن على عالم البشر؟ لذلك، مما لا شك فيه أن الأفضل للجميع بلا استثناء هو الحصول على هذه النسخة والتخلص منها بالحرق أو بأي طريقةٍ أخرى.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

1 × 1 =