تسعة مجهول
جيري برودوس
الرئيسية » جريمة » جيري برودوس : قصة السفاح الغريب المولع بالأحذية!

جيري برودوس : قصة السفاح الغريب المولع بالأحذية!

كُثر هم السفاحون، لكن جيري برودوس بالتأكيد أغرب من ستسمع عنه منهم، فأسلوبه المجنون في القتل جعله يتربع على عرش السفاحين المجانين في العالم.

مازال السفاح الأمريكي جيري برودوس يُضرب به المثل في الغرابة والجنون، وما زال مُتربعًا على عرش الجريمة الأمريكية في القرن العشرين، حيث يُعد واحدًا من الذين أسسوا لمفهوم جديد للجريمة وهو الجريمة المجنونة، فلم يسمع أحد من قبل بقصة هذا السفاح المعتوه إلا وأقسم على أنها من أغرب القصص المرعبة المجنونة التي سمعها في حياته، كيف لا وقد قام برودوس بقتل أكثر من عشرين فتاة فقط لأنهن ارتدين أحذية أنيقة، ولا يتوقف الأمر عند هذا فحسب، بل يشمل أيضًا تلك الأفعال الجنونية التي ارتكبها مع جثث ضحاياه، فتعالوا بنا نتعرف على جيري برودوس وقصته، قصة أغرب سفاح في العالم.

جيري برودوس والقصة الكاملة للسفاح المجنون

من هو جيري برودوس؟

جيري برودوس هو مواطن أمريكي من مواليد عام 1939، كل ذنبه في هذه الحياة أنه كان لا يمتلك أشقاء من البنات، فقد كان له شقيقين أكبر منه من الذكور، وهذا ما جعل والدته تكرهه وتلعنه وتُجبره على ارتداء ملابس الفتيات حتى يتسنى له الشعور بأنها قد أنجبت فتاة، وبالفعل تمكنت الأم من زرع حب الإناث في برودوس، لكنها دمرت كل شيء أيضًا.

جيري برودوس عاشق الأحذية

كان لما فعلته الأم بطفلها أثر عظيم عليه، وقد ظهر ذلك الأثر مبكرًا في طفولته، حيث كان جيري مولع بشدة بكل ما يتعلق بالنساء، وخاصةً الأحذية والملابس الداخلية، فكان يحصل على كامل لذته من رائحة الجوارب وعرق الملابس. بدأ الأمر عندما عثر جيري برودوس على حذاء قديم بالقرب من بيته، فأخذ يشمه ويتحسس باستمتاع رغم أنه كان لا يزال في الخامسة، حتى أن والدته قد قامت بتعنيفه على هذا الأمر وأخبرته ألا يعبث مرة أخرى بأشياء الفتيات، لكن الوقت كان قد فات.

تطور العشق

تطور الأمر سريعًا لدى جيري برودوس، وأصبح مُتيمًا لأبعد حد بملابس وأحذية النساء، حتى عندما أراد أن يُبرز حبه لمُعلمته في المدرسة انكب على أقدامها وأخذ يُقبل حذائها في منظر مُرعب للجميع بما فيهم تلك المدرسة، حيث كان السؤال الذي يُطرح وقتها هو “لماذا يفعل هذا الطفل ذلك؟”.

جيري برودوس والهوس

في المستشفى تم التأكد من هوس جيري برودوس وتطرفه الجنسي، حيث تم التأكيد على أنه يُعاني من مرض ما، نشأ بسبب ما لاقاه في طفولته، وأنه يجب أن يُعامل مُعاملة خاصة، لكن المدرسة لم تفهم ذلك، ولم تمضي أيام من حادثة نزع حذاء المُدرسة إلا وقد تم فصل برودوس. في الجيش لقى جيري نفس المصير، حيث تم استبعاده أيضًا بسبب انحرافه الجنسي وتصرفاته الغريبة مع زملائه، وكان جيري قد بدأ يشعر بالسوء ويُفكر في الانتحار، لكن لغرابة الأمر، وعلى عكس السياق تمامًا، ابتسمت الحياة لجيري برودوس دون سابق إنذار.
الزوجة والعمل والاستقرار

لا أحد يعرف كيف، لكن بطريقة ما، أصبح جيري برودوس يعمل في شركة كهربائية ضخمة ويحصل على مُرتب كبير يُساعده على الاستقرار، وذلك ما حدث بالفعل عندما استطاع جيري –بطريقة أغرب من طريقة حصوله على العمل-بإقناع فتاة يافعة تُسمى رافلين بالزواج منه، كان ذلك في عام 1961، حيث كانت الحياة قد بدأت في الابتسام لجيري بوظيفة وزوجة، تبعهم بعد ذلك طفلين جميلين جعلا منه أبًا طبيعيًا، لكن ما أن بدأ الهوس بالأحذية في العودة من جديد حتى أصبح جيري مؤذيًا لكل من حوله، وكن أول هؤلاء المُتضررين رافلين، زوجته.

جيري برودوس مع زوجته

كان برودوس يُمارس جنونه وانحرافه الجنسي مع زوجته، حتى أنه كان يطلب منها فعل أشياء مستحيلة عقلًا بحجة أن تلك الأشياء تُثيره، وكانت رافلين المسكينة تنصاع لرغباته في بداية الأمر، لكنها بمرور الوقت أصبحت تنفر منه ولا تُلبي ما يطلبه منها، لذلك كان على برودوس أن يجد بديلًا يُمارس معه هذا الهوس، وبالفعل وجد البديل.

الكون كله سرير

بدأ برودوس في معاملة العالم بأكمله على أنه سرير كبير يُمكن من خلاله ممارسة كل ما يتمناه، فكان يخرج إلى الشارع ويقوم بتصوير النساء، وخاصةً أحذيتهم، خلسة، ثم تطور الأمر إلى التحرش بهم والاعتداء عليهم، إلى أن بلغ أشد درجات الجنون وبدأ في قتلهم. كان برودوس المجنون يرى أن قضاء رغباته أهم الأولويات في هذا الكون، فكان إذا أراد التمتع بفتاة يستدرجها إلى بيته ثم يأخذ منها ما يُريده ويقتلها بأسهل طريقةٍ للقتل، وهي الخنق، ثم يقوم بعد ذلك بالتخلص من جثتها وكأن شيئًا لم يكن.

أبرز ضحايا السفاح المجنون

استطاع برودوس خلال خمس سنوات قتل عشرات النساء بدافع هذا الهوس الجنوني بأحذيتهم، لكن ليندا سلاوسن كانت أبرزهم على الإطلاق:

ليندا سلاوسن، بائعة الكتب

تُعتبر ليندا سلاوسن واحدة من أبرز ضحايا جيري برودوس، وذلك بسبب قصتها الغريبة، حيث أن جيري لم يبذل جهدًا في العثور عليها، بل جاءته هي حتى باب بيته. عندما دق جرس الباب وفتح جيري وجد فتاة حسناء ترتدي حذاءً من النوعية التي يُفضلها جيري، كانت الطارقة هي ليندا سلاوسن وكنت تحمل بيدها مجموعة من الكتب وعرضت على جيري الشراء منها، وبالفعل أدخلها منزله بحجة أنه سوف يختار الكتب التي سيشتريها، ولم يلبث إلا أن ضربها على رأسها وأفقدها الوعي ثم جرها إلى القبو.

في القبو بدأ جيري في لعق أقدام سلاوسن وتحسسها ثم اغتصابها، ولم يأخذ الأمر ساعة واحدة إلا وكانت سلاوسن قد فارقت الحياة، لكن جيري لم يأبه بذلك وتابع ما يقوم به، بل قام بعد ذلك بقطع أقدامها ووضعها في الثلاجة للعودة إليها عند الحاجة، ثم ألقى بباقي أجزاء الجسد في النهر.

سقوط جيري برودوس

في أحد الأيام كان رجل عجوز يُدعى جون يجلس قرب النهر للصيد، وعندما ألقى بشباكه وجد شيئًا ثقيلا تعلق بها ولم يستطع سحبها، فهرع إلى قسم الشرطة وجاء بمن يتحققون من الأمر، وعند سحب الشبكة وجدوا جثة لفتاة، عُرف بعد الفحص أنها لـ ليندا سالي، آخر ضحايا جيري برودوس. بالمزيد من البحث عثرت الشرطة على الكثير من الجثث، كلها كانت مبتور الأعضاء ومقتولة عن طريق الخنق، لكن الشيء الأكثر قربًا هو الحبل السلكي الذي كان يتم ربط يد الضحايا به، فقد كان مُتشابهًا عند الجميع، مما دفع الشرطة إلى التقصي حول هذا الأمر، ليُكتشف في النهاية أنه من نفس النوع المُستخدم في مرآب جيري برودوس.

النهاية

على الفور تم التوجه إلى منزله وبالبحث في مآربه تم العثور على أجزاء كثيرة من أجساد الضحايا الذي قام جيري بقتلهم، وبعد القبض عليه تم الكشف عن قواه العقلية والتحقق منها، وبالفعل أثبت الأطباء النفسيين أن جيري يُعاني من أمراض نفسية عدة، لكنها لا تغفر له ما فعله بالطبع، لذلك تم تخفيف العقوبة من الإعدام إلى السجن مدى الحياة، وبالفعل قضى جيري 37 عامًا في السجن حتى مات في عام 2006 بعد أن رُفضت كافة المحاولات التي قام بها للعفو عنه، لتنتهي بذلك قصة جيري برودوس، أغرب سفاح في العالم.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة عشر + خمسة عشر =