تسعة مجهول
بيدرو لوبيز
الرئيسية » جريمة » بيدرو لوبيز : قتل واغتصب المئات ولا يزال طليقًا حتى هذه اللحظة

بيدرو لوبيز : قتل واغتصب المئات ولا يزال طليقًا حتى هذه اللحظة

بيدرو لوبيز سفاح كولومبي شهير قام بقتل واغتصاب أكثر من مئتي شخص ومع ذلك لا يزال طليقًا حتى الآن، كما يُقال إنه دخل موسوعة جينيس كأكثر قاتل.

لا يُمكن وصف حياة بيدرو لوبيز إلا بالأسطورة، فالشخص الذي عاش حياة مثل هذا الشخص لا يجب أن يكون شخصًا عاديًا على الإطلاق، ونحن هنا لا نتحدث فقط عن جرائمه المهولة فقط، وإنما أيضًا طفولته التي تُعد من أغرب فترات الطفولة التي يُمكن أن يمرّ بها شخص على الإطلاق، والأغرب من كل ذلك، والذي يجعل لوبيز يتربع على عرش الجريمة بلا مُنازع، أنه بالرغم من عدد ضحاياه المهول، واعترافه بها اعترافًا لا يقبل التشكيك، لا يزال حرًا طليقًا حتى الآن، وربما أيضًا يُكمل ما بدأه قبل خمسة عقود من قتل واغتصاب، لذلك دعونا في السطور الآتية نتعرف على أسطورة بيدرو لوبيز وكيف سارت الحياة معه منذ ولادته وحتى الآن.

صاحب عدد أكبر عمليات قتل واغتصاب إنه السفاح بيدرو لوبيز

من هو بيدرو لوبيز؟

ولد السفاح الشهير بيدرو لوبيز في توليما الواقعة ضمن نطاق دولة كولومبيا، وذلك في الثامن من أكتوبر القابع في عام 1948، ولمن لا يعرف كولومبيا، هي دولة صغير تقع في قارة أمريكا الجنوبية وتمتاز بارتفاع معدل الجريمة بها، لكن كل ذلك لم يكن يشغل عائلة لوبيز، حيث كان والده عضوًا مرموقًا في المجلس الكولومبي ويتمتع بحياة هانئة، لكنه تعرض للاغتيال قبل ولادة بيدرو بشهرين، لتنقلب حياة الطفل رأسًا على عقب.

طفولة بيدرو لوبيز

كانت طفولة بيدرو لوبيز أسطورية بكل ما تعنيه الكلمة من معان، فبعد اغتيال والده انقلب حال أسرته، واستولى الفقر والاستضعاف عليها، حتى والدته، من أجل قضاء احتياجات أطفالها السبعة اضطرت إلى العمل كعاهرة، لكن ذلك أيضًا لم يكن فارقًا في طفولة بيدرو مثلما فعلت الليلة السابعة من شهر يناير القابع في عام 1956، وتحديدًا عندما كان بيدرو يقترب من عامه الثامن، حيث وجدته والدته وهو يحاول اغتصاب شقيقته الصغرى، فقامت بطرده من المنزل ومنعه من الدخول إليه مرة أخرى، ليجد بيدرو نفسه في سن الثامنة طفل ضال لا يعرف إلى أين يذهب أو ماذا يفعل، وتتلقفه في هذه الفترة يد الظلم والتعذيب والاغتصاب، تلخيصًا، في سن العاشرة بدأ بيدرو المعاناة الحقيقية.

المعاناة الحقيقية

بدأت المعاناة الحقيقية لأسطورة كولومبيا بيدرو لوبيز عندما خرج مطرودًا من البيت، حيث كان أولى من تلقفه رجل عشريني قام بإقناعه بوجود مأوى له، ثم بعد ذلك غافله وقام باغتصابه، وعندما ذهب للعمل بأحد المحال التجارية من أجل الطعام قام صاحب المكان أيضًا باغتصابه، ولكم أن تتخيلوا أنه عندما احتُضن بإحدى دور الأيتام قال أيضًا أن كل الموجودين فيه تناوبوا على اغتصابه، ببساطة، كان بيدرو لوبيز يُعاني من اضطهاد كبير من مجتمعه بالكامل، فكل من تعامل معهم كانوا يرغبون في أذيته واغتصابه، لكن هذا الضعف بالطبع لم يكن ليستمر للأبد.

مسار جديد

شعر بيدرو لوبيز أن الحياة لا يُمكن أن تسير كما كان يظن، وأنه كي يستطيع العيش بها عليه أن يسلك مسارًا جديدًا، لذلك بدأ في سن الثامنة عشر سرقة السيارات وتفكيكها وبيعها، كما مارس النصب والخداع، لكن عندما أُلقي القبض عليه وجد في السجن ما اعتاد عليه من قبل، حيث تعرّض للاغتصاب مرة أخرى من كل الموجودين معه في السجن، وهنا قرر فعل شيء جديد لأول مرة، وهو القتل، حيث قتل ستة أشخاص كانوا معه السجن، ولأنه دفاع على النفس، حُكم عليه بالسجن عشر سنوات فقط، خرج بعدها عاقدًا العزم على أن يكون بيدرو لوبيز آخر.

الطفل يُصبح وحش

عندما خرج بيدرو لوبيز من السجن كان قد تجاوز الثلاثين من عمره، وكان أيضًا يُدرك جيدًا ما عاناه في طفولته، لذلك قرر الانتقام لنفسه من كل الأطفال بلا استثناء، فكان يقتادهم إلى مكان مهجور ثم يقوم باغتصابهم وقتلهم، حتى قيل أنه في خمس سنوات فقط أسقط ما لا يقل عن مئة قتيل، كان يقوم بخطفهم في المساء وينتظر الصباح لقتلهم، وفي هذا يقول بيدرو أنه لم يُجرّب القتل في المساء لأن الظلام كان يمنعه من رؤية أعين ضحاياه، ورؤية أعين الضحايا بالنسبة له كانت مُتعة لا تقاوم، لكن، وبالرغم من ذكائه الشديد، كان من الممكن جدًا أن تنتهي أسطورة لوبيز بعد المئة ضحية.

محطة الهنود الحمر

هناك محطة هامة جدًا مرّ بها بيدرو لوبيز في حياته بعد أن تجاوز الضحية رقم مئة، وقد كانت هذه المحطة هي محطة الهنود الحمر، والتي عبر بها لوبيز عندما كان في طريقه لتنفيذ الجريمة رقم مئة وواحد، حيث شاهده مجموعة من الهنود الحمرّ فقاموا بالإمساك به وتعذيبه بوحشية جديدة حد الموت، ثم بعد ذلك دفنوه في الرمال وهموا بقتله، إلا أن أحد رجال الدين الشهود في هذا الوقت نصحهم بألا يُقدموا على هذا الذنب وأن يقوموا بتسليمه إلى شرطة بلده كي تفعل به ما يحلو بها، وليتهم ما استمعوا له.

العودة من جديد

لم يقضي بيدرو لوبيز في السجن أكثر من ثلاثة شهور، حيث لم يستطع أحد إثبات أي شيء عليه، ليخرج عاملًا القتل من جديد في أطفال أمريكا والإكوادور، إلا أن ليلة مُمطرة عاصفة كانت سببًا في سقوطه من جديد.

كانت ليلة عاصفة، لدرجة أنها كانت تُحرك الأشياء الثقيلة من موضعها وتُطيرها في كل مكان، ومن ضمن هذه الأشياء الثقيلة كانت هناك جثث الأطفال الذين قتلهم لوبيز وأخفاهم في الأماكن السرية، إلا أن تتطاير الجثث جعل الشرطة تتبع العاصفة حتى وصلت إلى المنبع الرئيس الذي كان يُخفي فيه لوبيز غنيمته، وهناك أيضًا تم العثور على ما يُثبت تورط لوبيز في جرائم قتل هؤلاء الأطفال، ليتم القبض عليه مرة أخرى عام 1980.

أحكام مجنونة

في الفترة من عام 1980 وحتى عام 2002 تم إلقاء القبض على بيدرو لوبيز أكثر من مرة، وكان في كل مرة يُفرج عنه لأسباب غريبة بالرغم من اعترافه بكافة جرائمه، ففي المرة الأولى مثلًا حكم عليه بالسجن عشرين سنة، لم يقضي منهم سوى عشر سنوات ثم أُفرج عنه بزعم التزامه في السجن، ثم عاد للقتل من جديد حتى عام 1998 ليتم إلقاء القبض عليه ومُحاكمته من الجديد، إلا أن الجنون الذي رأته المحكمة فيه كان سببًا في نقلة إلى مصحة نفسية للعلاج، لكنه استغل ذلك وعاد إلى الإجرام من جديد حتى عام 2002، وهي المرة التي أُلقي القبض عليه فيها بنية الإعدام، إلا أنه استطاع الهرب من جديد، ويقال أنه الآن لا يزال حر طليق بالرغم من العدد الموسوعي من الجرائم الذي قام بارتكابه على مدار ستين عام، وهي عمر كان من الممكن جدًا أن يستغلها في شيء جيد يُفيد العالم بخلاف القتل، لكنه أراد أن يُصبح ويصل هكذا، سفاح الأطفال المجنون وصاحب أكبر عدد جرائم قتل في التاريخ الحديث.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

5 + 8 =