تسعة مجهول
محمد بيجي
الرئيسية » جريمة » محمد بيجي : السفاح الإيراني الشهير المسمى قاتل الصحراء

محمد بيجي : السفاح الإيراني الشهير المسمى قاتل الصحراء

محمد بيجي سفاح إيراني شهير عاش في نهايات القرن الماضي وتم إعدامه في ميدان عام بداية القرن الحالي بعد قيامه بأكثر من ستة وعشرين جريمة قتل ومصّ للدماء.

حظي السفاح الإيراني محمد بيجي على شهرة كبيرة مطلع القرن الواحد والعشرين بسبب ما قام به من جرائم شنعاء جعلت منه قاتل الصحراء الأول، والواقع أن ما قام به بيجي على مدار عشر سنوات كان غريبًا على المُسلمين والإسلام بشكل عام، حتى أن الشعب الإيراني عن بكرة أبيه كان يود المشاركة في إعدامه، وهذا بالفعل ما حدث عام 2004، لكن، قبل أن نستعرض نهاية هذا السفاح دعونا نمرّ سويًا في السطور الآتية على قصة محمد بيجي من البداية إلى النهاية، وكيف تحول في نهاية المطاف إلى مصاص دماء الصحراء.

السفاح محمد بيجي الذي قتل الكثيرين وقام بمص دمائهم!

من هو محمد بيجي؟

ولد محمد بيجي عام 1980 بدولة إيران، وتحديدًا في مدينة بكداشت، وقد كان بيجي طفلًا وحيدًا لأب وأم لا وجود لهما، حيث أن والده قد مات قبل ولادته، أما والدته فقد فضلّت العمل في محافظة أخرى لتوفير احتياجات طفلها، والحقيقة أن هذا الأمر لم يحدث كما أرادت، إذا انشغلت عنه هناك وتزوجت بشخص آخر وعاشت حياتها مُتناسية لطفلها الوحيد، وربما يكون هذا السبب الرئيسي فيما آل إليه بيجي فيما بعد، والذي سيجعل إيران، والمسلمين جميعًا، يندمون على انتمائه إليهم، لكن، قبل أن نخبركم بما فعله بيجي لكل ذلك، علينا أولًا الاقتراب من طفولته، فالطفولة هي التربة التي تُزرع فيها نواة المجرمين فيما بعد.

طفولة محمد بيجي

طفولة محمد بيجي في الحقيقة لم تمضي كما كان من المفترض لها، فبخلاف موت والده وهجر والدته له إلا أن بيجي لقي أيضًا في طفولته ما أحالها إلى جحيم.

عاش محمد بيجي بعد هجرة والدته مع خالته، والتي بالطبع لم تعتبره ابنًا لها كما هو من المتوقع، وإلا ما حدث كل ذلك فيما بعد، فقد بدأت المعاناة بإخراج بيجي من المدرسة، ثم منعه من ملاقاة أصدقائه، وأخيرًا، في سن التاسعة تحديدًا، حدث ما كان كالقشة التي قصمت ظهر البعير.

مُنعطف هام

المنعطف الهام الذي أخذته حياة محمد بيجي كان عندما بلغ التاسعة، حيث قال بيجي أنه في هذا الوقت تعرض لعملية اغتصاب من قِبل جيران خالته، الغريب أن خالة بيجي لم تُبدي أي امتعاض أو اعتراض عندما عرفت بالأمر، والأغرب أن هذا الأمر تكرر عدة مرات حتى اعتاد بيجي عليه، بل أنه عند السادسة عشر بدأ يمتهنه مع أصدقائه مقابل المال، ويقول بيجي أيضًا عند سؤاله عن هذا الأمر أن الشعور بلذة الاغتصاب عند من قام باغتصابه كانت هي الدافع الرئيس له في كافة جرائمه، حيث أنه أراد تجريب هذا الشعور مع غيره، وبالفعل كان هذا بابًا لدخول بيجي العالم الآخر.

دخول العالم الآخر

في كل قصة لسفاح أو مُجرم ثمة تحول يُعرف بالدخول في العالم الآخر، والعالم الآخر بالنسبة لبطل قصتنا محمد بيجي كان إدمانه للقتل والاغتصاب ومص دماء ضحاياه، فالطفل الذي كبر في أسرة مُفككة دمرت له طفولته أراد أن يقتص من كل الأطفال الذين يعيشون حياة هانئة من وجهة نظره، فهو يرى أنهم قد أخذوا في طفولته ما لم يأخذه هو، وأنهم لهذا السبب يجب أن يعاقبوا بأشد العقوبات، وكان القتل والاغتصاب والتعذيب ومص الدماء هو العقاب المناسب حسبما يرى بيجي، والذي أسقط خلال سنوات جنونه ما لا يقل عن ست وعشرين طفلًا، جميعهم عانوا الآمرين في لحظاتهم الأخيرة.

أرشد مُرتضى، الجريمة الأولى

الجريمة الأولى للسفاح محمد بيجي كانت الطفل أرشد مرتضى الذي لم يتجاوز العشرة أعوام، حيث يقول بيجي أنه عندما همّ بقتله وجد منه مقاومة شديدة وقوة كبيرة، لذلك قام بضربه على رأسه بحجر كبير أفقده الوعي، ثم اغتصبه لأكثر من ثلاث ساعات، بعدها أراد أن يعبث قليلًا مع جثته فاقتلع العيون ثم قطع العضو الذكري، وهكذا حتى صباح اليوم التالي، ثم في الأخير قام بدفنه في منطقة صحراوية مهجورة.

رازقي مهرشاد، الجريمة الثانية

الجريمة الثانية للسفاح محمد بيجي حدثت في اليوم التالي لقتله الطفل أرشد، وعلى ما يبدو أنها قد تلذذ مما فعله في المرة الأولى فقام بتكراره هذه المرة مع طفل ذو تسعة أعوام، حيث قام أيضًا بقتله ثم اغتصابه والتمثيل به وقطع أطرافه، لكن هذه المرة بدأ في انتهاج ألية جديدة رأى فيها متعة كبيرة، وهي مصّ دماء الضحايا قبل دفنهم، والواقع أن هذا الأمر تحديدًا كان فارقًا وحدًا بين إنسانية بيجي وعدمها.

تتابع الجرائم

تتابعت جرائم محمد بيجي على مدار خمسة أعوام، فكان يقتل ضحية شهريًا ثم يقوم بمصّ دمائها بعد اغتصابها، وقد مثل هذا الأمر شبه عادة له حتى أدمنه، لذلك يُقال إنه في فترة من الفترات توقف عن شرب الماء بسبب اعتياده على الدماء، والغريب أنه كان يفعل كل ذلك دون أن يسقط في فخ الشبهات، فقد كان يفصل تمامًا بين ما يقوم به من جرائم وشخصيته الحقيقية المزيفة التي تظهر أمام الناس، حيث كان يبدو كشخص بسيط مُحمّل بأثقال الدنيا دائمًا، لكن دوام هذا الحال كان بالطبع أمر أكثر من مُحال، فسقط بيجي في شر أعماله.

سقوط محمد بيجي

شهد عام 2004 سقوط محمد بيجي المدوي، فبالرغم من كونه سفاح ومصاص دماء إلا أنه لم يستطع السيطرة على أحد ضحاياه ذات مرة، فقامت بالفرار منه والذهاب إلى قسم الشرطة والإبلاغ عنه، وقبل أن يتدارك بيجي نفسه تم إلقاء القبض عليه واقتياده إلى السجن ومن بعده المحكمة، وبالطبع لسنا في حاجة إلى تخمين ما حدث لسفاح كهذا في محكمة جرت في ميدان عام، كان أغلب حضوره من ذوي الضحايا وأسرهم.

محاكمة محمد بيجي

كانت محاكمة محمد بيجي التي تمت مطلع العام 2005 من أصعب المحاكمات التي شهدته إيران والدول الإسلامية بأكملها، فبالرغم من أن الحكم كان شبه محسومًا إلا أن حماية بيجي من أسرّ الضحايا الذين حاولوا قتله كانت مهمة شبه انتحارية من حرس المحكمة، وقد تم تسوية هذا الأمر عن طريق وضع آلية إعدام جديدة تم تطبيقها لأول مرة في العالم بهذه المحكمة التاريخية.

تنفيذ الحكم

كان الحكم على محمد بيجي جراء جرائمه هو الإعدام، مع الضرب قبلها مئة جلدة لما قام به من مصّ دماء الضحايا، وما حدث بالضبط أنه قد تم استدعاء كل ذوي الضحايا إلى المنصة وقاموا بالتناوب على ضرب بيجي مئة جلدة، ثم بعد ذلك قامت إحدى أمهات المجني عليهم بربط بيجي بحبل كبير من رقبته وتعليقه في الهواء، ليتم بعدها ضربه بالنعال والحجارة وتركه مدة طويلة كي يكون عبرة لمن لا يعتبر، وقد سجل التاريخ أيضًا هذه الواقعة بحذافيرها لتكون شاهدة على نهاية كل مُجرّم تُسول له نفسك قتل الأطفال وسفك دمائهم دون مُبرر، وإن كان بيجي قد قال في آخر أيامه أنه يُحملّ طفولته البائسة كل ما وصل إليه.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

واحد + إحدى عشر =