تسعة
الرئيسية » عمل ومهارات » مشاريع وشركات » تربية النعام : كيف تبدأ مشروعًا ناجحًا لتربية حيوانات النعام ؟

تربية النعام : كيف تبدأ مشروعًا ناجحًا لتربية حيوانات النعام ؟

ظهرت أهمية النعام في الآونة الأخيرة كمصدر مبتكر للبروتين الحيواني، ومشاريع تربية النعام من المشاريع سريعة الإدرار للربح كما سنرى في السطور التالية.

تربية النعام

تربية النعام من المشاريع التي تُدرُّ ربحا وفيرا إذا تم الاهتمام به وإعداده بطريقة منظمة بعد إعداد دراسة الجدوى المناسبة، كما يجب معرفة جميع الاحتياطات والمتطلبات التي يحتاجها مثل هذا المشروع، والنعامة تعتبر من أكبر الطيور في العالم من حيث الحجم، حيث يتجول النعام في غابات السافانا وصحراء الأراضي الأفريقية بحثا عن الطعام والغذاء، وبسبب ضخامته وقدرته على تحمل المعيشة في الصحراء والشبه الواضح بينه وبين حيوان الجمل فقد أطلق عليه العرب قديما اسم (الطائر الجمل)، وهو من الطيور آكلة العشب، ويطلق على ذكر النعام اسم (الظليم)، والجدير بالذكر أن عملية تربية واستئناس النعام معروفة منذ عصر قدماء المصريين؛ حيث كانوا أول من قام بذلك، وقد استخدموا ريش النعام وكان يرمز عندهم للحق والعدل، ويتناول هذا المقال بعض صفات النعام ونبذة عن تربية النعام ، وبعض المنافع التي يستفيدها الإنسان من النعام، وكيفية بدء مشروع ناجح في تربية النعام.

دليلك للبدء في مشروع تربية النعام وأهم المعلومات عن النعام

السرعة والحركة عند النعام

على الرغم من أن النعامة لا تستطيع الطيران إلا أن سرعتها قد تصل إلى 43 ميلا (70 كيلومترا) في الساعة، ويمكن أن تستخدم أجنحتها لمساعدتها على تغيير الاتجاه الذي تسير فيه في الوقت الحالي، ولدى النعامة ساقان طويلتان تستخدمهما أحيانا كأسلحة دفاعية هائلة؛ لذلك يمكن لركلات النعام أن تقتل إنسانا أو حيوانا مفترسا مثل الأسد وغيره، وتتميز بأن لها مخالب حادة قوية؛ لذلك يجب الحرص عند تربية النعام والحذر عند الاقتراب منه.

السلوك والنظام الغذائي للنعام

خلافا للاعتقاد الشائع فإن النعام لا يدفن رأسه في الرمال –كما يُشاع عنه- وربما ينشأ هذا المثل القديم بسبب واحدة من السلوكيات الطبيعية للنعام؛ حيث أن عنقها طويل فعندما تأكل من حشائش الأرض المنخفضة تخفض رأسها وجسدها في محاولة منها للاقتراب من الحشائش؛ فتصبح أقل وضوحا من مسافة بعيدة؛ فيعطي مظهرا وكأنها تدفن رأسها في الرمال، أما بالنسبة للنظام الغذائي للنعام فهو يتكون أساسا من المواد النباتية، فعلى الرغم من اعتيادها على تناول أو أكل النباتات والجذور والبذور ففي بعض الأحيان قد تأكل أيضا الحشرات والسحالي، أو المخلوقات الأخرى المتاحة في بيئتها القاسية حينما تُضطر لذلك، والنعام يعيش في جماعات تتراوح ما بين من 5-50 من الطيور.

تربية النعام

تتم تربية النعام في جميع أنحاء العالم بداية من قدماء المصريين ثم الرومان والإغريق والآشوريين الذين اعتبروه مقدسا، ومن أشهر الدول في تربية النعام جنوب أفريقيا، ويربى النعام للحصول على الريش في المقام الأول والذي يعتبر زينة، كما يستخدم جلدها في منتجات الجلود والصناعات الجلدية، ويتم تسويق لحومها تجاريا والتي تعد من أجود اللحوم الحمراء، وعلى الرغم من أن الكثير من الناس لا يعرفون أن تربية النعام تعتبر مشروعا مربحا فإن النعامة تنتج مزيدا من اللحوم بالمقارنة بأنواع الماشية الأخرى، وتحتوي لحومها على نسبة أقل في الدهون والسعرات الحرارية والكوليسترول من باقي أنواع اللحوم الأخرى (لحوم البقر والدجاج ولحم الخنزير والضأن والديك الرومي)، ولأنها ليست شائعة مثل اللحوم الأخرى فإن لحوم النعام تعتبر باهظة الثمن بالمقارنة بباقي أنواع اللحوم.

تاريخ معرفة النعام

يعود تاريخ معرفة أو تربية النعام إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وقد استخدمت طيور النعام أيضا لسباقات المنافسة، وقد كانت تستخدم قشرة بيض النعام في أوقات سابقة لتخزين المياه، والنعام هو الطائر الوحيد الذي تعتبر كل أجزاء جسمه لها قيمة ويمكن الانتفاع بها جميعها، فبالإضافة إلى تناول لحومه فيستخدم ريشه لإزالة الغبار، وتستخدم جلوده أيضا في الصناعات كما أسلفنا.

نظرة عامة على تربية النعام

لقد كانت دولة جنوب أفريقيا تحتكر سوق النعام لمدة قرن ونصف حتى منتصف التسعينات، وعندما استورد بعض المزارعين في الولايات المتحدة الأمريكية بعض النعام قام بتربيته بقصد إنشاء مزرعة للنعام؛ وانتشرت تربيته في أمريكا بعد ذلك، وتعتبر عملية إنشاء مزرعة للنعام -بالمقارنة مع أي نوع آخر من المزارع- هي الأرخص جدا بسبب ما توفره من أرباح؛ مما تسبب في الكثير من المنتجين للحوم البقر في أمريكا إلى اللجوء إلى تربية النعام ، وبعد ذلك انتشرت تربيته ومزارعه في كثير من دول العالم من بينها مصر، ويضع طائر النعام النموذجي حوالي 40 بيضة سنويا وينتج 1800 كجم من اللحوم، 50 متر مربع من الجلد و36 كجم من الريش في السنة، مما يجعل المشروع مربحا جدا، كما أن أنثى النعام تنتج خلال حياتها حوالي 72000 كيلوغرام من اللحوم، 2000 متر مربع من الجلد و2000 كجم من الريش، وهذا الإنتاج خلال حياتها الاقتصادية وبالمقارنة مع حيوانات المزرعة التقليدية الأخرى (الماشية والماعز والخنازير والأسماك والدجاج والديك الرومي) فإنه من السهل جدا تربية النعام أو إنشاء مزرعة تتحول فيما بعد إلى مشروح يُدِرُّ ربحا وفيرا جدا بالمقارنة بنفقاته، وعلى الرغم من أنه يتم إنتاج معظم النعام في أفريقيا إلا أنه قد انضم عدد كبير من المزارعين الأمريكيين إلى هذه التجارة المربحة؛ وذلك لإدراكهم أن كل جزء من النعام يُعتبر قيمة وثروة واستثمارا كبيرا.

أهم فوائد النعام للإنسان

  • لحوم النعام: كما ذكرنا سابقا فإن لحوم النعام أصبحت بديلا لجميع أنواع اللحوم التقليدية الأخرى؛ وذلك لما تتميز به؛ فهي تعتبر الأقل في نسبة الدهون والسعرات الحرارية والكوليسترول من لحوم البقر والدجاج والديك الرومي ولحم الخنزير والسمك، وعلى الرغم من ذلك فإن لحوم الدجاج والديك الرومي (والتي تصنف على أنها اللحوم البيضاء) تماثل لحوم النعام (اللحوم الحمراء) في لون وطعم لحوم البقر، وتتم تربية النعام للحصول على اللحوم، ويتركز الجزء الأكبر من اللحم في الساق والفخذ والظهر؛ ولأن لحوم النعام ليست سمينة فقد أصبحت محط أنظار الذين يريدون أن يعيشوا بصحة جيدة.
  • جلود النعام: من خلال تربية النعام وبالمقارنة مع الماشية (والتي تنتج أقل من 3 متر مربع من الجلد سنويا) فإن النعام ينتج أكثر من عشرة أضعاف إنتاج الماشية؛ حيث ينتج حوالي 50 متر مربع من الجلد، ويتميز جلد النعام بأنه سميك وناعم ومتين للغاية؛ لذلك فإننا نلاحظ أن المنتجات الجلدية المصنوعة من جلد النعام تعتبر من أعلى الأسعار في محلات الأزياء والبوتيكات، ويستخدم جلد النعام حاليا من قبل العديد من بيوت الأزياء الكبرى المشهورة في العالم ومن ذلك: هيرميس، برادا، غوتشي، ولويس فويتون، وتتم تربية النعام للحصول على فوائدها العديدة ومنها الجلود التي تستخدم في مجموعة متنوعة من المنتجات بما في ذلك السترات والحقائب والأحذية وحافظات النقود والقبعات وغير ذلك.
  • ريش النعام: يعتبر ريش النعام هو الأفضل في خامته وخاصة ريش النعام الذي يعيش في المناطق الجافة وشبه الجافة في العالم مثل أفريقيا والشرق الأوسط، ويستخدم ريش النعام لتنظيف الآلات الدقيقة والمعدات، كما يستخدم في الزينة والأثاث والحشو في صناعة الأزياء.
  • بيض النعام والثروة الحيوانية: كما هو متوقع فإن بيضة النعامة أكبر من بيضة أي طائر في العالم، فعندما تم قياس حجم بيضة النعامة فقد وُجد أن حجمها يزن ما يقرب من 2 كجم (حوالي 1 باوند)، والنعامة الأنثى الناضجة يمكن أن تضع ما يقرب من 40 بيضة في عام واحد، ويزيد الطلب على الصادرات الحية من هذا البيض في أسواق كثيرة مثل: فرنسا، هولندا، باكستان، الإمارات العربية المتحدة، وجنوب أفريقيا، والصين، وتشير الإحصاءات إلى أنه يوجد حاليا 3000 مزارع يعملون في تربية النعام في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا العدد دائما في تزايد مستمر؛ مما يعني أن هناك حوالي 600000 نعامة على الأقل يتم الاعتناء بها وتربيتها في المزارع في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بسبب ازدياد الطلب عليها وعلى منتجاتها، وقد يحدث ارتفاع في السوق بسبب ازدياد الطلب على منتجات النعام على الرغم من أن الصناعة المرتبطة بتربية النعام لا تتعدى 1٪ من إجمالي السوق.

كيف تبدأ مشروعا ناجحا في تربية النعام؟

إذا نظرنا إلى الإمكانيات الاقتصادية والتجارية لمشروع تربية النعام فقد حان الوقت للنظر في بعض الأمور التي تحتاجها إلى بدء مشروع مزرعة النعام، وهذا الأمر لا يعني خطة عمل كاملة، ولكنها خطوات ستساعدك على تنظيم أفكارك إذا كنت تفكر في هذه الفرصة التجارية المربحة؛ لذلك يجب عليك مراعاة الآتي:

  • التسجيل: لابد من التأكد من أنك مسموح لك بالعمل في مزرعة لتربية النعام في منطقتك، فقد كان يتم التغاضي عن هذا التسجيل قبل انتشار وباء إنفلونزا الطيور، أما في الوقت الحالي فإنه يتوجب عليك الترخيص والتنسيق مع الجهة الحكومية ذات الصلة بذلك.
  • بدء المشروع: من المفيد أن تبدأ مشروعك في تربية النعام بذكر واحد من النعام و2: 4 من الإناث، وتلك التكلفة تتراوح ما بين 800 دولار إلى 5000 دولار حسب نوع النعامة وعمرها وحجمها، كما يجب أن تعلم أن طائر النعام خصب جدا؛ حيث يمكن أن تضع الأنثى ما يصل إلى 40 بيضة طوال العام، ومع ذلك تتوقف النعامة الأنثى عن وضع البيض إذا كانت تحتضن البيض فيجب مراعاة ذلك، فمثلاً تجهيز حضانات صناعية ستوفر عليك الكثير وتمكن النعامة من الاستمرار في وضع البيض دون توقف.
  • اختيار الموقع: ينصح بأن يكون موقع مزرعة النعام في بيئة صحراوية بعيدا عن الضوضاء أو المناطق السكنية، كما يجب ألا تكون قريبة من مزارع الدواجن أو الطيور التي يمكن أن تحمل العدوى بفيروس الإنفلونزا.
  • تجهيز المكان: يجب أن تعرف أن النعام يمكن أن ينمو ليصل حجمه إلى تسعة أقدام، كما أنها تجري بسرعة 70 ميلا في الساعة؛ لذلك يحتاج مشروع تربية النعام إلى مساحة ممتدة وواسعة جغرافيا؛ فالنعام يزدهر بشكل جيد للغاية في كل المناخات بما في ذلك الصحاري والمروج الطبيعية ومناطق الغابات والمستنقعات، ولكن الأراضي العشبية هي الأكثر ملائمة لتربية النعام، وقد لا يتمكن المربي من الوصول إلى الإنتاج المطلوب إذا تمت تربية النعام في مساحات صغيرة ومحصورة، وتحتاج الأسرة المكونة من أربعة من طيور النعام إلى نصف فدان من المساحة للحصول على أفضل النتائج، كما يفضل النعام شرب الكثير من الماء، ولا يشرب سوى المياه النظيفة.
  • تغذية النعام: يتكيف النعام تكيفا جيدا مع البيئة إذا توافرت له مجموعة من الأطعمة المتنوعة كالحشائش والنباتات والبذور، وقد يتغذى النعام على القوارض (الجرذان والفئران) أو بعض الحشرات الأخرى.

إن تربية النعام في أفريقيا والعالم في تزايد مستمر، وعلى الرغم من أن تكاليف بدء المشروع من أكثر المشروعات من حيث التكلفة إلا أنه مشروع مربح بكل المقاييس إذا قورن بمقدار الإنتاج والربح الوفير الذي يدره على صاحب المشروع فيما بعد، وقد تحدثنا عن طائر النعام وعن البيئة التي تصلح لتربيته وعن سلوكه النظامي والغذائي ثم ذكرنا نبذة مختصرة عن عملية تربية النعام، وأهم المنافع التي يستفيدها الإنسان من تربية النعام، وأخيرا كيفية البدء في مشروع لتربية النعام.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.