تسعة
الرئيسية » عمل ومهارات » مشاريع وشركات » بيئة العمل الصحية : كيف تخلق بيئة أفضل للتعامل مع موظفيك ؟

بيئة العمل الصحية : كيف تخلق بيئة أفضل للتعامل مع موظفيك ؟

ظهر الاهتمام ببيئة العمل في الآونة الأخيرة كنتيجة للحاجة إلى زيادة إنتاجية الموظفين، هنا نوضخ خطوات إنشاء بيئة العمل الصحية بشكل ميسر.

بيئة العمل الصحية

بيئة العمل الصحية هي كل بيئة توفر للعاملين بها المناخ الأفضل للعمل والإبداع والتطور. بيئة العمل الصحية تلك هي وحدها التي تضمن نجاح أي نوع من الأعمال وتفوقه على نظيره من تلك الأعمال. ربما كنت تعمل في شركة أو تملك شركة أو حتى تعمل في مكتب صغير. لا بد إذا أنك لاحظت أن سير العمل في ذلك المكان يصبح سلسا وأكثر إنتاجية وفاعلية عندما تكون البيئة المحيطة مليئة بالمشاعر الإيجابية والعلاقات الطيبة. وبالطبع ستلاحظ العكس إذا كان المكان يملأه الغضب المشاعر السلبية وعدم التناغم. عدم توافر بيئة العمل الصحية لا يعني بالضرورة فشل عمل ما، لكن توافر بيئة العمل الصحية مع الخبرة والمهارة الكافيتين سيضمنون لك التفوق والتربع فوق عرش العمل الذي تقوم به. ما هي بيئة العمل الصحية هذه إذا؟ ولماذا هي سر تفوق عمل على آخر؟ وكيف يتم تحقيقها؟ ومن هم المعنيون بها؟

طريقة إنشاء بيئة العمل الصحية

كيف تبدأ عملك؟

إذا كنت في عملية البحث عن عمل، فأنت بحاجة إلى وضع أهمية خاصة من أجل بيئة العمل الصحية، فهذه البيئة هي التي ستمضي فيها معظم وقتك القادم متى ما عثرت على تلك الوظيفة، وتلك البيئة هي التي ستؤثر بشكل كبير جدا على حالتك النفسية داخل العمل وخارجه. لذلك، لا يجب عليك أن تقبل بالعمل لمجرد الوظيفة أو المال، احرص دائما على التقصي حول بيئة العمل الصحية أولا قبل توقيع عقد عملك. أما إذا كنت في عملية بدأ عمل جديد وفتح شركة مثلا، فإن بيئة العمل الصحية يجب أن تكون في أعلى قائمة أولوياتك وأن تبحث عن طريقة تحقيقها ومحاولة توكيل هذه المهمة إلى بعض الأفراد للقيام بها على أتم وجه. بيئة العمل الصحية ستكون عامل جذب كبير جدا للموظفين لدى شركتك، وقد تكون عامل طرد كبير جدا للموظفين بعيدا عن شركتك. فإذا كان الموظف مثلا لا يجد الاحترام أو التقدير أو التفهم الكافيين، ففي الغالب، لن يكمل معك مشواره الوظيفي إذا كان بمقدوره ذلك. أما إذا لم يكن بمقدوره ترك العمل لقلة حيلة مثلا، فإن بيئة العمل السلبية هذه ستقوم بخلق موظف ناقم غاضب لا يأبه سوى بإتمام عمله بأي طريقة كانت والابتعاد عن التفكير والإبداع أو أي شيء قد يساهم في ازدهار عملك. هل هذا هو ما تحتاجه في عملك الخاص؟!

كيف تكون بيئة العمل الصحية ؟

تحدثنا حتى الآن بما يكفي حول أهمية وجود بيئة العمل الصحية وطريقة تأثيرها على الموظفين والمديرين على حد سواء. سنتحدث الآن عن الشكل الذي تكون عليه بيئة العمل الصحية وكيف تحدد –إذا كنت موظفا- أن العمل الذي أنت مقبل عليه يملك بيئة صحية، أو –إذا كنت مديرا- أن عملك لديه بيئة صحية لموظفيه؟

الشفافية والتواصل

أول شيء يميز بيئة العمل الصحية هي الشفافية بين أفراده من مديرين وموظفين. ربما كنت أنت كمدير لعمل ما قمت بتوظيف بعض الأشخاص للقيام بأمر معين. لكن مجرد التوظيف ليس أمرا كافيا لازدهار عملك. يجب أن يكون الموظف لديه حس الانتماء إليك وإلى عملك وأن يكون حريصا بالقدر الكافي على العمل الذي يقوم به. إذا كان الدافع الوحيد وراء موظفيك للقيام بأعمالهم هي النقود، فأنت معرض في أي وقت لخسارتهم والحصول على عجز كبير جراء شيء كهذا. لذلك، أكثر شيء يجعل الموظفين يشعرون بالانتماء إلى مكان ما هي الشفافية بين رؤساء العمل والعاملين فيه، الاستماع الجاد إلى آرائهم ورؤياهم والعمل بالأفكار الجيدة منها مع حفظ التقدير لأصحاب الأفكار هذه. هذه العملية من التواصل والاحترام والتقدير هي ما تجعل الموظف يشعر بالانتماء للمكان الذي يعمل به ويجعله أكثر حرصا على مساعدته ومحاولة النهوض به. بهذه الطريقة لن يكون عبء النجاح يقع على عاتقك كمدير فقط، بل أصبحت تتشارك فيه مع كل هؤلاء الذين يعملون معك.

الموازنة بين الحياة العملية والحياة الشخصية

بالطبع لن يرغب أحد في الحصول على عمل يلتهم حياته بأكملها ويجعلها متوقفة على العمل والعمل فقط. الإنسان بحاجة إلى الموازنة بين العمل والعلاقات الإنسانية التي تجعله أكثر قدرة على الأداء في عمله بشكل أفضل والتأثير على صحته النفسية بالإيجاب أيضا. لذلك، إذا كانت شركتك تقوم بتوظيف الأشخاص لديها للعمل أربع وعشرون ساعة يوميا لمدة سبع أيام في الأسبوع، فإن هذا العمل هو أكثر عرضة للفشل والانهيار. وهذه هي أقوى العلامات التي تفرق بين بيئة العمل الصحية وتلك غير الصحية. لذلك، احرص على أن يكون عبء العمل موزعا بالمعقول ومراعيا للموازنة بين حياة الموظف الشخصية وحياته العملية.

التطوير والتأهيل

بالطبع عندما تقوم لجنة الموارد البشرية لدى مؤسستك باختيار الأشخاص الذين سيعملون معك في هذه الشركة فإنها تنتقي أفضل الأشخاص المتقدمين لهذه الوظيفة. ولكن كونهم الأفضل لا يعني أنهم ليسوا بحاجة إلى التطوير والتدريبات الجديدة. العالم لا يتوقف والأفضل لا يبقى الأفضل دائما، لذلك سيجب عليك كمدير أن تحاول خلق الفرص الدائمة للعمل على تطوير مهارات موظفيك ومحاولة إبقائهم الأفضل دائما. وبالطبع أمر كهذا سيجعل من شركتك مثالا من أجل بيئة العمل الصحية . فإذا كان الموظف على ثقة بأن دخوله إلى هذا المكان سيضيف قيمة عالية إليه وسيدفعه نحو التفوق والبقاء فوق القمة، فسيكون أو المندفعين نحو محاولة الحصول عليه والبقاء فيه والتفوق أيضا.

تقدير المجهودات القيمة

كل هذه الظروف السابقة من بيئة العمل الصحية هي ما ستساهم في خلق الموظف المتفوق الذي يشعر بالانتماء إلى المكان الذي يعمل فيه. هذه المميزات ستجعله يسعى دائما بجد واجتهاد نحو تحقيق الأفضل في عمله والأفضل للمؤسسة ككل. هذه المجهودات القيمة هي بالضبط ما أنت بحاجة إلى تقديره، وهو ما يحتاج الموظف إلى سماعه للشعور بأنه يقوم بعمل جيد يستحق التقدير مما سيدفعه للإيتاء بما هو أفضل. ربما لا يكون الغرض الأول وراء القيام بأمر ما هو سماع كلمات الشكر والتقدير، لكن عندما يأتي هذا التقدير في وقت لا نتوقعه نشعر بالدفعة الإيجابية وبعض من الرضا عن الذات. هذه المشاعر الطيبة ستجعل الشخص في حالة جيدة تسمح له بالعمل أفضل وأفضل. لذلك، الشكر والتقدير هما شيئين أساسيين من بيئة العمل الصحية في شركتك.

الاهتمام بروح الفريق

ربما كانت العمل هو أمر جدي جدا. فكما نعلم أنه في البداية أو النهاية ما هو إلا طريقتنا لجني المال وتحقيق مستوى المعيشة الذي نرغب فيه. ولكن علينا أن لا ننسى أبدا أن هناك جانبا شخصيا في كل شخص فينا يحتاج إلى المداعبة بين الحين والحين. تقوية روح الفريق فيما يخص العمل والتفوق في المجال الذي تقومون به يتكون خلال النقاط السابقة، ولكن هناك الروح الشخصية الأخرى التي يتم تقويتها عن طريق النشاطات الخارجية البعيدة عن بيئة العمل والأموال ومستوى المعيشة. بيئة العمل الصحية يفضل أن تحتوي على النشاطات الاجتماعية المختلفة كالاستمتاع بوقت بعيد عن المكتب والعمل في مطعم لطيف أو الذهاب في رحلة إلى أماكن جديدة بين الفترة والأخرى. التواصل والتعامل في أمور لا تتعلق بالعمل تقوم بتقوية العلاقات الشخصية بين أفراد العمل وتقوية روح الفريق والانتماء بينهم. وهذه النشاطات تجعل الأفراد يشعرون بأنهم عائلة واحدة يهتمون لأمر بعضهم البعض. وربما كانت هذه النشاطات سبيلا للحصول على صداقات قوية تدوم مدى الحياة. بهذه الطريقة لا يكون العمل هو مصدر رزقك فقط، بل مصدر أصدقائك وحياتك أيضا.

هذه هي المقومات الخمسة التي يجب أن تتوافر في بيئة العمل الصحية والتي تضمن لك كموظف أن تحظى بتجربة عمل رائعة ولك كمدير بنتائج رائعة. كيف إذا يتم تحقيق هذه البيئة الصحية والوصول إلى ذلك الشكل المذكور في النقاط السابقة؟ هذا هو ما سنتحدث عنه في الفقرة القادمة.

كيف تخلق بيئة العمل الصحية ؟

الفقرة السابقة قامت بتوضيح الطريقة التي يجب أن تكون عليها بيئة العمل الصحية وأهم الشروط اللازمة لها. وإذا قمت بقراءتها فقط فأنا على ثقة بأن شلالا من الأفكار والطرق سيتدفق داخل عقلك في سبيل تحقيق تلك النقاط. ولكن إذا لم يندفع شلال الأفكار ذلك داخل عقك، فإن النقاط التالية ستكون مجرد تحفيز إليك وأفكارا بسيطة لتحقيق بيئة العمل الصحية تلك.

النظام والجمال

من الأمور شديدة الأهمية في مكان العمل الذي تقضي أنت وموظفيك فيه معظم يومك، هي أن يكون المكان منظما وجميلا. يجب أن يكون ترتيب الغرف والديكور واختيار الألوان أمرا لا يقل أهمية عن اختيار الموظفين لديك. فالمنظر الجمالي المريح يجعل العقل يشعر بالاسترخاء وتنبعث المشاعر الإيجابية من المكان فقط قبل الأشخاص حتى. لذلك، احرص على أن يكون مقر عملك هو مقر جميل ومنظم وتم انتقاؤه بعناية لأن هذا المكان هو ما ستقضي فيه الكثير من أوقاتك فيما بعد.

إضاءة المكان

ربما لا يبدو هذا الأمر بتلك الأهمية ليتم ذكرها في هذا المقال. لكن صدقني، إضاءة المكان تلعب دورا كبيرا –حتى وإن كان غير ملموس- في الأشخاص الموجودين بداخله وفي طريقة تفاعلهم مع المكان. فالإضاءة الضعيفة أو التعرض للإضاءات الصناعية لوقت طويل كفيل بإرهاق أعينهم وحرمانهم من الكثير من الفيتامينات والمواد المفيدة التي سيحصلون عليها بالتعرض لضوء الشمس المفيد أو الأضواء التي لا تعتمد على الإضاءات الضارة بشكل كبير. حاول أن تضع في خطتك توفير إضاءات شمسية في المكان الذي تعمل به وتوفير إضاءات جيدة لنفسك وموظفيك حتى لا تشعر بالتعب والإعياء دون أن تتمكن حتى من رصد السبب وراء ذلك.

غرفة الاسترخاء

سيكون من الرائع جدا إذا كانت لديك غرفة خاصة معدة خصيصا للاسترخاء أو شرب القهوة أو مجرد الحديث عن أمور الحياة وما إلى ذلك. غرفة يجلس فيها الموظفون قليلا لتخليص عقولهم من عبء العمل بعض الوقت ثم يعودون مرة أخرى إلى مزاولة أعمالهم. هذا الأمر سيساعد في إزالة التوتر والقلق عن كاهل الموظفين وسيساعد في جعل تجربتهم أكثر إمتاعا وإنتاجية.

جدار الأفكار

تعتبر هذه الفكرة من الأفكار الجيدة التي وجدتها أثناء بحثي عن بيئة العمل الصحية . اختر جدارا معينا من جدران مكان عملك واجعله سبورة مخصصة للأفكار والعصف الذهني والإبداع. هذه السبورة ستكون طريقة لإشراك الجميع في عملية التأثير في مسار الشعور مما سيعطي شعورا بالانتماء، وأيضا ستكون حافزا للموظفين لإخراج أفضل أفكارهم ومحاولة الإبداع وخلق الأفكار الجديدة.

راحة الموظفين

لا يجب أن يكون كل شيء مصمم مسبقا ومفروضا على الموظفين. بإمكانك أن تترك لموظفيك حرية اختيار مكاتبهم والموقع الذي يفضلونه فيه –بدون إفساد نظام المكان-. وأيضا بإمكانك توفير الأشياء التي يمكنهم وضعها فوق مكاتبهم كبعض الزهور أو الأدوات المكتبية وما إلى ذلك. أيضا، يمكنك أن تترك لهم حرية التصرف في يومهم وأخذ فترات الاستراحة عندما يحتاجون إليها. اترك لهم حرية التصرف والتحرك طالما أنهم يهتمون لأمر عملك ويعطونك ما تطلبه كاملا وجيدا في نهاية اليوم.

اجعلهم يختارون عملهم

إذا كان هناك مشروع جديد أنتم على وشك البدء فيه وكنت أنت مدير هذا المشروع، فلا تقم بتوزيع أدوارهم كما ترى أنت واتركهم يختارون المواقع التي يريدون أن يملؤونها بأنفسهم. فأنت إذا اخترت شخصا إلى مكان لا يرغب هو فيه، فأنت بهذا تكون قد فقدت قيمة جيدة كان من الممكن أن تضاف إذا ذهب هذا الشخص إلى حيث يرغب وأتى شخص آخر مناسب إلى هذا الموقع. عليك إذا أن تثق في زملائك وفي قدرتهم على اختيار الأماكن التي تناسبهم والتي سيؤدون فيها بأفضل الطرق.

حرية الحركة

لا تجعل موظفيك يشعرون بأنهم مقيدون إلى مكاتبهم وكراسيهم. هذا التقييد لا يفيد بأي شيء سوى الإحساس بالملل وعدم الارتياح. اتركهم يذهبون إلى شرب القهوة أو التجول حول المبنى أو الذهاب في جولة والعودة منها. إعطاء موظفيك حرية الحركة يجعلهم أكثر قدرة على التفكير وتنظيم الأفكار القادمة من هذه العملية.

انتق تعليماتك

لعلك لاحظت حتى الآن في كتابتي للمقال أنني أتكلم عن الموظفين الخاصين بكل على أنهم “يعملون معك” ليس “لديك”. وهذا الأمر كنت أقصده جيدا وأنا أكتب. فأنت لست رئيسا فوق أحد أو أفضل من أحد. لا يجب عليك أن تشعر بذلك، أو تدعهم يشعرون بذلك. أنتم تعملون سويا في هذا المكان. أنت بحاجة إليهم وهم بحاجة إليك. وكونك مديرا يجعلك أكثر مسئولية فقط لا غير. إذا، عند كتابة تعليمات العمل والشروط وما إلى ذلك، توقف قليلا عن استعمال كلمات التحذير والتنبيه القاسي واجعل الطريقة أكثر لطفا وإشعارا للشخص الذي يقرأ هذا الكلام بأنه فرد من المؤسسة لا مجرد موظف يقوم بمهمة ويمشي في نهاية النظام. فبدلا من أن تكتب “يجب عليك أن تقوم بكذا” اكتب “سيتوجب علينا أن نقوم بكذا”. أشرك نفسك في الأمور أو اشركهم معك. لا تجعلهم يشعرون بالفرق الكبير بينك وبينهم.

قم بالتقييم

سيكون من الجيد دائما أن تعطي موظفيك تقييما دوريا لأعمالهم مع الإشادة بإيجابياتهم أولا ونقاط قوتهم، ثم الإشارة إلى النقاط التي يمكن أن تكون أقوى وأفضل. هذه الطريقة ستكون جيدة في محاولة الحصول على نتائج أفضل كناتج كلي من العمل. لكن هناك أمر هام –أنا شخصيا أرى أهميته بشدة- وهو أنه عند البدء بتقييم أحدهم، يجب عليك أن تقوم بكتابة الإيجابيات أولا قبل البدء في كتابة السلبيات. ويجب على الإيجابيات أن تتساوي معظم الوقت مع السلبيات. هذا الأمر سيساعدك في أن تكون حياديا في تقييمك لهذا الشخص، فأنت بإجبار نفسك على ذكر إيجابيات لهذا الشخص ستقوم بتذكير نفسك بأن هناك أمورا جيدة لهذا الشخص وليس فقط الأمر السلبي الذي يغضبك منه. إذا لم تستطع حصر بعض الإيجابيات أو كانت السلبيات تتفوق على الإيجابيات بكثرة، عليك إذا أن تتوقف عن التقييم وأن تبحث عن شخص آخر يقوم بتلك المهمة أو يساعدك فيها لأنك لست محايدا بهذه الطريقة ويبدو أنك غاضب من هذا الشخص أكثر من رغبتك في تقديم تقييم له. فنحن لسنا ملائكة أو شياطين، جميعنا نملك الإيجابيات والسلبيات، وطالما أنك اخترت هذا الشخص ليعمل معك، فبالطبع فعلت هذا لأنك رأيت منه إيجابيات تكفي لذلك.

تقبل التقييم

التقييم ليس حكرا على الموظفين فقط، بل هو فرض عين عليك إذا كان فرض كفاية على الموظفين لديك. حقيقة أنك المدير تجعلك أكثر المسئولين عن نجاح أو فشل المكان الذي تعمل به. ربما يكون سبب النجاح أو الفشل هو أحد الموظفين أو بعضهم، لكن الأمر سيعود دائما إليك لأن هؤلاء الموظفين هم مسئوليتك. لذلك، عليك دائما أن تقبل تقييم الآخرين لك وأن تطلبه إذا لم يتم إعطائه إليك. ويفضل أن يكون التقييم مجهولا حتى تتفادى الإحراج أو حتى الشعور بالغضب تجاه تقييم لم يذكر ما يكفي من الإيجابيات فيك. ولا تنس أبدا، كونك مديرا يجعلك مسئولا أكثر، لا معفيا من المسئولية.

هل يبدو الأمر مستحيلا؟

هل قراءتك لهذا المقال كرائد أعمال مبتدئ تجعلك ترى الأمر صعبا أو مستحيلا؟ هل ترى تحقيق كل تلك الأمور مجتمعة نحو خلق بيئة العمل الصحية هو أمر شاق ومكلف وغير مجدي؟ ربما كنت محقا في هذا الأمر، وربما كان فعلا خلق بيئة العمل الصحية هو أمر شاق ومجهد، ولكن بداية طريقك لا يجب أن تحتوي على كل تلك الشروط أو الأفكار. يكفي أن تبدأ بالنقاط البسيطة التي يمكن تحقيقها وأن تضع باقي النقاط في خطتك المستقبلية وأن تجعلها في نفس مستوى أهمية نشاطاتك الأخرى. بدايتك المتواضعة في بيئة عمل صحية ومحاولة تطويرها يوما بعد يوم ستجعل الموظفين يشعرون بأن عملك هو عمل واعد وينبئ بوجود بيئة العمل الصحية في المستقبل وقد تجعل الموظفون يتقدمون إلى العمل معك لأنهم أصبحوا واثقين بأنك على طريق تحقيق بيئة العمل الصحية . فقط عليك أن تجعل هذا الأمر من أولوياتك ليشعر موظفيك بالثقة والأمان.

الشركات التي تملك بيئة العمل الصحية

هذه الفقرة سنخبرك بعضا من الشركات التي تملك بيئة العمل الصحية المثالية. ولكن يجب عليك أن لا تفاجأ عندما تعرف أن معظم هذه الشركات هي تلك الشركات العالمية التي تتربع على عرش الصناعات العالمية حاليا. فكما أخبرتك في البداية والنهاية وبين كل سطر، بيئة العمل الصحية هي وسيلتك للتفوق والتربع فوق عرش نشاطاتك. هذه الشركات التي تتمتع بأفضل بيئات العمل الصحية هي شركة فيسبوك وتويتر وجوجل وآبل، هناك العديد والعديد من الشركات الأخرى، لكنني قمت بذكر هذه الشركات خصيصا لأنها الأكثر شهرة وانتشارا في العالم، والتي لا يخلو منزل دون أن يكون على علم بهذه الشركات. هذه الشركات تتربع قائمة أفضل الشركات للعمل فيها كل عام وتتفاوت ترتيبهم في تلك القائمة بتفاوت تنافسهم سوية ومحاولة خلق بيئة عمل أكثر صحة وقوة.

شركة جوجل

شركة جوجل مثلا ستبهرك بالطريقة التي تتعامل بها مع موظفيها. هذه الشركة تدفع الكثير والكثير من المال في مقابل العمل فيها، ولكن هذا المال لا يذهب إلا إلى أصحاب العقول الكفأة والأكثر قدرة على الإبداع. هذا الأمر لا يتم بمجرد أن الأشخاص المتقدمين إلى جوجل هم أذكياء جدا، ولكن هذا يتم بالإضافة إلى ما تفعله جوجل في شركتها لهؤلاء الموظفين. ففي روايات مباشرة من موظفين بشركة جوجل، تقوم الشركة بتوفير مناخ رائع جدا داخل الشركة من بيئة تفاعلية اجتماعية ونشاطية وحيوية بجانب الجانب العملي منها. بل أنها حتى توفر لموظفيها مراكز لتصليح عرباتهم وما إلى ذلك في محاولة لدفع الأشياء التي قد تعيق إنتاجيتهم في العمل. لا عجب أن جوجل تتربع عرش العالم الإلكتروني الآن!

شركة تويتر

تلك الشركة التي سقطت من قائمة أفضل 50 شركة في عام 2015 ثم عادت بقوة في عام 2016 في المستوى ال 26. هذه الشركة يقول أحد العاملين بها بأن البيئة في تلك الشركة هي بيئة تحفيزية جدا وتجعلك تشعر بالقدرة على تحقيق أي شيء، مع التأكيد على شفافية فريق الإدارة وتواصلهم الدائم الفعال مع الموظفين.

أفنان سلطان

طالبة جامعية، أهوى القراءة واعتدت الكتابة كثيرا منذ صغري. على أعتاب التخرج ولا أدري بعد ماذا سأفعل.

1 تعليق

اثنان × خمسة =