تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » الشخص الوقح : كيف تتعامل مع الشخصي الوقح بالطريقة الملائمة ؟

الشخص الوقح : كيف تتعامل مع الشخصي الوقح بالطريقة الملائمة ؟

لا نستطيع تجنب الأشخاص الوقحين في هذا العالم، لكننا مضطرون للتعامل معهم بما تمليه علينا أخلاقنا، لذلك نستعرض بعض الحلول من أجل التعامل مع الشخص الوقح .

الشخص الوقح

البرود، رد الإساءة بالحسنى، رد الوقاحة بالوقاحة يجعلك مثله، تجنب استفزازهم، تجنبهم، واجههم ببعض الحزم، قد يكون وقحًا شرًا أو كارهًا للناس ومحبًا للوحدة، الأعلى صوتًا هو ألأضعف، العالم يعج بملايين الشخصيات التي تخالط حياتنا فتزيدها حسنًا أو تعكر صفوها، أو يمرون بنا فحسب كالأطياف فلا نؤثر فيهم ولا يؤثرون فينا، من تلك الشخصيات التي نواجهها وتكون كشوكةٍ في خاصرة حياتنا هي الشخصيات الوقحة، الشخص الوقح من أسوأ الشخصيات التي قد تضطر إلى التعامل معها، خاصةً إن اضطررت إلى التعامل معهم وكنت عاجزًا عن الهرب منهم كزملائك أو جيرانك أو شخصًا لا تستطيع ببساطةٍ التخلص منه أو قطع علاقتك به للتخلص من أذاه، كذلك فإننا دائمًا معرضون لمواجهة الشخص الوقح في الحياة العامة كأحد الباعة أو شخصًا تقابله في الشارع، قد يستفزك أو يفتعل معك مشكلةً أو يعاملك بوقاحةٍ بلا سبب.

الشخص الوقح وطريقة التعامل الملائمة

الشخص الوقح

الأشخاص الوقحون أنواعٌ مختلفة ونحن لم نُخلق للحكم على الآخرين ومحاسبتهم ولسنا جالسين على كرسي القضاء نطلق الأحكام بلا حسبانٍ على الغير بدون أن ندري ظروفه أو أحواله، وأحيانًا بدون أن نعرف حتى أسماء هؤلاء الأشخاص لكننا حكمنا عليهم بسبب موقفٍ واحدٍ واجهناه معهم، وبادرة وقاحةٍ بدرت منهم قد تكون بغير قصدٍ أو من غير طباعهم الحقيقية لكننا أسأنا الظن بهم.

طبيعة الشخص الوقح

الشخص الوقح قد يكون وقحًا بفطرته أو عن قصدٍ فيستمتع بأذى الآخرين والتعاسة التي يسببها لهم ويشعر بالسعادة لضيقهم وبؤسهم، تلك الشخصية مصابةٌ بالنقص لا تجد المتعة والسعادة إلا على أنقاض الآخرين وحزنهم، وهم من الأمراض التي ابتلي بها المجتمع يعيثون فسادًا وحزنًا، يعيش هذا الشخص حالةً من الضعف وكره الذات وعدم القدرة على التفاهم والتصالح مع نفسه وإنما هو ضحية النار المضطرمة في داخله من الفوضى والخلافات، هذه الشخصية تفتقد المعنى والهدف وحتى الأفكار وعاجزةٌ عن إيجاد السعادة، ومع الوقت فهو يصبح حقودًا وكارهًا لسعادة الآخرين بسبب عجزه عن الإحساس بالسعادة لذلك فهو يساهم في حزنهم ومن هنا تأتي سعادته، من إحساسه بأن الآخرين متساوون معه في التعاسة حتى ولو للحظاتٍ فقط، يجتهد في جعل سلوكه وأفعاله وكلماته أكثرها وقاحةً وبشاعةً وأن تسبب أكبر جرحٍ للآخرين، ومن زيادة تعاستهم فالجميع ينفر منهم ويكرههم ويأبى التعامل معهم، ربما كانوا يحظون بلحظاتٍ من السعادة المزيفة لكن الإحساس العام بالعجز والضعف والحزن قائمٌ في داخلهم، ويزداد مع ازدياد وحدتهم ونبذ الجميع لهم ويصبحون عاجزين عن التعامل مع النبذ تمامًا، وإنما يساهمون بلا وعيٍ أحيانًا في زيادته وإمعانه والغرق فيه.

مساعدة الشخص الوقح

تحتاج الشخصية الوقحة إلى مساعدةٍ وإلى يدٍ تمتد لها فتنتشلها من ظلامها وحزنها، لكن وقاحتها تقف حاجزًا بينهم وبين الآخرين فالجميع ينفر بلا أدنى تفكيرٍ في المساعدة، والحقيقة التي لا تخفى على أحدٍ أن من يحاول مساعدتهم فهو يحكم على نفسه بالجحيم والتعاسة من صحبتهم ومن عجزه عن التعامل معهم أحيانًا، بل إنهم أحيانًا يرفضون المساعدة ولا يتجاوبون معها ويكون الفشل نصيبه.

أساب تمتع بعض الأشخاص بالوقاحة

الوقح شخصٌ تعرض في حياته لأشياءٍ جعلته كذلك فنحن لا نولد وقحين أو مهذبين، وإنما تساهم الحياة في صقل شخصياتنا وتكوينها وتعطينا الخيارات التي نختار من بينها كيف نريد أن نكون، لكن بعض الأشياء تحدث بغير عمدٍ منا وخارج إرادتنا وتؤثر علينا وتسلك بنا طريقًا قد لا نكون من راغبيه، أغلب الشخصيات السيئة تعرضت لذلك المنحنى أو لتلك المنحنيات التي دفعت بها إلى ذلك الطريق وبالطبع فإن ذلك ليس مبررًا ولا يعفيهم من المسئولية لكننا نحاول قدر الإمكان فهمهم للتعامل معهم، و الشخص الوقح ليس استثناءً أبدًا فهو من العالقين في ظلام الماضي وآثاره عليهم والمستسلم له تمامًا بغير أن يعير المستقبل انتباهًا، وكذلك هو أضعف من مواجهة نفسه وتغيير السيء فيه واتباع طريق الصواب.

أنواع أخرى من الشخصيات الوقحة

قلنا أن الشخصيات الوقحة التي تواجهها أنواعٌ وعرفنا الوقح بطبيعته أي الذي تتسم شخصيته بالوقاحة ويقصدها فهل من آخرين؟ بالطبع هناك آخرون قد نزج بهم في التصنيف السابق بغير قصدٍ أو تركيز، فهناك ذلك الشخص الذي تقابله في الشارع ذات مرة فيتصرف بوقاحةٍ تفاجئك وتحكم عليه بأنه شخصٌ وقحٌ وغير مهذب، لكن الحقيقة أن ذلك الشخص جيدٌ ومهذبٌ وطيبٌ أيضًا لكنه كان تحت ظرفٍ أو ضغوطٍ أو تعرض لمشكلةٍ أو لم يكن في مزاجٍ جيد مما أدى إلى أن يتصرف بتلك الوقاحة بغير قصد، هو مشحون بالطاقة السلبية من رأسه لأخمص قدميه وكان موقف احتكاكك به لحظة انفجار طاقته السلبية بهيئة ما أسميته وقاحة، كلنا معرضون للوقوع في مكان هذا الشخص رغم خطأ ذلك التصرف لكننا نمارسه جميعًا في حياتنا فأنت حين تكون تحت الضغط قد لا تدري أو تشعر بأفعالك وإنما تتصرف بناءً على غضبك أو ضيقك، جميعنا بحاجةٍ إلى وقفةٍ مع النفس للتخلص من ذلك السلوك ومن جهةٍ أخرى فنحن بحاجةٍ إلى وضعه في اعتبارنا لنعذر به أحدًا تصرف معنا بوقاحة.

فقدان الاجتماعية

البعض الآخر من الشخصيات الوقحة هو شخصٍ يفتقد الاجتماعية وآداب التعامل ويحب العزلة والانطواء ويكره الاختلاط بالآخرين ومعرفة شئونهم وتدخلهم في شئونه فيصبح وقحًا في التعامل، هو قد لا يقصد الوقاحة لأنه فقط سيءٌ اجتماعيًا ولا يدري المسالك والطرق الصحيحة للتعامل مع الآخرين فقد يفعل شيئًا من باب اللطف من رأيه ويبدو للطرف الآخر كفعلٍ مزعجٍ أو وقحٍ أو محرج، أو يكون أحيانًا قاصدًا الوقاحة كخط دفاعٍ أولٍ يبعد به الناس عن حياته لينعم بالانطواء والوحدة اللذان يريدهما بغير إزعاج، في كلتا الحالتين فهو لا يستمتع بالفظاظة والوقاحة وقد يكره ذلك الجزء من نفسه الذي يتسبب بهما ويحتاج إلى تحسينه ولكنه فقط لا يريد أن يقترب أحدٌ منه، لذلك تجنبه فحسب تجده في حاله ولن يمسّك.

قواعد التعامل مع الشخص الوقح

من أول قواعد التعامل مع الشخص الوقح هو برود الأعصاب والتحلي بالهدوء التام، فالوقح يعمد إلى استفزازك وإثارة غيظك وغضبك فلا تعطه مراده وإنما تحلى بالصبر والهدوء، وإن كان هو وقحًا كالصبيان فكن أنت رجلًا ناضجًا وارفض استفزازه ذاك، قد يعتقد البعض أن في الصمت والهدوء ضعفًا وإقرارًا للوقح بقوته وفوزه ولكن ذلك غير صحيحٍ أبدًا فقد عرف الأعلى صوتًا دائمًا بالأضعف موقفًا ويقال أنه كلما علا صوتك قلت حجتك فأنت تعوض نقصها بالصوت العالي، لذلك أعرض عنه ولا تنزلق إلى هاويته وتبادله وقاحةً بوقاحة فأنت ما ن تنزل بنفسك لمستواه حتى تصبح شبيهه ويعجز الناس عن التفرقة بينكما! كن صاحب مبدأ فإن كنت مهذبًا ذو أخلاقٍ فتمسك بخلقك ولا تجعله يجردك منه.

تجنب الوقحين في حياتك فمخالطتك لهم قد تجعلك يومًا فطالما كنت قادرًا على الابتعاد عن طريقهم وصحبتهم فابتعد، ولكن لو كنت غير قادرٍ على تجنبهم فاضحد سوء خلقهم ورده بالحسنى واجعل حسن سلوكك صفعةً مردودة وإحراجه، كذلك فالحزم في مواجهتهم خطوةٌ مهمة فأنت مضطر للتعامل معهم إذًا ارسم حدود علاقتك بهم، تحدث باعتراضٍ واضحٍ وصريح على معاملتهم تلك وأنك لا تقبلها ولا تسمح بها وأن لعلاقتكم حدودًا لا يجب تخطيها. أيًا ما كانت الشخصية السيئة التي تواجهك فأنت دائمًا قادرٌ على تهذيبها وتحجيمها بقوة مبادئك فاحذر أن يجردوك منها لتصبح مثلهم.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة