تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » الخوف من الظلام : كيف تساعد أطفالك على التغلب على فوبيا الظلام ؟

الخوف من الظلام : كيف تساعد أطفالك على التغلب على فوبيا الظلام ؟

الخوف من الظلام أو فوبيا الظلام هو الخوف المرضي من الأماكن المظلمة، وللمصابين به من الأطفال نقدم وصفة متكاملة للتخلص من هذا الخوف المرضي.

الخوف من الظلام

الخوف من الظلام أحمد أنواع الخوف التقليدية، فالخوف هو شعور طبيعي جداً بالنسبة للبشر، وهو جزء من حياتنا بالتأكيد، جميعنا نشعر بالخوف من العديد من الأمور مثل الخوف من الأشياء الجديدة، الخوف من الفشل، الخوف من المرتفعات، وغيرها الكثير، بالنسبة لنا كأشخاص ناضجين ربما تعلمنا علي مدار سنوات حياتنا كيف نواجه مخاوفنا  علي الأقل تعلمنا كيفية السيطرة عليها، وهذا ما ينبغي أن  يتعلمه صغارنا أيضاً، في هذه المقالة سنتعرض لنوع من أنواع الخوف لدي الأطفال، لطالما أرق منامنا جميعاً ووضعنا في مواقف محرجة ونحن صغار وهو الخوف من الظلام. يعاني الكثير من الصغار وفي مرحلة عمرية مبكرة من الخوف الشديد من الظلام وقد يتمثل ذلك في عدم قدرتهم علي النوم في أماكن مظلمة، عدم القدرة علي النوم والاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، وهو ما قد يسبب الأرق لجميع أفراد الأسرة. في المراحل العمرية المبكرة يبلغ خيال الطفل ذروته، وإلي جانب هذا لا يستطيع الطفل تمييز الواقع من الخيال، فتختلط عليه الأمور، مما يجعل الخوف يسيطر علي عقل الطفل بشدة.

دليلك لمساعدة طفلك على التخلص من الخوف من الظلام

أسباب الخوف من الظلام

  • كثيراً ما يستخدم الآباء عبارات مخيفة للطفل مثل “تناول غداءك وإلا سيلتهمك الوحش ليلاً” والكثير من العبارات المماثلة مما يجعل مخاوف الطفل تزداد بشكل مبالغ فيه.
  • الرسوم المتحركة: وبعض الأصوات المزعجة وصور الحيوانات المخيفة، مثل الثعابين والدببة مثلاً ، الكثير من هذه الأمور التي تبدو عادية جداً ولكنها في مرحلة عمرية مبكرة من عمر الأطفال قد تشكل أكثر الأشياء التي يخشي الطفل أن تتمثل له ليلاً لذلك يصبح الخوف من الظلام مسيطراً عليه.
  • البيئة المحيطة: بالطفل والتي قد تكون مليئة بالتوتر والصراخ والمشاحنات، كل هذه المور تخلق معاناة نفسية لدي الأطفال، وتلعب دوراً هاماً في الكثير من اضطرابات النوم ونوبات الفزع التي تصيب الأطفال وتتجلي في الظهور ليلاً.
  • التصرفات الصادرة من العائلة تجاه الطفل: كالتقليل من احترامه، أو إهانته، أو جعله يشعر كأنما حياته ومخاوفه ما هي إلا دلال زائد، كل هذا يؤثر بالسلب علي شخصيته، ويجعله دائم الشعور بعدم الثقة والخوف الشديد، لاسيما الخوف من الظلام أو البقاء وحيداً.
  • بعض الآباء يعاقبون أبناءهم علي أخطائهم بطريقة غير تربوية، فدائماً ما يؤنبون طفلهم الصغير علي أي شئ حتي وإن كان بدون قصد، الصراخ الدائم علي الطفل، وجعله يشعر كأنما أي تصرف صادر منه هو أمر سيعاقب عليه، يهز ثقة الطفل بنفسه، ويجعله دائم الشعور بالخوف من أي شئ، فالخوف الغير مبرر ما هو إلا نتاج عن شخصية الطفل الضعيفة وارتباكه الدائم.

متي يشعر الآباء أنه ينبغي مناقشة مخاوف الطفل؟

عندما يبدأ هذا الخوف الذي يسيطر علي الطفل بإعاقة حياته، كعدم تمكنه من النوم لأيام، وتأثر مستواه الدراسي، وإن ظهرت عليه علامات القلق الدائم فهذا يعني أنه لابد من مناقشة الأمر معه، ومساعدته للتغلب علي ما يعانيه.

كيف يتم علاج هذا الأمر؟

  • أولاً لا يجب أبداً التقليل من شأن الطفل لأنه يخاف الظلام، ولا اعتبار هذا الأمر مجرد أمر تافه لا يجب الالتفات إليه، إنما لابد من احترام مخاوف الطفل، وحثه علي مواجهتها بكل الطرق الممكنة وتشجعيه علي الأمر، ليتمكن من تخطي خوفه هذا.
  • لابد وأن تلتزم بالهدوء التام والصبر عند مناقشة هذا الأمر مع طفلك، تأكد من أنه سرد لك كل ما شغله ويؤرق منامه، ناقش معه الأمر كشخص ناضج، لا تعامله كانه غلام صغير بل عزز ثقته بنفسه، فهذا سيساعده كثيراً.
    إذا فشلت محادثتك مع طفلك بشأن هذا الأمر لا تنزعج ولا تظهر له ذلك فسيشعر عندها بالخجل وقد يراوده شعور بالذنب.
  • لا تقل له مازحاً ” أين هو هذا الوحش اطفأ النور ودعنا نراه”! هذا أمر غير منطقي فأنت بهذه الطريقة لا تفعل شيئاً سوي التأكيد له بأن ما يخشاه هو حقيقي بالفعل، ولا يساعدك هذا الأمر في جعله يتخطى ما يخشاه!.
  • احرص علي أن لا تصل صور الحيوانات الضخمة إلي يدي طفلك، كذلك عليك من تقليل مشاهدته لبرامج الرسوم المتحركة، ففي هذه المرحلة يختلط الخيال بالحقيقة لدي الطفل فلا يساعده ذلك علي التخلي عن مخاوفه بل علي العكس تماماً بل قد يجعل الأمر يزداد سوءًا.
  • التفرقة بين ما هو واقع وما هو خيال هو أمر ضروري لابد من أن تعلمه لطفلك، لا بأس سيستغرق هذا وقتاً إضافياً ولكنها وسيلة فعالة ليتخلى طفلك عن كل ما يثير الخوف بداخله، لا تسرد له دائماً تلك الحكايات الخرافية، بل احرص علي سرد كل ما هو حقيقي وواقعي حتي يتعلم طفلك تدريجياً التمييز بين الخيال والحقيقة ولا يختلط عليه الأمر. وليتمكن طفلك من تخطي الخوف من الظلام ولو بشكل تدريجي.
  • لابد من زيادة ثقة طفلك بنفسه فهو أمر ضروري للتغلب علي الخوف عند الأطفال اجعله دائماً يدرك انه أقوي من كل ما يخيفه، وان لا شئ علي الطلاق يمكن أن يثير قلقه فهو أقوي من كل ذلك.
  • يمكنك مساعدته في مواجهة مخاوفه لذلك لا تجعله ينام في غرفة مظلمة تماماً لكن يمكن جعله ينام في غرفة مضاءة جزئياً وتقليل إضاءة الغرفة بالتدريج حتي يعتاد النوم في غرفة مظلمة تماماً بمرور الوقت.
  • لابد من تجنب النوم مع الطفل في الغرفة ذاتها، بل اجعله يعتاد علي النوم بمفرده وعدم الاعتماد عليك في مواجهة ما يخشاه ، كذلك تأكد من أنه لا يتسلل إلي سريرك خفية أثناء الليل، فهو هكذا سيعتاد علي الهرب مما يخشي بدلاً من مواجهته.
  • هنالك أمر هام لابد من الالتفات له، وهو أنه علي الأهل عدم معاقبة الطفل علي خوفه الزائد حتي وأن أصبح الأمر لا يحتمل، فمجرد معاقبة الطفل علي مثل هذا الشعور كفيل بخلق مشاكل نفسية غير مرغوبة علي الإطلاق قد تؤثر عليه بشكل أكبر فيما بعد، لذلك علي ذوي الطفل دعمه ومساندته في كل الأحوال.
  • أيضاً يمكن الاستفادة من بعض الألعاب التي يمتلكها الطفل كجعل أحدها مثلاً الوحش الذي يخاف الطفل من ظهوره ليلاً فهكذا قد يستجيب الطفل بشكل أسرع لمحاولات والديه جعله يتخطى خوفه، فالأطفال يستجيبون بشكل أسرع عند اللعب.
  • أيضاً هناك حيلة يمكنك ممارستها مع طفلك، وهي تجنب جعله ينام أثناء الظهيرة، بل اجعله منهكاً أثناء النهار في ممارسة العديد من النشاطات، بهذه الطريقة ستجد طفلك منهكاً جداً أثناء الليل وسيستغرق في النوم بسرعة مما يجنبه الكثير من التحديق في الظلام وسيجنبه الخوف الغير مبرر.
  • أيضاً إذا ما كان طفلك خائفاً بشكل كبير، اجعله يسترخي، استمع معه لبعض مقاطع الأبطال الخارقين واشرح له كيف أنهم يملكون شجاعة كبيرة كفيلة بهزم كل ما يعترض طريقهم، ادعمه معنوياً وأخبره أنه قادر علي التغلب علي كل ما يخشاه، اجعله يردد “أنا لا أخاف الظلام، أنا شجاع”، كل هذه الأمور قد تبدو كالمزاح بالنسبة للبالغين، ولكنها تجعل الطفل يتغلب علي مخاوفه بشكل جيد في الكثير من الأحيان.
  • كل هذه الأمور يظهر تأثيرها علي الطفل بعد بضعة أسابيع ولكن إذا ما ازداد الأمر سوءًا أو حتي لم يبدو أن الأمور تسير بشكل جيد، ومازال الطفل يعاني من الخوف في الظلام والأرق ليلاً لابد من استشارة طبيبة نفسية، فعلاج مثل هذه الأمور كلما كان مبكراً أكثر كلما كان أثره علي صحة الطفل النفسية أفضل.

سمية أحمد

طالبة بكلية العلوم جامعة القاهرة.

أضف تعليق

6 − 1 =