تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » أخطر الفيروسات : كيف تنتقل عدوى أخطر الفيروسات على وجه الأرض ؟

أخطر الفيروسات : كيف تنتقل عدوى أخطر الفيروسات على وجه الأرض ؟

تعد الفيروسات أحد أكبر التهديدات التي واجهت الإنسان منذ وُجد على كوكب الأرض، ستؤمن بهذه الحقيقة على الفور عندما تتعرف عن قرب على أخطر الفيروسات .

أخطر الفيروسات

أخطر الفيروسات هي الفيروسات التي تنتشر بسرعة وبسهولة وتتسبب بوفاة المصاب بها في أغلب الحالات، فالفيروس هو العامل الممرض الذي يتسبب في الإصابة بالأمراض المعدية، تصيب الفيروسات كل أنواع الكائنات الحية وكل نوع من أنواع الفيروسات له خلاياه المضيفة الخاصة به فهناك فيروسات تصيب النباتات وأخرى تصيب الحيوانات كما هناك أنواع تصيب الإنسان. وبالرغم من أن الفيروسات تسبب الأمراض مثل البكتيريا إلا أنها تختلف عنها من حيث الطبيعة ذلك أن الفيروسات ليست كائنات حية ولا يمكن للمضادات الحيوية مقاومتها كالبكتيريا كما أن ليست كل أنواع البكتيريا مضرة بل إن هناك بكتيريا مفيدة لصحة الإنسان أما الفيروسات فهي عبارة عن جزيئات معدية وليست خلايا ولا يمكن للفيروسات التكاثر بدون مساعدة خارجية كما أن حجم الفيروسات أصغر بكثير من حجم البكتيريا. هناك الكثير من أنواع الفيروسات التي تصيب الإنسان وإنما لم يتم اكتشاف سوى عدد قليل منها وتختلف طرق انتقال العدوى وآثار الإصابة بالفيروس على صحة الإنسان باختلاف نوع الفيروس.

تعرف على أخطر الفيروسات على وجه الأرض

فيروس الإيبولا

تم اكتشاف فيروس الإيبولا لأول مرة في عام ١٩٧٦ في جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان، يندرج هذا الفيروس ضمن أنواع الفيروسات الخيطية. يعد فيروس الإيبولا واحداً من أخطر الفيروسات التي يصاب بها الإنسان وقد كان هذا الفيروس يعرف باسم حمى الإيبولا النزفية، ويسبب هذا المرض الوفاة في أغلب الحالات حيث يصل عدد الوفيات الناجمة عن هذا الفيروس إلى نحو ٩٠٪ طبقاً لما أقرته منظمة الصحة العالمية. وقد يصيب هذا الفيروس الإنسان في حالة ملامسته للحيوانات المصابة في الغالب بعد الذبح، أو ملامسة سوائل جسم الأشخاص الذين أصابتهم العدوى، مثل البول أو البراز أو السائل المنوي وذلك إذا نفذ السائل لجسم الشخص السليم من خلال خدوش الجلد أو الأغشية المخاطية أو جراء ملامسة أي بيئة ملوثة بسوائل جسم المصاب كالملابس المتسخة أو النفايات الطبية الخ..، تتراوح فترة حضانة فيروس الإيبولا ما بين يومان إلى ٢١ يوماً وبعد ظهور الأعراض يصبح المرض معدياً، وتتفاوت أعراض الإيبولا ولكن على الأغلب يصاب المريض بالحمى والتعب وآلام العضلات ويصاحبها صداع والتهاب الحلق ثم قيء وإسهال وطفح جلدي عندما يتطور المرض ويبدأ الفيروس بالتأثير على وظائف الكلى والكبد وقد يسبب نزيف حاد داخلي وخارجي في بعض الحالات.

الالتهاب الكبدي الفيروسي (C)

فيروس سي من أخطر الفيروسات التي تصيب الكبد وتطورها وتركها بلا علاج يحولها لعدوى مزمنة تؤدي بعد سنوات إلى إصابة الكبد بالتشمع وقد يتطور هذا التشمع إلى فشل كبدي أو سرطان الكبد وتورم الأوردة والمريء والمعدة مما قد يؤدي إلى نزيف حاد يسبب الوفاة. يعتبر هذا الفيروس من الفيروسات المنتشرة في جميع أنحاء العالم بشكل كبير خاصة في أفريقيا ووسط وشرق آسيا وطبقاً لما تشير إليه منظمة الصحة العالمية يلقى حوالي ٧٠٠٠٠٠ شخص حتفهم سنوياً بسبب الالتهاب الكبدي الفيروسي سي. ينتقل فيروس سي عن طريق الدم فقد يتسبب نقل الدم الملوث إلى شخص سليم بالإصابة بالفيروس كما تتسبب أيضاً إعادة استخدام الأدوات الطبية الغير معقمة بشكل كافي في انتقال الفيروس وكذلك إعادة استخدام الحقن ومن الممكن أن ينتقل من الأم إلى رضيعها ولكن هذه الطريقة من أقل طرق العدوى شيوعاً. يختلف فيروس سي عن باقي الفيروسات الكبدية في انه لا ينتقل عن طريق اللعاب أو مشاركة الطعام مع شخص مصاب. تتراوح فترة حضانة فيروس سي بين شهرين إلى ٦ أشهر وفي حوالي ٨٠٪ من الحالات لا تظهر أية أعراض على الشخص المصاب ولكن في بعض الحالات تظهر أعراض وفي الغالب تكون هذه الأعراض حمى وتعب شديد وفقدان شهية وألام البطن والمفاصل وغثيان وتقيؤ وتغير لون البول وتحوله للون داكن كما يتحول لون البراز إلى اللون الرمادي واصفرار البشرة وبياض العينين.

الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب)

يعد فيروس ب من عائلة الفيروسات الكبدية، وترتفع معدلات تفشي هذا الفيروس خاصة في أفريقيا وشرق آسيا كما توجد أيضاً معدلات عالية للعدوى المزمنة بهذا الفيروس في منطقة الأمازون والأجزاء الجنوبية من أوروبا الشرقية والوسطى. صحيح أنه هذا الفيروس لا يتسبب بالوفاة على الأغلب كما أن نسب الشفاء منه عالية وعلاجه متوفر وعادة ما يتعافى منه المصابون بدون أي مضاعفات إلا أن العدوى المزمنة بهذا الفيروس وعدم تلقي العناية الطبية اللازمة تؤدي إلى تشمع الكبد والسرطان بعد سنوات مما ينتهي بالوفاة. وفي الغالب لا تظهر أعراض للإصابة بهذا الفيروس في أغلب الحالات إلا أنه في الحالات التي تظهر فيها أعراض يشترك هذا الفيروس في الأعراض العامة التي تعد مؤشراً على الإصابة بالفيروسات الكبدية كالقيء وفقدان الشهية والآلام الجسدية والحرارة والبول الداكن واصفرار البشرة وبياض العينين. تتم الإصابة بهذا الفيروس عن طريق التعرض لدم ملوث أو أي سوائل بدنية ملوثة أو استخدام أدوات طبية أو أمواس حلاقة أو ابر أو حقن ملوثة وينتقل أيضاً عبر اللعاب وبعض السوائل والإفرازات الأخرى التي يفرزها جسد الإنسان.

الالتهاب الكبدي الفيروسي (أ)

ينتمي الالتهاب الكبدي الفيروسي أ لعائلة الفيروسات الكبدية لا يمكننا التسليم بتصنيفه ضمن أخطر الفيروسات الكبدية فهو على عكس فيروس ب وسي لا يسبب مرضاً مزمناً في الكبد إلا أنه يمكن أن يسبب أضرار وخيمة أيضاً فقد يؤدي إلى العجز الكبدي وقد يتسبب بالوفاة إلا أن نسب الوفاة بسبب الإصابة به تعد قليلة. وتنتقل العدوى بالفيروس الكبدي أ في حالة تناول الشخص السليم والغير مطعم ضد هذا الفيروس، أغذية أو مياه ملوثة بسوائل شخص مصاب وذلك عن طريق الأيدي الملوثة إذا قام المصاب بتحضير الطعام مثلاً فالعدوى بهذا الفيروس ترتبط بالمياه والأغذية الملوثة وعدم اتباع قواعد النظافة الشخصية ارتباطاً وثيقاً. تتراوح فترة حضانة هذا الفيروس بين ١٤ و٢٨ يوماً، وتتشابه أعراضه مع الأعراض الشائعة للفيروسات الكبدية كفقدان الشهية وآلام البطن والغثيان واصفرار البشرة وبياض العينين ولا يشترط أن تظهر هذه الأعراض جميعها.

فيروس ماربورغ

فيروس ماربورغ هو من الفيروسات النادرة إلا أنه مصنف ضمن أخطر الفيروسات التي يصاب بها الإنسان وأكثرها فتكاً به حيث أن معدلات الوفاة في حالات الإصابة به مرتفعة جداً وينتمي هذا الفيروس إلى نفس الفصيلة التي ينتمي إليها فيروس الإيبولا. تم اكتشاف فيروس ماربورغ لأول مرة في عام ١٩٦٧ إثر إصابات متتالية في ماربورغ وفرانكفورت بألمانيا وفي بلغراد بسبب استيراد نسانيس مصابة من أوغندا. يتسبب هذا الفيروس بصداع حاد ووعكة شديدة كما أن معظم المصابين يتعرضون لنزيف حاد من مواضع مختلفة. ينتقل فيروس ماربورغ عند ملامسة دم المريض أو سوائل جسمه الملوثة بالفيروس كما يمكن أن ينتقل عند مناولة حيوانات برية مصابة بالفيروس كالنسانيس وخفافيش الثمار وذلك سواء كانت ميتة أو مريضة.

هانتا

يعد فيروس هانتا أحد أخطر الفيروسات القاتلة حيوانية المنشأ برغم ندرته إلا أنه من الفيروسات المميتة، حيث تنتقل العدوى بفيروسات هانتا إلى الإنسان عبر لعاب وبول وبراز القوارض كالفئران أو استنشاق الهواء الملوث برذاذ لعابها أو الغبار الملوث بروثها الجاف ولا ينتقل هذا الفيروس من إنسان لآخر. سمي فيروس هانتا بهذا الاسم نسبة إلى نهر هنتان في كوريا الجنوبية حيث اكتشف لأول مرة هناك في خمسينات القرن الماضي. وقد ينتج عن العدوى بهذا الفيروس أمراض فتاكة كمتلازمة العدوى الرئوية والحمى النزفية والتي يصاحبها اعتلال كلوي حيث يؤثر على وظائف الكليتين ويتسبب في اختلال وظائف الجسم ودهون الدم وتغير نسبة البروتين في الدم والبول. تظهر على المصاب بفيروس هانتا أعراض مثل الصداع والارتجاف والإعياء الشديد والإسهال والقيء والغثيان والحمى وآلام البطن وعضلات الظهر كما يتسبب لاحقاً في ضيق في التنفس وسعال.

فيروس لاسا

فيروس لاسا أو حمى لاسا هو أحد أخطر الفيروسات التي تسببها القوارض للإنسان والتي تسبب الحمى النزفية وينتمي لفصيلة الفيروسات الرملية وتنتقل العدوى بهذا الفيروس إلى الإنسان عن طريق ملامسته للقوارض أو لأغذية أو أدوات منزلية ملوثة بفضلات القوارض ويمكنه أن ينتقل من إنسان لآخر ومن أعراضه الإعياء الشديد والتهاب الحلق والحمى وتنتهي حالات الإصابة بهذا الفيروس غالباً بوفاة المصاب خاصة مع عدم وجود لقاح لهذا الفيروس.

حمى الكونغو

حمي الكونغو النزفية أو حمى القرم تتسبب في حدوث الحمى النزفية الفيروسية وتتسبب في وفاة الكثير من حالات المصابين بها، ينتقل هذا الفيروس إلى البشر من حشرات القراد وذلك إذا تعرض للدغتها كما يتسبب الاتصال المباشر بأنسجة أو دم حيوانات الماشية المصابة أثناء أو بعد الذبح، كما يمكن أن تنتقل أيضاً من إنسان لآخر عن طريق الاتصال بدم أو إفرازات وسوائل جسم الشخص المصاب كما يساهم استخدام الآلات الطبية الغير معقمة وإعادة استخدام الحقن في انتشار الفيروس. تظهر أعراض الإصابة بفيروس حمى الكونغو فجأة منها آلام العضلات والحمى وآلام الرقبة وتيبسها والتهاب العينان والقيء والإسهال وآلام البطن والتهاب الحلق، كما قد يتسبب في تقلبات مزاجية حادة واكتئاب وقد يتسبب أيضاً في حدوث تضخم في الكبد.

فيروس سارس

كانت بداية ظهور هذا الفيروس بالصين ومن ثم بدأ في الانتشار بدول جنوب شرقي آسيا، هذا الفيروس الذي يعد أحد أخطر الفيروسات لسرعة وسهولة انتشاره كما أنه من الفيروسات القاتلة حيث يسبب وفاة المصابين به إذا لم يتلقوا العلاج والرعاية الصحية الملائمة. يشبه هذا الفيروس إلى حد كبير الإنفلونزا العادية حيث تبدأ أعراضه بأعراض تشبه نزلة البرد ثم تتحول لالتهاب رئوي، وينتمي هذا الفيروس إلى عائلة الفيروسات الإكليلية. وتبدأ أعراضه بارتفاع في درجات الحرارة، آلام في الرأس والجسد، كما أنه في بعض الحالات يسبب الفيروس نقص شديد في كرات الدم البيضاء في مراحله الأولى، وسعال شديد، كما يتسبب في احتقان بالرئة يؤدي إلى انخفاض نسبة الأكسجين وصعوبة في التنفس. ينتقل الفيروس من شخص لآخر بنسبة كبيرة عن طريق التعرض للإفرازات الأنفية والتنفسية كالرذاذ الناتج عن السعال والعطس أو ملامسة الأشخاص المصابين بالفيروس واستخدام أدواتهم.

إن أخطر الفيروسات التي تفتك بحياة الإنسان قد لا يتوافر علاج لمعظمها إلا أنه هناك بالتأكيد طرق للوقاية منها وذلك عن طريق اتخاذ كافة الوسائل الوقائية بأخذ التطعيمات ضد أخطر الفيروسات التي يكون الشخص عرضة لها بحكم عمله أو حياته أو مكان تواجده كأن يتواجد في بلد ينتشر بها أحد هذه الفيروسات والاهتمام بالنظافة الشخصية والمنزلية وفحص الدم قبل نقله واستخدام الأدوات الطبية بعد التأكد من تعقيمها بالقدر الكافي وعدم إعادة استخدام الحقن والإبر أو أمواس الحلاقة التي استخدمن من قبل أشخاص آخرين، إن هذه الإجراءات الوقائية هي أفضل وسيلة للحفاظ على الصحة العامة والحد من انتشار هذه الفيروسات الفتاكة.

مي حسن

حاصلة على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة وماجستير في القانون من جامعة السوربون بباريس، محامية وباحثة قانونية.

أضف تعليق

10 + ستة =