تسعة
الرئيسية » عمل ومهارات » الأعمال » كيف تدخل مهنة الصحافة وتصبح صحفيًا بارزًا بسهولة؟

كيف تدخل مهنة الصحافة وتصبح صحفيًا بارزًا بسهولة؟

مهنة الصحافة واحدة من أهم المهن التي يسعى الجميع إلى العمل بها، فكما يُقال هي مهنة سيادية ثالثة، يستطيع العامل بها توجيه الرأي العام أو تنويره والتأثير به.

مهنة الصحافة

الدخول إلى مهنة الصحافة أمر سهل جدًا، لكن أن تُصبح صحفيًا بارزا في هذه المهنة فهذه هي الصعوبة بعينها، لأن الصحفيين كُثر، ومع الوقت يبدؤون في السقوط بفخ التزييف وقلب الحقائق، وبهذا تفقد الصحافة مصداقيتها، ويُصبح الصحفي مجرد شخص كذاب مُدعي طوال الوقت، ولهذا فإن الناس في الآونة الأخيرة بدأوا لا يأخذون كلام الصحافة بشكل عام على محمل جد، وهذه ليست مشكلة المهنة بقدر ما هي مُشكلة كل شخص ينتمي لها ولا يُراعي الصدق والحقيقة، لذلك نقول أنه من السهل جدًا أن تُصبح صحفيًا، لكن من الصعب أن تُصبح صحفيًا بارزًا مرموقًا، وهذا ما سنحاول تغييره سويًا في السطور القادمة، حيث كيفية دخول مهنة الصحافة والالتحاق بركب الصحفيين البارزين.

من هو الصحفي؟

سؤال ربما من السذاجة طرحه، لأننا إذا تناولناه من المعنى الحرفي فسنجد أن الصحفي المقصود هو الشخص الذي يكتب في الصحف، تلك الصحف التي نُطلق عليها اسم آخر، وهو الجريدة، أما من المعنى المطلق العام فالصحفي هو الشخص الذي يعمل بمهمة تجميع الأخبار وكتابتها في الصحف من أجل إيصال المعلومات إلى الناس، والخبر المقصود هنا هو الشيء الذي يستحق الذكر، لأن كل شيء يحدث حولنا يُمكن اعتباره خبر، لكن القليل فقط من تلك الأخبار هو ما يستحق الذكر في الصحف كي يقرأه الناس بعد ذلك.

نشأت مهنة الصحافة والإعلام مع نشأة البشر وزيادة أعدادهم، فالناس دائمًا مُرتبطين ببعضهم البعض ويُريدون التعرف على أخبار أصدقائهم وأحبائهم، حتى أعدائهم كذلك يرغبون في معرفة كل شيء عنهم، ولهذا كانت مهنة الصحافة والإعلام لنقل تلك الأخبار وإعلام من لم يتمكن من إعلام نفسه بنفسه، وبالرغم من أنها في البداية كانت مهمة تطوعية شفهية إلا أن التطوير طالها مثل أي شيء آخر وأصبحت بالشكل الموجودة عليه الآن.

أهداف الصحافة وفوائدها

لا تخرج المهن جزافًا بكل تأكيد، وإنما يكون خلفها الفوائد والأهداف المرجوة، والحقيقة أن أولى أهداف مهنة الصحافة هي ما ذكرناه قبل قليل ويتعلق بإخبار الناس وإعلامهم بكل ما يحدث حولهم، لكن، هل هذا كل شيء؟ بالتأكيد لا، فهناك أيضًا فوائد أخرى متعلقة بها، وذلك مثل التسلية مثلًا، فهي تشغل جانب كبير من الصحافة ببعض الموضوعات التي يكون الغرض الرئيسي منها هو تسليتهم، ومثال ذلك أخبار الرياضة والفن والموضة والأزياء.

أهداف الصحافة أيضًا تشتمل على التوجيه، وإن كان هذا سيُفهم بشكل خاطئ بسبب أهمية الحيادية لكننا نقصد التوجيه نحو الحقيقة وليس لرأي الصحفي أو الصحيفة، وكذلك هدف مثل التوعية يظل على قائمة أهداف هذه المهنة لأن الناس إذا تركوا بلا صحافة فسوف يقل معدل الوعي لديهم بدرجة كبيرة جدًا، عمومًا، الأهم من كل ذلك إذا أردنا التميز في هذا المجال أن نعرف الدور الذي يجب على الصحفي القيام به في هذه المهمة.

دور الصحفي

بالتأكيد أهم فرد في مهنة الصحافة هو الصحفي، فهو أساس هذا العمل، وهذا ليس نابع من فراغ، وإنما من الدور الذي يقوم به، والذي يضعه كما ذكرنا في مكانة كبيرة في المجتمع، فهو ليس مجرد كاتب يكتب الأخبار، وإنما كذلك أداة توجيه كبرى للرأي العام، والحقيقة أن الدور الأبرز للصحفي بشكل عام رصد الأحداث.

رصد الأحداث

من أهم الأدوار التي يقوم بها الصحفي خلال عمله في مهنة الصحافة رصد الأحداث حوله، والتي قد يراها البعض بعيونهم أحدث طبيعية، لكن الصحفي وحده قادر على استخراج الأهمية منها ومعرفة ما ينتظره الناس منها، فمثلًا، عند حدوث حالة انهيار في خط سير القطار ونشوب التصادمات والحوادث، فأن دور الصحفي لا يقتصر على نقل خبر كهذا فقط، وإنما رصد الظاهرة بأكملها ونقلها إلى الرأي العام، وكأنه مثلًا يُشير إلى نقاط الضعف ويُبرز المتسببين بها، وكل هذا يحدث لأنه في البداية رصد الظاهرة أو سلسلة الحوادث بحرص واقتدار.

كشف الحقائق

كل ما يظهر على الساحة لا يُمكن أن يوصف بالحقيقة، لأن الحقيقة تكون أعمق وأعظم من ذلك بكثير، وبالطبع لكل شخص هدفه الخاص من إخفاء الحقائق، فهناك المُذنب الذي لا يُريد فضح نفسه، وهناك المسئول الذي لا يريد قلب الرأي العام، لكن مهنة الصحافة، والصحفي بشكل خاص، لا يُعيران كل ذلك اهتمامًا، وإنما يضعون نصب أعينهم شيء واحد فقط، وهو كشف الحقيقة للجمهور وتوعيتهم، وبالطبع عندما يحدث ذلك تكتسب الصحافة أهمية كبرى لدى المتابعين، فهي لم تُصبح مجرد أداة نقل، وإنما أيضًا أداة كشف وإبراز، جهة سيادية إن أردنا التعبير الدقيق.

خدمة الرأي العام

الرأي العام هو الشيء الأهم في عملية الصحافة برمتها، سواء كان الأمر يتعلق بتوجيهه أو كشف الحقائق له، في النهاية دور الصحفي في مهنة الصحافة يشتمل في المقام الأول على هدف رئيسي هام، وهو خدمة الرأي العام، لكن الحقيقة أن بعض الصحفيين قد يعجزون عن تأدية هذا الدور، أو بمعنى أدق يتخاذلون عنه لقاء خدمة أنفسهم، وهؤلاء ليس عليهم إلا تعلم وفهم المبادئ المتعلقة بالصحافة حتى يُصبحوا صحفيين بارزين مؤثرين في المجتمع.

المبادئ المتعلقة بالصحافة

مهنة الصحافة ليست مهنة عادية، فمن يلتحق بها يجب عليه أولًا أن يتعرف على بعض المبادئ، والأهم بالتأكيد التعرف على حقوقه وواجباته، فلا يعني كونك صحفي أن تطيح في الناس وتنشر الأخبار الكاذبة عنهم، ولا يعني كونك صحفي أيضًا أن تظل خائفًا طوال الوقت من سعي أحدهم للانتقام منك لمجرد أنك قد كتبت خبرًا عنه، في النهاية الفيصل هو معرفة الحقوق والواجبات والحريات الشخصية، وبمناسبة الحريات، هناك قاعدة هامة جدًا في العمل الصحفي، وهي أنه كلما كان لديك درجة أكبر من الحرية كلما كانت المسئولية الملقاة على عاتقك أكبر، بمعنى أدق، ما الذي قد يمنعك من العمل بجد وقول الحقيقة في بلد تكفل لك حرية فعل ذلك؟

من ضمن المبادئ التي يجب الالتزام بها أيضًا أثناء العمل في مهنة الصحافة أن تُراعى الأمانة في النقل، وأن يتم ذكر المصادر ونسب الحقوق إليها في المقام الأول ثم تأكيد معلوماتك للمتلقي في المقام الثاني، أما إذا كان المصدر هو من يرفض ذكره لعدم التعرض للمشاكل فهذا أمر آخر مُختلف، وأيضًا من ضمن مبادئ هذه المهنة أن يفهم الصحفي جيدًا طبيعة المؤسسة التي يعمل بها، فإذا كنا نتحدث عن مؤسسة تأخذ اتجاه معين فلا يجب عليك مخالفة هذا الاتجاه أو الحيد عنه، وإلا فأنه من الأولى عدم العمل في تلك الصحيفة من الأساس.

أخلاقيات الصحافة

ما ذكرناه قبل قليل كان عبارة عن بعض المبادئ التي تتعلق بالصحافة ويجب على الصحفي معرفتها جيدًا، لكن هناك أيضًا بعض الأخلاقيات التي يجب الالتزام بها، والتي تُعد قريبة بعض الشيء من المبادئ، لكنها تختلف عنها في كونها شرط أساسي في الصحفي المحترف أو غيره، وأهم هذه الأخلاقيات بالطبع الابتعاد تمامًا عن الشائعات، فالبشر بطبيعتهم يميلون إلى الأخبار الساخنة التي تُحدث بلبلة، فلان قتل فلانة أو فلان ضُبط في وضع مُخل مع فلانة، بالطبع هذه أشياء سوف تُزيد من نسبة الإقبال على قراءة الصحيفة لكنها في نفس الوقت تُفقدك أحد أهم أخلاقيات مهنة الصحافة.

من ضمن الأخلاقيات التي تتعلق بالنشر الصحفي أيضًا أن يتم الابتعاد تمامًا عن كل ما هو من شأنه أن ينشر العنف بين الناس، أجل هناك أخبار تتسبب في ذلك، بالإضافة إلى أنه هناك نوع من الأخبار لا يحترم المصلحة العامة ويتسبب في بعض المشاكل بسبب مخالفته لأهم شيء في حياتنا، الأعراف والتقاليد، ولذلك فإن أخلاقيات الصحافة تُجرم تمامًا نشر مثل هذه النوعيات من الأخبار وتجعلها نقطة فارقة في أخلاقيات مهنة الصحافة المتعددة.

مخاطر مهنة الصحافة

المشكلة الحقيقية في مهنة الصحافة هي أن الصحفي قد يدخل هذه المهنة وهو لا يعرف أي شيء عنها على الاطلاق، هو فقط يُريد أن يُصبح صحفي مشهور وينشر الحق كما يُخيل له، لكن كيف يفعل ذلك؟ هو لا يعرف تمامًا، ما هي المخاطر التي قد يتعرض لها؟ هو لا يعرف أيضًا، لكن الأمر بالتأكيد لا يستحق منا كل هذا الإهمال، فإن كنا لن نهتم بمعرفة طريقنا نحو التميز في عالم الصحافة فعلى الأقل يجب علينا التعرف على مخاطر تلك المهنة كيلا نكون أشبه بمجموعة مُصابة بالعمى على قمة برج بلا حواجز، عمومًا، على رأس تلك المخاطر يأتي الموت أو التهديد به.

الموت أو التهديد به

نادرًا ما نجد مهنة من المهن مُعرضة لقتل صاحبها بأي طريقة من الطرق، فالوضع الطبيعي أنك تعمل في هذه المهنة من أجل جمع الأموال وتربية الأطفال، لكن ما يحدث أن تكون هناك بعض المهن التي تجعل أصحابها في خطر دائم مُحدق، وعلى رأس تلك المهن طبعًا مهنة الشرطة، ثم يأتي بعدها مباشرة مهنة الصحفي، وطبعًا الجميع لمس ذلك في خلال ثورات العالم العربي الأخيرة، أو من خلال تغطية الصحفيين للمناطق الملتهبة في العالم عمومًا، حيث كان تساقط الصحفيين أثناء تلك التغطية أمر طبيعي، بل إن البعض ممن لا يُغطون الفاعليات الخطرة يتعرضون للموت أو التهديد به من الأشخاص الذين يتحدثون عنهم بشر أو ينشرون فضائحهم علنًا.

ليس هناك حماية كافية

لا تتوافر للصحفي الحماية الكافية أثناء تأدية عمله، فالشرطي مثلًا يجد أكبر حماية ممكنة للحفاظ على نفسه، أما صاحب مهنة الصحافة، وبالرغم من أنه قد يقوم بنفس النوع من الأعمال، إلا أنه لا يجد أي نوع من أنواع الحماية، بل لا نُبالغ إذ نقول إنه يخرج كل يوم ولا يضمن هل سيعود في آخره أم لا، ولا نقول إن المصير الحتمي هو الموت فقط، لكن قد يصل الأمر إلى السجن بدعوى الاشتباه به أو حتى قيام أحد أعدائه بعمل بلاغ فيه.

عدد وافر من الأعداء

من ضمن الأشياء التي يجنيها الصحفي من مهنة الصحافة ذلك العدد الكبير جدًا من الأعداء، ففي كل تحقيق أو خبر يكتب فيه عن جريمة معينة أو مُجرم من المجرمين فإنه بذلك يكسب عداوته وكرهه، تلك العداوة بالطبع لا تظل دائمًا مجرد عداوة، وإنما قد تتحول إلى أذية وأحيانًا تهديد بالقتل والسجن كما ذكرنا من قبل، ولهذا تُسمى بمهنة حصد الأعداء.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثمانية عشر − 1 =