تسعة
الرئيسية » هوايات وحرف » مناقشة الأفلام : كيف تعرض رأيك في فيلم سينمائي ؟

مناقشة الأفلام : كيف تعرض رأيك في فيلم سينمائي ؟

مناقشة الأفلام أو النقد هي أمر يمكنك أن تفعله في وقت فراغك للتعرف على آراء الآخرين في الأفلام، في هذا المقال نعرفك على الطريقة الصحيحة لمناقشة الأفلام .

مناقشة الأفلام

عملية مناقشة الأفلام أو النقد تعد من الجوانب الطبيعية في شخصية الإنسان. حيث يشاهد موقفاً أو يسمع حديثاً يدور بجواره أو تروى عليه قصة فيبدي رأيه فيها ويحلل الموقف موضحاً مزاياه وعيوبه من وجهة نظره الشخصية، كذلك ينطبق الحال على الأفلام السينمائية فهي تتناول قصص وحكايات سواء من أرض الواقع أو من وحي الخيال بهدف إثارة حماس المشاهد ودفعه لإعمال عقله في التفكير في موضوع ما وإبداء رأيه فيه. والدليل على هذا هو اهتمام صناع الأفلام السينمائية دائماً بآراء النقاد والجمهور ممن شاهدوا الفيلم. فقد ترى شيئاً يبدو لك غير منطقي أو لم يعرض بالطريقة المناسبة والمثلى وعلى العكس فقد تنبهر بما شاهدته فتبدي إعجابك الكبير بالفيلم ومحتواه. فالسينما عموما تتناول قضايا المجتمع بهدف عرضها وتسليط الضوء عليها ومحاولة إيجاد حلول مناسبة لها. حيث يتنبه المشاهد لقضية الفيلم السينمائي فيفكر فيها ويتعلم مما شاهده فيقتدي بالمواقف الجيدة ويبتعد تماماً عن كل سيء يراه.

تعرف على الخطوات العملية من أجل مناقشة الأفلام

كل ذلك يدفع الناس من أجل مناقشة الأفلام ومحتواها وعرض رأيهم بها. سواء أكان الغرض من عرض رأيك في فيلم سينمائي هو القصة والقضية التي يتناولها الفيلم أو كان الغرض هو أسلوب صناعة الفيلم والطريقة التي اتبعها صناعه في عرض أفكارهم. وكأي مناقشة تدور بينك وبين من حولك لها آداب وقواعد يجب إتباعها.

فعندما يفتح أحد باب مناقشة الأفلام معك عن طريق سؤالك عن رأيك واعتقادك في ذلك الفيلم فيكون هدفه اغب الأحيان هو سماع رأيك لتكوين رأي بناء عليه أو عرض لمجموعة من الأفكار التي تدور في رأسه، فاعرض رأيك في الفيلم السينمائي بشكل منظم وموضوعي. ويستحب أن تكون البداية بجملة قصيرة تلخص رأيك في الفيلم السينمائي أولاً ثم تبدأ باستعراض نقاط محددة بالترتيب حيث تكون تلك النقاط نابعة من الجملة الأولى. اعرضها بسلاسة وإيجاز مع إتاحة الفرصة للمناقشة في كل نقطة على حدة.

عرض الرأي في عملية مناقشة الأفلام

عرض الرأي في الفيلم السينمائي يجب أن يكون شاملاً لكافة جوانب الفيلم. وبالتالي حتى تتمكن من عرض رأيك في الفيلم السينمائي بشكل صائب يجب عليك أن تعلم عناصر الفيلم ودور كل عنصر في صناعة السينما.
فتبدأ بالحديث عن الفكرة التي يتناولها ذلك الفيلم السينمائي وهل كانت صحيحة أم خاطئة. هل هي موجودة بالفعل في المجتمع المحيط بك أم أنها من ضرب خيال كاتب الفيلم السينمائي. ثم انتقل إلى طريقة عرض الفكرة من خلال قصة الفيلم وهل وفَق صناع الفيلم السينمائي في عرض المشاهد بتسلسل منطقي وواقعي أم لا؟ وكيف كان الحوار؟. فالحوار للفيلم قد يكون منطقي مبني على الأدلة والعقل أو عاطفي يعتمد على التشبيهات والإيحاءات والخيال، وهنا يجب عليك أن تتفهم الفرق بين السيناريو والحوار لتتمكن من عرض رأيك في الفيلم السينمائي. فالحوار هو الحديث الدائر بين الأشخاص داخل المشهد ويعتبر جزء من السيناريو أما السيناريو فهو الوصف العام لمشهد بما فيه من صوت وصورة وحركة ومؤثرات أي بمعنى آخر كل ما تشاهده عبر الشاشة هو تجسيد للسيناريو المكتوب.

يجب عليك أيضاً الحديث عن كل مشارك في صناعة الفيلم السينمائي ودوره في الفيلم وبصمته الموجودة هل أضافت أم أنقصت أم لم تؤثر على الإطلاق.

فالبداية تكون مع المؤلف والذي يشمل دوره الفكرة المبدئية للفيلم وتطويرها لخطوط عريضة رئيسية والرسم العام للشخصيات بطباعها ومواقفها المختلفة بالإضافة للجمل وتسلسل الأحداث وتنوعها بين مقدمة ووسط وخاتمة. يليه الممثلون فكيف كان أدائهم ومن كان أفضلهم أداء وتقمصاً للشخصية ومن كان أسوئهم وأقلهم حظاً في الدور المسند إليه؟ وهل كانت الانفعالات مبررة في السياق الدرامي لأحداث الفيلم السينمائي أم كانت مبالغ فيها بشكل ينفر عن المشهد لا يجذب إليه المشاهدين؟

ثم المنتج الذي يتولى ميزانية الإنتاج ومصروفات الفيلم كم تبلغ وكيف توزع وما هي بنود إنفاقها؟ فهل كان المنتج بخيلاً في الإنفاق أم أنه بذل الكثير ليجني نجاح فيلمه السينمائي؟

تنتقل في عرض رأيك عن الفيلم السينمائي بعد ذلك إلى مهندس الديكور. فالديكورات من أهم عناصر نجاح العمل والتي يجب أن يراعى فيها تفاصيل المشهد وخطوط حركة الممثلين وزوايا التصوير، بالإضافة إلى الزمان والبيئة التي تدور بها أحداث الفيلم السينمائي. فإن وفق مهندس الديكور في وضع الديكورات المناسبة لكل مشهد فان ذلك يجعل من لقطات الفيلم لوحات بديعة تجذب انتباه كل من يشاهدها وبالتالي تنعكس على رأيهم في الفيلم السينمائي.

التصوير

حمل الكاميرا واختيار زاوية التصوير ودرجة الإضاءة هو علم قائم بذاته مبني على نظريات وقواعد بالإضافة طبعاً إلى الحس الفني لدى المصور الذي يدفعه لالتقاط المشهد وتصويره من الزاوية الأنسب. فاختيار تفاصيل التصوير والعناية بها لا يكون فقط لأغراض جمالية بل يهتم أيضاً مدير التصوير في الأساس وقبل كل شيء بإظهار كافة تفاصيل المشهد المنصوص عليها في سيناريو الفيلم السينمائي. فكافة الشخصيات يجب أن تظهر في المشهد ظهوراً واضحاً مع مراعاة التركيز على وجه المتكلم أو على زاوية بعينها في المكان يشار إليها من قبل أحد الشخصيات الموجودة في نفس المشهد، كما يضع المصور في الاعتبار طبيعة المشهد والجو العام للفيلم السينمائي؛ فتصوير مشهد صباحي يختلف عن المساء ومشاهد الواقع غير مشاهد الأحلام. كما أن مشاهد المطاردات والحركة السريعة لها طابعها الخاص. بالإضافة إلى مشاهد الذكريات التي يجب أن توحي بالأصالة والعراقة والحنين للماضي. كل تلك الأشياء يجب أخذها في الاعتبار عند إبداء رأيك في فيلم سينمائي.

الملابس

بعد اختيار كل ممثل لأداء دوره والذي يسمى بالتسكين، يتم عرض السيناريو بكافة تفاصيله التي تتضمن ملامح كل شخصية من وجهة نظر الكاتب على مصمم الملابس حيث يقوم بتصميم الملابس التي سترتديها كل شخصية خلال مشاهد الفيلم السينمائي. وقواعد اختيارها أشبه بقواعد تصميم الديكور فتراعي نطاق الحركة وطبيعة الفيلم والمستوى الاقتصادي والاجتماعي لكل شخصية.

الإضاءة

فبالرغم من أنها لا تبدو ذات أهمية كبيرة ضمن عرض رأيك في الفيلم السينمائي، إلا أنها تعكس مدى اهتمام صناع الفيلم السينمائي بالعمل وإظهاره في أقرب درجة للواقعية. حيث يمثل التصوير ليلاً تحدياً كبيراً لمهندسي الإضاءة؛ فيجب عليهم الجمع بين الإضاءة الخافتة التي تدل على ظلام الليل والوضوح في الرؤية الذي يمكن الممثل من التحرك بحرية ويمكن المشاهد من الإلمام بكافة تفاصيل المشهد.

الإخراج

المخرج هو المحرك الرئيسي لكافة العناصر السابقة. فهو يقوم بعملية تحويل المشهد من مجرد حروف على ورق إلى صورة كاملة تأسر العين والقلب؛ لذا فالحكم على المخرج يكون بالحكم على كافة العناصر السابق ذكرها ومدى تناسقها معاً وتسخيرها لخدمة أفكار الفيلم.

طريقة مناقشة الأفلام

بعد إلمامك بكافة عناصر الفيلم وكيفية تقييم كل عنصر على حدة بناء على مشاهدتك له. تبدأ في تكوين رأي مجمع عن الفيلم ثم تعرضه على من أمامك بكافة التفاصيل التي لاحظتها طيلة مشاهدتك للفيلم السينمائي، ثم تترك الفرصة لمن أمامك بإبداء رأيه هو الآخر. عندها ستجد أن كلا الرأيين لهما نقاط مشتركة اتفقا عليها ونقاط خلاف.

ابدأ في مناقشة نقاط الخلاف بين الرأيين كل نقطة على حدة. وكن دائماً على قناعة بأنه لا ثوابت في الرأي عن الفيلم السينمائي، فما يعجبك قد لا يعجب غيرك والعكس صحيح. تقبل كل الآراء واظهر اهتمامك واستيعابك لها.

حاول خوض تجربة المحاكاة. فالعنصر في الفيلم السينمائي الذي لم يلق إعجابك- سواء أكان السيناريو أو التصوير أو التمثيل أو الملابس. الخ- يمكنك تخيل أنك أنت المسئول عنه في الفيلم، فكيف كنت ستقوم بعملك وتدخل التعديلات التي ترغب بها.

يمكنك أيضاً بعد الانتهاء من عرض رأيك في الفيلم السينمائي أن تشاهد الفيلم مرة أخرى مع الشخص الذي ناقشته معه وتحاول التركيز على نقاط الخلاف بينكما في رأي كل منكما عن الفيلم السينمائي. فقد يزيد اقتناعك برأيك أو يتغير إلى العكس.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

ثمانية عشر + 17 =