تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » مرض الفصام : ما هي الشيزوفرينيا وهل من الممكن علاجها بنجاح ؟

مرض الفصام : ما هي الشيزوفرينيا وهل من الممكن علاجها بنجاح ؟

مرض الفصام أو الشيزوفرينيا هو مرض نفسي شهير، لكنه ليس شائعًا كما قد يعتقد البعض، نتعرف على مرض الفصام ونستعرض أيضًا طريقة علاج مرض الفصام بسهولة.

مرض الفصام

مرض الفصام هو مرض نفسي يصيب الأشخاص لأسباب متنوعة، ويقصد به اضطراب في الدماغ يؤثر بشكل سلبي على تفكير وسلوك الشخص المصاب به، كما أنه من الممكن أن ينتقل وراثيا. والفصام يعني أيضا الانعزال، ويقصد به الشخص المنعزل والمنطوي عن واقعه، المضطرب في علاقاته الاجتماعية والعملية، وهنا لزم أن نفرق بين الفصام كمرض نفسي وانفصام الشخصية أو ما نعنيه نحن بأنه شخص واحد بشخصيتين منفصلتين، يدرك إحداهما على أنها شخصيته ولا يعرف شيء عن الأخرى، بمعني أبسط يغير شخصيتك من شخص لآخر ونجده يتصرف بغرابة غير الذي اعتدنا عليها ويظل لبعض الوقت ثم يعود ولا يتذكر شيء مما حدث، والكثير يخلط بينهم ولكن كما قلنا الفصام لا يعني انفصام في الشخصية وإنما انفصام عن الواقع، فالمريض لا يفرق بين الواقع والخيال. وهو من الأمراض النفسية المزمنة التي تلازم الشخص طوال حياته، فلا يوجد علاج نهائي له وإنما يمكن السيطرة عليه من خلال بعض الأدوية المتخصصة.

مرض الفصام : ملف كامل

أعراض الفصام

تختلف وتتنوع أعراض مرض الفصام والتي يمكن ملاحظتها على المريض من الأهل والأصدقاء ولكن لا يعني ذلك أن يعاني المريض من كل الأعراض وإنما بعضا منها مثل:

تظهر الأعراض المبكرة ثم تتطور مع مرور الوقت، كأن ينعزل الشخص عن أسرته وأصدقائه وينطوي على نفسه، ويصاب بالاضطراب في العمل والدراسة وعلاقته مع المجتمع، ويتطور الأمر بشكل ملحوظ وربما حاد ومفاجئ.

الأعراض الإيجابية

  • الهلوسة، ومقصود بها هنا أن يتوهم مريض الفصام برؤية أشياء غير موجودة وسماع أصوات غير حقيقية، ويكون ذلك من جراء خلل ما في بعض أجزاء الدماغ يجعله يري ما لا نرى ويسمع ما لا نسمع، وهذا العرض من السهل علاجه من خلال الأدوية بعلاج الجزء الخاص به في الدماغ.
  • اضطراب التفكير، بمعنى أن أفكاره ليست منظمة أو مرتبة ولا يستطيع تجميعها أو التعبير عنها، مشوش، مزدحم بالأفكار، لا يستطيع التحكم بها بل يدخل في صراع معها ويضايقه هذا الأمر كثيرا مما يجعله يسلوك سلوكا عصبيا.

الأعراض السلبية

وهذه الأعراض ترتبط أكثر بالحالات الحادة أو المزمنة والتي تتفاقم فيها الأعراض ويتم معها التعامل الدوائي والنفسي لتقليل حدتها مثل:

  • فقد الحيوية والنشاط، حيث يتم اتهامه بالكسل من المحيطين به، ولكنه عرض من أعراض المرض، فهو لا يرغب بعمل شيء هام أو جاد أو مشاركة الأصدقاء ويركن إلى الدعة والنوم.
  • التعبير عن المشاعر، ينخفض لديه التفاعل العاطفي بين الأهل والأقرباء فلا يشعرك بعاطفة ما أو شعور ما تجاهك وكأنه فاقد للحس والمشاعر ولا يبالي بشيء.
  • الانطواء، وهو عرض مميز لمريض الفصام، حيث يفضل أن ينسحب تماما من الواقع الاجتماعي وينطوي بعيدا في عالمه الخاص الذي يخططه هو ويضع معاييره.
  • اضطراب الإرادة، والتي تجعله يتصف بالسلبية في تصرفاته وهي تحمل جزء من عرض الكسل وفقد الحيوية والنشاط حيث تضعف إرادته ولا يعلم لماذا، ويحاول البحث عن مبررات واهيه لما يقوم به تجاه الآخرين حتى لا يتم توجيه النقد له.
  • الكلام القليل، لا يبدي مريض الفصام الرغبة في الكلام، فهو يتواصل بصعوبة ولا يرغب في بدء الحديث أو فتح موضوعات للمناقشة.
  • عدم الاهتمام بالمظهر الخارجي، لا يهتم مريض الفصام بمظهره الخارجي ولا نظافته الشخصية ما لم يفرض عليه أحد ذلك.
  • الاضطرابات السلوكية وتنقسم إلى: القيام بالحركات وتكرارها بدون داع، يقوم بتغيير تعبير وجهه بشكل مفاجئ، يتحرك بعنف ويتخذ حركات عشوائية، التصرف بعنف، الهياج وتكسير ما حوله، القيام بالأفعال المنافية للمجتمع والتي تتعارض مع قيمه وثقافته كالخروج عاريا في الشارع.
  • اضطرابات الحركة، كأن يرفض الحديث والحركة ويبقى صامتا ملازم للفراش، العصبية حيث يصاب بالهياج ويقوم بتكسير ما حوله، الطاعة حيث يقبل كل ما يعرض عليه من أفعال ولا يعترض أو يعمل عقله، فقط يفعل ما يؤمر به دون مناقشة.
  • اضطرابات الكلام، كأن يصمت تماما أو لا يتكلم، يكرر كلمات المتحدث معه، يتكلم بكلمات جديدة ليس لها معنى.
    اضطرابات معرفية، وهي الخاصة بالانتباه والتذكر والتركيز والإدراك والتعلم وممارسة بعض المهارات اليدوية أو الفكرية.

الأسباب وراء مرض الفصام

لم يتم تحديد المسبب الحقيقي لمرض الفصام والمسؤول الأول عن الإصابة به ولكن ما هو متداول فعلا أنه مرض واقعي وموجود بالفعل وله أساس بيولوجي مثله مثل الكثير من الأمراض الأخرى، ولا يحدث نتيجة خلل نفسي أو خلل في التربية أو مشاكل في الشخصية وإنما حاول الباحثون حصر الأسباب التي من الممكن اتهامها إلى: عامل الوراثة، عوامل البيئة، خلل ما في بنية وتركيب الدماغ وطريقة عمله وربما هذا أكثرها شيوعا.

العلاج

الفصام ليس له علاج نهائي وجذري لأنه ببساطة ليس له سبب واضح دقيق ومحدد يمكننا أن نقول عنه إنه سبب مرض الفصام، ولكن العلاجات المقدمة لمرضى الفصام تقوم على تخفيف حدة الأعراض وتنقسم إلى عدة مستويات: العلاج عن طريق الأدوية، العلاج النفسي، التأهيل النفسي، حيث يقوم التأهيل على تطوير مهارات المريض الاجتماعية وتعليمه طريقة التعامل مع الواقع ودمجه في المجتمع كعضو من أعضائه، العلاج النفسي للفرد أو التثقيف للمريض بفهم مرضه جيدا وحسن تعامله معه وتقبله، المعالجة النفسية للعائلة التي بها مريض فصام، كيف يتقبلوا الوضع وكيف يتم التعامل معه وتحسين ظروفه ومساعدته والدعم النفسي هنا لكلا الجانبين يمثل أهمية كبيرة، أيضا تشجيع المريض على حضور مجموعات الدعم والعلاج حتى يشعر بأن هناك من يشاركه في مرضه ويعاني مثل معاناته فهي توفر دعم مناسب.

هل يمكن الوقاية من الفصام؟

اعتدنا دائما أن نسمع أن الوقاية خير من العلاج، لذلك يبحث البعض عن طرق الوقاية من مرض الفصام وذلك نظرا لانتشاره وانتشار الأبحاث التي تقوم بتحليله ومحاولة إيجاد الحلول له، ولكن ومع الأسف لا يوجد مصل مثلا يمنع ظهوره يتم إعطائه للأطفال حتى لا يصابوا به مستقبلا، ولكن ما توصل له الباحثون وهو القدر المتاح لنا الآن هو التشخيص المبكر للمرض، حيث يحد من خطورته ويساعد في فعالية العلاج أكثر والتحكم في حياة المريض قبل أن تخرج عن السيطرة، فلا يضطره ذلك إلى المكوث في المستشفى أو التعرض لنوبات مختلفة مما يصاب بها مريض الفصام أو المرور بتجارب سيئة، كما أن مفعول العلاج الدوائي يكون أكثر نفعا.

الفصام ونظرة المجتمع

الأشد من أعراض وخطورة مرض الفصام على المريض هو نظرة المجتمع له وتقبلهم وتعايشهم معه، فهم لهم دور كبير، فإما أن يساعدوه في تخطى الأزمة والتعايش مع الأمر وإما يدفعوه إلى الانعزال وربما التخلص من حياته، قامت بعض الدول بعمل اللازم لمساعدتهم وجعلهم ينخرطون في المجتمع كاليابان وأمريكا، ونجد مثالا بارزا لمريض فصام وهو عالم رياضيات أمريكي يدعى جون ناش وقد حصل على جائزة نوبل في الاقتصاد رغم معاناة من مرض الفصام ولتكريمه كتب قصة حياته لفيلم سيمائي حاز هو الآخر على الأوسكار مما يعني أن مريض الفصام شخص له حياة يمكنه أن يعيشها مثلنا ولكنه في حاجة إلى الدعم والمساعدة من الجميع ، الأسرة، والمجتمع، والدولة.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.

أضف تعليق

16 − 14 =