تسعة
الرئيسية » سفر » كيف تقضي أجمل ليالي العمر في مدينة مراكش المغربية؟

كيف تقضي أجمل ليالي العمر في مدينة مراكش المغربية؟

تعتبر مدينة مراكش أو المغرب ككل مثال مصغر للفن والإبداع الأندلسي في دولتي إسبانيا والبرتغال، فما تحويه من معالم حضارية ومساجد عتيقة وحدائق ناصعة الجمال مثل حديقة ماجوريل وغيرها يجعلها بحق من أنسب الأماكن لقاء أجمل ليالي العمر.

مدينة مراكش

مدينة مراكش أو عاصمة النخيل أو الحمراء تقع في جنوب وسط المغرب العربي، وبها أكثر من مليون نسمة ولذا تعتبر ثالث أكبر مدينة مغربية من حيث الكثافة السكانية، تتميز مدينة مراكش بانفتاحها الكبير على الغرب ولذا فهي أوقعت الشرق والغرب بحبالها فلا يقدر زائرها للمرة الأولى عن الامتناع من المجيء إليها، وتعج هذه المدينة بالكثير من المعالم الحضارية والجمالية مثل جامعي قتيبة والفنا، وهناك أيضًا حديقة ماجوريل التي تسمى بهذا الاسم نسبة لراسمها الفرنسي جاك ماجوريل، ويوجد في مراكش القصور القديمة الرائعة مثل قصر البادي وما به من غرف تحت الأرض حيث أنه قد بني في القرن السادس عشر، ويوجد قصر ناما سكار الذي يطل على جبال الأطلس مباشرة مما يجعلها ذا مطمع كبير من الزائرين ولذلك فهو مليء بالزوار طوال العالم، وهناك قصر المأمونية الكبير، وغيرها من المعالم الأخرى التي تجذب الزوار إلى مدينة مراكش ولذا تصلح المدينة لقضاء أجمل ليالي العمر، ونحن هنا سنتعرف على أغلب ما تحويه هذه المدينة من أماكن جميلة، فتابعوا معنا.

أفضل الأماكن الموجود في مدينة مراكش

لكي تقضي أجمل ليالي عمرك في مدينة مراكش عليك الذهاب إلى بعض المناطق والأماكن التي تتميز بالجمال الباهر، وذلك حتى تستمتع بهذه المناظر الخلابة التي سوف تعطيك إحساسًا بالمتعة أثناء تواجدك في تلك المدينة، ولذا فنحن سوف نذكر أشهر الأماكن مثل الجوامع والقلاع والحدائق والقصور وأنت عليك الاختيار بين أفضلها من وجهة نظرك ثم تقوم بالذهاب إليها أثناء تواجدك في مدينة مراكش:

ساحة جامع الفنا

يأتي جامع الفنا في مدخل مدينة مراكش ولذا تعد ساحة الجامع من أكثر الأماكن جذبًا للسياحة في المدينة، ويوجد بهذه الساحة الكثير من الأكشاك التي تكون ملاذًا جيدًا لعازفي الموسيقى والأغاني الذين يتميزون بطابع فني خاص في بلاد المغرب العربي، ويوجد أيضًا العارفين بالشعوذة والسحر، وترويض الحيوانات مثل الثعابين والنسناس، وهناك أيضًا أكشاك خاصة بقارئي القصص والروايات ومن يشتغلون بالأحجيات الصعبة، ولذا فهذه الساحة بحق هي خير شاهد على التراث والفن المغربي القديم وخاصة في مجال الموسيقى والغناء، فمن أراد أن يعرف ما كانت عليه بلاد المغرب العربي قديمًا يلزمه زيارة هذه الساحة ورؤية كل شبرًا فيها، ولا ننسى أنه على جانبي ساحة جامع الفنا توجد المقاهي والمطاعم التي تقدم الأكلات المغربية الفريدة مما يجعل الأمر أكثر تسلية ومتعة.

جامع الكتيبة في مدينة مراكش

يأتي جامع الكتيبة في وسط مدينة مراكش المغربية ويتميز بزخارفه ونقوشه الجميلة التي تجعله أفضل خيار لمحبي التصوير في الأماكن الجميلة، ويأتي الجامع بمئذنة ذات طول يقارب السبعين متر وبه زخارف كثيرة تجعله مطلب لكل عاشق للفن المعماري القديم، وقد بني جامع كتيبة على مساحة من الأرض تقدر بخمسة آلاف وثلاثمائة متر مربع، وبه أحد عشر قبة ذات ألوان زاهية وحوالي سبعة جناحًا داخليًا، وينفرد هذا الجامع بمنبر متحرك آليًا بني منذ أكثر من عشرة قرون وهذا ما يجعلنا نعرف مدى ما توصلت إليه النجارة الإسلامية حينها، حيث أن هذا المنبر المتحرك ذاتيًا قد صمم في مدينة الإسبانية وقتما كانت تابعة للمسلمين، ولقد سمي الجامع بهذا الاسم نسبة لوجود سوق لبيع الكتب في هذه المنطقة منذ بناءه.

وقد تم إعلان الكثير من القرارات الهامة في تاريخ المغرب الإسلامي في إحدى زوايا هذا الجامع من قبل السلاطين الذين مروا على تلك الدولة، وبعدما تمضي مع هذا الجامع الرائع عدة ساعات في تفحص كل ما فيه من الممكن التوجه إلى أحد الفنادق القريبة منه مثل فندق جاردينز دي لا الكتبية، ويحمل هذا الفندق تقييم خمسة نجوم وهو لا يبعد كثيرًا عن جامع كتيبة ولذا فمن السهل الوصول إليه سيرًا على الأقدام.

قصر الباهية

يقول المؤرخون أن قصر الباهية قد تم بناءه في القرن التاسع عشر أيام حكم الدولة العلوية في بلاد المغرب العربي، وعندما بني وقتها كان يقتصر على الوزير بو أحمد أي أنه كان ملك له وبعدما انتهت الدولة العلوية تحول هذا القصر إلى مكان عام ومحط لأنظار السائحين من كل مكان، وقد صمم القصر على طرازًا عالي للغاية مليء بالديكورات التي كانت طفرة في هذا الفن وقتها، وخاصة في النقش والرسم على الخشب ولذا فهو من أفضل الأماكن في مدينة مراكش المغربية، وبالقصر بعض الأجنحة الملكية والأحواض والقاعات وحديقة كبيرة مليئة بالأشجار وتحفة فنية من البلاط الزليج ذو الألوان الباهية، ولذا فمن الممكن الذهاب إليه في النصف الثاني من اليوم بعد زيارة جامع الكتيبة.

مدينة الأسواق التجارية

نأتي هنا للحديث عن مدينة الأسواق التجارية والتي تعتبر البلدة القديمة لمدينة مراكش المغربية، وتمتلئ هذه المنطقة بالأزقة والحارات التي يوجد في كل ركن بها منتجات تجارية قديمة وحديثة، ولذا فمن الممكن شراء هدية قيمة تحمل في طياتها ريحة بلاد المغرب العربي مثل العطور والأحذية والتوابل الفريدة، ويوجد بهذه المدينة في نهايتها تحديدًا مكان لدبغ الجلود يسمى باب الدباغ وهذا المكان يسير وفق نظام الدبغ القديم، حيث أن العمال يقومون بصبغ جلود الحيوانات بعد ذبحها ثم يأخذونها لباب الدباغ وتدبغ بنفس الطرق التقليدية وبدون الآلات الحديثة، ولذا فهو منظر جميل يعجب من يعرفون بهذه المهنة أو يقرؤون في كتب التاريخ ومرت عليهم تفاصيل تلك العملية، وللبلدة القديمة رائحة خاصة بها تفوح في كل جنباتها وتأسر قلوب المارين بها فلا يرغبون بالخروج من هذا المكان إلا بعد قضاء الكثير من الوقت فيه، ولذا فيتعين عليك الذهاب إليه عند وصولك إلى مدينة مراكش لكي تعرف معنى الجمال الذي به.

إمليل وحديقة توبقال الوطنية

مدينة مراكش إمليل وحديقة توبقال الوطنية

ترتبط القرية الجبلية الصغيرة التي تسمى إمليل بحديقة توبقال المغربية الوطنية ارتباطًا وثيقًا، وذلك لأنها تعتبر النقطة المركزية لانطلاق الرحلات السياحية إلى الحديقة المذكورة، وتقع قرية إمليل في جنوب مدينة مراكش على بعد لا يتجاوز الستين كيلو متر مربع، وهي توجد في منطقة جبلية وكأنها قد نقشت في جوف الجبال على أجمل ما يكون، وتوجد بجوار هذه القرية قلعة كانت خاصة بإحدى الدول الإسلامية التي مرت على بلاد المغرب العربي ولذا فمن الممكن رؤيتها والتمتع بالنظر إليها من الأعلى بكل سهولة، ولا ننسى الفنادق الموجودة في إمليل ذات الطراز الفريد حيث أن هذه الفنادق من جمالها قد تم تصوير أحد الأفلام الأجنبية بها، وهو فيلم كيندين للممثل مارتن سكورسيزي، عامة عندما تذهب إلى إمليل وتجوب في أنحائها ثم تقضي ليلة في أحد فنادقها يمكنك الانتقال منها إلى حديقة توبقال الوطنية.

وتقع هذه الحديقة في أعلى جبل التوبقال المغربي ولكي نتجول فيها لابد من المرور بالطرقات الخاصة بها، وهذه الطرقات من إحدى مناظرها الجمالية لما بها من ديكورات رائعة وورود وأشجار من كل جانب، وعندما تصعد أعلى جبل التوبقال ستتمكن من رؤية المدينة الدائرية ذات المناظر الخلابة، ولذلك تعد قرية إمليل والحديقة الوطنية التي تقع في أعلى جبل التوبقال هما من أهم الأماكن التي يتوجب عليك الذهاب إليها فور الوصول إلى مدينة مراكش.

القبة المرابطة

تعتبر القبة المرابطة هي أقدم نصب قد بني في مدينة مراكش ويرجع تاريخ بناءه إلى القرن الثاني عشر الميلادي، حيث أن الأمير علي بن يوسف أحد أمراء دولة المرابطين السنية قد أمر ببناء هذه القبة أثناء حكمه، وبالرغم من أن دولة الموحدين التي أتت بعد دولة المرابطين قد قامت بهدم وإفساد الكثير من الأشياء التابعة لدولة المرابطين إلا أن هذه القبة كانت في معزل من هذا الفساد، وتأتي قبة المرابطة بتصميم بسيط من الخارج يعطيها إحساسًا بالجاذبية لكل من يراها، مع بعض الزخارف والنقوش الموجودة بداخل القبة، فكما نعرف أن لكل دولة تصاميمها وديكوراتها المميزة لها وقد عنت دولة المرابطين بهذه النقطة اعتناءً كبيرًا حتى كانت مساجدها وقصورها هي الأفخم في دولة المغرب العربي.

مدرسة بن يوسف في مدينة مراكش

تحتوي مدينة مراكش المغربية على مدرسة بن يوسف التي بنت في الربع الثالث من القرن الخامس عشر وتحديدًا في عام 1565، وقد تم بناء هذه المدرسة من قبل السعديين الذين كانوا يحكمون بلاد المغرب العربي في هذه الآونة، وعندما بنيت هذه المدرسة كانت من أكبر مراكز تعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية في العالم، فكانت تدرس لحوالي ألف طالب في وقت واحد وهو رقم كبير في هذا الوقت، حيث أن الباحثين عن علوم الدين في الشمال الأفريقي كانوا يذهبون إليها للتزود بما بها من علم وتراث، وتتميز هذه المدرسة بالمظهر الخارجي الممزوج بالبلاط والرسومات والديكورات الرائعة بجانب السقوف العالية، وهو تصميم غربي شرقي في آنٍ واحد حيث أنه قد تم الاستعانة ببعض المهندسين الإسبان أثناء بناءه لذا فهو به لمحة من الفن الأندلسي الغربي.

مع الأساس الشرقي العربي الإسلامي ولذا نحن نرى النقوش التي رسمت وكتبت بالخط الكوفي الجميل، وهذه النقوش لا تقتصر على الأجزاء الخارجية من المدرسة فقط بل توجد في الكثير من الأجزاء الداخلية منها، والآن أصبحت هذه المدرسة عبارة عن مكان آثري يزوروه الكثيرين من السياح يوميًا، لذلك فمن الجيد أن تكون من أحد هؤلاء الزائرين له في يومًا ما.

أشياء أخرى يمكنك الختام بها

بعدما تنتهي من زيارة تلك الأماكن التي ذكرناها بالأعلى من الممكن أن تختم بهذه الأشياء التي سنتحدث عنها، أولًا قصر البديع وهو الذي تم بناءها لأحد الحكام الذين كانوا في نهاية القرن السادس عشر وهو الأمير أحمد بن منصور، وقد كان يحتوي هذا القصر على الكثير من القطع الذهبية والرخامية الجذابة ولكنها قد نهبت ودمرت ولم يتبقى من القصر الآن إلا مساحة خالية يحيطها بعض الجدران الطينية، ثانيًا بساتين أكدال وهي تقع في الجانب الخلفي للقصر الملكي الموجود في مدينة مراكش، وتوجد بهذه المنطقة الكثير من البساتين وأشجار الفاكهة على طول يمتد إلى أربعمائة هكتار، ومن أكثر أشجار الفاكهة الموجودة بها هي فواكه الرمان والتين والبرتقال والزيتون، ثالثًا حي الملاح وهو حي كان تابعًا لليهود في بداية ناشئته وذلك أثناء القرن السادس عشر، ولكن ما لبث أن تغير الوضع وأصبح الحي خاص بالمسلمين ويندر وجود أي شخص يهودي به، ويوجد بداخل هذا الحي الكثير من المعبد التي من الممكن زيارتها أثناء تواجدك في مدينة مراكش.

أحمد حمد

اهوى القراءة والمطالعة عن كل جديد. الإنترنيت اتصفحه لزيادة المعرفة. اكتب في مواضيع عدة وخاصة تلك التي تقدم أرشادات وتعليمات لمساعدة الأخرين

أضف تعليق

10 − 6 =