تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » قول أحبك : كيف تقول كلمة أحبك لشخص ما بدون كلمات؟

قول أحبك : كيف تقول كلمة أحبك لشخص ما بدون كلمات؟

كثيرا ما نقوم بغمر الأشخاص الذين نحبهم عن طريق قول أحبك كثيرا وكثيرا من المرات. ولكن علينا أن ندرك أن الحب ليس مجرد كلمات تقال وإنما هي أفعال.

قول أحبك

الحب هو أقوى وأهم الصفات التي نحتاجها بشدة في حياتنا، لذلك، قول أحبك ومعرفة كيف ومتى وكل ما يتعلق بها لا يقل أهمية عن الصفة نفسها. التواصل والترابط والتواجد سويا بقلوبنا قبل ألسنتنا هي وسائلنا من أجل إيصال الحب ومعناه وتلبية تلك الرغبة القوية والهامة. ولكن ليس قول أحبك باللسان هو فقط ما يعبر عن الحب، بل يعتبر هذا القول واحد من عدة أمور كثيرة هي أكثر أهمية بكثير من قول أحبك فقط. إذا، إذا كنت تريد أن تعرف كيف تعبر عن حبك للآخرين -سواء كان هذا الآخر أحد أفراد عائلتك أو صديقك أو رفيق حياتك أو حتى زميلك في العمل- دون أن تحتاج إلى ” قول أحبك ” صريحة، فإن عليك أن تتابع هذا المقال وأن تتبع الخطوات التي سنذكرها جملة وتفصيلا في سبيل تحقيق هذا الأمر. مع تمنياتنا بحياة مليئة بالحب والاهتمام والتواصل.

كيف تتمكن قول أحبك بالأفعال فقط؟

لماذا الحب؟

قبل أن نحاول معرفة كيفية قول أحبك بدون كلمات أو محاولة إيصال مشاعر الحب للآخرين، لنحاول سؤال أنفسنا مرة في البداية؟ لماذا الحب؟ ولماذا من المهم أن نُحب أو أن نشعر بالحب؟ ولماذا من المهم أن نظهر الحب سواء بالكلمات أو الأفعال؟ لماذا يوجد هذا المقال ولماذا تقوم بقراءته الآن؟ لماذا يوجد كل هذا الاعتماد على المشاعر ولماذا قد يتم إفساد يومنا لمجرد أن شخص نحبه لم يهتم بنا أو أننا لم نستطع مساعدة شخص نحبه؟ ألم يكن العالم ليكون مكانا أفضل بدون كل تلك المشاعر وانعدام الاستقلالية النفسية وما إلى ذلك؟ ياااه، أليس كلمة لماذا عظيمة بحق! يمكنك وضعها أمام أية جملة وستخلق سؤال وجوديا رائعا، لكننا لن نتحدث الآن عن عظمة كلمة لماذا أو عن الأسئلة الوجودية، نحن فقط سنتكلم عن “لماذا الحب؟”.

الإجابة على هذا السؤال –وكل أسئلة لماذا التي لحقتها تلك- تكمن في الأسطورة التي تقول بأن الله عندما خلق البشر كانوا على هيئة جسد واحد برأسين ويدين وقدمين، ولكن حلت عليهم اللعنة ذات يوم فانفصل كل واحد منهم إلى اثنين وتبعثروا في كل أرجاء الأرض. وأصبح قدر كل واحد هو أن يجد نصفه الآخر الذي يكمله ليجد الأمان والاطمئنان. لهذا كان الحب وكان الاحتياج إلى الحب. لأننا خلقنا في البداية كإثنين ولم نخلق كواحد. هممممم، لا .. ليست هذه هي الإجابة!

لماذا الحب؟ -بطريقة علمية هذه المرة-

بالطبع لن تكون إجابتنا عن الأسئلة الوجودية السابقة تلك عن طريق أسطورة لا يعرف أحد لها طريقا من الصحة. لكن نظرا لأننا أشخاص علميون –دعنا ندّعي هذا- ولأننا نحب منطقة كل الأمور حتى وإن كان هذا الأمر هو الحب -الذي هو أكثر الأشياء لامنطقية- فسنقوم بإجابة تلك الأسئلة بطريقة علمية الآن. ولكن، إذا كانت الأسطورة قد نالت إعجابك وطبيعتك الرومانسية الحالمة جعلتها إجابة جيدة فأنت لست مضطرا لتستمع إلى الإجابة العلمية المملة. ابق في عالمك الحالم وانتقل إلى الفقرة القادمة فورا.

يقول العلم أن التواصل مع بعضنا البعض والاهتمام المتبادل يقوم بتحفيز إفراز هرمونات السعادة والشعور بالنشوة. وأن علاقات الحب –بكل أنواعها ابتداء من العائلة إلى العلاقات الطيبة البسيطة- بإمكانها ترك التأثير ذاته عندما نشعر بالحب والاهتمام. فحضن والدتك الدافئ في الصباح وقبلة زوجتك في نهاية يوم شاق كلاهما يقومان بإطلاق رشاشات الهرمونات بداخلك. وهناك بحث في جامعة ماكس بلانك حاول معرفة أسباب تواصلنا مع بعضنا البعض وما الذي يؤثر فيها، فكانت النتائج مذهلة بحق.

نحن نتواصل سويا من أجل التواصل فقط!

بعد اكتشاف الخلايا العصبية الزجاجية “mirror neurons” –بإمكانك القراءة أكثر عن هذا الموضوع في علم الأعصاب إذا كنت مهتما- واكتشاف أن وجود شخصين في مكان واحد وقيام أحد بفعل معين يجعل بعض الخلايا في جسده تقوم بشيء ما، فإن نفس الخلايا في الشخص الآخر تقوم بنفس الشيء من دون أن يفعل ذلك الشخص الفعل نفسه! أي أنه إذا أمسك أحدهم كوبا من الماء وبدأ بالشرب، فإن نفس الخلايا الدماغية تقوم بالعمل في الشخصين، الشخص الذي يشرب والشخص الذي يشاهد عملية الشرب. أي أن أدمغتنا مصممة بحيث تشارك الآخرين أفعالهم ومشاعرهم بدون حتى أن نخوض نفس الأمر. فما الذي فعله العلماء إذا؟

حاول العلماء معرفة ما إذا كان رد الفعل في الشخص المشاهد هذا له هدف أو سبب أعمق من مجرد المشاهدة أو أنه يلزمه حافز من أجل الحدوث. كان هناك الكثير من الأبحاث والدراسات في هذا المجال ولكننا سنقفز إلى دراسة بعينها شاركت فيها الدكتورة “داليا دانيش”، دكتور علم الأعصاب وعلم النفس، على مجموعة من الأطفال الرضّع حيث أحضرت الأطفال ووضعت أمامهم زر أحمر كبير عند الضغط عليه تقفز لعبة مبهرة أمام الأطفال. كيف ستوصلنا تلك اللعبة إذا إلى إجابة أسئلتنا ومعرفة كيفية قول أحبك بدون كلمات؟ إجابة هذا السؤال في الفقرة التالية.

وجودك يكفي

ما حدث في تلك التجربة هو أنها تم تقسيمها إلى أربعة مراحل، المرحلة الأولى يقوم فيها شخص بضغط الزر فتظهر اللعبة، المرحلة الثانية يقوم فيها شخص بضغط الزر ولكن لا تظهر اللعبة هذه المرة. في المرحلة الثالثة يتم استبدال العنصر البشري بسهم مضيء يشير إلى الزر وتظهر اللعبة. وفي المرحلة الأخيرة يشير السهم ولا يظهر شيء.

عند دراسة ردود الأفعال وجد الباحثون أن الطفل قام بضغط الزر بمعدلات أكبر بكثير عندما كان هناك عنصر بشري سواء ظهرت اللعبة أم لم تظهر. بينما قل عدد الضغط على الزر في حالة السهم واللعبة بينما انعدم الضغط تقريبا في حالة السهم بدون لعبة!

كانت النتيجة التي خرج بها العلماء من تلك التجربة هي أننا نهتم أكثر بوجود بعضنا البعض أكثر من وجود هدف أو حافز وراء هذا الأمر! أي أن الطفل الصغير لم يكن يهتم سواء ظهرت اللعبة أو لا بقدر ما كان يهتم بتقليد الشخص الموجود من أجل التواصل معه وبناء قاعدة من الاهتمام. وهذا هو بالضبط ما نفعله نحن في حياتنا. في كثير من المواقف يكون اهتمامنا الأول هو تواجدنا سويا أكثير من الهدف نفسه. فتلك الوظيفة العظيمة التي تمكنت من الحصول عليها اليوم ستكون بلا معنى إذا لم تجد من يشاركك ويحتفل معك بها. كانت إجابة العلم هي أننا موجودون لكي نتواصل ونتواجد سويا. وأننا نسعى لأن لا نبقى بمفردنا وأن نجد من يشاركنا حياتنا.

همممم .. ألا تذكركم تلك النتيجة بالأسطورة! يبدو أن الأساطير ليست خرافات في النهاية. هنيئا لذلك الحالم الذي لم يضطر إلى قراءة كل هذا الكلام من أجل الوصول إلى نفس النتيجة.

لماذا قول أحبك إذا؟

عظيم أننا وصلنا إلى هذا السؤال، فهذا معناه أننا تمكنا من معرفة حقيقة أن الحب شيء هام وأنه موجود في طبيعتنا وليس لنا سيطرة عليه. بالنسبة لباقي الأسئلة من نوعية لماذا عدم الاستقرار والاعتماد النفسي من الأساس .. ف معلش يعني، الحياة قاسية علينا كلنا. لنأخذ من الحب جانبه الجميل ولنحاول التعامل مع جانبه السيئ. فكل شيء له إيجابياته وسلبياته .. ولكننا لن نحاول إثبات هذا بالعلم هذه المرة.

من الهام جدا أن نعرف كيفية قول أحبك وكيفية فعل أحبك كذلك لأن هذه هي طريقتنا للتواصل والتفاعل. فالطفل الصغير في التجربة السابقة كانت وسيلته هي المحاكاة من أجل لفت الانتباه والحصول على التواصل والتفاعل الذي يحتاجه، كذلك طريقتنا ستكون من خلال الخطوات القادمة في المقال.

من الهام جدا أن نعرف كيفية قول أحبك وكيفية فعل أحبك لأننا نحتاج إلى معرفة ذلك. نحتاج معرفة أننا محبوبون وأن هناك من يهتم لأمرنا ويقلق بشأننا ويشاركنا بعضا مما نمر به في حياتنا. لأننا لا نحب أن نكون وحيدين ولأن الوحدة تقتلنا حزنا وكمدا. لأننا شديدي الهشاشة بمفردنا ونحتاج إلى عضد كبير ليقف بجوارنا. من الهام جدا أن يتم قول أحبك لنا لكي نطمئن أن هناك من يحبنا، وأن نتمكن من قول أحبك للآخرين لكي نطمئن أننا قادرين على الحب والاهتمام كذلك.

ما هي العلاقات التي تتطلب قول أحبك ؟

كما أخبزتك في البداية أن الحب ليس مقتصرا على نوع بمفرده وأن الهرمونات لا تهتم كثيرا بالشخص المقابل قدر ما تهتم بالفعل ذاته. لذلك، إذا كنا سنحاول الحديث عن طريقة قول أحبك في علاقة ما، فعلينا أن نحدد أولا تلك العلاقات من أجل أن نعرف كيف نتعامل مع كل علاقة منها.

هناك علاقة العائلة التي تبدأ منذ لحظة ولادة الإنسان وارتباطه بهؤلاء الأشخاص الذين لن يتعامل مع سواهم لبعض الوقت قبل أن يصبح لديه تفكيره وطريقته الخاص في العيش.

هناك تلك العلاقات الجميلة جدا والتي يطلق عليها الصداقة حيث يدخل أشخاص آخرين إلى حياتك باختيار أو دون اختيار لتخوضوا المغامرات والمشاكل سويا دون أن يكون أحدكم مضطرا إلى هذا. مجرد رغبة منكم في مشاركة الحياة سويا.

وهناك تلك العلاقة الجميلة –كما نتمنى جميعنا- مع شريك الحياة الذي سيأخذ ذلك الحيز الكبير من حياتك حيث ستكونون السند والسكن لبعضكما البعض وحيث ستختبرون الحب بمراحله القوية جدا والجياشة جدا والتي كثيرا ما تفوق كثير من العلاقات السابقة.

وأخيرا هناك تلك العلاقات الطيبة المتناثرة مع زملاء الدراسة أو العمل أو الجيران أو كل هؤلاء الذين لا تربطك بهم علاقة وطيدة ولكن مجرد حقوق الجيرة أو الزمالة أو ما يفرضه خلقك الطيب عليه من التعامل بلطف مع الآخرين.

ولا تظنون أننا نسينا علاقة الأبناء عندما تحصلون على أطفالكم مع شركاء حياتكم بإذن الله، ولكن هذا الحب يبدو حبا فطريا لا يحتاج إلى التوجيه والإرشاد من أجل التعبير عنه، فالآباء يحبون أطفالهم بشكل تلقائي. تلك العلاقة لن نخبركم فيها كيف تحبون لأن هذا هو الشيء الذي تفعلونه بدون إرشاد، ولكننا فقط سنحاول إرشادكم إلى الطريقة الصحيحة في توجيه هذا الحب.

خطوات قول أحبك بدون كلمات

عليك أن تدرك أن هذا المقال يركز حول قول أحبك “بدون كلمات”، لأن قول أحبك بالكلمات لا يجب أن يكون شيئا يتم تخصيص مقال له. يجب عليك أن تكون حساسا ونبيها كفاية لتعرف أن قول أحبك بالكلمات هو أمر هام ويجب عليك فعله بين الحين والآخر، بينما تركيزنا في هذا المقال على قول أحبك بدون كلمات هو لأن الكلمات وحدها لا تكفي ولأن الأفعال دائما ما تكون أقوى. فلا تعتمد إذا على القول فقط ولا تعتمد على الفعل فقط. القول والفعل هما أمران لا ينفصلان ولا يجب عليك فصلها. أما بالنسبة لخطوات قول أحبك بدون كلمات فهي كالتالي

الخطوة الأولى كن متواجدا.

لا يمكنك أن تدّعي محبتك لشخص ما أو أن تخبر أحدا كل صباح أنك تحبه كثيرا وتبعث له كلمة أحبك في “المورننج تكست” دون أن تجود متواجدا بجسدك وعقلك. فعل التواجد جسديا وعقليا هو من الأمور الهامة جدا من أجل جعل كلمة أحبك ذات معنى ويمكن الاعتماد عليها. هناك الكثير والكثير من الأحداث التي تحدث في حياة الطرف الآخر من العلاقة والتي يحتاج إلى تواجدك فيها سواء بمجرد أن يحكيها لك أو أن تخوضها معه. مشاعرك الطبية والنبيلة لن تكون بتلك الأهمية عندما يجد نفسه محاصرا بين الضغط والحزن والوحدة بينما هو يقرأ “المورننج تكست” خاصتك التي تخبره فيها أنك تحبه.

والدتك لن يخفف من وحدتها بعد انتقالك من المنزل تلك الكلمات الثلاث دون أن تكون موجودا، وأخيك الأصغر لن تحل مشاكله تلك الكلمات الثلاثة دون أن تكون موجودا، وزوجتك لن يخفف قول أحبك أعباء المنزل والأطفال ووظيفتها وكل تلك الأشياء ما لم تكن متواجدا. التواجد هو أمر هام جدا من أجل جعل تلك الكلمة جديرة بالثقة وإعطائها قليلا من المعنى. كيف تكون متواجدا إذا؟

استمع إلى أحبائك

لن يمكنك أن تقف بثقة وتقول لأحدهم أنك تحبه إذا لم تكن على دراية بما يحدث في حياتهم أو على دراية بالأحداث الهامة على الأقل. فأنت مثلا لا يمكنك أن تدّعي محبتك لأخيك وأنت لا تعرف أنه قد حصل على ترقية كبيرة منذ أسبوع أو أنه في ضائقة مادية منذ زمن. ولن يمكنك أن تدعي محبة زوجتك وأنت لا تعرف كم هي سعيدة لذلك النجاح الذي حققته في عملها أو مع طفلكما، أو معرفة كم هي مضغوطة ومتوترة ومليئة بالمشاعر السلبية. عليك أن تخصص وقتا من حياتك المزدحمة أو غير المهتمة للآخرين من أجل الاستماع إليهم والتحدث معهم والحصول على علاقة بناءة تقوم على المعرفة المشتركة بينكما بما يحدث في حياتكما وبما يمكنكما أن تقدمانه لبعضكما البعض. دعني أركز على كلمة “المعرفة المشتركة” لأنه من الضروري أن تجعلهم متواجدين في حياتك أنت الآخر من أجل أن يشعروا بأنهم ليسوا متطفلين أو يقومون بالحصول على الكثير منك دون إعطائك أي شيء في المقابل. عليك أن تجعل العلاقة بينكما مليئة بالاستماع والتكلم أيضا لأن هذا يعطي الشخص الآخر مساحته والشعور بالراحة في التحدث أكثر.

احتفظ بتفاصيل صغيرة تقومان بها سويا

حتى وإن كان يومك مليئا بالعمل والإرهاق والتعب، حاول أن تجد شيئا بسيطا جدا يمكنه أن يجعلك متواجدا مع الشخص الآخر ومتفاعلا في علاقتك معه. فمثلا بإمكانك أن تجعل دور بلايستيشن مع أخيك الأصغر عند وصولك إلى المنزل هو وقتكم المشترك فور عودتك من المنزل، أو أن تجعل عودتكما سويا من العمل هو التفصيلة المشتركة بينك وبين صديقك، أو أن تجعل عشاء يوم الجمعة هو تفصيلتك أنت ووالدتك. أو أن تجعل ذهابك إلى الفراش سويا هو تفصيلتك أنت وزوجتك. حاول أن تجد التفاصيل الصغيرة التي ستساعدك في قول أحبك عن طريق التواجد دون أن يؤثر ذلك على يومك ودون أن يؤثر ضغط يومك على علاقاتك.

يمكنك فعل الكثير في الصباحات الباكرة

إذا كنت من هواة الاستيقاظ المبكر وكان الشخص الآخر في العلاقة من هواة الاستيقاظ المبكر أيضا فبإمكانكم أن تستغلوا ذلك الوقت في التواجد سويا من أجل كوب قهوة أو حتى إفطار جيد تبدؤون به اليوم وتساهمون في التواجد بشكل فعال في حياة بعضكم الآخر. هناك الكثير من الأشياء التي يمكنكم فعلها على إفطار الصباح من الحديث عن اليوم السابق أو خططكم لليوم التالي. أو حتى عن أفكار ما بعد الثالثة صباحا التي لا يشارككم فيها أحد سوى المنطقة السوداء جدا داخل عقولكم.

كن متواجدا عند أفكارهم المجنونة

كل النقاط السابقة ستمكنك من التواجد جسديا في حياتهم وبالتالي إعطائهم بعض الثقة في التحدث إليك وعدم الخوف من أنك لن تكون موجودا عندما يحتاجون إليك، وبالتالي سيقومون بالانفتاح والحديث إليك عن خططهم وأفكارهم. إذا أخبروك أن خططهم تتضمن مخاطرة أو فكرة مجنونة أو حتى مجرد ملاحقة حلم ما، كنت موجودا أثناء اتخاذ ذلك القرار وأثناء تحقيقه. أجل، أنت ليس مطلوب منك أن تتواجد في كل القرارات والتفاصيل الصغيرة لأنك تملك حياتك الخاصة، لكن حاول أن تتواجد أثناء الخطوات الكبيرة لأن هذا سيعطيهم إحساسا بأنك أهل للثقة والحب لأنك تكون متواجدا عن الحاجة. هذه النقطة هي طريقة قوية وفعالة من أجل قول أحبك دون أن تقولها فعلا.

الخطوة الثانية ابقوا على اتصال!

ليس الغرض من هذه الخطوة مجرد التواجد جسديا وعقليا، ولكن هذه الخطوة هي طريقك لتحقيق تقدم جديد في علاقتك مع الطرف الآخر. هذه الخطوة تتضمن الاهتمام بالاحتياج العاطفي والمعنوي للطرف الآخر والبقاء على تواصل مع أفكاره ومخاوفه. للمزيد من التوضيح قم باللجوء إلى النقاط التالية.

من قال أن الأحضان ليست هامة!

ليس شرطا أن يكون الطرف الآخر في العلاقة هو زوجتك من أجل أن تقوم بتوزيع أحضانك أو أن تقوم بلمس الشخص الآخر بحب. بإمكانك أن تقوم باحتضان صديقك أو والديك –أجل، يمكنك عناق والدك يا صديقي .. تخيل!- أو أخيك أو أختك أو ذلك الزميل الذي لا تربطكم علاقة ولكنك ظننت أنه بحاجة إلى العناق. كما ترون، فإن هذه النقطة يعود سببها إلى الهرمونات التي أخبرتكم عنها. تلك الهرمونات التي لا تهتم بالشخص قدر ما تهتم بالفعل ذاته! اذهب إلى والدك وقم باحتضانه وتقبيل يديه لسبب أو دون سبب وانظر إلى التأثير الذي سيتركه ذلك الحضن البسيط عليه لبقية اليوم.

قم بإمساك يد صديقك عندما تجده مقدما على أمر مخيف من أجل طمأنته وقم باحتضان أختك عندما تجدها محبطة أو حزينة. قم بتقبيل والدتك على جبينها ويدها واجلس بجوارها لتشاهدا برنامجها المفضل. قم بالتواصل الجسدي مع الأشخاص المحيطين بك من أجل تعزيز العلاقة وتقويتها. –بالطبع أنت تعرف حدودك ولست بحاجة لأن أخبرك متى لا يكون الأمر مقبولا .. أليس كذلك؟-

احظوا ببعض الأحاديث العميقة

تواجدك اليومي أو المنتظم في حياة أحبائك سيجعلك على معرفة بأحداث حياتهم والأحداث الكبيرة، ولكن ماذا عن تلك الأفكار والمخاوف والأماني والأشياء التي لا نخرجها من داخلنا إلا في الجلسات التي يطول فيها السمر ويأخذنا الحديث إلى تلك البقعة المظلمة داخل عقولنا؟ حاول الحصول على جلسة من تلك بين الحين والحين مع أحبائك من أجل معرفة الأشياء التي يخافونها أو الأشياء التي يتمنون حدوثها. ومن أجل أن يعرفوا هم تلك الأشياء عنك أيضا. تلك المعرفة “المتبادلة” تخلق شعورا بالراحة أن هناك من يحمل ذلك الخوف معك عوضا عن حمله منفردا أو هناك من يحلم ذلك الحلم معك. الأحاديث العميقة بإمكانها أن توطد علاقتكما كثيرا جدا. فكلما تمكنتما من التعمق في أفكاركما، كلما كان هذا دليلا على قوة العلاقة بينكما.

الخطوة الثالثة قم بوضع القليل من البهارات!

برعم أهمية الخطوتين السابقتين وحتميتهما من أجل الحصول على علاقة قوية ومتينة، إلا أن تلك الخطوة هي بمثابة البهارات التي تعطي الأكلة ذلك الطعم القوي والمميز. فأجل، اللحم من الأطعمة اللذيذة جدا، لكن البهارات هي ما تبرز ذلك الطعم. كذلك، العلاقات القوية هي من الأشياء الجميلة جدا، ولكن المفاجآت واللمسات المميزة الصغيرة هي ما تعطي بعض النكهة لتلك العلاقة. هل تريد أن تعرف ما هي بهارات قول أحبك بدون كلمات؟

تهادوا تحابوا

أجل، بهارات قول أحبك هي في تلك النصيحة التي نصحنا إياها سيدنا محمد عندما أخبرنا بأن نتهادى لكي نتحاب. قوموا بوضع منبهات لمواعيد المناسبات الخاصة بكم من أجل التحضير لمفاجأة جميلة لأحبائكم. أحضر لصديقك تلك الهدية التي كان يريدها بشدة في أحد تلك الصباحات التي خرجتم فيها سويا، وقم بإعطاء زوجتك تلك الهدية التي كانت تتحدث عنها طول الوقت في نقاشات الغداء. الهدايا الجيدة تظهر التواصل والاهتمام ومعرفة أنك تصغي السمع يدا لما يقولونه أو يدور في حياتهم. الهدية الجيدة هي أنسب طريقة في قول أحبك دون كلمات يا صديقي.

ضع بعض اللمسات الصغيرة في علاقتكما

بإمكانك أن تجعل قول أحبك متلخصًا في لمسة بسيطة صغيرة تفعلها للشخص الذي تحبه كأن تترك له ملحوظة تخبره فيها كم أنه شخص مميز أو أنه يملك مكانة كبيرة في قلبك. بإمكانك أن تجعل الوصول إلى الملحوظة في حد ذاته أمرا ممتعا كأن تعطيه أدلة وألغاز من أجل الوصول إليها أو تضعها في أمكنة كثيرة من التي يتردد عليها لكي تضمن أنه سيراها وأنها ستفاجئه.

قم بمفاجأة زوجتك بأشياء لا تقوم بفعلها عادة كأن تصنع لها الإفطار أو أن تقوم بتنظيف المنزل بأكمله وإعطائها بعض الراحة من الجزء الذي كانت تقوم بتنظيفه. قم بحجز طاولة في مطعم فاخر واستمتعوا بليلة كتلك الليالي التي كنتم تقضونها قبل الزواج.

قول أحبك عن طريق اللمسات البسيطة والمفاجآت التي لا تشترط وجود مناسبة هي من الطرق التي تبعث على الحب والامتنان للتواجد في حياة بعضنا الآخر، لأنها شيء يقوم بإخراجنا من روتين حياتنا الممل وتقديم بعض المتعة أو الحماسة من أجل العودة إلى ذلك الروتين بابتسامة وطاقة إيجابية.

قم بفعل شيء تكرهه من أجل من تحبه

إذا تمكنت من القيام بفعل شيء تكرهه بينما يحبه الشخص الآخر لمجرد أنه يحبه، فهذا دليل قوي على مدى التزامك واهتمامك بتلك العلاقة. وهذه طريقة قوية من أجل قول أحبك بدون أن تحتاج إلى إخراج كلمة واحدة. الذهاب للصيد مع صديقك مثلا رغم اقتناعك التام بأنه شيء شديد الملل فقط لمجرد أن صديقك يحب الصيد، فهذا دليل على أنك لست أنانيا أو غير مستعد لبذل المجهود في سبيل تلك العلاقة.

مشاهدة ذلك المسلسل التركي الذي يبدو أنه لا نهاية له أو لأحداثه الرتيبة المملة مع زوجتك قد تكون طريقتك من أجل قول أحبك حتى وإن كان حبك هذا سيجلب لك الأمراض المزمنة والشلل الرباعي. القدرة على بذل المجهود في الاتجاهات التي لا نحبها هي أحد الطرق الحاسمة من أجل قول أحبك دون كلمات. فقط كن حريصا أثناء تجربة تلك الطريقة ولا تجعل هذا الأمر عادة متكررة بدون داعي لك، لأنك لن تحتمل وفي الغالب ستقوم بلومهم على هذا الأمر في النهاية! أتمنى لك حياتك جميلة ومليئة بالحب والاهتمام مرة أخرى

أفنان سلطان

طالبة جامعية، أهوى القراءة واعتدت الكتابة كثيرا منذ صغري. على أعتاب التخرج ولا أدري بعد ماذا سأفعل.

أضف تعليق

12 − أربعة =