تسعة
الرئيسية » مميزة » كيف تجيد قراءة الكتب بلغة أجنبية حتى لو كانت لغتك ضعيفة؟

كيف تجيد قراءة الكتب بلغة أجنبية حتى لو كانت لغتك ضعيفة؟

بالرغم من توافر العديد من الكتب المترجمة بمختلف اللغات إلا أن قراءة الكتب بلغة أجنبية يظل طموحاً يراود الكثير خاصة إذا كانوا يتخذونه وسيلة لتعلم اللغات.

قراءة الكتب بلغة أجنبية

لكي تتمكن من قراءة الكتب بلغة أجنبية يلزمك درجة متوسطة من إتقان تلك اللغة، وهي تلك الدرجة التي تكون فيها على دراية بعدد كبير من مصطلحات وتعبيرات تلك اللغة بمرونة كافية تمكنك من استخدامها، فإن كنت قادراً على كتابة فقرة قصيرة من عدة أسطر بتلك اللغة أو الاستماع إلى محادثة قصيرة بين شخصين يتحدثان بها فهذا يعني أنك قد وصلت إلى تلك الدرجة المطلوبة والتي بقليل من المجهود معها سوف تنجح في قراءة الكتب بلغة أجنبية.

طرق فعالة تتمكن من قراءة الكتب بلغة أجنبية

اختيار الكتاب المناسب

بداية حتى تتمكن من قراءة الكتب بلغة أجنبية يجب عليك البحث عن الكتاب المناسب من حيث المحتوى وعدد الصفحات، حيث أنه كلما زاد تعقيد وعمق المحتوى وزادت عدد صفحات الكتاب كلما زادت كمية المصطلحات والتعبيرات المعقدة والتي تتطلب مترجماً محترفاً ليتمكن من قراءتها؛ لذلك كبداية حاول اختيار كتاب سطحي وسهل للغاية ومزود بصور حتى تكون دليلك لمعرفة معاني الكلمات التي تستوقفك، وربما تعتبر أفضل بداية هي كتب الأطفال التي تكون عبارة عن قصة صغيرة مزودة بصور كثيرة لتصف أحداث القصة، بعدها يمكنك الانتقال إلى مستوى أكثر احترافية قليلاً وهي كتب الخيال العلمي أو الروايات المبسطة لكن ابتعد تماماً عن الكتب الكلاسيكية القديمة أو الروايات المعقدة والتي دائماً ما يميل كتابها إلى الاعتماد على ألفاظ ثقيلة المعنى وإيحاءات غريبة ربما لا يفهمها أهل تلك اللغة نفسهم. في كثير من الأحيان ستجد كتباً تباع خصيصاً للأجانب لكن لا ينصح بشرائها أولاً لسعرها الباهظ جداً وثانياً لأنك بكل تأكيد ستجدها مملة وغير مجدية وكل ما ستجني من قراءتها ليس إتقان اللغة بل فهم معنى الكتاب وفقط.

البحث عن شريك للقراءة

إن كان في إمكانك عمل ذلك فسيكون أفضل بكثير، فممارسة أي نشاط عامة مرهق للجسم أو للعقل يكون أفضل وأسهل بمراحل إن اخترت شريكاً مناسباً يمارسه معك ولاسيما إن كان هذا الشريك يجيد قراءة الكتب بلغة أجنبية حيث سيساعدك إن تعثرت أثناء القراءة على فهم المصطلحات والتعبيرات الصعبة. يمكنك العثور على شخص آخر من بين أصدقائك أو أفراد عائلتك أو معارفك ممن لديهم رغبة في تعلم لغات جديدة أو البحث عن معلم لغات تخصص وقتاً معه بشكل دوري ليساعدك على قراءة الكتب الأجنبية أو حتى البحث عن مترجم عبر الإنترنت تقوم باستشارته في معاني الكلمات والمصطلحات، فبالإضافة إلى أنه سيساعدك على فك طلاسم الجمل ومشاركة خبرته معك سيوفر لك أيضاً الحافز النفسي والتشجيعي والمعنوي الدائم الذي يدفعك إلى مواصلة ما بدأته من قراءة الكتب بلغة أجنبية.

القراءة بصوت مرتفع

عندما تبدأ في قراءة الكتب بلغة أجنبية فإن من أهم شروطها هي القراءة بصوت مرتفع بحيث تسمع نفسك في أثناء القراءة حيث سيساعدك ذلك على فهم أسرع للكلمات إذ أنك تعمل بحاستين في نفس الوقت وهما السمع والبصر مما يساعد العقل على تذكر الكلمات والمصطلحات أسرع من الاعتماد على القراءة بالعين فقط، كما أنك بالقراءة بصوت مرتفع فإنك تدرب عقلك على تذكر نطق الكلمات والتعود على قراءة جمل طويلة وربما فقرة كاملة دفعة واحدة بلغة أجنبية مما سيحسن من مستواك في تلك اللغة ويؤهلك للانتقال فيما بعد إلى كتب أصعب وأكثر تعقيداً وربما يأتي اليوم الذي تشاهد فيه أفلاماً بتلك اللغة بدون الحاجة إلى ترجمة. ربما إن كنت تمتلك شريكاً للقراءة يمكنك أن تقوم بتقسيم الأدوار بينكم بحيث تتناوبون القراءة بصوت مرتفع.

استوحي معنى الكلمات من سياق الجمل

أكبر خطأ يمكن أن تقع فيه أثناء قراءة الكتب بلغة أجنبية هو أن تسرع بالاستعانة بالقاموس بمجرد أن تقابلك كلمة لم تفهم معناها، بتلك الطريقة لن تتعلم الكلمات وستجد نفسك تبحث عن نفس الكلمات مراراً وتكراراً لأنك لم تحفظ معناها كما أنك ستستغرق وقتاً طويلا جداً في القراءة. لكن الأصح والأسلم هو أنه عندما تستوقفك كلمة ما لم تفهم معناها أن تحاول استلهام المعنى من السياق العام للفقرة، بهذا الشكل سوف تعتاد عينك على تلك الكلمة وبمجرد أن تراها مجدداً ستفهم معناها بدون الحاجة إلى ترجمتها مطلقاً. فلا تبحث عن معاني الكلمات في القاموس إلا إن اعترضتك كلمة لم تفهم معناها أبداً من سياق القفرة.

اختيار قاموس مناسب

ما بين القاموس اليدوي والقاموس الإلكتروني يعتبر الأفضل بلا منازع لاستخدامه عند قراءة الكتب بلغة أجنبية هو القاموس الإلكتروني حيث يسهل عليك عملية البحث بشكل كبير؛ فبمجرد أن تكتب الكلمة التي لا تفهم معناها وبضغطة زر سيظهر لك معنى الكلمة بلغتك على عكس القاموس اليدوي الذي ستحتاج معه للتقليب بين صفحاته عدة مرات في كل مرة تود البحث عن معنى كلمة معينة، وبالطبع لا يحبذ اللجوء للقاموس إلا إذا فشلت في فهم معنى الكلمة بمفردك.

قم بعمل تلخيص للكتاب

رغم أن تلك الخطوة قد تستغرق وقتاً ومجهوداً كبيرين إلا أنها تزيد من قدرتك على استيعاب معاني وألفاظ اللغة الأجنبية حيث أنك بالطبع لن تقرأ الكتاب دفعة واحدة بل ستقسمه على مراحل منفصلة؛ وبالتالي فمن المستحب أنه في كل مرة تنتهي من قراءة جزء من الكتاب أن تقوم بكتابة تلخيص صغير بنفسك عن المحتوى الذي أنهيت قراءته بنفس لغة الكتاب بحيث يكون صغير الحجم فلا يتعدى صفحة واحدة وفي نفس الوقت يلخص معنى الجزء المقروء بشكل واضح وسلس. وعند العودة للقراءة مرة أخرى تقوم بقراءة الملخص الذي كتبته أولاً لتتذكر ما انتهيت منه ثم تستكمل قراءة الكتب بلغة أجنبية.

عمل جدول زمني

كأي نشاط جديد تقدم عليه يجب أن تضع لنفسك مجموعة من الأهداف التي تود أن تحققها وتقسم وقت فراغك على تلك الأهداف بحيث تضع لنفسك جدولاً زمنياً تنتهي عند آخره من قراءة الكتاب كاملاً. في البداية قم بتخصيص صفحة واحدة فقط أو صفحتين يومياً للقراءة تبعاً لمحتوى الكتاب ومستواك في تلك اللغة وبالتدريج كلما اكتسبت خبرة أكبر تقوم بزيادة عدد الصفحات يومياً حتى تنتهي من قراءة الكتاب بشكل كامل في الموعد الزمني المحدد.

اختيار مواضيع تجذبك

حاول دائماً عند قراءة الكتب بلغة أجنبية أن تحرص على اختيار كتب ذات محتوى شيق وجذاب وملائم لاهتماماتك الشخصية حيث أن شعورك بالملل من قراءة الكتاب سيجعلك تفقد المتعة في ذلك وتعرض عنه تدريجياً حتى تقلع عن تلك الفكرة نهائياً؛ لذلك تأكد من اختيار مواضيع تجذب انتباهك للقراءة.

التنويع في أساليب الكتب

تتعدد الكتب وتتنوع أساليبها فهناك الكتب الرسمية والتي تكتب باللغة الفصحى وهناك الكتب الدراجة التي تكتب باللغة العامية، وإن أردت أن تتفهم تلك اللغة جيداً فعليك أن تنوع في أساليب قراءة الكتب بلغة أجنبية فتارة تختار كتب بالفصحى وتارة أخرى تختار كتباً بالعامية الدارجة حتى تتعرف أكثر إلى المصطلحات والتعبيرات السائدة في تلك اللغة.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

2 × ثلاثة =