تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف ينشأ اضطراب عمى الألوان وهل له علاج معروف الآن؟

كيف ينشأ اضطراب عمى الألوان وهل له علاج معروف الآن؟

عمى الألوان هو عدم قدرة الأشخاص على التمييز بين ظلال الألوان الأساسية ويصيب حوالي رجلا واحداً من ضمن 12 رجل وسيدة واحدة من ضمن 200 سيدة، أي أنه أكثر شيوعاً بين الرجال.

عمى الألوان

عمى الألوان هو اضطراب صحي بموجبه يكون المصاب غير قادر على التمييز بين الألوان أو عاجز عن رؤيتها بشكلها الحقيقي وجدير بالذكر أن اضطراب عمى الألوان لا يحدث عادة في جميع الألوان ولكنه يحدث في الألوان الثلاثة الأساسية فقط وهي الأزرق والأحمر والأخضر، وعادة ما يحدث عمى الألوان بسبب خلل في العصب البصري أو العين أو الدماغ أو جراء التعرض لبعض المواد الكيميائية، وتجدر الإشارة إلى أن الإصابة باضطراب عمى الألوان قد تتجسد في عدم المقدرة على تحديد لون واحد من الألوان الثلاثة الأساسية أو الخلط فيما بينها ، أو قد يصاب الشخص بالعجز في رؤية لونين من تلك الألوان الأساسية معا، وفي حالات نادرة ربما يُصاب الشخص بعد القدرة على رؤية الألوان بشكل عام وتحدث هذه الحالة بنسبة بسيطة للغاية.

أسباب حدوث عمى الألوان

عمى الألوان يحدث نتاج العيد من الأسباب منها على سبيل المثال؛ العامل الوراثي وهو السبب الأكثر شيوعاً إذ يولد الشخص مع الإصابة بعمى الألوان، وقد يكون سبب الإصابة نابع من خلل بشبكية العين أو مناطق في الدماغ البشري أو العصب البصري.

يُذكر أن هناك نوعين أساسيين من عمى الألوان؛ أولهما هو العمى أحادي اللون وفيه يرى المصاب العالم بلونين فقط هما الأسود والأبيض وكأنه يقوم بمشاهدة فيلم قديم، وهناك العمى اللوني ثنائي اللون وفيه يكون الشخص المصاب غير قادر على تمييز الألوان الأساسية ويحدث عمى الألوان جراء المخاريط الكامنة في شبكية العين؛ حيث يتواجد داخل عين الإنسان ثلاثة أنواع مختلفة من الخلايا المخروطية وهي الخلايا المسئولة بشكل أساسي عن عملية استقبال الضوء في شبكية العين وكل واحد من الأنواع الثلاثة يستطيع استقبال لوناً واحداً فقط من الألوان الأساسية الثلاثة إما الأزرق أو الأحمر أو الأخضر ويتمكن الإنسان من رؤية الألوان المختلفة في حالة التقاط الخلايا المخروطية الموجودة داخل العين لكل مستويات الألوان الثلاثة الأساسية، ولأن الخلايا المخروطية موجودة بشكل محدد في الجزء المركزي من شبكية العين ففي حال حدوث خلل في عمل تلك الخلايا تحدث الإصابة بعمى الألوان.

يُذكر أن خلل الخلايا المخروطية في شبكية العين يعد خللاً وراثياً يمكن انتقاله إلى الأبناء ولذلك يحدث عمى الألوان على أساس وراثي وهذا النوع تحديداً من عمى الألوان لا يتحسن ولا يتغير بمرور الوقت.

ومن الأسباب الأخرى التي تؤدي للإصابة بعمى الألوان هو التقدم في العمر؛ حيث يؤدي تقدم العمر إلى حدوث خلل برؤية الألوان وعدم التمكن من تحديد الألوان بالدقة الكافية، وهناك أيضا أمراض العين مثل مرض اعتلال الشبكية السكرى والذي يؤدي إلى إحداث خلل في الأوعية الدموية مما يتسبب في عدم القدرة على رؤية الألوان بشكل دقيق، هذا بالإضافة إلى وجود المياه البيضاء أو إعتام لعدسة العين وفي تلك الحالة يكون الشخص غير قادر على الرؤية السلمية بسبب إصابته بحساسية الضوء، وعند ارتفاع ضغط العين يُصاب الشخص الجلوكوما أو المياه الزرقاء والتي تتسبب في تلف أنسجة العين وبالتالي الإصابة بعمى الألوان، كما أن الإصابة بالتنكس البقعي أو الضمور البقعي والتي تعني الرؤية الدائمة لبقعة في العين قد تؤدي للإصابة بعمى الألوان.

مخاطر الإصابة بعمى الألوان

عمى الألوان يتسبب في حدوث بعض المخاطر التي قد تؤثر في حياة المصاب منها على سبيل المثال؛ عسر الكتابة والقراءة ومواجهة صعوبات في التعلم مما قد يؤدي إلى ضعف ثقة المصابين في أنفسهم ويزيد من إصابتهم بالإحباط، هذا عطفا على عدم قدرة المصابين بعمى الألوان على الالتحاق ببعض الوظائف والجامعات التي تحتاج إلى التعامل مع الألوان ككليات الفنون الجميلة والهندسة والعمل كمصمم جرافيك على سبيل المثال، وعليه فقد يغير مرض عمى الألوان من مجرى حياة المصابين به، وجدير بالذكر أن الأطفال دون غيرهم يمكنهم مع مرور الوقت التأقلم مع عدم قدرتهم على رؤية الألوان.

اكتشاف عمى الألوان لدى الأطفال

عمى الألوان هو اضطراب يصيب الأطفال والبالغين على حد سواء؛ وحيث أن البالغين يمكنهم تمييز الإصابة بعمى الألوان بكل سهولة فإن الأمر ليس كذلك عند الأطفال؛ فالطفل يرى العالم من منظوره ويظن أن ذلك المنظور هو القاعدة فليس هناك من مرجع، لذلك فهو ربما يداخله الشعور بأن العالم أصلا لا يوجد به ألوان، ولذا فيقع على عاتق الوالدين مسئولية التركيز مع الأطفال منذ الصغر ولكي يسهل على الوالدين اكتشاف عمى الألوان عليهم اللعب مع طفلهم بألعاب تحتوي على ألوان مختلفة وبمجرد تعليم الأطفال جميع الألوان إذا لاحظ الوالدان بأنه يخلط بينهما ويصعب عليه تحديد الألوان الأساسية عليهم في تلك الحالة سرعة استشارة الطبيب المختص، وبعد إجراء جميع الفحوصات والاختبارات الطبية إذا تأكد الوالدان بأن الأمر وراثي فلن يجدي الحل الطبي عليهم في تلك الحالة دعم ابنهم نفسياً بشكل كبير حتى لا يُصاب بالإحباط، أما إذا كان عمى الألوان ليس وراثيا ففي تلك الحالة على الوالدين تغير وضعية جلوس الطفل في المنزل حيث يجب الابتعاد عن الإضاءة المتوهجة، وفي المدرسة يجب التأكد أن المدرسة لا يستخدم الطباشير الملون في الشرح والتوضيح للمعلمين أن الطفل مصاب بنوع معين من عمى الألوان وبالتالي يجب مراعاة ظروفه الخاصة أثناء الشرح، كما يجب على المعلمين أيضا مراعاته في حصص الرسم وغيرها حيث يجب البحث عن نشاط آخر يقوم به الطفل أثناء رسم زملائه حتى لا يشعر بالأسى ويُصاب بالاكتئاب.

وجدير بالذكر أن هناك اختبارات متوفرة لقياس عمى الألوان لدى الأطفال بداية من عمر ثلاث سنوات وحتى خمس سنوات وذلك حتى يتمكن الوالدان من معرفة الإصابة من عدمها ونوع عمى الألوان مبكراً وبالتالي يمكن معالجته.

علاج اضطراب عمى الألوان

عمى الألوان ترتكز طريقة علاجه على الكثير من العوامل؛ ففي حال كان اضطراب عمى الألوان وراثياً يكون صعب العلاج إلى حد كبير، أما إذا لم يكن وراثي ففي تلك الحالة يتدخل الطبيب المختص بإجراء جراحة من أجل معالجة أمراض العيون التي تتسبب في عمى الألوان، وفي حال كانت الإصابة باضطراب عمى الألوان نتاج تناول أدوية مرضية بعينها فبمجرد الانتهاء من تلك الأدوية سوف تعود الرؤية الطبيعية مرة أخرى.

يُذكر أنها في حال عدم علاج اضطراب عمى الألوان بشكل قاطع ونهائي يمكن للطبيب أن يلجأ لطرق أخرى تساعد على التخفيف من حدة ذلك الاضطراب ومن تلك الطرق ارتداء النظارات الطبية التي تعمل على حماية العين من الضوء الزائد، وجدير بالذكر أن تلك النظارات لن تساعد على رؤية الألوان بوضوح ولنها على الأقل ستساعد على إلغاء التشويش على العيون، ويمكن أيضا ارتداء العدسات اللاصقة الملونة فهذه العدسات تعمل عكس عمل النظارات حيث تساعد على رؤية الألوان بكل وضوح ولكنها قد تتسبب في عدم المقدرة على رؤية الأجسام بوضوح، وهناك بعض الأطباء الذين يلجؤون إلى وصف العدسات المزودة بالخلايا العصوية وجدير بالذكر أن تلك العدسات تساعد على رؤية الألوان والأشياء بدرجة معقولة ولكنها باهظة الثمن.

ختاما، فعمى الألوان ليس بالاضطراب الخطير حيث يمكن التعايش معه والتكيف بكل سهولة، ولكن يجب أن يتم اكتشاف الأمر مبكراً لأن الأطفال كائنات شديدة الهشاشة وإذا لم يتم التعامل النفسي الصحيح مع الأمر فربما أثر في نفسية الطفل بشكل بالغ، وبالنسبة للكبار فالعلم آخذ في التطور والعدسات اللاصقة والملونة أضحت تعالج الأمر إلى حد كبير.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

أسماء

محررة وكاتبة حرة عن بعد، أستمتع بالقراءة في المجالات المختلفة.

أضف تعليق

13 + 4 =