تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » كيف أتأكد من صحة الاختيار في علاقتي العاطفية؟

كيف أتأكد من صحة الاختيار في علاقتي العاطفية؟

هل تسأل نفسك على الدوام إن كنت قد أصبت في صحة الاختيار مع الشخص الذي على علاقة عاطفية به؟ إن كنت غير متأكدًا اقرأ المقال وسوف تخرج منه متأكدًا على أية حال.

صحة الاختيار

يواجه كل منا أزمة صحة الاختيار في علاقته العاطفية، فلا شك أن الإنسان تراوده الوساوس حول هذه الشخصية التي ارتبط بها، هل هي المناسبة له حقًا؟ وهل هو متأكد فعلا من أنه ينوي الارتباط بها إلى أجل غير مسمى، ربما حتى نهاية العمر؟ ولذلك سيكون هذا المقال بمثابة اختبار حول صحة الاختيار، سنطرح في هذا المقال أسئلة، ستسألها لنفسك وتجيب بكل صدق، فإن كانت الإجابة بنعم.. فقد أحسنت الاختيار، وإن كانت الإجابة بلا فلا ريب أنك قد تسرعت في الارتباط وعليك إعادة النظر في المسألة، فهل أنت جاهز للاختبار؟

هل أنتما معا في السراء والضراء؟

من دلائل صحة الاختيار أن تكونا سويًا على السراء والضراء فلا يمكن أن تكون مع شخص يسعد فقط لأنك تأخذه للتنزه أو تدعوه للعشاء في مطعم ما أو تحضر له الهدايا أو تعمل على سعادته بينما عندما تقع في أزمة يتذمر ولا يقف إلى جوارك، من الواضح أن شخصًا كهذا ليس أمين بما يكفي للدخول في علاقة وإذا كانت إجابتك على هذا السؤال بلا فلا تكمل باقي الأسئلة وانسحب من هذه العلاقة على الفور.

هل هناك أي استغلال من طرف للآخر؟

العلاقة العاطفية تقوم على التكامل والتداخل، حياتان منفصلتان تندمجان وتصبحان حياة لأخرى أما إن كان هناك شخص يقوم بتسخير حياة شخص آخر لكي تدعم حياته وتجعلها أفضل وتعمل على خدمتها بأي سبيل من السبل تحت مسمى العاطفة وعن طريق استغلال المشاعر والابتزاز العاطفي فإن هذه لا تسمى علاقة على الإطلاق.. فإن كانت إجابتك عن هذا السؤال بنعم فإنك لا تعرف أي شيء عن صحة الاختيار وإن كانت إجابتك بلا فقم بتكملة الأسئلة حتى تتأكد من صحة اختيارك.

هل هناك طرف يغضب دائمًا وطرف مهمته الاسترضاء؟

من الطبيعي أن يحدث خلافات بين أي اثنين في علاقة ولكن من غير الطبيعي أن يكون هناك طرف مهمته على الدوام أن يغضب وطرف آخر مهمته فقط أن يسترضي الطرف الأول حتى إن كان هذا الطرف الأول هو المخطئ من البداية، هذه العلاقة للأسف بها خلل لأن هناك شخص يبذل كل ما في وسعه لرضا الطرف الآخر حتى إن أتى على حسابه وحساب كرامته وشخص يبتز الشخص الآخر ويستنزفه، إن كانت إجابتك على هذا السؤال “لا” فتأكد من صحة الاختيار وقم بإكمال المقال.

هل هناك نية لتطوير العلاقة لعلاقة رسمية؟ زواج مثلا؟

هناك فرق بين أن تكون من غير أنصار الزواج وتحبذ العلاقات المفتوحة لأنك تخاف من الالتزام وبين أنك لا ترفض مبدأ الزواج ولكن مع الشخص المناسب، وبالتالي إن كنت من النوع الثاني وكنت في علاقة ولكنك لست متأكدا من أن هذه هي الشخصية التي تود البقاء معها حتى آخر يوم في عمرك فأنت للأسف لم تحسن الاختيار، ربما مع الوقت تزداد مشاعرك تجاه شريك علاقتك، وربما لا.. لا يوجد ضمانات، ولكن أليس هناك أشخاص تشعر أنك تريد أن تظل العمر بأكمله إلى جوارهم من أول يوم في العلاقة؟ على أي حال.. أكمل الاختبار.

هل هو أول شخص تفكر فيه عندما تقع في مشكلة؟

مثلما قلنا بالأعلى أن العلاقة العاطفية قائمة على التداخل والتكامل وتوحيد حياتين منفصلتين ودمجهما في حياة واحدة لشخصين، أي أنك نصف حياتك تقريبًا في حياة شخص آخر ونصف حياة شخص آخر في حياتك وهكذا، بالتالي إن كنت ستقع في مشكلة ولا يكون الشخص الآخر هذا هو أول من تحادثه ليساعدك أو حتى تستشيره ماذا تفعل مهما كانت هذه المشكلة خاصة وخصوصية فإنك لم تدرك صحة الاختيار على الإطلاق وعليك أن تفكر مرة أخرى في هذه العلاقة من أساسها.

هل هو الشخص الذي تريد تجربة كل شيء تحبه معه؟

عندما تطلع على تجربة جديدة، مثل مكان جديد أو لعبة جديدة أو أكلة جديدة أو حتى فيلم جديد أو مقهى جديد فإن أول من يخطر في بالك لمشاركته هذه التجربة الجديدة هو هذا الشخص، هل هذا حقيقي أم لا؟ إن كان نعم فأنت على الطريق السديد وامضِ قدمًا في علاقتك، أما إن كان لا بحيث أنك تفضل تجربة الأشياء وحدك فعليك أن تكمل المقال وتحاول أن تتفهم بقلة جسور التواصل بينك وبين شريك علاقتك، أما إن كنت تفكر في شخص آخر فبالتالي أنت لديك مشكلة في علاقتك وعليك أن تفكر فيها بشكل جدي بأن هذا الشخص ليس المناسب ليكون معك في علاقة وبالتالي يكون بينك وبين صحة الاختيار مثل ما بين السماء والأرض.

هل هو الشخص الذي تريد تجربة كل شيء يحبه هو معه؟

على الجانب الآخر أيضًا، هل هو الشخص الذي تحب تجربة كل شيء هو يحبه معه، حتى إن كان هذا الشيء غير محبب لك وليس من هواياتك، ولنتخيل أنك تحب فتاة تهوى مثلا مشاهدة أفلام هاري بوتر وأنت لا تحبها وتدعوك كل مرة لمشاهدة أفلام هاري بوتر، فهل تحب مشاهدة الأفلام التي تفتنها لمعرفة نقاط الالتقاء بين الأفلام وبين ما يتماس فيها مع وجدانها، أم أنك ترى هذا سخيفًا ومملا إلى أبعد الحدود؟ في الحقيقة إن كانت إجابتك هي الإجابة الأولى فأنت قد أصبت الاختيار وبالفعل هذا هو الشخص المناسب لكي يكون شريك علاقتك أما إن كانت الإجابة الثانية وأنك تراه أمرًا سخيفًا ومملا وبلا داعي وتنفذه فقط بدافع الضغط الذي يحدث عليك من شريك علاقتك لمشاركته الشيء الذي يحبه فأنت بعيد كل البعد عن صحة الاختيار وما عليك سوى أن تتركه ليجد هو أيضًا الشخص المناسب له.

هل هو الشخص الذي تراه في مستقبلك؟

دائمًا ما يخطط الإنسان لمستقبله باستمرار، وليس يخطط بمعنى أن يضع خططًا لحياته، ولكن على الأقل يضع تصورًا لحياته على الأقل لخمس سنوات أو لعشرة سنوات مستقبلية، فهل عندما تخطط لمستقبلك، ترى هذا الشخص في المستقبل وهل تبني مستقبلك على أساس وجوده أم أنك لا ترى غير نفسك في هذا المستقبل القريب؟ إن كنت تراه في مستقبلك فقد أدركت صحة الاختيار أما إن كنت لا ترى إلا نفسك أو ترى شخصًا آخر بملامح مبهمة أو لم يأتِ بعد فقد ابتعدت عن صحة الاختيار ولا تعتبر نفسك في علاقة بعد الآن.

هل هو الشخص الذي تشعر بالأمان وأنت بجانبه؟

الشعور بالأمان أمر طبيعي بالنسبة لأي شخص في علاقة على الأقل يكون منبعه هو الاستقرار العاطفي النابع من وجودك في علاقة تؤمن لك الاحتواء العاطفي والحنان وتبادل المشاعر، أما إن كنت لا تشعر بالأمان وتشعر بعدم الطمأنينة في الغالب فأنت ليس في علاقة ومثلك مثل الأعزب ولا يمكنك أن تستمر في علاقة مثل هذه وجود شريكك في حياتك مثل عدمه، وحالك قبل الارتباط مثل بعد الارتباط وهذه من الأمور التي يجب أن تعي لها منذ البداية، لذلك شعورك بالأمان في العلاقة دلالة على صحة الاختيار أما عدم شعورك بالأمان دلالة على أنك يجب أن تنسحب من هذه العلاقة في أسرع وقت.

هل هو الشخص الذي يستحيل مقارنته بأي شخص آخر؟

أحيانًا يلجأ الشخص للتغلب على الفراغ العاطفي إلى الارتباط بأي شخص كان، وإذا كانت الخيارات المتاحة متوافرة فإنك قد تختار من تتخيل أنه الأنسب لك بينما في الحقيقة حتى بعد ارتباطك ستظل تقارنه بالخيارات الأخرى وعند أول مشكلة سوف تهيئ لك نفسك أن خيارًا آخر من الخيارات الأخرى لم يكن ليقوم بهذا الخطأ أو لم يكن ليضطرك لمواجهة هذه المشكلة، اضبط نفسك هنا، طالما سمحت للمقارنة أن تحدث فأنت بالطبع لا تحب هذه الشخصية على الإطلاق، ولا تتمنى أن تعيش العمر معها وستبدأ في إجراءات انسحابية حال ما وجدت الشخص الأنسب لك، وستصبح اللعبة لعبة خيارات لدى شخص أكثر من الآخر، بالتالي يا عزيزي يجب أن تربأ بنفسك عن أن يكون الحب لعبة مقارنات، هذا بعيدًا عن صحة الاختيار أم لا، لأن صحة الاختيار لا تستقيم معها المقارنات بأي شكل.

هل هو الشخص الذي سعادته تسعدك بشكل تلقائي؟

من يحب شخص يسعد لسعادته، وربما يصل معه لأعلى مستوى وهو أن يكون على استعداد للتضحية بسعادته من أجل يسعد هو، بالتالي إن كنت لا تسعد لسعادة الشخص الذي ترتبط به فأنت لا تحبه وليس هو الشخص المناسب للدخول معك في علاقة، أما إن كان مزاجه يؤثر على مزاجك بحيث سعادته وكونه مرتاح البال يجعلك أنت أيضًا سعيدًا ومرتاح البال والعكس فلا ريب أنك تحب هذا الشخص ولا ريب أنه الشخص المناسب للدخول معك في علاقة.

هل هو الشخص الذي تعرفه على أصدقائك وتفتخر به؟

لا تجد في الشخص غير المناسب أي شيء يجعلك تفتخر به أو تحكي عنه لأصدقائك، أو لشعورك أنه لن يدوم طويلاً بالتالي تريد أن تجعلها مثل علاقة عابرة يجب أن تمرر وقتها على أي وضع وفي النهاية عندما تذهب إلى غير رجعة فلن يكون قد علم بأمرها الكثيرون، وبالتالي عليك أن تترك هذه الشخصية فورًا لأنك إن كنت لا تظلم نفسك عندما تكون على وعي بأنها علاقة عابرة، فلا شك أنك تظلمها عندما توهمها أنكما في علاقة بنية الأبدية وتجعلها تتعلق بك أكثر وأنت تعرف أنها لن تظل معك الكثير، الشخص المناسب والذي تشعر بصحة الاختيار عندما ترتبط به هو الذي تحكي له عن أصدقائك وتحكي لأصدقائك عنه وتعرفهما ببعضهما وتفخر به أمام أسرتك ومعارفك والناس أجمعين، لا تسألني عن صحة الاختيار إن لم تكن لا تحب أن تعرف الشخص الذي ترتبط به إلى أهلك وأصدقاءك ومعارفك أو تحدثهم عنه.

هل هو الشخص الذي تثق فيه ثقة عمياء؟

لا ريب أن الثقة من أهم الأشياء بين أي اثنين يحبان بعضهما البعض، بالتالي يجب عليك أن تسأل نفسك، هل هذا هو الشخص الذي تثق فيه وتأتمنه على حياتك ومشاعرك وعواطفك، ليست الثقة في إخلاص الشخص فحسب، بل ثقته في احتواء مشاعرك وعدم الإخلال بها وعدم تعمد جرحها، هل هذا هو الشخص المناسب أم لا؟ إجابتك بنعم أم لا هي التي ستحدد صحة الاختيار من عدمه، أما إن كنت لا تثق به وتظل دائمًا ينتابك الشكوك تجاهه ولا تستطيع أن تطمئن له أو تأمنه فإنك لا يمكنك أن تكون أحسنت اختيار الشخص الذي ارتبطت به بأي شكل، وإما أن تبحث عن الأسباب التي جعلتك لا تطمئن له، وإما أن تتركه يجد شخصًا يطمئن له.

هل هو الشخص الذي تحتفي بأي شيء يخصه مهما كان صغيرا؟

الشخص الذي تحبه تجد نفسك تحتفي بكل شيء له علاقة به مهما كان صغيرًا، ربما لو أحب عصفورًا لأحببته لو أحب فيلما قصيرًا لأصبحت من مغرميه لو أحب مطربًا بعينه لوجدت نفسك تستمع لكل أغانيه ليل نهار كي تغنيها له لو من محبي كاتب معين لوجدت نفسك تقف عند أقرب مكتبة وتشتري كل كتبه، هذا هو الحب وهذا هو الشخص الذي اخترته كي يكمل معك حياتك وهذا هو الدليل الصارخ على صحة الاختيار، أما ألا يترك هذا الشخص فيك أي أثر ويدخل حياتك فلا يحرك المياه الراكدة على الإطلاق فأنت غالبا مع الشخص الخاطئ وهذه العلاقة ستفقد أي مشاعر فيها – إن كانت موجودة من الأساس- سريعًا، سريعًا.. لذلك فإن الاحتفاء بهذه الأشياء الصغيرة ليس احتفاء بها في ذاتها ولكن دليل على أن هذا الشخص قد صنع أبعادًا جديدة لحياتك وفتح لعالمك آفاقًا جديدة تحلق فيها مثل الطيور الحرة بجناحين لا يتعبان من الطيران بل يزدادان طاقة وفرحًا بالحرية.

هل هو الشخص الذي يأتي في ذهنك عندما تستمع لأغنية عاطفية؟

إجابة هذا السؤال بسيطة جدًا، فالأغاني العاطفية التي من الممكن أن تؤثر فيك كثيرة جدًا، ولكن هل هذه الأغاني تستدعي في ذهنك الشخص الذي أنت في علاقة معه، هذا هو السؤال، فالطبيعي أن الأغاني العاطفية تتحدث عن الحب وتثير في ذهنك صورة الحب، والحب في ذهنك إن لم يكن مرتبطًا بشريك علاقتك فعن أي علاقة إذًا يمكننا أن نتحدث بعد ذلك، بالتالي، إن كنت تستمع للأغاني العاطفية المليئة بالهيام والعشق والأشواق والغرام ولا تجد شريك علاقتك يقفز في ذهنك متجسدًا أمامك طوال مدة سماعك للأغنية بل وحتى بعد أن تنتهي فأنت في مأزق كبير إذًا يا صاح ويجب أن تعيد النظر بعد أن أصبحت صحة الاختيار مشكوك فيها بقوة

هل تنام على صوته؟ إذاً تأكد من صحة الاختيار

هذا السؤال والسؤال القادم يتوقف عليهما الكثير من أدلة صحة الاختيار، وربما تنظر لهذه الأمور بسطحية كأمور تافهة غير مؤثرة على الإطلاق إلا أن هذه الأمور فارقة جدًا، والسؤال هو، هل عندما تستيقظ من نومك تجد نفسك سعيدًا ومبتسمًا ومقبلا على الحياة لأن هذا الشخص موجودًا فيها؟ إن كان نعم فأنت بخير وقد أحسنت اختيار الشخص المناسب ليكون شريك علاقتك، أما إن كان لا فلا تنتظر من هذه العلاقة أي شيء آخر ولا تعول عليها أي آمال، غالبًا هذه العلاقة عبء على كلاكما وواجب التخلص منها في أسرع وقت ممكن تفاديًا لضياع الوقت والمجهود.

هل هو الشخص الذي تنام ليلاً بأمان لأنك تنام على صوته؟

وهذا السؤال أيضًا مقترنًا بما قبله، هل تنام ليلا على صوته بطمأنينة وأمان وراحة لأنك كنت تحادثه قبل النوم؟ الحقيقة قد تستهين بأمر كهذا، ولكن إن جربته مع الشخص المناسب فستتفهم أهميته ومدى تأثيره، بالتالي إن كنت من المستخفين به فأنت مع الشخص الخطأ وإن كنت متفهمًا قيمته ومقدره ويحدث معك بالفعل فقد أصبت اختيار الشخص الذي تكمل معه، حتى آخر العمر.

خاتمة

بعد انتهاء اختبار صحة الاختيار، نود أن نلفت النظر أننا لا نقول بالطبع بعد انتهاء الأسئلة أنك يجب أن تكون إجاباتها كلها بالإيجاب فنحن نعرف أنه ما من علاقة مثالية في العالم ولكن على الأقل يجب أن يكون معظم الإجابات في صالحك كي تعرف أنك قد استطعت أن تحسن اختيار شريك العلاقة.

محمد رشوان