تسعة
الرئيسية » دين » كيف تقضي رمضان مختلف هذا العام دون ارتكاب أخطاء الماضي؟

كيف تقضي رمضان مختلف هذا العام دون ارتكاب أخطاء الماضي؟

قلما نعيش رمضان مختلف عن الأعوام السابقة لأن الروتين الرمضاني لا يتغير بمرور السنين فربما ما كنا نفعله منذ أن كنا أطفالا هو ذاته ما نفعله ونحن كبار وناضجين، فماذا لو استطعنا كسر هذا الروتين المعتاد، بحيث نستشعر لذة أخرى وحلاوة جديدة للشهر الفضيل.

رمضان مختلف

في كل عام نعد أنفسنا بقضاء رمضان مختلف هذا العام بالفعل بدلا من رمضان الممل الرتيب الذي يعود علينا بنفس العادات والطقوس ومن مميزات شهر رمضان بأنه شهر ثري على الدوام بمعنى أنه به جوانب كثيرة جدا يمكنك أن تنفق فيها وقتك بالكامل وتعيش رمضان مختلف ولكنك بدلا من ذلك تركن إلى النوم وتناول كميات كبيرة من الطعام فحسب، فكيف يمكننا قضاء رمضان مختلف هذا العام دون الوقوع في نفس الروتين القاتم الممل الخاص بكافة شهور رمضان السابقة ونستطيع خوض تجربة جديدة مميزة وملهمة؟ هذا ما سنتحدث عنه في السطور القليلة التالية.

رمضان مختلف هذا العام

رمضان مختلف رمضان مختلف هذا العام

الكثير من الأنشطة التي تجعل رمضان مختلف عن كل الشهور السابقة، رمضان فرصة لا تعوض من أجل التوقف عن روتين العام والقيام بشيء جديد، ربما نتوقف بالفعل ولكن من أجل النوم والاسترخاء وأكل المزيد من الطعام واكتساب الكيلوجرامات فحسب، ولكن هل فكرت في تطوير مجالك المهني؟ هل فكرت في التقرب إلى الله وزيادة الجرعة الروحانية؟ هل فكرت في صلة الأرحام؟ لا ريب أن كل هذه الأمور مهملة تماما بسبب الطواحين التي نجد أنفسنا فيها طوال العام بسبب ضغوط العمل والحياة والأسرة والانشغال بتأمين جوانب الحياة، التسوق والاستمتاع بالعطلات الأسبوعية أو الصيفية أو غيرها، لكن لنجعل رمضان مختلف هذا العام، فرصة للتقرب إلى الله، وتأمل الذات، وإعادة التعرف إلى المحيط.

التدبر في القرآن الكريم

يقبل الناس دائما على قراءة أكبر قدر ممكن من القرآن، على ختمه مرة وربما عدة مرات، المرور عليه سريعا كما لو كنا نتصفح مشاركات مواقع التواصل، ولكن القيمة الحقيقية للقرآن الكريم هو أنه يحتوي على قيم ومعاني سامية يمكنك من خلالها أن تغير حياتك وأن تغير نظرتك إلى الإسلام وإلى الدين أيضًا ككل وتعتبر هذه المعاني السامية منهاج لحياتك، فلو لاحظت بخلاف قصار السور وبخلاف بعض الآيات المشهورة نحن لا نهتم فعلا بتدبر القرآن وحتى إن قرأناه نقرأه على عجالة مهتمين فقط بقراءة أكبر كم لا بتدبر الآيات، ولفت أحد الأصدقاء نظري منذ أيام بأن الإسلام يبيح أن تقف في وجه الظالم وترميه بالسباب والشتائم لأن ذلك رد لحق المظلوم ولكسر شوكة الظالم وذلك من خلال آية “لا يحب الله الجهر بالسوء من القول” والتي تستخدم للنهي عن استخدام أي ألفاظ غير مهذبة في أي سياق، ولكن تكملة الآية تقول “إلا من ظُلِم” بمعنى أنه السياق الوحيد المسموح فيه بهذا، ولعلك لو أخذت على عاتقك تدبر القرآن ستصل لكثير من المعاني السامية، لذلك اجعل رمضان مختلف هذا العام عن طريق التدبر في القرآن الكريم وتأمل معانيه.

صلاة التهجد والتراويح

ربما لا تهتم من قبل بصلاة التهجد والتراويح وتعتبرها أمور ليست لك، من منا يهتم بهذه الصلوات الهامة، ولكن من أجل رمضان مختلف هذا العام سنواظب على صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان ونجعل من هذه العادة وسيلة للتقرب إلى الله وفاصل من التعامي عن الروحانيات في حياتنا والانغماس بالكامل في الماديات والشهوانيات والانشغال بالأعمال والأموال والرغبة في العب من كل لذة والغرف من كل متعة في حين أننا لا نؤدي حق الله على الإطلاق، لذلك سيكون رمضان هذا العام مختلفا، وستستشعر حلاوته الحقيقية، وجوهره الأصيل كشهر للعبادات والروحانية من خلال المواظبة على صلاة التهجد في العشر الأواخر والتراويح طوال شهر رمضان.

زيارة الأقارب والأحباب

في ذروة الانشغال الدائم ربما لا نجد أنفسنا نجلس مع الوالدين أنفسهما، أنا عن نفسي ربما لا أجلس مع والدي إلا في نهاية الأسبوع أو حسب الظروف، فما بالك بالأقارب الأبعد؟ رمضان فرصة عظيمة لصلة الأرحام والتي هي قيمة سامية تحض عليها كل الأعراف والأديان والمعتقدات ويؤكد عليها الدين الإسلامي على الدوام بالتالي ستجد نفسك في حكايات أقاربك ومسامرتهم بعد الإفطار بشكل سيعيدك للحنين من جديد لأيام الطفولة والليالي الخوالي وستجد نفسك بعيدا كل البعد عن كل ما يضغطك طوال أيام السنة، وبالفعل لو تذوقنا حلاوة هذه الخيارات المتاحة أمامنا في رمضان لتمنينا أن يكون العام كله رمضان، لذلك سيكون رمضان مختلف هذا العام بالحرص على تذوق هذه الحلاوة.

متابعة الجديد في مجالك المهني

هل يجب علي أن أعتذر عن التشبيه التالي؟ أن أعتبر نفسي وأعتبرك ثور في ساقية؟ تطحننا دائرة العمل على الدوام، لا نكتفي بعمل أو اثنين، لا نشبع من المهمات ولا ننفك عن الضغوط، الحياة في رمضان تختلف بالطبع عن غير رمضان، حيث أنك تستيقظ من الصباح الباكر كي تمارس المهمة الأبدية وهي الركض في كل اتجاه من أجل ملاحقة لقمة العيش، ولكن هل فكرت لم تعمل عمل شاق ولا تعمل بذكاء؟ لأنك لا تتابع الجديد في مجالك المهني ولا تجد لديك وقتا من أجل تطوير مهاراتك، نحن نعلم جيدا أننا ببداية رمضان نفعل وضع “بعد العيد” حيث نؤجل كل المهام والمأموريات مكتفين بالعاجل منها أما كل ما هو عادي فإننا نؤجله لبعد العيد، أي أننا لدينا الكثير من الوقت نستطيع أن نطور فيه مهاراتنا ونتابع الجديد في مجالنا العملي، ليكون رمضان مختلف هذا العام ولنخرج منه شاحذين أدواتها وصاقلين مهاراتنا وعاكفين على أساليبنا لتجديدها وجعلها تواكب العصر.

الإقلاع عن التدخين والعادات المضرة

السيجارة على الدوام في الفم، بمجرد أن نستيقظ، بعد الأكل، قبل الأكل، بين الوجبات، قبل النوم، أثناء الانهماك في العمل، وربما زاد الأمر لتجرع المشروبات الروحية في نهاية الأسبوع مع الرفقة وغيرها، وللأسف كل هذه عادات ضارة بالصحة ولا يمكننا بالطبع التفكير في الإقلاع عنها فنحن نعتبرها وقود الأيام والزمن ولا يأتي رمضان علينا سوى مرة واحدة في العام أي أنه بالكاد يشكل 8 % من مجموع الأعوام بالتالي الغلبة للروتين الباقي، ولكن من قال أن التعود على شهر كامل بدون تدخين أو مواد ضارة قد لا يكون فرصة مثالية للإقلاع عنها؟ الآن عزيزي هناك رمضان مختلف لدينا سنتعود فيه على الإقلاع عن هذه المواد الضارة والعادات المؤذية ونتوجه مباشرة إلى عادات صحية وسلوك سليم.

رمضان مختلف عبر الاستمتاع بأمور مختلفة

لو احتسبنا مئات المسلسلات التي تذيعها الشاشات العربية وتفرزها ماكينة رفع المواد المصورة على قنوات يوتيوب ومواقع الإنترنت فإننا سنجد أنفسنا غارقين لا محالة في شهر كامل من الصخب التلفزيوني، وعلى أي حال أنا عاشق للمسلسلات العربية وخصوصًا المصرية والسورية، وأنتقي منها كل عام ما يجبرني على متابعته ومشاهدته، ولكن ماذا لو كان رمضان مختلف هذا العام عن باقي الشهور وتجعله شهرا للأفلام الوثائقية؟ لتعلم لغة جديدة؟ نحن نعرف أن هناك تقلص في ساعات العمل وتأجيل للمهام الكبيرة بالتالي لديك وقت للتعلم حول حقيقة الكون ونشأة المجتمعات، مشاهدة الأفلام الوثائقية بدلا من مشاهدة عشرات المسلسلات التلفزيونية، قراءة الكتب العلمية بدلا من التصلب أمام الكثير من المسلسلات عديمة القيمة والإثراء الوجداني وربما عديمة الفن أيضًا، اجعله رمضان مختلف وغير روتين المسلسلات التلفزيونية بشيء هادف.

التدرب على إنقاص الوزن

الكثير من الوقت الذي تحاول فيه إنقاص الوزن ولا تستطيع، هل تدري لماذا؟ لأنك لا ترغم نفسك ولا تجد الدعم المعنوي الكافي من الناس، فلا يمكنك إنقاص الوزن وسط كل هذه الأوقات من الدهون والسعرات الحرارية والمقليات التي تحيط بك، ولكن مع شهر كامل ينقطع الناس فيه عن الطعام يمكنك بالفعل حقا التدرب على إنقاص الوزن ومقاومة الشعور بالجوع خصوصًا أن هذا سيشاركك فيه كل من حولك حقا، ليس هناك أفضل من رمضان للمبادرة وأخذ الخطوة التي تستحق منك بالفعل أن تأخذها من أجل الرضا عن مظهرك الخارجي والحفاظ على صحتك ووظائفك الداخلية بعيدا عن مخاطر السمنة وزيادة الوزن، الآن اجعل رمضان مختلف هذا العام عن طريق القدرة على مقاومة الجوع وبدأ الحمية الغذائية.

رمضان مختلف هذا العام يعني الإقدام على أشياء مختلفة وخوض تجارب جديدة كليا، الإقلاع عن كل ما كنت تفعله في السابق وتذوق الحلاوة الحقيقية لرمضان، بالشكل الذي تخرج فيه من رمضان حقا، وتجده بالفعل قد غير حياتك.

محمد رشوان

أضف تعليق

11 + أربعة =