تسعة
الرئيسية » سفر » كيف تجعل رمضان في الغربة أكثر روحانية ودفئًا مثل الوطن؟

كيف تجعل رمضان في الغربة أكثر روحانية ودفئًا مثل الوطن؟

رمضان في الغربة يمر بشكل بالغ السوء، بشهادة كل من شهدوا رمضان بالخارج مهما كان هذا الخارج في أي دولة فإنه لن يكون مثل المكان الذي ارتبط فيه منذ الطفولة بذكريات رمضان أو ليس بين الأهل والأصدقاء والأجواء الاجتماعية في الوطن.

رمضان في الغربة

رمضان في الغربة من أهم الأسباب التي تجعلنا نتساءل حول أهمية الوطن، تقريبا أي شخص كاره لوطنه مهما أو لا يعني له شيئًا سيأتي في رمضان ويعرف قيمة هذه الوطن ويعرف معناه وكيف يمكن الانتماء لمكان تربى فيه ونشأ وكيف رسخت فيه هذه العادات والطقوس الاجتماعية الانتماء لهذا المكان لدرجة أنه لا يمكنه التأقلم مع رمضان في الغُربة ، لذلك يسعى دائما في بلاد الغربة أن يصنع رمضان مشابها إلى رمضان الوطن، رمضان يتشابه في طقوسه ومفرداته مع رمضان المعتاد بالنسبة له، خصوصا لو كان لا زال يحمل إرث الوطن في ذهنه ووجدانه، فكيف يمكننا استعادة رمضان الوطن في الغربة مرة أخرى؟ هذا ما سنتحدث عنه في السطور التالية.

ابحث عن أماكن سكن الجاليات العربية

رمضان في الغربة ابحث عن أماكن سكن الجاليات العربية

يمكنك بالطبع البحث عن سكن الجاليات العربية والإسلامية وعادة يكونون مجتمعين في مكان واحد وربما حين تدخل هذه الأحياء ستشعر أنك تشتم عبق الوطن من جديد بسبب تشابه المفردات والطقوس الخاصة بالشهر الفضيل بالطبع في كافة الدول الإسلامية وبالتالي يمكنك معرفة الأشخاص الذين يسكنون هناك والمطاعم التي هناك والمقاهي التي يسهرون فيها وإن كان هناك فعاليات يقيمونها بمناسبة شهر رمضان كما أنك ستعرف عن أماكن تجمعهم لصلاة التراويح وغيرها من الأمور التي ستهمك في رمضَان في الغربة وستعيد الوطن مرة أخرى إلى وجدانك.

نسق لإفطار جماعي مع مواطنيك عند حضور رمضان في الغربة

أكيد أنت لست الشخص الوحيد في المكان الذي تعيش فيه من نفس الدولة، فضلا عن أنك بالطبع ليس المسلم الوحيد، ولا ريب أنك تعرف الكثير من مواطنيك أو من العرب بشكل عام في محيطك، يمكنك التنسيق لإفطار جماعي معهم سواء بشكل يومي بحيث يمكنكم تجهيز الإفطار معا والتنسيق فيما بينكم وتقسيم المهام وغيرها، أو أن يقوم كل يوم فرد بمسئولية تجهيز الإفطار للباقين، أو إن لم يكن متاحا يتم التنسيق بين الجميع من أجل إقامة إفطار جماعي على مستوى عالِ بحيث يدعو فيه كل شخص الأشخاص الذين يعرفهم من المسلمين ويتم التنسيق على نطاق أوسع، وعن طريق لم الشمل ستتعرف على زملائك من وطنك وفي نفس الوقت ستعيد إليك أجواء اللمة حول المائدة كما كانت في الوطن وستهون عليك رمضان في الغربة وما بعد رمضان أيضًا بسبب شبكة العلاقات التي ستكونها من خلالها.

ابحث عن المطاعم التي يملكها مسلمون

بالطبع يوجد هناك يملكها مسلمون تقدم طعاما حلالا ومشابها للطعام المعبر عن ثقافتنا ولا ريب أنهم يراعون المزاج المسلم الذي يذوق مرارة الغربة في رمضان فيحرصون على تنويع المطبخ ليكون شرق الميول متناسبا مع مني يريد أن يأكل الطعام المعتاد الذي كان يأكله في رمضان حين كان في الوطن، ولا ريب أن الكثير من المطاعم في معظم البقاع تتوجه نحو مطبخ معين لذلك ابحث عن المطاعم التي يديرها عرب أو مسلمون ولن تطيل البحث فقط ستجد أنهم يعلقون زينة رمضان أو الفانوس أو غيرها.

تحدث مع مديرك إن لم يكن مسلما

ربما إن كنت في دولة غربية أو آسيوية لا يعرف مديرك ما هو رمضان أو كيف يصوم الناس فيه وبالتالي هو يتعامل معك في رمضان مثلما يتعامل معك في باقي الأيام لأنه لا يعرف لكن في الغالب الناس في هذه الدول يكونوا متفهمين جدا ومحترمين للغاية مسألة الطقوس بالتالي لو أردت تعديل لساعات العمل في رمضان أو منحك ساعات للعمل من المنزل فإن ذلك سيكون سهلا جدا وهذا سيمنحك روحا معنوية طيبة وسيجعلك تقضي رمضان في الغربة بشكل غير معتاد لأن رمضان منحك تعديلا لنظام ونمط العمل مما يعني تأثير رمضان عليك بالإضافة لبقية العوامل سيجعلك سعيدا وفرحا لفترة طويلة.

قم بضبط التلفزيون على القنوات العربية

تشعرك القنوات العربية بأجواء رمضان من قبلها بعدة أيام، بالتالي إن قمت بضبط المستقبل للإشارة لديك على الأقمار العربية ستشعر على الدوام بأن رمضان في الغربة أصبح رمضان في قلب الوطن بسبب الأجواء التي يصنعها التلفزيون ويشعرك بجو رمضان الحقيقي من كل الدول العربية، وخصوصًا لو ظللت جالسا في المنزل كثيرا فإنك ستنفصل بالكامل عن الخارج وستتوحد مع رمضان الذي في المنزل والذي سيشعرك التلفزيون بأنك في حجرتك في دفء الوطن وأنك لا تقضي رمضان في الغربة بأي شكل من الأشكال، هذه إحدى أهم المميزات للتلفزيون والتي من دونها يفقد رمضان الكثير من ألقه.

استمر في الاستماع لأغاني رمضان في الغربة

لا أعتقد أن رمضان سيصبح رمضان بدون أغانيه المميزة والمحببة إلى القلب، وأعتقد أيضًا أن رمضان في الغربة سيتخفف كثيرا من وطأته إن استمعت إلى أغانيه المميزة والمحببة إلى القلب سواء كانت فلكلورية تراثية وهي موجودة على الإنترنت عموما أو كانت أغاني غناها مطربون محترفون، وأشهر هذه الأغاني هي أغنية رمضان جانا للفنان محمد عبد المطلب والتي لا يمكننا أن ندخل رمضان بأي شكل دون أن نسمعها ولو مرة واحدة على الأقل، هذه الأغنية حقا لها في قلبي ووجداني وأعتقد في قلب ووجدان كل عربي أيضًا مكانة خاصة لا يمكن زعزعتها، والاستماع إليها سيجعلك تشعر بأجواء رمضان بالفعل.

استمتع بذكريات رمضان على يوتيوب

ما الذي يميز رمَضان في الغربة عن رمضان في الوطن؟ لماذا رمضان في الوطن أحلى؟ لأن ذكرياتك مع رمضان تشكلت في الوطن، بمعنى أنك لو كنت ولدت في هذه البلاد الغريبة التي أنت فيها الآن لن يعتبر بالنسبة لك رمضان في الغربة في هذه الأثناء، بالتالي يجب عليك أن تعود إلى الجذور، إلى المنبع الذي جعل من رمضان في الوطن دافئا وحميميا وميزه عن أي بلد آخر بأن جعله باردا وليس له نكهة، بالتالي علينا جميعا أن نشاهد ذكريات رمضان في طفولتنا على اليوتيوب، ووقتها فعلا، ووقتها بصدق سنشعر بأن رمضان قد أتى علينا، لأننا سنداعب هذا الجزء الأصيل العميق المترسخ فينا.

قم بتعليق الزينة والفانوس أمام منزلك

رمضان في الغربة قم بتعليق الزينة والفانوس أمام منزلك

أخيرا وليس آخرا، قم بتعليق الزينة أمام منزلك أو في الشارع أو حتى أمام شقتك، الزينة والفانوس، والناس في الدول الأجنبية عموما مولعين بالثقافات الأخرى ومغرمين بالانفتاح عليها، وحين يرون شكل الفانوس المبهج والزينة البراقة الجذابة هذا يعني أنك ستكسب جمهورا جديدا في رمضان إليك، وبدلا من أن تشعر أنك تقضي رمضان في الغربة على العكس من ذلك ستجد أن جيرانك وسكان شارعك يشاركون معك الاحتفال به ولو عن طريق مساعدتك في تعليق الزينة أو إنارة الفانوس، ولتصنع لنفسك ذكريات جديدة مليئة بالتوحيد بين الشعوب عن طريق إحياء حنينك إلى رمضان في أرض الوطن.

رمضان في الغربة بالطبع لن تستطيع أن تجعله مثل رمضان في الوطن بالكامل أو حتى بنسبة كبيرة منه، ولكن على الأقل يمكن أن تخفف وقعه عليك وتخفف من وطأته أيضًا، يمكن أن تجعل رمَضان في الغربة به رتوش من رمضان في الوطن وتصنع ذكريات جديدة معه تلتصق بك وتألف إليه أكثر في الأعوام القادمة.

محمد رشوان

أضف تعليق

اثنان × ثلاثة =