تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » كيف أصبح دوري أبطال أوروبا البطولة الكروية الأهم والأغلى؟

كيف أصبح دوري أبطال أوروبا البطولة الكروية الأهم والأغلى؟

دوري أبطال أوروبا منافسة كروية هامة تُقام كل عام ويتنافس بها الكثير من الفرق الأوروبية، لكنها ليست تلك البطولة التي يُمكن التحدث عنها بشكل بسيط مُقتضب، إذا أنها البطولة الكروية الأغلى والأهم على الإطلاق بين كل البطولات.

دوري أبطال أوروبا

طبعًا عزيزي القارئ ليس هناك أدنى خلاف على كون بطولة دوري أبطال أوروبا واحدة من البطولات الهامة التي تشغل مكانة كُبرى لدى كل المتابعين لها وقبل ذلك الفرق المشاركة بها، إذ أنه منذ ظهور هذه البطولة لم تعد هنالك أية فرصة للحصول على متعة أكبر من تلك التي يتم الحصول عليها في هذه البطولة، والحقيقة أن الاتفاق على شيء كروي مُعين أمر لم يحدث من قبل إلا في بطولة دوري الأبطال التي نتحدث عنها الآن، فالجميع لديه تلك النظرة المميزة لها ويتم ترقبها من عامٍ إلى آخر، وربما مثل هذه الحالة من الترقب والانتظار هي التي دفعت البعض إلى البحث خلف البطولة والتقصي عنها من أجل الوصول إلى سؤال هام يتعلق بكيفية تحول البطولة إلى البطولة الكروية رقم واحد على مستوى العالم دون وجود أي منافس لها، وهذا بالضبط السؤال الذي سنحاول الإجابة عليه بالسطور القليلة المُقبلة.

دوري أبطال أوروبا

دوري أبطال أوروبا دوري أبطال أوروبا

قبل أن نجيب على السؤال المُتعلق بكيفية تحول بطولة دوري أبطال أوروبا إلى بطولة هامة فإنه علينا أولًا الوقوف على أهم المعلومات الخاصة بها والتي توضح بشكل كبير ماهيتها، فقد بدأت البطولة تحت مُسمى دوري الأبطال عام 1955، أي تقريبًا بعد عشر سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية وعودة الأجواء إلى طبيعتها بين كبار الدول الأوروبية، على العموم، لم يتوقف الاسم عند ذلك الاسم الأول وخرجت العديد من الأسماء الهامة مثل كأس أوروبا للأندية البطلة والاسم الحالي دوري أبطال أوروبا، وتُعتبر فرق مثل ليفربول وريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونخ هي الفرق الأكثر حصولًا على البطولة في التاريخ، وإن كان ريال مدريد هو الأول بشكل منفرد وصاحب العديد من الأرقام القياسية بها، هذا إذا كنا من عشاق تلك النوعية من الإحصائيات التي لا مجال للتحدث عنها الآن، فما يشغلنا جميعًا في هذا المقال معرفة كيفية تحولها للبطولة الأهم وتربعها على عرش بطولات الساحرة المُستديرة بشكل مُلفت للجميع.

كيف أصبحت البطولة الكروية الأهم؟

دوري أبطال أوروبا كيف أصبحت البطولة الكروية الأهم؟

الآن نحن بتنا نعرف بشكل تام أن بطولة دوري أبطال أوروبا بطولة متفوقة تفوق كاسح عن بقية البطولات الأوروبية والعالمية وأنها البطولة الأجدر بالمتابعة لمن يبحث عن المتعة الكروية بشكل سليم، لكن في نفس الوقت نحن لا نزال نشغل نفسنا بكيفية حدوث الأشياء لنعرف من أين جاءت الحالة التي تتواجد عليها الآن، وإذا طبقنا هذا الأمر على دوري أبطال أوروبا فإن تحوله إلى بطولة مهمة جاء من خلال عدة طرق أو انطلاقًا من مجموعة نقاط أهمها مشاركة كبار أندية العالم بها.

مشاركة كبار أندية العالم بها

كي تتحول بطولة دوري أبطال أوروبا إلى البطولة الأهم في العالم وتحظى بكل هذه القدرة على الجذب فلابد وأن تكون هناك العديد من الفرق الكُبرى المشاركة بها، فالأهمية هنا ليست أمر نسبي يختلف في الشعور ما بين مشجع وآخر، إذ أن كل الفرق التي يتفق المشجعون على أنها فرق كُبرى وفارقة في الحياة الكروية تجدها موجودة وبتمثيل كبير في بطولة دوري أوروبا كما يُطلق عليها البعض، وبالتالي أنت الآن لا تحتاج إلى عناصر مثل الجذب والإقناع بأهمية تلك البطولة، فكل ما عليك أن تُخبر المشجع بأن أي نادٍ متميز في العالم قام بتشجيعه في يوم من الأيام سوف يكون ضمن قوام البطولة، ولهذا فإن الطريقة الأولى التي اكتسبت منها تلك البطولة أهميتها هي جذب أنظار أندية العالم لها من أجل المشاركة بها، وإن كان طبعًا ثمة معيار لذلك يتمثل في وجوب كون النادي أوروبي.

الاهتمام بكافة جوانب البطولة

الاهتمام هو كل شيء، وفيما يتعلق ببطولة دوري أبطال أوروبا فإن المُنظمين لهذه البطولة لم يدخروا جهدًا في الاهتمام الشديد بكل ما يتعلق بها، حيث أنه ثمة تواجد تقريبًا لاهتمام بشكل النجمة التي تظهر على الكرة الجلدية التي يلعبون بها لدرجة أن تُعقد الكثير من الاجتماعات من أجلها، لكن إذا بحثنا عن الاهتمام الحقيقي فسنجده موجود في منظومة التحكيم مثلًا، حيث أنه في الآونة الأخيرة أصبح الاتحاد الأوروبي يوفر خدمة الفار التي تُكلف آلاف الدولارات وتُعتبر رفاهية فقط في عالم كرة القدم، لكن على الرغم من ذلك تجدها موجودة بخلاف خدمة البث الخيالية بأحدث الكاميرات والتقنيات وأيضًا وجود الكثير من المُعدات والتجهيزات التي تجعل مباراة كرة القدم أكبر بكثير من مجرد كونها مباراة.

وجود أكبر عائد مادي للفائزين بها

أي بطولة في العالم تكتسب أهميتها الكبرى في تلك اللحظة التي ترتفع فيها عوائدها المادية، وهذا بالضبط ما يحدث في بطولة مثل دوري أبطال أوروبا ، إذ أنه ثمة الكثير من البطولات التي تستغل المادة في الارتفاع والارتقاء بكل شيء يتعلق بها، وهذا يجري مع تلك البطولة التي تستغل عوائدها المادية في جذب كبار أوروبا والاهتمام بكافة الجوانب التسويقية وجوانب البث والنقل، ببساطة، يتم الصرف على المنظومة بالكامل، وهذا ما يؤدي إلى جذب عوائد مادية أكبر وبالتالي تزيد الأهمية أكثر وأكثر، في النهاية المادة هي كل شيء، ومكاسب وأرباح دوري أبطال أوروبا أضخم بكثير من أن يتم التحدث عنها.

اهتمام الملايين بمشاهدة دوري أبطال أوروبا

من البديهي تمامًا أن تكون تلك البطولة التي تحظى بمشاهدة واهتمام الملايين هي البطولة الأهم والأكبر، وهذا تحديدًا ما تقوم به بطولة دوري أبطال أوروبا ، فإن كانت قبل بداية القرن الحديث بطولة عادية فإنها في الوقت الحالي قد أصبحت بلا شك البطولة الأهم بسبب توجه كل جماهير الكرة بها، لدرجة أنه في الوقت الحالي بات الناس يُفضلونها أكثر من بطولة كأس العالم، كذلك دعونا لا ننسى أن البطولة باتت تُباع حقوق البث الخاصة بها في كل منطقة بالعالم، وبالتالي الجميع بات بمقدوره مشاهدتها والاستمتاع بها، والجمهور في فكرة المشاهدة جمهور جاذب، بمعنى أنه إذا كانت هناك مجموعة من الأصدقاء بها خمسة أصدقاء منهم اثنين فقط يُشاهدون بطولة دوري أبطال أوروبا فإن هذين الفردين يمتلكان المقدرة على جذب الثلاثة المُتبقيين لمشاهدة نفس البطولة، وهكذا دواليك حتى أصبحت الأعداد بالملايين وكبرت البطولة أكثر.

وجود اهتمام إعلامي وتغطية هائلة

فكرة الاهتمام الإعلامي، الرياضي طبعًا، ببطولة دوري أبطال أوروبا فكرة مقبولة طبعًا، لكن عندما تنظر في كيفية القيام بتغطية البطولة منذ اليوم الأول وحتى اليوم الأخير لها فستجد أنك أمام اهتمام غير مسبوق، اهتمام مجنون، فكل عشاق كرة القدم لا يتحدثون في هذه الفترة إلا عن كرة القدم، وهؤلاء لن يكونوا إعلاميين في القنوات والصحف فقط، وإنما كذلك أشخاص عاديين على مواقع التواصل وفي كل مكان، وهذا فقط يتعلق بجانب الإعلام، أما ما نتحدث عنه بخصوص التغطية فهو أمر آخر أكثر تميزًا، حيث أن مباراة كرة القدم في دوري أبطال أوروبا، ومهما كانت المتعة الفنية الخاصة بالمباراة، فسوف تبدو على أفضل نحو ممكن بسبب البث وطريقة النقل وتعيين أفضل المعلقين والعرض على أفضل المحطات.

وجود أفضل لاعبي العالم

بخلاف مشاركة أفضل أندية العالم في بطولة دوري أبطال أوروبا وتأثير ذلك الأمر على البطولة فإنه ثمة أمر يُعد أكثر أهمية بكثير من ذلك، والحديث هنا عن احتواء البطولة على أفضل اللاعبين الموجودين في العالم، فالجمهور قد يُتابع فريقًا لأن به لعب مُميز يُحبه ولن يقوم طبعًا بالعكس، بمعنى أدق، اللاعبون هم من يجذبون إلى الفرق، وبالتالي هم الأهم، ولكي نكون أكثر دقة فإن نوعية اللاعبين التي نتحدث عنها تتمثل في النجم ليونيل ميسي لاعب برشلونة والنجم رونالدو لاعب ريال مدريد السابق ويوفنتوس الحالي ومحمد صلاح نجم نادي ليفربول وغيرهم الكثيرين ممن يشتركون في هذه البطولة سنويًا ويُحققون جذبًا كبيرًا للجمهور من كل مكان في العالم، وبالتالي ينعكس ذلك على أهمية البطولة نفسها.

تفريغ أقوى منتخبات العالم بها

سبب بديهي من أسباب شهرة وانتشار بطولة دوري أبطال أوروبا وهو كون هذه البطولة أساسًا هي التي تستقبل أو يتم تفريغ نجوم العالم بها من خلال المنتخبات التي يلعبون فيها، فبطل العالم في كل دورة يكون منتخبًا أوروبيًا أو حتى لاتينيًا، فمثلًا البرازيل والأرجنتين والمكسيك، وكل منتخبات أوروبا التي تحدثنا عن فكرة فوزها بالبطولة، تظل في النهاية مكونة من لاعبين يلعبون في أندية أوروبية كُبرى، وتلك الأندية الكبرى تُشارك في دوري الأبطال، وبالتالي عزيزي القارئ سوف يبدو الأمر وكأنك تُشاهد نسخة مصغرة من كأس العالم في كل عام، وهذا بالفعل ما صرح به البعض، حيث قالوا صراحةً أن تلك البطولة تُعادل كأس العالم في قوتها وربما في أحيان كثيرة تتفوق عليها.

المنتخبات الأفريقية الكُبرى التي ينشغل الجميع بمتابعة لاعبيها يكونون كذلك ضمن الكيان الأوروبي، فتلك المنتخبات لم تعد تمتلك في صفوفها لاعب غير محترف، والحديث عن منتخبات مثل الكاميرون وكوت ديفوار ونيجيريا وغيرها الكثير من المنتخبات التي في الأساس تعج بلاعبين محترفين في قارة أوروبا، وربما أبرز نجومها محمد صلاح لاعب منتخب مصر وماني لاعب منتخب السنغال وكيتا لاعب منتخب غينيا ورياض محرز لاعب منتخب الجزائر والكثير الكثير من النجوم الذين يُشيرون بكل بساطة إلى حقيقة لا خلاف عليها، وهي كون البطولة حاضنة لكل قوة العالم الكروية.

ضعف البطولات المُشابهة لبطولة دوري أبطال أوروبا

دوري أبطال أوروبا ضعف البطولات المُشابهة لبطولة دوري أبطال أوروبا

تفوقك لن يكون دائمًا بسبب كونك جيد فيما تفعله، بل يُمكن أيضًا أن يحدث ذلك لأنه ثمة منافس لك سيء فيما يفعله، وهذا بالضبط ما يحدث فيما يتعلق بالبطولات المشابهة لدوري الأبطال الأوروبي والتي تأتي بشكل ضعيف وسيء للغاية، فمثلًا بطولة مثل دوري أبطال أسيا أو دوري أبطال أفريقيا، هل ثمة فريق بها يُمكن أن يكون في نصف قوة أضعف فرق دوري أبطال أوروبا ؟ هل يُمكن أن يذهب فريق إلى هذه المنافسة ويقوى على التواجد ضمن الأربعة أو الثمانية الكبار؟ في الحقيقة الأمر صعب، والمُعادلة محسوبة، دوري أبطال أوروبا ليس له منافس بنصف قوته حتى.

ختامًا عزيزي القارئ ليس هناك شك طبعًا على كون البطولات القارية الأخرى كدوري أبطال أفريقيا أو دوري أبطال أسيا أو كوبا قارة أمريكيا بطولات هامة وفارقة، لكنها تُمثل هذه القيمة لمن يعيشون بالقارة فقط، أما دوري أبطال أوروبا فهو يُمثل القيمة الكُبرى لمن هم مُحبين لكرة القدم مهما كان المكان الذي يعيشون بها والفريق الذي يشجعونه.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

واحد × 5 =