تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » كيف تُحافظ على حب الابتدائي وتنجح في تطويره لزواج ناجح؟

كيف تُحافظ على حب الابتدائي وتنجح في تطويره لزواج ناجح؟

حب الابتدائي يُعد بكل تأكيد أطهر أنواع الحب وأكثرها براءة، بل هو كذلك الأكثر امتلاءً بالمشاعر، ولهذا يشرع البعض في الحفاظ عليه أو على الأقل يبحثون عن طرق يُمكن من خلالها القيام بذلك الأمر، فكيف يا تُرى يحدث الحفاظ عليه؟

حب الابتدائي

كيفية الحفاظ على حب الابتدائي يُعد من الأسئلة الأكثر بحثًا وطلبًا للإجابة، فالأطفال عندما يقعون في الحب بهذه المرحلة يكون من المؤكد أن ما يحملونه حب طاهر نظيف وأنهم لا يستندون إلى أي شكل من أشكال الشهوات، هم فقط يُحبون لمجرد كونهم قد شعروا بذلك، على العموم، بسبب عامل السن وقلة الإدراك والتسرع في بعض القرارات وعدم الشعور أساسًا بقيمة الأمر فإن حب الابتدائي يأخذ طريقه سريعًا نحو الضياع، وهو الأمر الذي يكون له الكثير من الآثار السلبية على كلا الطرفين، لذلك فإن مهمتنا في السطور القليلة المُقبلة أن نُبين لكم طرق الحفاظ على هذا الحب الطاهر الجميل مع وضع آلية للنجاح في تطويره، الأمر ليس مُستحيلًا على الإطلاق، وهو بالتأكيد يستحق، فهل أنتم مستعدون لذلك؟ حسنًا لنبدأ سريعًا.

الحب في المدرسة الابتدائية

حب الابتدائي الحب في المدرسة الابتدائية

على الرغم من أن حب الابتدائي يُقصد به ذلك الحب الذي يحدث عندما يكون أحد الطرفين موجود في المرحلة الابتدائية، وعلى الرغم من أن ذلك الشخص قد يقع في حب شخص آخر ليس زميلًا له في المدرسة وإنما مجرد جار أو قريب، إلا أنه قد جرت العادة على تسمية الحب في هذه المرحلة بما يتم داخل الصديقين في نفس الفصل وفي نفس المرحلة، إذ أنه من المنطقي جدًا أن يقع الأطفال في حب بعضهم نظرًا لتقاربهم الشديد في هذه المرحلة، على العموم، عندما يكون الاختلاف موجود، وعندما يحدث الانجذاب لأي سبب من الأسباب، يُصبح حب الابتدائي جزءًا من القصة، وفي هذه المرحلة أنت كطفل قد تُفكر في أن ذلك الشخص الذي تُحبه سوف يكون الشخص الذي سيستمر معك للأبد في حياتك وأنك قد وجدت شقك الآخر، لكن، بعد سنوات قليلة، وربما عند انتهاء المرحلة الابتدائية مُباشرةً، يتغير كل شيء ويختفي الحب، فما الذي حدث يا تُرى؟ ببساطة لم يكن النجاح حاضرًا من أجل المحافظة على الحب.

لماذا يختفي حب الابتدائي؟

يكون الحب موجودًا ثم يُختفي؟ يختفي الحب نفسه أو ربما يختفي أحد الطرفين أو يحدث أي ظرف آخر مُشابه، والحقيقة أن ذلك الاختفاء يحدث أساسًا في تلك اللحظة التي يفقد فيها الحب مصداقيته، هذا إذا ما افترضنا أن الحب في الحقيقة شيء موجود، فقد يكون مجرد مراهقة عادية لا قيمة لها وأنت من خدعت نفسك باسم الحب، لكن أيضًا دعونا لا ننسى بأن الأمر قد يتخطى ذلك وقد يختفي الحب لسبب آخر مُتعلق بالظروف القهرية التي تتعرض لها في حياتك أو أي طرف من طرفي الحب بشكل عام، في النهاية يختفي الحب، في النهاية فعل الاختفاء موجود، ولذلك من المهم جدًا التعرف على الطرق التي يُمكن من خلالها التصرف تجاه ذلك الاختفاء، وهي ببساطة القيام بالمحافظة على الحب، فكيف يُمكن ذلك يا تُرى؟

كيفية المحافظة على حب الابتدائي

حب الابتدائي كيفية المحافظة على حب الابتدائي

الآن نحن نعي وندرك جيدًا أن حب الابتدائي في لحظة من اللحظات يختفي، وعلينا أن نعي كذلك بأن حدوث مثل هذا الأمر قد يقود إلى حالة من الندم الشديد، ولذلك، وحتى يُمكننا تجنب ذلك الندم، ثمة بعض الطرق التي يُمكن من خلالها الحفاظ على الحب، وهي بالطبع ليست قواعد حتمية وإنما مجرد أمور خلص إليها المجربون، وأهم الطرق البقاء في حالة تواصل.

البقاء في حالة تواصل

أول وأهم شيء يجب القيام به من أجل نجاح حب ابتدائي وتطويره إلى زواج نجاح أن يبقى طرفي الحب في حالة تواصل، وهذا لا يعني طبعًا أن يقوما بتضييع الوقت مع بعضهما وأن يُهملا حياتهما وتبدأ بعد ذلك الأمور التي يرفضها المجتمع والدين، لكن المقصود هنا ألا تنسى كل شيء بمجرد انتهاء المرحلة التعليمية وإنما تظل مُتابعًا لما يجري كي تُدرك ما الذي يحدث وهل لا تزال هناك فرصة أم لا وكيف يُمكن اقتناص هذه الفرصة أساسًا ومثل هذه الأمور التي تحتاج بشكل مُباشر إلى التواصل، ذلك التواصل الذي قد يأتي أساسًا من مجرد السؤال عن الشخص ومعرفة أخباره، فالحب يا سادة يمتلك الكثير من الطرق العفيفة إلا أن البعض قد يسهلك مُباشرةً الطُرق المرفوضة، وهذا ما لا يجعله حبًا بالتأكيد.

الوقوف على حقيقة المشاعر في حب الابتدائي

في مرحلة من المراحل سوف تكون عزيزي المُحب مُطالب بأهم شيء يُمكن القيام به في مثل هذه الظروف، وهو أن تقف على حقيقة المشاعر التي تكنها للشخص الذي أمامك، إذ أنه ليست كل علاقة حب في المرحلة الابتدائية، أو ما يُمكن ظنه كذلك، يكون في نهاية المطاف حب حقيقي يُمكن أخذه بعين الاعتبار، بل من الممكن جدًا أن تكون مجرد حالة عادية من الطفولة أو المراهقة، ولكي تقف بنفسك على حقيقة الأمر عليك أن تتخيل الكون دون ذلك الشخص وتنظر هل سيشكل ذلك فارقًا معك أم لا، في النهاية الأمر منوط بك، أنت من تُحدد ذلك بنفسك ويترتب عليه مستقبلك ومستقبل الشخص الذي تُحبه كذلك، وإذا كنا منصفين فإن هذه المرحلة تُعد الأصعب على الإطلاق خلال الحب، وهي أن تعرف هل تُحب فعلًا أم لا!

تطوير الذات من كل النواحي

الانتظار وحده لا يكفي كي يُمكن في النهاية الفوز بقلب من تُحب، وإنما يجب أن يكون انتظارًا مصحوبًا بالتطوير الذي يضعك في مكانة مميزة تسمح لاحقًا بإتمام فكرة الزواج والتفكير فيك كشخص مناسب من قِبل الأب أو ولي الأمر، فأنت في مسألة حبك هذه لا تحتاج إلى موافقة الفتاة التي تُحبها فقط، وإنما تحتاج كذلك إلى موافقة ولي الأمر، وهي الموافقة التي لن تحصل عليها بسهولة أبدًا، أيضًا لا تنسى عزيزي القارئ أنك مطالب بتطوير ذاتك لذاتك، بمعنى أنك لا يُمكن أن تخدع نفسك وترى بأنك مؤهل للحب والزواج في الوقت الذي لا تكون فيه مؤهل فعلًا وإنما مجرد واهم، وكما يقولون، كن شيئًا يُفتخر به يفتح لك الآخرون بابهم، فهل أنت شخص يُفتخر به فعلًا؟ فكر في ذلك أولًا.

البدء بخطوات جادة

إذا ما قرأت الجملة السابقة مُجددًا فسوف تسأل بشكل بديهي عن ماهية تلك الخطوات الجادة التي يُمكن البدء بها ونحن نتحدث عن حب الابتدائي ، وفي الحقيقة هذا ليس المقصود بكل تأكيد عندما نتحدث عن الخطوات الجادة، فقط ما نعنيه أن تحدث تلك الخطوات مع تجاوز السن الذي يسمح لك بالقيام بذلك، وهو الذي يُمكن أن يكون سن الثامنة عشر، ذلك السن الذي تنتهي فيه من المرحلة الثانوية وتُصبح طالب جامعي، فغالبًا في هذه المرحلة لن تكون هناك أية شكوك في وجود الحب وفي نفس الوقت لن تكون هناك اعتراضات بخصوص تلك الخطوات لأنك قد جاوزت السن القانوني والسن المعنوي كذلك، ففي العرف عندما يتجاوز الذكر هذا السن يتم النظر إليه على أساس كونه مؤهل للزواج أو الخطوبة على الأقل.

إغلاق الباب أمام بقية العلاقات

الشكل البديهي من أشكال المحافظة على حب الابتدائي أن يتم إغلاق الباب تمامًا أمام أي علاقة حب أخرى، إذ أنه في حالة حدوث ذلك فستصبح المحاولات دون جدوى في الأساس، على العموم، مع تحقيق الأهداف السابقة سوف يُغلق الباب بشكل تلقائي، لكن الحديث هنا عن الأمور التي تظهر في المنتصف وتُفسد كل الخطط، ففي النهاية لا يُمكن ربط المصائر ببعضها البعض طوال الوقت وإنما سيكون هناك مُتسع لفساد ذلك بعد الذهاب إلى الجامعة والاحتكاك بالآخرين مع القدر الذي لا يعرف أحد ما الذي ينوي بالضبط، على كلٍ، إغلاق الباب يحدث بعدما تستمر في التواصل وتبدأ بالخطوات الجادة، إذ أنه مع الوقت لن يكتفي بكونه شيء مقصود وسيُصبح أمر فطري، وهو المطلوب إثباته بالتأكيد.

التحلي بالشجاعة والقدرة على المواجهة

من الأمور الضرورية التي يجب معرفتها بلا شك أن الحب للمتحلين بالشجاعة فقط، أما الجبناء فهؤلاء تزوجهم أمهاتهم كما يقول نزار القباني، فببساطة شديدة لا يُمكنك القيام بكل الخطوات السابقة دون أن تكون مُتمتعًا بالقدر الكافي من الشجاعة، والأمر في الحقيقة يبدأ من اللحظة التي تُقرر فيها مصارحة من تُحب بهذا الحب ثم يتطور مع مصارحة ذويك وأهلك وإخبارهم بأنك واقع في الحب والأمر يتطور مع مفاتحة والد الفتاة التي تُحبها في الأمر، إذ أن كل ذلك يجعلنا أمام شخص لا يُمكن أن يكون متصفًا بصفة أكبر وأهم من الشجاعة، وليست أي شجاعة، بل التي تكون من النوع المُفرط.

ماذا لو فشل حب الابتدائي في التطوير؟

حب الابتدائي ماذا لو فشل حب الابتدائي في التطوير؟

بعد كل العرض الذي سبق لنا تناوله في السطور الماضية فلابد وأننا بالتأكيد لا نزال نمتلك سؤالًا في غاية الأهمية، ذلك السؤال ببساطة يدور حول ماهية التصرف الذي يُمكننا القيام به في حالة فشل ذلك الأمر وحال عدم قدرتنا على الحصول والنيل من حب الابتدائي بالشكل الإيجابي، بمعنى أدق، ما التصرف إذا فشل كل شيء؟ ببساطة شديدة لن يحدث أي سوء ويُمكن بناء الحياة مُجددًا والاستفادة من أخطاء الماضي، فما يجب أن تعرفونه بأنه ثمة بعض العوائق التي تجعل نجاح حب الابتدائي ليس أمرًا مؤكدًا بنسبة المئة بالمئة، هذه العوائق ليست مشاكل بقدر ما هي أشياء قد نتغاضى عنها بطريقنا.

من أهم العوائق التي نقصدها بالحديث الآن فكرة السن وكيفية التعامل مع السن في المجتمعات الشرقية، فالشاب قد يتزوج في سن الخامسة والعشرين ويكون هذا السن مثاليًا بالنسبة له، لكن الفتاة يُمكن أن تتزوج في سن السابعة عشر أو ربما سن العشرين مثلًا، هذا يعني ببساطة أن السن المتقارب فرصه في الزواج بعيدة، كذلك أمور مثل الحالة الاجتماعية والحالة المادية وغير ذلك من أشياء كثيرة تُصنف تحت بند العوائق، لكن العائق الأكبر، والذي يُمكننا ألا نطلق عليه وصف عائق اتباعًا للياقة، أن يكون القادر غير حاملًا لفكرة الزواج هذه والاجتماع في يوم من الأيام، ففي هذه الحالة كل ما سبق ذكره يُصبح هباء ولا قيمة له.

ختامًا عزيزي القارئ، طبعًا إذا كانت السطور الماضية تقول شيئًا فهي بالتأكيد تُشير إلى أهمية حب الابتدائي وأهمية المحافظة عليه حتى لو وصل الأمر إلى التضحية من أجله، فحب الابتدائية هو أطهر وأنقى شيء قد تقوم به في حياتك، وأنت بكل تأكيد لا ترغب في أن تُضيع ذلك بسبب رعونتك وعدم إدراكك للحياة من حولك.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

خمسة × 1 =