تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أمور الاسرة » تحكم الآباء : كيف يمكنك التعامل مع سعي الآباء إلى التحكم ؟

تحكم الآباء : كيف يمكنك التعامل مع سعي الآباء إلى التحكم ؟

من منا لم يصطدم برغبة أبيه في التحكم في حياته وتوجيهه بالشكل الذي يريده؟ هنا نستعرض طريقة التعامل الملائمة مع مشكلة تحكم الآباء .

تحكم الآباء

تحكم الآباء من المشاكل التي تواجهنا جميعًا حين نقرر التعامل مع والدينا في الحياة، فغالبًا ما نشعر بأن ما يفعلانه معنا هو تحكم شديد بنا وبما نريد، وهذا الأمر يحدث بالطبع مع أغلبنا ولا يمكن إنكاره، لكن الأمر يتمثل معظم الأحيان في وجود فجوة في عملية التواصل بين الطرفين، ونتيجة لذلك فإننا نرى دائمًا أن تحكم الآباء من الأمور التي تضايقنا والتي لا حل لها ولا تؤدي إلا للمشاكل فقط، لكن رغم هذا فإننا نجد من حولنا بعض الأشخاص لديهم القدرة على التعامل مع آبائهم، فالأمر قابل للتعامل معه بالتأكيد، وأيًا كان شكل التحكم الذي تعاني منه فإنه يمكنك المحاولة للتخلص منه، لذلك نتحدث في هذا المقال عن تحكم الآباء وكيف يمكنك التعامل معه بالشكل الصحيح.

تحكم الآباء : المشكلة والحل

لماذا يتحكم الآباء؟

في البداية يجب أن نعرف أن تحكم الآباء بالنسبة لهم ليس تحكمًا في المطلق، فهذا الأمر بالنسبة لهم له أسباب متعددة، ولذلك يجب أن تكون قادرًا على معرفة هذه الأسباب حتى يمكنك التعامل معها.

السبب الرئيسي وراء تحكم الآباء هو الخوف على الأبناء، فنجد أن الأهل يقابلون العديد من متطلبات الأبناء بالرفض لأنهم يرونها تشتمل على مخاوف كثيرة، مثلًا تريد السفر إلى بلد معين، لكنهم يشعرون بالخوف مما يمكن أن يواجهك في هذه البلد، وبالتالي يقابل طلبك بالرفض لهذا السبب.

كذلك يظن الآباء أنه بسبب كونهم أكبر في العمر منك، فهذا معناه أنهم يفهمون في أمور الحياة أكثر منك، مثلًا بسبب التجارب التي مرت بهم في الحياة، أو إدراكهم للمصلحة عنك فأنت بسبب صغر سنك لن تكون قادرًا على تحديد مصلحتك، ولذلك يظهر تحكم الآباء هنا في اختياراتهم لك لما يمكنك أن تفعله في حياتك. كذلك يرى الآباء أن نظرة المجتمع عنصر أساسي بالنسبة لهم، وبالتالي فإنه يتم منعك من تنفيذ بعض الأشياء التي تريدها بسبب ذلك، حتى لا يحدث أن ينظر إليك أحد أو إليهم بنظرة خاطئة.

مثلًا قرارك بأن تفعل شيئًا مختلف عن العادات والتقاليد التي تربوا عليها، فحتى لو كانت هذه العادات نفسها خاطئة، فإنهم يؤمنون بأنه لا يجب أن تخرج عنها وتفعل أي شيء آخر تريده.

هناك سبب آخر قوي جدًا يدعو إلى تحكم الآباء يتمثل في أن الطفل نفسه طائش، يقوم بعمل أشياء خاطئة، ولا يدرك مصلحته بالصورة الصحيحة، وبالتالي فإنهم يؤمنون بأن تدخلهم هو الصواب في هذه الحالة.

هل تحكم الآباء فكرة واقعية صحيحة؟

لعل هذه الأسباب التي ذكرناها في الفقرة الماضية هي الدافع الذي يجعل الآباء يتحكمون في أبنائهم، لكن هل هذه الأسباب كافية حقًا لفكرة تحكم الآباء في الأبناء؟ أم أن هناك دافع آخر لحدوث ذلك. في الحقيقة أؤمن بأن تحكم الآباء في الأبناء يتمثل بشكل رئيسي في جزأين، إما الجزء الأول وهو أنه يوجد اختلاف أجيال وصعوبة في التعامل بين الطرفين، فيلجأ الآباء إلى أسلوب التحكم في هذه الحالة، أو الجزء الثاني وهو قناعة الآباء بأن نموذج التربية الصحيح هو ما يفعلونه هم، سواءً كان هذا النموذج الذي تربوا عليه من قبل، أو حتى لأنهم يؤمنون أن من حقهم فعل ذلك بسبب أنهم أهلك.

لذلك أؤمن أن تحكم الآباء هي فكرة خاطئة تمامًا، والبديل الصحيح عنها هو الاعتماد على توجيه الأبناء. أذكر في فيلم “Dead poet society” عن مشهد انتحار أحد أبطال الفيلم، أنه كان يريد أن يصبح ممثلًا، في حين أن والده يريده أن يصبح شيئًا آخر، وكان قول والده له كما جاء في الفيلم “لديك ما لم أحلم به”، فالأب في الفيلم يرى بأن الابن لديه فرصة حقيقية يجب أن يستغلها، وهذه الفرصة لم يحصل هو عليها، لذلك لا يجب أن يفرط الابن فيها أبدًا.

وهذا يمثل النموذج الفعلي الذي يعاني منه الجميع، تحكم الآباء بالشكل الذي يمنعهم من الحصول على ما يريدون، أو قرارهم بتنفيذ ما يريده الأهل مجبرين على ذلك لا راغبين فيه. في حين أنه لا يجب أن يحدث ذلك في الواقع أبدًا، الآباء عليهم أن يوجهوا الأبناء ويساعدونهم على الاختيار لا الاختيار لهم بأنفسهم، فليس صحيحًا أبدًا أن يكون أحدنا نسخة من والديه بسبب رغبتهم في هذا، بل إن الصحيح هو الاكتفاء بالتوجيه.

تحكم الآباء أيضًا يمنع عن الابن بعض التجارب، في حين أن التجارب هي المعلم الحقيقي للإنسان، ويجب أن يحصل الابن على فرصته في تجربة كل شيء، ما دام والديه يوجهانه بالشكل الصحيح، فلا مشكلة أن يجرب الابن، حتى لو كان نتيجة ذلك معاناة معينة، فهو يتعلم من هذه المعاناة، وفي الغالب فإن الآباء ما وصلوا إلى هذه المرحلة في حياتهم إلا بفعل التجارب المختلفة التي مروا بها. لذلك أكرر عدم قناعتي بوجوب وجود تحكم الآباء في حياة الأبناء، وأن الصواب أن يكون دورهم توجيهي وإرشادي، وأن يستمع الابن إليهم لأنه يرغب في ذلك، لا بسبب خوفه من فعل ذلك، لكن لن يقرأ كل الآباء هذا المقال، وربما بعضهم لن يقتنع أصلًا بهذه الفكرة، لذلك نتحدث في الفقرات القادمة عما يجب عليك فعله للتعامل مع تحكم الآباء في حياتك.

الصوت العالي وصناعة المشكلات ليس حلًا

توجد بالتأكيد مجموعة من الحلول التي يمكنك الاعتماد عليها في مشكلة تحكم الآباء بك، لكن الاعتماد على الصوت العالي وصناعة المشكلات ليس حلًا أبدًا، بل إنه قد يؤدي إلى زيادة المشكلة. هناك بعض الأفراد يظنون أنه لو اعتمدوا على العصبية واستخدام الصوت العالي، أو حتى عمل مشكلات عديدة مع الأهل فإنهم هكذا سوف يحصلون على ما يريدون. وهذا الأمر خاطيء، وقد يحدث ضررًا على المدى البعيد، فبعض الأهل قد لا يقبلون بهذا في التعامل معهم، ويؤدي ذلك إلى مشكلة أكبر تبعدك عن المشكلة الأساسية التي تريد حلها معهم. وبعض الأهل قد يستجيبون لما تريده حاليًا، لكنهم يلجؤون بعد ذلك إلى منعك من شيء أكبر، أو حتى يعلنون الموافقة في الوقت الحالي، لكن يتحججون بمشاكل أخرى لمنعك، ويرفضون الاستجابة لما تطلب.

لذلك فإن استخدام الصوت العالي لن يصل بك إلى شيء في آخر المشوار، وكذلك صناعتك لمشكلة معهم أو خصامهم من أجل ما تريد لن يجعلك تحققه دائمًا، ولن يكون حلًا نهائيًا لمشكلة تحكم الآباء يمكن الاعتماد عليها في جميع الأوقات.

الثقة فيما تريد

من الأمور الهامة التي يجب عليك أن تفعلها لحل هذه المشكلة، هو أن تكون واثقًا مما تريده بالفعل، فهناك بعض الأهل قد لا يتحكمون في أبنائهم من البداية، ويوافقون على ما يريده الابن، لكنه حين يحصل على هذه الموافقة، فإنه قد لا يستغلها بالشكل الصحيح. مثلًا تخبرهم أنك تريد السفر إلى بلد آخر والعمل بها، ويساعدوك في هذا ويمنحوك المال اللازم لذلك، وبعدها تخبرهم أنك لا تريد الاستمرار، بدون أن يكون هناك سبب قوي يدفعك إلى فعل ذلك، وبالتالي يرون أنك غير قادر على تحمل المسئولية.

وهنا قد تبدأ مشكلة تحكم الآباء معك، فيقرر الأهل التحكم باختياراتك المستقبلية بسبب هذا الأمر، وهذا ليس دافعًا مقبولًا بالنسبة لهم بالطبع، لكننا هنا نتحدث عن مشكلة موجودة بالفعل ونسعى إلى علاجها.
لذلك عليك أن تحدد في البداية ما تريده، وأن تظهر مقدرتك على تحمل المسئولية لهم، وأيضًا تدرك بأن هذه الاختيارات هي المناسبة بالنسبة لك، وبالتالي قد يساعد هذا في حصولك على ما تريد.

الإصرار طوال الوقت

يظن بعض الأهالي أن رغباتك التي تريدها مؤقتة، وأنك سرعان ما ستنسى هذه الأمور، وترضخ لما يقولونه لك ومن ثم تستجيب لهم، لذلك يجب أن تكون دائمًا مصرًا على ما تريده، وتتحدث عنه طوال الوقت. ومع تحكم الآباء الواضح قد تشعر بأن الإصرار ليس حلًا فعالًا، وأنه ما دام الأهل لم يوافقوا على الأمر من البداية، بالتالي فإنهم لن يوافقوا أبدًا مهما حدث، وهذا لا يعتبر أمر صحيح دائمًا. فكثرة حديثك عما تريده قد يكون سببًا في إقناع الأهل من الأساس، حيث أن بعض الأهل يفترضون أن ما تريده أمر مؤقت، وسرعان ما سيذهب بدون عودة، لكن إصرارك قد يجعلهم يغيرون من آرائهم.

وهناك العديد من الأشخاص الذين قبلوا ما يريده أهلهم بخصوص مجال الدراسة مثلًا، لكنهم ظلوا على قناعتهم بما يريدون تحقيقه، وتحدثوا مع أهلهم أكثر من مرة حتى نجحوا في التحويل للمجال الذي يريدونه، فرغم تحكم الآباء فإن الإصرار أمر مطلوب دائمًا. وحتى إن لم تحصل على شيء كنت تريده، لا تتنازل أبدًا عن إصرارك، لأن هذا الإصرار سيساعدك مستقبلًا، وقد يمكنك من الحصول على أشياء أخرى تريدها.

لذلك حتى تتمتع بالإصرار اللازم، والمقدرة على التحدث مع والديك حول ما تريده طوال الوقت، عليك أن تعود إلى الفقرة السابقة الخاصة بالثقة، وتتأكد من أنك مقتنع بما تريده في حياتك بالفعل، وأن الاختيار الذي تصمم عليه هو الاختيار الذي يناسبك، فمع وجود هذه الثقة ستكون قادرًا على الإصرار والحديث مع أهلك دون تعب.

المرونة

تحكم الآباء من المشاكل التي تستمر مع بعضنا طوال فترة حياتهم، أو حتى لمدة طويلة منذ مولده وحتى بلوغه بدايات العشرينيات، ولذلك فإنه من المتوقع أن يكون لك العديد من الرغبات خلال هذه الفترة.

وهنا يجب عليك أن تتمتع بالمرونة الكافية التي تجعلك تميز بين الأشياء التي تريدها حقًا، والأشياء التي يمكنك أن تتنازل عنها في مقابل الاستجابة لرغبة والديك. فمشكلة تحكم الآباء لا يصلح معها العصبية كما تحدثنا، وإن قررت أن تصمم على ما تريد دائمًا بإحداث مشاكل، فإن الأمر لن يقابل باستجابة من والديك.

وهذا لا يتعارض أبدًا مع الإصرار الذي تحدثنا عنه في الفقرة الماضية، فالإصرار دليل على أنك تريد الشيء حقًا، وكما ذكرنا في نهاية الفقرة فإنك قد لا تحصل على ما تريد، لكن إصرارك يؤكد أن رغبتك حقيقية.

لكن كيف يمكنك أن تكتسب المرونة اللازمة لتحديد ما تريده وما يمكن التنازل عنه؟ هذا الأمر يعتمد على الأولويات الموجودة لديك، فعليك أن ترتب رغباتك الترتيب الصحيح الذي يتوافق معك بالفعل.

تحكم الآباء من الأمور التي تحتاج فعلًا إلى المرونة من أجل مصلحتك أنت قبل أي شيء، فحتى تحصل على ما تريد سوف تحتاج إلى الصبر في التعامل معهم، كذلك فإن المرونة ستساعدك على اختيار التوقيت المناسب للحديث مع أهلك، لأن التوقيت من العوامل المهمة والتي يمكنها أن تمنحك ما تريد أو لا، فقد تحدثهم في شيء في وقت غير مناسب فيقابل طلبك بالرفض، أما إن انتظرت إلى الوقت الصحيح فإن هذا قد يساعدك في الحصول على القبول المطلوب لتحقيق رغباتك.

كذلك فإن تحكم الآباء قد يكون قاطعًا في بعض الأحيان، وهنا عليك أن تحدد لنفسك مجموعة من البدائل التي يمكنك اللجوء إليها لتحقيق ما تريد إن كان هذا متاحًا، فبدلًا من السفر للحصول على دورة تدريبية معينة، يمكنك أن تبحث عن البديل لها على الإنترنت، فالأهم هو أن نحقق رغباتنا التي نريدها، والمرونة هي التي تساعدنا على تغيير الوسائل من أجل الوصول إلى حالة إرضاء الرغبات.

الاحترام في جميع الأحوال

على الرغم من أن النتائج السلبية من تحكم الآباء بالنسبة لنا، لكن ستظل هناك حقيقة ثابتة دائمًا أن هؤلاء هم أهلنا، ويجب علينا أن نتعامل معهم بالاحترام الكامل مهما حدث. في القرآن يخبرنا الله تعالى بالعديد من الآيات التي تتحدث عن الإحسان إلى الوالدين، وكذلك ستجد أن كل الكتب الدينية تنص على هذا الأمر، فالوالدين بالتأكيد لهم فضل كبير علينا لا يمكن إنكاره أبدًا.

ولذلك فإنه من الواجب علينا إبداء الاحترام لهما في جميع الأحوال، وهذا لا يعني أن نتنازل عما نريد كما قد يفهم البعض، أو نخضع إلى تحكم الآباء وما يفعلونه معنا، بل إننا نصر على ما نريد ونستمر في محاولة الوصول إليه، فقط النظرية هنا أن تعاملنا معهم يجب أن يكون مبنيًا على الاحترام.

الاحترام كذلك قد يساعدك في أن يلتفت الجميع إلى طلباتك، فهو فرصة جيدة ليعرف الكل بأنه رغم ما تريده، فأنت لن تطلبه بصورة خاطئة أو مؤذية لأحد، وكثيرًا ما ساهم الأدب في التعامل إلى التفات الأطراف الأخرى إلى طلبات الطرف المؤدب، وهذا الأمر ينطبق على الأمور التي نريدها من والدينا، ولكن حتى إن كان تحكم الآباء قوي عليك ولم تحصل على ما تريد، فحاول دائمًا أن تحرص على إظهار الاحترام لهما، فهذا الأمر يرتبط بشخصيتك أنت وبأخلاقياتك في التعامل، والأهل أولى الناس أن تعاملهم بالصورة الطيبة، في حين حاول جاهدًا الاستمرار في السعي لما تريده دون توقف.

هل هذه الحلول تصلح مع جميع الآباء؟

هذا السؤال يُطرح بقوة من العديد من الأفراد بالتأكيد، فهل تحكم الآباء تصلح معه هذه الحلول دائمًا؟ وهل هذه الحلول يمكن استخدامها مع جميع الآباء؟ والحقيقة أن هذه الأسئلة لا يمكننا أن نجيب عنها بشكل قاطع، فما نحاول فعله في المقال هو أن نتوصل إلى الحلول الممكنة، لكن هناك بعض الآباء الذين يصعب معهم تنفيذ أي شيء، وهذه المعاناة موجودة لا ننكرها على أي شخص، لكنني على المستوى الشخصي أؤمن بأن هذه الأحوال تتغير مع الوقت بالتأكيد، ولذلك يجب أن يظل إيمان الشخص بما يريد ثابت دائمًا.

كذلك يجب عليك أن تعرف بأن تحكم الآباء يمكن التعامل معه بطريقة هامة جدًا، وهي أن تدرك المدخل الرئيسي لوالديك والذي يمكن لهما الاقتناع من خلاله، فحتى إن لم تكن الحلول الموجودة في المقال تصلح مع كل الآباء، لكن يمكنك الاهتمام بالبحث عن المدخل المناسب لهما لتحصل على ما تريد.

لا يمكن لنا أن نجزم بأن الحلول التي نقدمها هنا هي الحلول الوحيدة، أو هي الحلول التي ستضمن لك النجاح دائمًا في التعامل مع تحكم الآباء في حياتك، لكن تذكر دائمًا المبدأ الرئيسي للمقال، وهو محاولة إيجاد الحلول المناسبة، وبالتالي مهما وجدت الحلول غير فعّالة معك فلا يعني هذا الخضوع، بل يعني محاولتك للبحث عن حلول أخرى تصلح معك، المهم في النهاية أن تحقق ما تريد.

معاذ يوسف

مؤسس ورئيس حالي لفريق ثقافي محلي، قمت بكتابة رواية لكنها لم تنشر بعد.

أضف تعليق

عشرين − 18 =