تسعة
الرئيسية » الغذاء والتغذية » الكوليسترول : كيف نقلل من كمياته الضارة في أجسادنا ؟

الكوليسترول : كيف نقلل من كمياته الضارة في أجسادنا ؟

هناك إجماع بين الأطباء على ضرر الكوليسترول في جسم الإنسان، لذلك كان كل من يرغب في الحصول على الصحة الوافرة أن يحمي نفسه من مستويات الكوليسترول المرتفعة.

الكوليسترول

الكوليسترول هو مادة مهمه للجسم ولها وظيفة مثلها مثل أي مواد أخرى ولكن يعد ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم مشكلة خطيرة تواجه الكثير، ومن الممكن أن تؤدي إلى نتائج خطيرة كنوبات القلب وتصلب الشرايين وضيق الأوعية الدموية، حينما نتناول الأطعمة التي تحتوي على مواد دهنية تقوم الأمعاء بامتصاص الدهون وتنتقل بعدها إلى الكبد الذي يقوم بتوزيعها على الجسم ويوجد نوعين من الكوليسترول نوع مفيد ونوع ضار ووجود أي منهما يجب أن يكون بنسب معينه وأي خلل في هذه النسب يؤدي إلى مشكلات صحية، ويمكننا معرفة نسبته في الدم من خلال إجراء فحص للدم يوضح لنا الكولسترول العام والبروتين مرتفع ومنخفض الكثافة.

طرق تقليل نسبة الكوليسترول في الدم

مشكلة الكوليسترول

يرجع ارتفاع مستوى الكوليسترول إلى عدة عوامل منها العامل الوراثي فينتقل داخل العائلة من جيل لآخر، والجزء الأكبر يعود إلى تناول الأطعمة المليئة بالكوليسترول مثل الوجبات السريعة والنظام الغذائي السيئ الذي فرضه التقدم التكنولوجي وسرعة الوقت وطريقة العمل، تنقسم الدهون التي يتم تناولها من خلال الأطعمة إلى دهون مشبعة وهي الأكثر ضررا والمسئولة عن زيادة نسبة الكوليسترول الضار مثل دهون الحيوانات والزبد والدهون الغير مشبعة مثل الزيوت النباتية وزيت الزيتون وهي الأقل ضررا لأنها لا ترفع من مستوى الكوليسترول الضار، وهناك عامل ثالث وهو إصابة الشخص بمرض ما يكون من توابعه رفع نسبة الكوليسترول في الدم مثل خلل الغدة الدرقية والأمراض الوراثية والسكري والسمنة وفي الكثير من الأحيان الإجهاد النفسي حيث يدفعك إلى التهام أطعمة كثيرة وفي الغالب ستكون الساندويتشات الجاهزة المليئة بالدهون والبطاطس التي يتم تحميرها في زيت أيضا وبالتالي تكون الوجبة ملغمة بالدهون ثم نكمل بمشروب غازي وهكذا تكتمل الكارثة، للأسف الشديد بسبب ما يستدعيه العمل والحياة هذه الأيام يلجأ الشباب دائما إلى تناول مثل هذه الوجبات وأصبحت سمة مميزة للعصر وبالتالي أصبحت معظم المجتمعات تعاني من مشكلات الوزن والسمنة في كل المراحل العمرية ولكن المثير للاستغراب فعلا هو ظهورها وبكثرة في مرحلتي الطفولة والشباب والتي من المفترض اكثر المراحل نشاطا بدنيا!

حقائق عن الكوليسترول

كانت هناك شائعة بين الناس بأن تناول البيض يرفع مستوى الكوليسترول وبناء عليه ثارت الأقاويل والحواديث بموضوع1ع أكل البيض من عدمه، وكانت الفتاوي ما بين مقلل وممتنع ورأي أخر بأن من لديهم مشاكل مع ارتفاع الكوليسترول لا يجب أن يتناولوا أكثر من 4 بيضات أسبوعيا، وفي الحقيقة تم نفي هذه الشائعات من قبل الأطباء وأكدوا على أن تناول البيض لا يرفع مستوى الكوليسترول لأنه يتم هضمه وامتصاصه بسهولة.

نسبة المصابين بارتفاع الكوليسترول في مصر تتخطى ال 40% وهي نسبة مزعجة جدا ومقلقة للغاية، خاصة وأنها تتزايد لا العكس، ويتم علاج المصابين بأتباع نظام غذائي معين بالإضافة إلى تناول الأدوية المخفضة للكوليسترول بشكل دائم والمحافظة على الاستمرار فيها كما أكد الأطباء أن المداومة على تناول مخفضات الكوليسترول ليس له آثار جانبية في المستقبل لذلك يجب على المصاب اتباع التعليمات وعدم الخوف من الآثار الجانبية.

بالرغم من أن الأطعمة لها عامل كبير في زيادة أو خفض نسبة الكوليسترول وهنا يمكننا أن نستخلص لماذا نسبة ارتفاع الإصابة به في مصر مرتفعة وتزداد وذلك نظرا للأنظمة الغذائية المصرية التي تقف في أساسها على الدهون الكثيرة وبالأخص المهدرجة والمسلي وغيره من أنواع الدهون المستخدمة في الطهي ونادرا ما يطهوا المصريين بزيت صحي أو زيت زيتون وإنما تنتشر الزيوت المهدرجة بشكل كبير في كل الأكلات، ويكفي أن الطعام الأساسي للمصريين في وجبة الإفطار قائم على المقليات مثل الطعمية أو الفلافل والباذنجان والبطاطس الشيبسي وطبق الفول العائم في الزيت وللأسف لتقليل التكلفة يتم تصنيع زيوت مهدرجه تحت السلم بتكلفة أرخص من المحلات بدون رقابة نهائيا مما يجعل وجبة الإفطار المصرية كل صباح هي مصيبة متعددة الأعراض، هذا عن الشارع أما عن المنازل والطهي داخل البيوت فحدث ولا حرج، الأكلات المسبكة والسمن والزيت وغيرها مما تحتوي على نسب مرتفعة جدا من الكوليسترول ونادرا ما تجد زيت الزيتون وذلك لارتفاع سعره مقارنه بالزيوت الأخرى أما إذا ذهبنا إلى جانب أخر وهو الحلويات الشرقية وما تحتوي عليه من زيوت وسمن وسكر وغيره وبكميات غير طبيعية فقد أكد الأطباء أنها أصبحت تشكل تهديدا للصحة العامة ومع ذلك فهي منتشرة بكثرة والجميع يفضلونها.

الأدوية والعقاقير

في البداية وكما قال أبو قراط ” أبو الطب” أجعل دوائك من غذائك، يفضل أن تكون الأدوية هي الخطوة الثانية وليست الأولى فاتباع حمية غذائية وتناول الطعام بشكل محدد والتحكم في السعرات الحرارية والتغيير من نظامنا الغذائي وممارسة الرياضية بالطبع هي الأفضل والأكثر صحية في المقام الأول، ويتم اللجوء للأدوية في حالة أننا قمنا بكل ما سبق ولم يتم خفض نسبة الكوليسترول، والأدوية المخفضة للكوليسترول هي نقطة هامة في مناقشة موضوع ارتفاع الكوليسترول من عدة نواحي بالنسبة للمداومة عليها وللآثار الجانبية المترتبة على الاستخدام بعيد المدي وهذا ما نفاه الأطباء من وجود آثار جانبية سلبية، وأكدوا معلومة أخرى أن أدوية خفض الكوليسترول تقلل الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، ويوجد أيضا ما يسمى بالأدوية الطبيعية مثل زيت السمك أو ما يصطلح عليه بالأومجا3، فهي تساعد الجسم في التعامل مع الدهون بشكل أفضل.

نصائح عامة

بعد التعرف على مرض ارتفاع الكوليسترول وأسبابه وأعراضه والطرق التي يتم التعامل بها طبيا ومناقشة بعض من عادتنا الغذائية السيئة بقي أن نوضح بعض الإرشادات العامة مثل:

الوقاية خير من العلاج، لو أتبعنا هذا المبدأ في حياتنا لتغير الكثير، من الواقع المحيط بنا يمكننا التعرف على الأمراض الشائعة كما يمكننا التعرف أيضا على أسباب انتشارها وتجنبها، ولنفكر بشكل علمي قليلا ونكف من الحكم الشعبية السائدة.

الرياضة، ممارسة الرياضة أسلوب حياة وليست رفاهية كما يظن البعض، فالمعادلة بسيطة وواضحة أن تأكل إذن فأنت يجب أن تمارس الرياضة، والموضوع هنا لا يتعلق بخفض نسبة الكوليسترول فقط وأن كان تأثير ممارسة الرياضة على هذا الموضوع فعال جدا ولكن في الحياة عموما، والحياة الصحية بوجه خاص، مبرراتنا ضعيفة من عدم وجود وقت إلى عدم وجود مكان مناسب أو توفر الإمكانيات، وكلها حجج واهية فيكفي أن تستيقظ مبكرا لتتمشي لمدة 30 دقيقة في الحي الذي تسكن فيه وتكون من ممارسي الرياضة.

فلسفة الطعام، نحن نأكل لنتغذى وننمو، نأكل من أجل أن نعيش وليس العكس، نحن لا نعيش لنأكل وهذه الفلسفة ينبغي فهمها جيدا، أنت تأكل فقط لتواصل الحياة لأنك كائن حي يتغذى، فينبغي عليك أن تكون المفيد والأكثر صحية وليس ما تفضل مذاقه وشكله ونكهته ولا يفيد جسمك بشيء. كمية الطعام كلما كانت قليلة ومركزة الفائدة كلما كان أفضل، أكلك للطعام في واجبة واحده أساسية وملء المعدة لا يعني سوى الكسل والخمول وإنما تقسيم الواجبات يساعد الجسم على الحرق ومن ثما ينخفض الكوليسترول.

العادات السيئة، مثل التدخين وتناول الكحول كلها من المؤثرات على الصحة العامة ومركبة الأضرار ولا داعي لها لو أعملنا عقولنا لبعض الوقت فتناول المنبهات بكثرة أيضا سيئ على غذائك ويقلل من فائدته ويعرقل امتصاص الفيتامينات، وكذلك المشروبات الغازية لما لا نستبدلهم بالفواكه الطازجة والعصائر الطبيعية؟!

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.

أضف تعليق

أربعة × 2 =