تسعة
الرئيسية » هوايات وحرف » تجليد الكتب : كيف تتقن فن تجليد الكتب باحترافية ؟

تجليد الكتب : كيف تتقن فن تجليد الكتب باحترافية ؟

يعتبر فن تجليد الكتب الورقية من الفنون التي تعاني للصمود في عالم اليوم الذي يتميز بالكتب الإلكترونية، نتعلم معًا بعض أساسيات فن تجليد الكتب هنا.

تجليد الكتب

طرق عديد ومختلفة يلجأ إليها المواطنون لإتقان فن تجليد الكتب ، على اعتبار أن القراءة الإلكترونية من مواقع الإنترنت كثيرًا ما تتسبب في بعض الإشكاليات في نظر كثير من المهتمين بالقراءة، لذا يحاول البعض الاعتماد بشكل كبير على الكتب في القراءة، لكن ذلك يجعلهم يواجهون في كثير من الحالات إشكاليات عديدة تتعلق بتلف كثير من أوراق الكتب التي يقتنيها الأشخاص، لذا لم يكن هناك أي سبيل أمام هؤلاء المثقفين والطلاب في المراحل الدراسية إلا اللجوء إلى تغليف الكتب، خاصة وأن الطلاب في المراحل الدراسية وبالتحديد المرحل الصغيرة، يعانون باستمرار من تلف كثير من الكتب الخاصة بهم نتيجة كثرة استخدامها سواء داخل المنزل أو في المدرسة، وبالتالي تحرص العديد من الأسر على تعليم أبنائهم واحدة من الطرق الحديثة والاحترافية لتجليد مستلزماتهم الدراسية للحفاظ عليها طوال العام الدراسي، وحتى يتسنى لهم الظهور بمظهر لائق ومتحضر وسط زملائهم في الدراسة، كما يحتاج كثير من الأفراد تجليد بعض الكتب أو الأبحاث سواء لندرتها أو للرغبة في الاحتفاظ بها لفترة طويلة.

تعلم أساسيات فن تجليد الكتب وأنواع التجليدات المختلفة

إتقان التغليف والتجليد الآلي

هناك عدد كبير من طرق تغليف وتجليد الكتب، التي تتنوع بين الطرق التقليدية وطرق التغليف الآلي، وتعتمد كلتا العمليتين على الورق المقوى للحصول على تجليد جيد سواء للكتب النادرة أو الأبحاث الهامة وحتى للكتب الدراسية، وتتم عمليات التغليف الآلي من خلال تجميع إجمالي الأوراق التي نحتاج إلى تجليدها بحيث يتم جمع كامل الملزمة أو الكتاب في آلة تجميع واحدة، بحيث تكون إجمالي الأوراق مرتبة ومنظمة بطريقة دقيقة ثم تقوم آلة اللصق بعملية وضع المادة اللاصقة والمسماة بالغراء على حواف الورق، ويتم لصقه وضغطها بشكل مُحكم، وعقب ذلك يتم وضع الكتاب أو المُجلد داخل آلة خاصة بالتجميع، وفي مرحلة أخرى يتم خياطة كامل أوراق الكتاب من خلال ما يسمى بخياطة سميث أو ما يعرق بالخياطة الجانبية، وهنا يتم الاعتماد بشكل أساسي على نوعية معينة من الخيوط ذات المتانة الجيدة سواء كانت مصنعة من الألياف الصناعية أو القطن، وهنا يبدأ المجلد في التماسك بشك جيد، ويعقب ذلك مرحلة أخرى من مراحل التغليف وهي القيام بعملية وضع طبقة من الغراء على الكتاب من الخارج بواسطة آلة وضع الغراء، وبالتوازن مع ذلك يتم إعداد وتجهيز الغلاف الخارجي بحيث يتم الانتهاء من تجهيز الغلاف وأوراق الكتاب في وقت واحد، وفي المراحل الأخيرة يتم وضع الكتاب أو الملزمة داخل آلة مخصصة لكبسه بشدة، ثم يأتي الدور على آلة التغليف التي تقوم بدورها بضم الملزمة أو الكتاب إلى الغلاف الخاص به.

أفكار جديدة للتجليد

الجلاد الشفاف

مع بداية كل عام دراسي جديد تزداد اتجاهات الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء للقيام بعمليات تجليد الكتب لأطفالهم للمحافظة عليها، ولعدم تعرضها للتلف نتيجة كثرة استخدامها سواء في المنزل أو المدرسة، لذا أقبل الكثير من الأفراد على معرفة طرق مختلفة لتجليد الكتب وإتقانها بدرجة احترافية، وكثير ما يحاول عدد من أولياء الأمور تدريب أطفالهم على مثل هذه الأنشطة والتي تزيد من رغباتهم في التعلم وحب الدراسة، ولعل أبسط طرق التجليد هي الطريقة التقليدية لاستخدام الجلاد الشفاف والذي يتم الحصول عليه من المكتبات ولصقه على الكتب الدراسية، حيث يعد هذا النوع من التجليد هو الأسهل على الإطلاق، لكنه يتميز بالعديد من المزايا التي يأتي على رأسها توافر إمكانية اختيار عدد كبير من الألوان للكتب الدراسية المختلفة.

التجليد بورق الحائط والخرائط

طرق عديدة ومختلفة يقوم بها كثير من الأشخاص للوصول إلى طرق مبتكرة لتجليد الكتب، ومن هذه الطرق هي عملية الاعتماد على بقايا ورق الحائط بأشكاله المختلفة وخرائط الدول الكبيرة، والتي كثير ما يقوم البعض بالاعتماد عليها لتجليد متعلقات مادة الدراسات نظرًا لارتباط تلك الخرائط بهذه المادة، ويؤكد البعض أن الاعتماد على ورق الحائط والخرائط يعد جيدًا نظرًا لأن الورق المستخدم بهما يعد من الورق المقوى، والذي يسهل من عمليات التجليد بشكل كبير.

ورق الهدايا والحقائب الورقية

لا يخلو بيت على الإطلاق من وجود كميات كبيرة من ورق الهدايا والحقائب الورقية، حيث تعد عمليات التجليد بالاعتماد عليهما واحدة من أفضل وأهم طرق تجليد المذكرات والكتب الدراسية، من خلال وضع الكتب بداخل الورق واستخدام نوعيات مواد لاصقة جيدة لتثبيت الورق بشكل جيد، وتتلخص عملية الاعتماد على ورق الحقائب الورقية في القيام بقلب هذه الحقائب على وجهها الآخر والقيام بقصها بشكل مستطيل، وتثبيتها على الكتب بحيث يكون هناك إمكانية لرسم وزخرفة بعض الأشكال الأنيقة بالنسبة للأطفال في المراحل الدراسية.

استخدام البنطلون الجينز

كل منا لديه أكثر من بنطلون جينز لا يستعمله في المنزل، لذا يقوم عدد كبير من الأشخاص وأولياء الأمور بمحاولة إعادة استخدام مثل هذه البناطيل الجينز، حيث يقوموا بقصها بطرق مستطيلة متساوية، ويحتفظوا بجيوب البنطلون، ويتم استعمال هذه القطع في تجليد الكتب، حيث يعد هذا النوع من الأقمشة واحدًا من أقوى وسائل تجليد الكتب، وفي محاولة لإضافة بعض الجماليات على عمليات التجليد يقوم بعض أولياء الأمور بلصق جيب البنطلون على الكتاب واستعماله كمكان للاحتفاظ بالأقلام والأدوات المختلفة به، وتعد هذه الطريقة واحدة من الطرق التي يعتمد عليها كثير من الأفراد في حالة رغبتهم في تجليد أي كتب في المنزل يحتاجون إلى الاحتفاظ بها لفترة طويلة.

تاريخ تجليد الكتب

تجليد الكتب من الفنون التي تمتد لقرون بعيدة، حيث كان يتم اللجوء إليها لتغليف كثير من الكتب والمخطوطات النادرة وذات الأهمية التاريخية وفي سبيل ذلك ظهرت كثير من طرق التغليف في العصور القديمة والتي انتهت بالوصول إلى طرق مبتكرة في تغليف الكتب، ويشير عدد كبير من المؤرخين وخبراء صناعة التجليد إلى أن الغلاف المميز والفخم كان يشار إليه في كثير من الأوقات إلى ثراء وقوة الحقبة أو الزمن الذي تم تجليده خلاله، يضاف إلى ذلك فيؤكد المؤرخين أن الرسوم والزخارف التي كانت تزين الغلاف ويتم رسمها عليه، تعالج وتبرز قضايا دينية واجتماعية والتي كثيرًا ما كانت تعبر هذه القضايا عن المجتمع الذي توجد فيه، ففي كثير من الأوقات كان يتم استخدام عدد من الصور التي تشير إلى الصراع بشأن عدد من القضايا الدينية في بعض الحقب الزمنية، وفي بعض الأوقات كان يتم الاعتماد على الحرير سواء المطلي بالذهب أو الفضة لاستخدامه كغلاف للكتب الدينية، وبالتالي كانت الزخارف والرسومات المستخدمة في عمليات التغليف والتجليد هي واحدة من الدلالات والمؤشرات التي تعبر عن عدد من القضايا المجتمعية، يضاف إلى ذلك فقد أشار عدد من المؤرخين إلى أن فن التجليد تم نقله إلى أوروبا عن طريق مجموعة من الفنيين البيزنطيين، والذين قاموا بذلك عقب سقوط القسطنطينية، وبعد سنوات من تراجع هذه الصناعة قد عادت للازدهار من جديد خلال القرن الـ 19 من خلال الأسس الأوروبية الحديثة.

فنون عديدة يحاول الإنسان تعلمها بشكل مستمر في حياته لحاجته إليها، وفيما يتعلق بفن تغليف وتجليد الكتب والمخطوطات فيلجأ كثير من الأفراد إلى تعلم الطرق الاحترافية في فن التجليد، للحفاظ على كثير من المخطوطات النادرة أو العملية التي يعتمد عليها بشكل أساسي في عمله، كما يلجأ بعض أولياء الأمور والطلاب إلى إتقان التجليد حتى يتمكنوا من الحفاظ على كتبهم الدراسية لمنع تعرضها للتلف نتيجة كثرة الاستخدام، وبالتالي فلابد من التعرف على كافة الأدوات والطرق المبتكرة الحديثة في هذا المجال لإتقانه بشكل جيد.

محمود الشرقاوي

محرر صحفي، عضو نقابة الصحفيين، متخصص في الشأن الإقتصادي والسياسي ومحرر قضائي لعدد من المواقع الإخبارية.

أضف تعليق

عشرين − 12 =