تسعة
الرئيسية » العمل » مهارات » كيف تتمكن من الوصول إلى الناشر والتعاقد على كتابك الأول؟

كيف تتمكن من الوصول إلى الناشر والتعاقد على كتابك الأول؟

الوصول إلى الناشر والتعاقد على الكتاب الأول لك أمر في غاية الصعوبة بالوقت الحالي، فالراغبين في القيام بهذا الأمر كُثر، والفرص قليلة جدًا وتكاد تكون نادرة، ولذلك يُطرح السؤال، كيف يُمكن الوصول إلى ذلك الشخص وتحقيق الحلم؟

الوصول إلى الناشر

طبعًا لا خلاف على أن الوصول إلى الناشر حلم كل كاتب يبدأ رحلته ويُريد أن يُصبح لاحقًا كاتب شهير ومرموق، فالمنطق يقول بكون الطريق يبدأ من تلك اللحظة التي تصل فيها إلى الناشر وتتعاقد فيها على كتابك الأول، فما قبل كل ذلك من محاولات ليست شيئًا يُمكن التعويل عليه بالصورة الكاملة، فالأمر لا يتعدى كونه محاولات في الجانب الخاطئ، إذ أن الجانب الصحيح الوحيد هو أن يصل الناشر إلى كتابك وتصل أنت إليه بجهدك الذي بذلت الكثير من الوقت فيه، لكن كيف يا تُرى يُمكنك القيام بذلك الأمر؟ هذا هو السؤال الذي سنحاول الإجابة عليه في السطور القليلة المُقبلة من خلال التعرض لكيفية الوصول إلى الناشر والتعاقد معه على الكتاب الأول، وما بعد ذلك طبعًا سوف يبدو سهلًا وممكنًا للجميع، فهل أنتم مستعدون لذلك الأمر الهام الفارق بالنسبة لأي كاتب شاب؟ حسنًا لنبدأ في ذلك سريعًا.

التعاقد على الكتاب الأول

الوصول إلى الناشر التعاقد على الكتاب الأول

لا شك أن الكتاب الأول يُشبه في فرحته المولود الأول، فأي شخص ينتظر أن يُحقق الكثير من الإنجازات في سماء الأدب، ويسعى لذلك منذ اكتشافه للموهبة، لكن الوقت الذي يشعر فيه أن ذلك الحلم ممكن فعلًا هو الوقت الذي يتعاقد فيه على كتابه الأول، فمنذ هذه اللحظة يكون كاتبًا فعليًا ويُصبح حلمه واقعًا ولا يكون عليه سوى الجد والاجتهاد من أجل الظفر بأعلى درجة ممكنة من التألق في هذا المجال، على العموم نحن لن نتسرع في تحقيق حلمنا، لن نكون مُندفعين، علينا أولًا أن نعرف بأن التعاقد على الكتاب الأول أمر ليس ممكن بسهولة كما قد يتخيل البعض، فقبل ذلك يجب أن نصل إلى الناشر ونتحدث معه بخصوص الكتاب وطباعته وتنسيقه وتصميم الغلاف المناسب له، وكل ذلك يحتاج لتخطيط وترتيب، لكن أولًا تأتي خطوة الوصول إلى الناشر ، فكيف يُمكننا القيام بها؟

كيفية الوصول إلى الناشر

الوصول إلى الناشر كيفية الوصول إلى الناشر 

الآن نأتي للنقطة الأهم في مقالنا والمتعلقة بكيفية الوصول إلى الناشر وبالتالي تحقيق الحلم بالتعاقد على الكتاب الأول، فنظريًا الأمر يبدو صعبًا وباعثًا على الإحباط، لكن نظريًا يبدو كل شيء ممكنًا إذا ما اتبعنا بعض الطرق التي يُمكن من خلالها تحقيق هذا الحلم، وأهم هذه الطرق استغلال مواقع التواصل.

استغلال مواقع التواصل

هناك سلاح قوي جدًا لا يستخدمه البعض على الرغم من أنه قد يُسهل الكثير والكثير جدًا من الأمور، هذا السلاح هو مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت في الوقت الحالي ضرورة من ضرورات الحياة، والأمر ببساطة أنه عندما تكون أنت عزيزي الكاتب ممتلكًا لحساب على موقع تواصل، وفي نفس الوقت ثمة ناشر يمتلك موقع تواصل كذلك، فسوف يُصبح التواصل في نهاية المطاف سهلًا للغاية بينكما، فكل ما عليك هو إرسال رسالة تحمل اسمك ومؤهلاتك وعملك الذي تريد نشره إلى صفحة ذلك الناشر، ثم بعد ذلك سيُقرر ذلك الناشر إما التواصل معك بطريقة أسهل، تلفونيًا مثلًا، إن كانت هناك نية للتعاقد على الكتاب والتعامل سويًا، أو سيرسل رسالة اعتذار عن الأمر برمته، في النهاية سيحدث الأمر الذي نريده بالأساس، التواصل.

الذهاب إلى العناوين المعروفة للدور

كل دار ناشر تمتلك ما يُعرف باسم محل الإقامة، إذ أنه لا يُمكن بأية حال من الأحوال أن يتواجد ناشر دون أن تكون له تفاصيل دقيقة يُمكن من خلالها الوصول إليه، على العموم، إذا لم تكن تمتلك فكرة عن مواقع التواصل وعملها فإن الحل هنا يكمن مباشرةً في الذهاب إلى تلك العناوين التي يُمكن الوصول إليها بالسهولة، والحقيقة أن ذلك الحل يبدو أكثر أمنًا من غيره، فأنت هناك لن تتمكن من الوصول إلى الناشر وحسب، بل كذلك ستكون هناك إمكانية لتسليم العمل الخاص بك أو الكتاب الذي تود نشره بنفسك، وهو ما يعني زيادة فرصة الاهتمام بذلك العمل بكل تأكيد.

الاستعانة بصديق كوسيط لتتمكن من الوصول إلى الناشر

هل لديك صداقة مع أي شخص له علاقة بمجال النشر والكتابة والأدب؟ حسنًا، من الأفضل أن يكون لديك ذلك الشخص لأنه سيُساعد كثيرًا في عملية الوصول إلى الناشر ، فالكثير من الكتاب الشباب يحلمون بالوصول إلى الشخص أو الكيان الذي يُمكن أن يُساعدهم في تحقيق حلمهم بالنشر، وهذا الكيان هو الناشر طبعًا أو دار النشر بشكل عام، على العموم، تلك الدار تستقبل مئات الأعمال وربما آلاف، وبالتالي لا تكون هناك فرصة كبيرة لقراءة عملك أو منحه الأهمية الكبرى، وهذه هي النقطة التي سيُساعدك فيها صديقك المنتمي إلى تلك الصناعة بشكل أو بآخر، حيث أنه سيجعلك تصل إلى الناشر بشكل أسهل وسيمنحك امتياز مبدأي عن البقية، وما بعد ذلك يتعلق بقدراتك وموهبتك.

الحصول على جائزة كُبرى

كذلك من الأمور التي تُسهم جدًا في عملية الوصول إلى الناشر أن تحصل عزيزي الكاتب الشاب على جائزة كبرى في مجال الأدب، لا يهم أن تكون كبرى من الناحية المادية وإنما يجب أن تكون جائزة مصحوبة باسم وصدى كبير، ذلك الصدى تحديدًا هو ما سنقوم باستغلاله من أجل الوصول إلى ذلك الكيان الذي سيساعدنا في تحقيق حلمنا بالنشر، فعندما تتواصل مع الناشر بأي شكل من الأشكال، سوى تلفونيًا أو من خلال مواقع التواصل، فبكل تأكيد سوف يعرفك من اسمك ويعرف أنك فلان الفلاني الذي حصل على جائزة ما، وبالتالي أنت بالنسبة له شخص فوق التقييم، بمعنى أدق، تلك الجائزة سوف تمنحك امتياز خاص وستذلل مهمتك التي تبدو صعبة حال عدم قيام بكل ما سبق، وعلى رأس هذه الأمور الحصول على جائزة.

تكوين قاعدة جماهيرية

أيضًا من الأمور الهامة التي يجب وضعها في الحسبان أن الجمهور يحمي نجمه ويُعطيه الأفضلية دائمًا، فعندما تكون شخص مُجرد من أسلحة هامة مثل الجمهور فإن الناشر قد يُجازف بالنشر لك، وبالتالي لن يكون مُقدمًا على فكرة التواصل معك، بخلاف طبعًا أن تكون شخص ذو شعبية، والشعبية من القراء تعني أنك عندما تطرح كتابًا في الأسواق فسوف تُباع كميات كبيرة منه، وهذا بالتأكيد ما يُريده الناشر ويسعى إليه، ولذلك لن يتردد عن التواصل معك، بل ربما يصل الأمر إلى تواصله معك أولًا دون أن تحول أنت الوصول إليه أساسًا، فكما ذكرنا، أنت تمتلك درع الجمهور الأهم من كل شيء.

الوصول إلى الناشر والتعاقد على الكتاب الأول

الآن أنت عزيزي القارئ قد حققت حلمك ووصلت إلى الناشر بالفعل، وكل ما ينقصك من أجل رؤية كتابك مطبوعًا ومتاحًا في المكتبات أن تقوم بالتعاقد على الكتاب الأول لك، ولأنه الأول، ولأنك بالتأكيد غير مُلم بتفاصيل الموضوع كاملة، فبكل تأكيد سوف تكون في حاجة إلى معرفة كيفية القيام بعملية التعاقد تلك، وهذا يحدث من خلال عدة طرق أهمها قراءة العقد.

قراءة العقود جيدًا

أهم شيء يجب عليك عزيزي الكاتب الشاب القيام به فور الوصول إلى الناشر والجلوس لتوقيع عقد الكتاب الأول أن تحرص كل الحرص على قراءة العقود بشكل جيد، فهذا أمر في الحقيقة مصيري ويُمكن وصفه بأولى درجات السلم، إذ أنه من الممكن أن يكون عقدًا مميزًا يجعلك لاحقًا تُقدم على هذه العملية وتتابع الكتابة أو من الممكن جدًا أن يكون عقد مُجحف، على العموم لا تترك أي بند دون القراءة أكثر من مرة، كذلك يجب عليك اللجوء إلى محامٍ أو شخص مُتخصص في هذه الأمور القانونية إذا كان هناك شيء لا تفهمه أو تريد التأكيد منه أكثر من مرة، وإياك والإحراج من السؤال عن أي تفصيله موجودة بالعقد، فإذا وقعت بالفعل لن يكون لسؤالك أي قيمة، ولا تنسى أن العقود التي وقعتها هي التي ستبين طريقة التعامل لاحقًا.

عدم الوقوف كثيرًا عند النسبة المُستحقة

بعض الكتاب الشباب يرتكبون خطأ كبير في بداية تعاقدهم وفي طريقهم لصعود سلم المجد، ذلك الخطأ يتمثل في وقوفهم كثيرًا أمام فكرة النسبة المُستحقة، وهل هي نسبة كبيرة تجعل لهم شأن مرتفع أم أنها نسبة صغيرة تضعهم في مصاف الكتاب الذين ليس لهم قيمة، وكل هذا طبعًا حديث لا يمت للمنطق بصلة، وخصوصًا لذلك الكاتب الذي لا يزال بعد يستكشف طريقه، فهو لن يستفيد بأي شكل من الأشكال من هذه النسبة مهما كانت، بل يجب أساسًا أن يحاول التغاضي عنها لأن ما يهم فعلًا أن يكون له كتاب مطبوع وموجود في الأسواق، بعد ذلك يُمكنه الانطلاق من هذه النقطة وتحقيق النجاحات المختلفة، لكن أن ينظر إلى هذه الأمور في البداية ويضع العقدة في المنشار فهذا بالتأكيد سيوقف المراكب السائرة.

التأكد من تعاملات الناشر السابقة

لنفترض الآن أن فكرة الوصول إلى الناشر قد تمت بنجاح وأنك عزيزي الكاتب الشاب تجلس الآن أمام الناشر، هذا جميل طبعًا، لكن قبل ذلك لا تزال هناك خطوة يجب عليك القيام بها بالشكل الأمثل، وهي أن تسأل عن ذلك الناشر وتعرف كيف تمت تعاملاته السابقة مع الكتاب السابقين، فبكل تأكيد نحن لا نسأل عن فكرة تواجده من العدم، فهذا أمر مفروغ منه، لكن ما نريد التأكد منه هنا كيفية تعامله مع الذين سبقوك من الكتاب وهل هو فعلًا متجاوب ومتفاهم وأمين، أم أنه شخص يتعمد النصب عليك وسرقة حقوقك، والحديث ليس عن حقوقك الأدبية وإنما بقية الحقوق التي قد يكون أبسطها عدم منح أي أهمية لكتابك بخلاف طبعته، كأن يُصبح هو والعدم سواء لاحقًا.

المتابعة بعد الوصول إلى الناشر

هناك أمر في غاية الأهمية يجب القيام به عند التعاقد على الكتاب الأول بعد الوصول إلى الناشر بنجاح، هذا الأمر يتعلق بالمتابعة الذي تكون منك عزيزي الكاتب وكذلك من الناشر، فالكاتب يجب أن يتابع الناشر في تجهيزات الكتاب ومراحله من غلاف وتنسيق وتصحيح لغوي وطباعه، أما الناشر فهو يتابع الكاتب بكل جديد يتم بعد نشره للكتاب وما وصل إليه في المكتبات واستقبال القراء له وما إلى ذلك من أمور تتعلق بالاهتمام الذي يجب الاتفاق عليه منذ البداية.

ختامًا عزيزي القارئ، بكل تأكيد خطوة الوصول إلى الناشر كما اتضح من الشرح خطوة في غاية الأهمية، وهي تُمثل كل شيء في تحقيق ذلك الحلم الذي يُراود كل من يمتلكون الموهبة، وغالبًا ما سنتمكن من تحقيق حلمنا حال اتباعنا لهذه الخطوات المذكورة، وإذا لم يحدث فسنكون قد اقتربنا كثيرًا.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثلاثة عشر − ثلاثة =