تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » كيف تتغلب على الوجه العبوس وتصبح أكثر بشاشة مع الآخرين؟

كيف تتغلب على الوجه العبوس وتصبح أكثر بشاشة مع الآخرين؟

مشكلة الوجه العبوس من المشاكل الخطيرة التي تواجه أولئك الذين يتعاملون مع فئات مُجتمعية كبيرة، إذ أن ذلك الوجه سيُسهم في تقليل التواصل مع الآخرين وقطع الود بينهم، وبالتالي لن يكون من الممكن النجاح في التواصل معهم.

الوجه العبوس

لا شك طبعًا أن التغلب على مشكلة الوجه العبوس واحدة من أهم الأمور التي تدور في أذهان أولئك الذين يطمحون في تغيير أنفسهم نحو الأفضل والأكثر مناسبةً، فليس من المعقول أن توصف نفسك بالإنسان الجيد وأنت شخص ينفر منك الآخرين بسبب ذلك الوجه العبوس الذي تمتلكه، ثم إن امتلاك هذا الوجه ليس مشكلةً بالمعنى الأدق للمشكلة، فهو ليس عيب خُلقي لا يُمكن تغييره، وإنما هو أمر حدث بسبب التعود عليه ويُمكن تغييره أيضًا بالتعود على شيء غيره، على العموم، في السطور القليلة المُقبلة سوف نتعرف سويًا على كيفية التخلص من مشكلة الوجه العبوس وكيف يُمكننا التغلب على هذه المشكلة بما يضمن عدم الانخراط في أي تصنيف سيء من الآخرين، فهل أنتم مستعدون للقيام بذلك الأمر؟ حسنًا لنبدأ سريعًا.

العبوس في وجه الآخرين

الوجه العبوس العبوس في وجه الآخرين

بدايةً دعونا نتعرف على ماهية الوجه العبوس الذي جعلناه مشكلةً لنا وجلسنا الآن من أجل البحث عن حلول له، فالعبوس هو المضاد للابتسام، أو الوجه المُبتسم إن جاز التعبير، وطبعًا من الممكن جدًا أن يكون هناك شخص لا يُحبذ الابتسام ولا يُريد أن يكون مبتسمًا طوال، لكن أيضًا لا يُمكن بأية حال من الأحوال أن يكون هناك شخص عابس ولا يبتسم أبدًا، فكلا الأمرين لا يستقيمان، وربما من هذا المنطلق أصبح الوجه العبوس مشكلة، خصوصًا وأنه لا يُقابل أبدًا بشكل جيد من الآخرين، فحتى لو كنت شخص سيء وتستحق أن يكون الآخرين غير مُبتسمين في وجهك فلن تقبل على الإطلاق أن تُقابل بوجه عبوس، ولذلك من مهمتنا في السطور القادمة أن نُبين لك عزيزي القارئ كيفية التخلص من هذه المشكلة إن كانت جزء أصيل منك أو حتى كانت في شخص قريب منك يشغلك أمره ولا تُريده أن يكون مُنفرًا للمحيطين به.

كيفية التغلب على مشكلة الوجه العبوس

الآن نحن نأتي للجزء الأهم في مقالنا، فبعد أن اعترفنا بأن الوجه العبوس مُشكلة فإننا وبكل تأكيد سوف نسعى للتخلص من هذه المشكلة بالشكل الأمثل لها، والأمر هنا ليس مستحيلًا، وإنما يُمكن تحقيقه من خلال بعض الطرق أهمها قمع فكرة الخوف من الُمحيطين بك، فهذا هو السبب الأقوى والذي يؤدي إلى جزء يزيد عن النصف من المشكلة.

طرد فكرة الخوف من الغرباء والأقرباء

أكثر ما يجعلك تضع الوجه العبوس أمام الآخرين أنك أساسًا تشعر بالخوف الشديد منهم، وهذا ليس لشيء سوى أنك مُصاب أساسًا بفوبيا الخوف من الغرباء، وبالتالي أنت لا تتقبل أي شيء منهم وتُحاول طوال الوقت الابتعاد عنهم، وفي تلك اللحظة التي تراهم فيها تشعر بالعبوس تجاههم، كل هذا يتضافر ليُسبب في النهاية هذه المشكلة التي نحن بصدد التحدث عنها الآن والتي يُمكن التخلص منها بسهولة عن طريق طرد فكرة الخوف من الآخرين سواء كانوا غرباء أم أقرباء، في النهاية كل ما عليك أن تُخبر نفسك باستمرار بأن هؤلاء لا يستهدفون أذيتك بأي شكل من الأشكال وأن كلمة غرباء لا تعني بالضرورة أنهم أشخاص ليسوا جيدين، وهذا هو الطريق الأول، وربما الأهم، لحل هذه المشكلة.

الدعاء وطلب العون من الله

اللجوء إلى الله واحدة من أهم الطرق التي يُمكنك من خلالها التخلص من هذه المُشكلة، فعندما تقتنع تمام الاقتناع أنك مُصاب بفوبيا الوجه العبوس وأن هذا الأمر سوف يجعل الآخرين ينفرون منك فبكل تأكيد لن يكون أمامك سوى الهرب من ذلك عن طريق الدعاء، والدعاء هنا يجب أن يشمل تلك المشكلة على وجه التحديد كأن تقول في صلاتك اللهم حبب فيّ خلقك وحبب خلقك إليّ، فبهذه الطريقة سوف تنظر إلى الناس نظرة أخرى ويتغير هذا الوجه العبوس ، وبشكل عام فإن التقرب إلى الله حل سحري لأي مُشكلة مهما كانت قوة تلك المشكلة أو استحالة حلها بالصورة الطبيعية، الله يمتلك الحلول لكل الأشياء، تلك حقيقة وليست مجرد مقولة يتم ترديدها.

النظر مرة أخرى إلى العلاقات

هل تعرف لماذا أنت مُصاب بهذا الوجه العبوس الذي يُنفر منك الآخرين؟ ببساطة لأنك شخص تنظر نظرة مختلفة تمامًا إلى العلاقات، أنت ترى أن الناس هنا موجودين من أجل استغلالك، وأنه ثمة وجه آخر، مُختلف، لكل المُحيطين بك، وأنه مهما كانت الكيفية التي يُعاملك بها الناس حاليًا فبكل تأكيد سوف تتغير وسيظهر هؤلاء على حقيقتهم التي تظن أنك تعرفها وحدك، وهذه بالتأكيد كلها مشاكل تنتج عن نظرتك الغريبة للعلاقات، فأنت لا تعرف واجبات وحقوق الصديق ولا تعرف واجبات وحقوق الحبيب ولا واجبات وحقوق الأخ وفرد العائلة عمومًا، فكل هذه العلاقات أنت بحاجة للنظر إليها مُجددًا لتدرك الوضع الطبيعي لها وما يجب أن يُعاملك به الآخرين بمقتضاها، حينها سيتغير ذلك الوجه العبوس السيئ.

التمسك بممارسة الرياضة يوميًا للتخلص من الوجه العبوس

بعض الناس قد لا يعرفون ذلك وربما لا يُصدقونه أساسًا، لكن في الحقيقة الكثير من الأشخاص المُصابين بمشكلة الوجه العبوس يُعانون من ذلك فقط لأنهم أشخاص لا يتمتعون ببنية جسمانية سليمة!، أجل كما ترون الكلمات أمامك تمامًا، البنية السليمة سبب من أسباب ضعف التعبيرات والملامح، وبالتالي يبدو وجهك وكأنه عبوس على الرغم من كونك في الحقيقة لا تتعمد ذلك، وهنا كل ما هو مطلوب منك أن تبتسم، فقط مجرد الابتسام يُمكن أن يكون كفيلًا بحل هذه المشكلة التي تواجهك، وكل ما يلزمك للابتسام أن تُمارس الرياضة، أيضًا على الجانب الآخر الرياضة فعل مُريح نفسيًا، وأنت بالتأكيد سوف تكون عبوس الوجه إذا لم تكن مرتاحًا نفسيًا، هكذا يحدث الأمر باختصار شديد.

الثقة في نفسك وفي الآخرين

الوجه العبوس الثقة في نفسك وفي الآخرين

ضمن طرق وكيفيات التخلص من الوجه العبوس لا تنسى عزيزي القارئ فكرة الثقة التي تُعتبر أساس المُعاملات وأساس التعبيرات والنظرات وكل ما يظهر على الوجه بشكل عام، فالإنسان عندما لا يكون واثقًا في نفسه سوف يكون أمامه حلين للتخلص من تلك المشكلة، إما أن يتظاهر بالابتسام وإما أن يكون فاشلًا في التظاهر وبالتالي يُظهر الوجه العبوس، وحل تلك المشكلة أن يكتسب ثقته في نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة لذلك، أيضًا فقدان الثقة في الآخرين يجعلك لا تُريد أبدًا أن تمنح لهم المبادرة، والمبادرة من وجهة نظر البعض هي الابتسام في وجوههم، ولذلك فإن أول ما تُعطيه لهم، وتكون مُتعمدًا ذلك بشدة، الوجه العبوس، إذًا الثقة وعدمها يُلخصان الأمر برمته.

ختامًا عزيزي القارئ، ليس هناك شك طبعًا في أن السطور القليلة الماضية قد أوضحت بشكل لا يحتمل الشك أن الوجه العبوس مُشكلة كبرى يجب الشعور بوجودها أولًا ثم بعد ذلك الشروع في وضع حلول منطقية لها، وربما تلك الحلول المذكورة تُفيد لكنها بكل تأكيد لا تُمثل كل الحلول المتوفرة لهذه المشكلة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثمانية عشر + ثمانية عشر =