تسعة
الرئيسية » معتقدات وظواهر » المعجزات والعقل الباطن : ما علاقة المعجزات بالعقل البشري ؟

المعجزات والعقل الباطن : ما علاقة المعجزات بالعقل البشري ؟

لا يمكن الفصل بين المعجزات والعقل الباطن ، فالمعجزات مرتبطة بعالم العقل والجزء الباطن منه على وجه الأخص، ولطالما اعتبرت المعجزات نوعًا من التأثير العقلي.

المعجزات والعقل الباطن

المعجزات والعقل الباطن هم عمودين قد عمقهم التاريخ في أساس بناء ضخم اسمه الأساطير وأن هناك أشياء كثيرة كانت تحدث في الأزمنة القديمة ليس لها تفسير في حينها، ومن ثم بفضل تأريخ منمق ومبالغ فيه حدث وأن وجدت الأساطير بل وصدقت بعض الشعوب الأساطير، ومن هنا كانت بداية بعض الديانات والعقائد المبنية على جهل الشعوب ببضعة أشياء تحدث لهم ببساطة ولتفسيرات في وقتنا الحالي طبيعية جداً. ولكن في ذلك الوقت من الزمن حيث لم يكن هناك تفسيرات أو علم من الأساس بل كان الكل يعتمد في حياته على الطبيعة فلو حدو شيء غريب سيصير معجزة ويترسخ في عقل الآخرين أنه معجزة بشكل فعلي. وهنا هو الوصال بين المعجزات والعقل الباطن لدى البشر والذي من الممكن أن يحدث منه بضعة أشياء حتى يومنا هذا في هيئة أشياء تدعى خرافات في الوقت الحاضر ولكن الذي لا يعرفه الكثيرين أن الخرافات هذه كانت حقائق في الزمن القديم وتوارها الأجيال مراراً وتكراراً حتى صارت حقائق في ذهن بعض الناس. ومن ضمن بعض هذه الخرافات ما أطاحت بعيون واحد من أعظم الأدباء في التاريخ وهو طه حسين، فحين كان صغيراً ويعاني من مرض الرمد في عينه وضعوا له أهله خلطة مغلوطة قائلين إن هذه ستشفيه وفي الأخير صار الفتى أعمى طوال عمره. وهناك أشياء وأمثلة غريبة تجدها في الناحية الأخرى إيجابية حيث هناك مثلاً خرافات تقول إنك عندما تعاني من الصداع انظر إلى السماء وقل اسمك سبع مرات وسيخف الصداع تدريجياً وهناك من فعلوا هذا وقالوا إنه أتى بنتيجة فعلية، وهناك أيضاً الكارتون القديم الذي كان فيه البطل طفل إذا عطس يصير بطل خارق وكان عندما يريد أن يكبح نفسه عن العطس يعد من واحد إلى سبعة وهذه أنا نفسي جربتها ونفعت معي أحياناً كثيرة. الفكرة هنا ليست الطريقة بل الفكرة هي العقل وهذا هو ما سنوضحه لك في هذا المقال عزيزي القارئ.

المعجزات والعقل الباطن والعلاقة الوثيقة بينهما

الشفاء والعقل الباطن

فكرة الشفاء تعتمد على المعجزات والعقل الباطن حيث الشفاء من شيء قال عنه الجميع أن لا شفاء له فهذا في حد ذاته يعد معجزة وتحدي كبير للطبيعة التي قالت إن هذا الشخص لن يعيش بسبب مرض معين أو شيخوخة معينة أو أي سبب. المعجزة هي الحياة من بعد فقدان الأمل في الحياة والوشك على الموت. ما هي إذاً علاقة العقل الباطن بكل هذا وبالشفاء والعودة من الموت إلى الحياة؟ فإن جئت للحقيقة ستجد أن العقل هو أساس كل هذا، العقل هو الأهم من كل الأجزاء الجسمية في جسد الإنسان وخير دليل هو ما سيحدث في 2017، ستتم أول زراعة جسد بالكامل وفي هذه العملية شخص يعاني من نوع من أنواع الشلل الذي يتزايد بشكل دائم حتى يصل إلى العضلات اللاإرادية والتي منها القلب والرئتين ومن ثم سيموت هذا الشخص لذلك قرر أن يخوض تجربة فيها يأخذون رأسه ليضعوه في جسد ميت حديثاً، وقد تقول أن هذا درباً من دروب الجنون ولكن الحقيقة أنه في 2016 حدثت هذه التجربة على قرد ونجحت ويجب أن يُوضع الشخص في غيبوبة مقصودة لمدة شهر تحت الملاحظة الشديدة جداً لئلا يتحرك. ومن هنا أردت أن أعرض فقط أن العقل هو الأهم في الحياة حيث أن الجسد ليس سوى وسيلة تنقل الوعي أو العقل من مكان إلى مكان أو من حيز إلى حيز زماني ومكاني. ومن خلال تلك الفكرة نعرف أن العقل هو المتحكم وما سيصدق عن جسدك ستأمره بتنفيذه، وإن صدق الإنسان قوة عقله على جسده سيكون قادراً على التغلب على المرض والشفاء، الطاقة العقلية والنفسية هي الأهم من كل الأدوية الطبية.

وهل للعقل القدرة على الشفاء؟

الحقيقة نعم وهذه هي المعجزات والعقل الباطن ولا أحد يعلم كيف يحدث هذا فأحياناً كثيرة وجد الأطباء أن التحفيز العقلي بل والإيهام العقلي بالشفاء وجعل الشخص موهوم أنه شفي يجعل العقل يتعامل مع الجسد على أنه شفي بالفعل ومن ثم تجد العلاقة بين المعجزات والعقل الباطن حدثت حيث يشفى الشخص فعلاً لمجرد أنه اقتنع بذلك. هناك أشخاص يدعون أنهم يملكون قوة على الشفاء باللمس مثلاً وأنها قوة إلهية والناس تصدق هذا ولا أحد يعلم الحقيقة، هل فعلاً يملكون موهبة شفاء والناس فعلاً يشفون بسببهم أو بسبب لمسة أم إن العقل الباطن للمصدقين هو السبب في شفاءهم بسبب إيمانهم بالشفاء كان هو وراء تحفيز جسدهم لعلاج نفسه؟ لا أحد يعرف أين هي الحقيقة في وسط كل هذا ولكن هذا أو ذاك فالاثنين لهم علاقة وطيدة بعقل الإنسان الذي يستطيع أن يفعل أشياء العلم نفسه لم يصل إليها حتى الآن.

المرض والعقل الباطن

من ضمن علاقات المعجزات والعقل الباطن وفكرة الإيهام هي الأمراض وهناك أشخاص ونقابلهم يومياً في حياتنا بصورة يومية من الذين يعتقدون أنهم يعانون من جميع الأمراض ويبدئون في وصف أعراض تشابه أمراض هم يعتقدون أنهم يعانون منها بالفعل ولكن الحقيقة انهم لا يعانون من أي أمراض. ولكن المعجزات والعقل الباطن يفعلان هذا حيث الألم يصبح حقيقة في العقل لأن العضو الحقيقي الذي يشعر بالألم هو العقل وليست الأعضاء الأخرى، فلو لم يكن هناك عقل لن يكون هناك ألم، ومستقبلات الألم تصب إشاراتها إلى العقل ليترجمها إلى ألم، إذا وبعد هذه المعلومة ما بالك إذا كان أحدهم يتخيل ألم معين فالأمر يسير بالناحية العكسية حيث الخيال يوصل إشارات إلى العضو أنه متعب فيحدث وأن العضو فعلاً يصدق الخيال أو الوهم ويتألم ومن ثم يشعر الشخص بألم فعلاً. والأطباء هم أكثر من يعانون مثل هذه الشكاوى بسبب معرفته الواسعة بالأعراض المختلفة للأمراض. في أول حلقة لمسلسل دكتور هاوس الطبي الشهير جداً، أعطى الطبيب هاوس إلى أحد المرضى حلوى وقال له أنها دواء ومن ثم جاء المريض في ثاني مرة وهو فرح جداً بالعلاج ويطلب منه المزيد وهو ليس علاج إنما الطبيب خدع عقله فصدق عقله الشفاء.

الموت والعقل الباطن

وهو من ضمن المعجزات للعقل الباطن وبالفعل يموت البعض بسبب التفكير في ذلك كثيراً ولا سبب أخر، وربما يعتقد البعض أن هذا هراء ولكن دعني أحدثك بشكل منطقي إن كان أحدهم يشعر باستمرار أنه يريد أن يهرب من الموت فهو في الأخير سيجد نفسه مجنون بالموضوع لأنه سيبدأ في الاعتقاد أن أي شيء سيميته. وهذا هو سبب إقران المعجزات والعقل الباطن مع بعض، فربما يكون العقل الباطن ينفذ بعض الأشياء بصورة غريبة عن العقل الواعي. لذلك حاول دائماً أن تكون متزن نفسياً لأن الاعتقاد أن المرض هو من سيميتك فهذا سيجعل الأمر وارد جداً ولكن إن أمنت أنك يمكن أن تهزم الأمراض وأن إرادتك قد تغلب الموت أحياناً جولة أو جولتين، لأن بالطبع في النهاية الموت هو المنتصر الأكبر في التاريخ، ولكن ما نتحدث عنه هو أن تحيا طبيعي فالتفكير بطريقة إيجابية وإيمانية ستجعل الأمل متاح. لذلك عزيزي القارئ أرشح لك الإيمان بالخرافات لو كانت ستؤدي بك للحياة مهما كانت فهي أولاً وأخيراً محاولة وأمل وربما تجده في يوم من الأيام بطريقة غير متوقعة.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

تسعة عشر − 6 =