تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » القديس فالنتين : كيف أصبح قديسًا رمزًا لعيد الحب حول العالم ؟

القديس فالنتين : كيف أصبح قديسًا رمزًا لعيد الحب حول العالم ؟

القديس فالنتين هو الشخص الذي يسمى عيد الحب باسمه حول العالم، لكن كيف حدث ذلك؟ وهل من الممكن أن يصبح قديسًا رمزًا للحب والغرام؟!

القديس فالنتين

هل سألت نفسك يومًا عن عيد الحب؟ يوم القديس فالنتين كما يشيع عنه؟ من أين جاء ولماذا عيد حبٌ وورودٌ حمراء؟ ألا يكفي الأحبة أن يتلاقوا في أعياد حبهم الخاصة؟ لماذا هناك يومٌ خاصٌ للعشاق حول العالم كله؟ إن لكل شيءٍ بداية فلم يستيقظ العالم فجأة ويقرر الناس أنهم يريدون أن يحتفلوا بيومٍ عالميٍ للحب يهدونه لكل العشاق وينبذون منه العزّاب، كانت بداية قصة هذا اليوم هو القديس فالنتين والذي حظي ذلك اليوم باسمه تكريمًا وتخليدًا لذكراه، قد يحدث اختلافٌ في الآراء وبين الأديان على حقيقة يوم العشاق والاحتفال بعيد الحب بين مؤيدٍ ومعارض وبين من أخذها بصورةٍ دينيةٍ جعلته يقدسها أو يحرمها ومن أخذته نظرته التعصبية لدعمها أو دحضها تبقى الحقيقة التي أدت لظهور عيد الفالنتين ثابتة، وهي أن الإنسان عقلٌ وقلب وأنه خُلق ليأنس ويحب وأن الحب فطرةٌ وغريزةٌ وحقٌ شرعيٍ لكل شخصٍ لا يمكن لأحدٍ أن ينزعه منه مهما كانت الظروف، الحب شعلةٌ مضيئةٌ سواءً في ظلام الفقر أو تحت دوي القنابل أو في القطب الجنوبي في قبرٍ جليدي، أحيانًا يكون الحب هو كل ما يملكه الإنسان ليحيا فإن سلبته منه قتلته!

القديس فالنتين وارتباطه بعيد الحب حول العالم

عن القديس فالنتين

كانت قصة القديس فالنتين من أكثر القصص والحكايات حيرةً وغموضًا حتى الآن، والقديس نفسه حدث الكثير من الخلط بينه وبين عدة قديسين آخرين يحملون ذات الاسم، أما بالنسبة لقصة حياته وحقيقته فحدث ولا حرج، أساطير وحكايات من كل شكلٍ ونوعٍ لكن بعضها اتفق في نقاطٍ أساسية مثل أن القديس فالنتين لم يكن راضيًا تمام الرضا عن الحال السياسية والدينية التي عاش فيها في ذلك الوقت، وهو ما جعله يعبر عن تمرده بعدة أشكالٍ أودت بحياته وساقته للموت في النهاية، عاش القديس فالنتين في روما بإيطاليا وعرف التاريخ ثلاثة قديسين باسم فالنتين في ذلك الوقت كان أحدهم بالتأكيد صاحب قصتنا، كانت بداية تمرده أنه كان يناقش إيمانه بصوتٍ مرتفع ويعبر عن شكوكه ومعتقداته في الديانة الوثنية وفيما كان يعبده أهل روما في ذلك الوقت ويخبرهم بإيمانه ويحاول هدايتهم للدين المسيحي، ووقع في يد أحد القضاة بسبب كلامه وأخذ يناقش معه منطقية حياة المسيح وبداية الدين المسيحي وفي لحظةٍ ما وضعه القاضي في اختبارٍ فجاء له بابنته الضريرة وطلب منه أن يرد لها بصرها فيُقال أنه رده لها وأخبره القاضي أنه سيفعل له أي شيءٍ يطلبه، فكان ما طلبه القديس فالنتين من القاضي أن يهدم كل التماثيل لوثنية حول بيته ويصوم ثلاثة أيامٍ بعدها يخضع للتعميد ويدخل في الدين المسيحي، وبالفعل قام القاضي وعائلته وكل من يتبعه بذلك ودخلوا في الدين المسيحي وأفرج القاضي عن كل السجناء المسيحيين الذين تم سجنهم بسبب اتجاههم الديني، لم يتوقف القديس فالنتين عن دعوة الناس للدين المسيحي ومحاولة تغييرهم من الوثنية وهو ما جعل الأمر بالقبض عليه يصل إليه ثانيةً من الإمبراطور كلوديوس الثاني، وعندما وصل إليه حاول أن يستميل قلب الإمبراطور للدين المسيحي إلا أنه رفض وحكم عليه بالإعدام.

القديس فالنتين وعيد الحب

كانت تلك القصة التاريخية المذكورة والتي يحاول الجميع الاتفاق عليها، أما عن علاقة القديس فالنتين بالحب فلم يستطع أحدٌ إثباتها تمامًا لكن لم يتمكنوا كذلك من نكرانها لأن اليوم سُمي باسم الرجل فتستحيل أن تكون صدفة! هناك عدة حكاياتٍ وأساطير عن القديس فالنتين والتي ترتبط برأيٍ باطشٍ غاشمٍ للإمبراطور كلوديوس الثاني عندما رأى أن الرجل الأعزب يصنع جنديًا أفضل من الرجل المتزوج، وأن الحب والرفيقة والعائلة والأطفال تمثل قيدًا يربط قلب الرجل وروحه بوطنه فيجعله يرهب الموت ويخشى التضحية بحياته لإنه يتمنى العودة لحبيبته، بينما الأعزب لا شيء ينتظره في الوطن وموته كحياته وإقباله على المعارك أكبر فأصدر الرجل أمرًا غريبًا منع فيه كل الجنود الشباب من الزواج أو الارتباط وحرمه عليهم! كان القديس فالنتين واحدًا ممن لم يستطيعوا السكوت عن ظلمٍ بينٍ كهذا وأمرٍ امبراطوريٍ غاشمٍ يتحدى الطبيعة البشرية ذات نفسها! فبدأ يُزوج الأحبة سرًا ويساعدهم على اللقاء والتواصل بل إنه يُقال ساعدهم على الهروب من بلادهم ليتمكنوا من أن يعيشوا حياةً طبيعيةً هانئةً بحبهم بعيدًا عن تجبر إمبراطورهم، فكان ذلك واحدًا من أقوى أسباب القبض عليه عندما تم اكتشاف أفعاله تلك والزج به في السجن، وتقول أسطورةٌ أخرى أن اسمه ارتبط باسم عيد الحب لأنه عندما كان في السجن أحب ابنة سجّانه والتي كانت تزوره على فترات وكتب لها ورقةً ذيلها بتوقيع يقول “فالنتينك أنت.”

منتصف فبراير

لا يخفى على أحدٍ أن اليوم الرابع عشر من فبراير هو يوم عيد الفالنتين وأرجع البعض سبب اختيار ذلك التاريخ بعينه بأنه إعادةٌ لإحياء ذكرى إعدام القديس فالنتين ودفنه، والبعض الآخر مثل الفرنسيين والإنجليز ربطوا ذلك التاريخ بأنه بداية موسم تلاقي وتزاوج الطيور لذلك يجب الاحتفال به وجعله يومًا رومانسيًا للجميع، لكن القصة تقول أنه عندما انتشرت الديانة المسيحية في أوروبا ورغم محاولة الديانة الوثنية أن تنجو وسط أمواج المسيحية بدأ المسيحيون بالاحتفال بيوم الفالنتين وجعلوه في الرابع عشر من فبراير في محاولةٍ منهم للقضاء على عيد الخصوبة الوثني الذي اعتاد الناس إقامته في نفس الوقت من العام، كان عيد الخصوبة يقام يوم الخامس عشر من فبراير تمجيدًا وتقديسًا لإله الزراعة والخصوبة الوثني ولتمجيد مُكتشفي روما روميولاس وريموس، وتقول القصة أن هناك كهفًا عاشت فيه ذئبةٌ أم واعتنت فيه بروميولاس وريموس عندما كانا صغيرين ففي كل عامٍ يذهب بعض الكهنة إلى ذلك الكهف فيذبحون بعض الماعز ويريقون دمه في أرجاء الكهف ثم يأخذون جلده فيسبغونه بدمه ويطوفون به في أرجاء روما، يضربون به النساء والأرض إيمانًا منهم بأن ذلك يزيد من خصوبتهم وقدرتهم على إنجاب الأطفال وإنبات الزرع، وفي نهاية اليوم تبدأ مراسمٌ أشبه بالتزاوج غرضها اختيار شريك الحياة، حيث تضع كل الفتيات اللاتي لم يتزوجن بعد أسماءهن في إناء، ويأتي الرجال العازبون فيأخذ كل منهم اسمًا من الجرة فتتقدم صاحبته إليه وتصبح شريكته ويتزوجا في النهاية.

تطور الفالنتين

بالطبع كانت الأحوال مؤلمة ومظلمة أيام القديس فالنتين ما أودى بحياته ثمنًا لإيصال رسالته ومحاولته إحقاق عدلٍ سُلب من الناس، لكن مع مرور الزمن بدأت الأوضاع بالتغير وبدأت المسيحية بالانتشار، وبحلول القرون الوسطى أصبح القديس فالنتين بطلًا وصار الناس في كل أنحاء أوروبا يعرفون باسمه وحكايته، ومع الوقت تحول يوم الفالنتين إلى عيدٍ خاصٍ لكل حبيبين وليس مجرد إحياء ذكرى القديس، ووصل أول كارت معايدةٍ في التاريخ كله بالفالنتين إلى محبوبةٍ من حبيبها على هيئة قصيدةٍ شعريةٍ رومانسية كُتبت لها عام 1415م على يد دوق أورلينز الذي كان سجينًا وقتها لزوجته الجميلة، بعد ذلك بدأت تنتشر فكرة الكتابة والخطابات يوم الفالنتين وأصبح كل شخصٍ يشعر بالحب لآخر يحمل له خطابًا مكتوبًا بيده فيه لواعج قلبه وحقيقة مشاعره، بالطبع جعل تطور العصر تلك الخطابات اليدوية تختفي وتظهر مكانها الخطابات المكتوبة إلكترونيًا وفي عصر الإنترنت كادت أن تختفي الخطابات تمامًا لكن الحب يبقى كما هو.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

خمسة × 5 =