تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أمور الاسرة » كيف تتحكمين في الغضب من الأطفال إذا كنتِ أماَ عصبية؟

كيف تتحكمين في الغضب من الأطفال إذا كنتِ أماَ عصبية؟

إن الهدف من التربية هو تهذيب الطفل وتقويم سلوكه وجعل منه شخصية سوية نافعة لنفسها ولمن حولها. ولا تهدف التربية إلى إيذاء الطفل على الإطلاق. وطالما أن الأمر كذلك، فلابد من التحكم في الذات عند الغضب من الأطفال وعدم إيذائهم نفسيا.

الغضب من الأطفال

تعتبر مشكلة الغضب من الأطفال هي إحدى المشكلات الشائعة التي تقع فيها الكثير من الأمهات. والغضب في حد ذاته ليس هو المشكلة الكبرى، حيث أن جميع الأمهات يتعرضن للكثير من الضغوطات على مدار اليوم، كما أنهن لا يتمكن من أخذ القسط الكافي من النوم والراحة، مما يجعل من الصعب التحكم في أعصابهن وتمالك أنفسهن أمام المواقف التي تثير استفزازهن، ولكن المشكلة تكمن في التعبير عن الغضب بشكل يسيء إلى الطفل ويؤذيه. ولا يمكن أن ننكر أن الكثير من الأمهات يعبرن عن غضبهن حيال الأطفال عن طريق رفع الصوت أو الشتم أو الضرب أو غير ذلك مما يترك أثرا نفسيا سيئا لدى الطفل ويخلق منه شخصية سيئة تسيء لمن حولها كما يساء لها.

التحكم في الغضب من الأطفال

الغضب من الأطفال التحكم في الغضب من الأطفال

لأن جميع الأمهات معرضات لأن تشعر بالغضب الشديد في وقت ما عند التعامل مع أطفالها، لابد من تعلم التقنيات التي تمكنها من التحكم في غضبها، بحيث لا يترك أثرا سيئا يستمر مع الأطفال لوقت طويل ويشعرها بالندم في الوقت ذاته. ونورد فيما يلي أهم طرق التحكم في الغضب من الأطفال وعدم الانفعال عليهم:

اعرفي السبب الحقيقي للمشكلة

حيث أن أغلب المشكلات التي تحدث من الأطفال تكون بسبب المحيطين بهم. وعلى سبيل المثال، لو قام الطفل باللعب في أغراض الأم أو الأب أو أي شخص من العائلة بشكل سبب تلف هذه الأغراض فهذا ليس خطؤه. فالطفل يقوم بشيء طبيعي للغاية، وهو استكشاف العالم المحيط به، ولا يقصد من وراء ذلك الإساءة لمن حوله، وهو غير مهمل ولا عديم الإحساس بالمسؤولية ولا غير ذلك مما قد يقال له. وأما الحفاظ على الأشياء المهمة فهي مسؤولية الكبار، والطفل غير مسؤول حتى عن نفسه.

أسعدي نفسك واجعلي طاقتك إيجابية

لأنه في كثير من الأوقات تشعر الأم بالضغط النفسي الشديد ولا تتمكن من أخذ بعض الراحة، مما يؤثر على حالتها النفسية ويشعرها بالسأم من كل ما يحيط بها. وعند ذلك ستشعر بالغضب من كل ما يصدر من طفلها. وهنا لابد من أن تعطي الأم بعض الوقت للعناية بنفسها، كما لابد من أن تشعر بالرضا عن حياتها وأن لا تكون هناك الكثير من الأمور التي تزعجها، فهذا سيساعدها كثيرا في التعامل مع الطفل بشكل تربوي سليم، حتى لو أغضبها كثيرا.

هدئي نفسك حتى لا تفقدي سيطرتك

لأنه عندما يصدر من الطفل ما يغضب الأم فتثور هي وتغضب وترفع صوتها وتتصرف تصرفات متخبطة فإنها تفقد سيطرتها على أعصابها ويرتفع مستوى الأدرينالين في جسمها، وفي هذه الحالة لن يمكنها التصرف بشكل صحيح أبدا. وعلى عكس ذلك، لو تمالكت الأم أعصابها عند الغضب من الأطفال وابتعدت عنهم لعدة دقائق ستعود حازمة هادئة في الوقت نفسه وستتصرف بشكل يسهم في تربيتهم بشكل سليم دون أن يؤذيهم أو يفسد شخصيتهم.

لا تتوقعي أن يكون طفلك مثاليا

صحيح أن كل طفل له ما يميزه ويبدع فيه، إلا أنه ليس بالضرورة أن يبدع في الشيء الذي تحبينه أنت. والكثير من الأمهات يسعين في كل فترة من حياة الطفل إلى تعليمه شيء ما ويبذلن في سبيل ذلك الكثير من الجهد، فإذا كانت النتائج على عكس ما يتوقعن يصبن بالإحباط ثم يغضبن من الطفل ويسببن له الأذى. وكل ما عليك فعله هو أن تبذلي الجهد الذي يساعد على تعليم طفلك وأن تصبري عليه وتستمري في امتداحه وتعبري عن سعادتك بالنتاج، أيا كانت، وتسعي في تحسين مستواه.

افهمي دوافع طفلك للتحكم في الغضب من الأطفال

حيث أن ذلك يوفر عليك الكثير. فلو علمت بأن طفلك له عقلية تختلف عن عقليات الكبار وفهمت هذه العقلية لعلمت الدوافع وراء كل ما يقوم به. وهو ليس مستفزا أو يتعمد إغضابك، وإنما هو يستكشف العالم ويتحرك ليخرج طاقته ويتكلم ليتعلم، وهكذا. وحتى في حال قام الطفل بعمل شيء يشكل خطورة عليه بدافع استكشاف مهاراته أو العالم المحيط به فلا يدفعك الخوف عليه إلى الغضب والتلفظ بما يحبطه، بل تمالكي أعصابك وشجعيه على ما قام به ثم وضحي له فيما بعد مدى خطورة ذلك عليه أو على المحيطين به بهدوء.

تخيلي شعور طفلك وأنت تؤذينه

ولا أعتقد أنه عند القيام بذلك ستغضبين وتثورين، فالطفل بالفعل يتأذى كثيرا ويتأثر نفسيا بما تقومين به، فكوني أنت الداعمة له لا الهادمة.

تخيلي الأسوأ دائما

بمعنى أنه لو قام الطفل بفعل ما يزعجك فتخيلي لو أنه قد فعل شيئا آخر يؤذيه هو. وعلى سبيل المثال، لو قام الطفل بسكب زجاجة من الكلور على الأرض، فتخيلي لو كان قد ابتلع جزءا منها، ووقتها ستهدئين بالا وسيخف غضبك كثيرا.

تخلصي عند الغضب من الأطفال من طاقتك السلبية

حيث أن الكثير من الأمهات يخطئن عندما يكتمن غضبهن الذي يتراكم لفترات طويلة ثم يسبب انفجارا يحدث في موقف لا يستدعي الغضب على الإطلاق. اعلمي أن لكل إنسان طاقة لابد وأن تنتهي في وقت ما، وأنه لابد من التعبير عن الغضب بشكل أو بآخر والتخلص منها أولا بأول، حتى لا تؤثر طاقتك السلبية على جميع المحيطين بك، وأولهم الأطفال. وهناك أكثر من طريقة للتخلص من الغضب، ومنها الكتابة على الورق أو التحدث إلى أحد الأصدقاء، المهم أن لا يتسبب الغضب من الأطفال في وقت ما إلى إخراج الطاقة السلبية الكامنة كلها وإيذائهم بشكل كبير للغاية.

لا تقهري العنصر الأضعف

بمعنى أن لا يجعلك شعورك بالغضب بسبب شخص ما لا تستطيعين التغلب عليه وأخذ حقك منه تؤذين الأضعف منك، فهو لا ذنب له فيما يحدث، كما أنه لم يفعل ما يؤذيك. تخيلي عند الغضب من الأطفال لو أنك مكانهم وأن هناك من يتسلط عليك بدون داع، وعندها ستتوقفين عن ذلك.

وأخيرا، أقول لك إن مربط الفرس في التعامل مع أطفالك هو الرحمة والحب والتقدير، وهو شيء متبادل لو أعطيتيه ستجدي المقابل له وإن منعتيه فلن تجدي الابن البار المحب المطيع.

سارة الدالي

مترجمة وكاتبة، تخرجت في كلية اللغات والترجمة الفورية بجامعة الأزهر الشريف. محبة للقراءة والكتابة في جميع المجالات، وخاصة مجال الرواية.

أضف تعليق

اثنان × 2 =