تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » منوعات » كيف جسدت أدوار الشر في السينما المصرية بطرق مُختلفة؟

كيف جسدت أدوار الشر في السينما المصرية بطرق مُختلفة؟

الشر في السينما المصرية أو أي سينما بشكل عام من الأشياء الهامة التي تحظى بدور كبير وأهمية لدى المُتابعين على الرغم من أنها أدوار قد تبدو مكروهة وغير مُحبذة من الجمهور، لكنها تبقى مُهمة، فكيف جُسدت بالسينما يا ترى؟

الشر في السينما المصرية

لا شك طبعًا أن ظهور أدوار الشر في السينما المصرية لم يبدأ ويصل إلى تلك المرحلة التي يتواجد عليها الآن بصورة طبيعية وعادية، بل شهد خلال تلك الرحلة العديد من التغيرات والتطورات التي أعطت لنا في النهاية نفس المستوى أو نفس ما يُمكن الخلوص إليه من خلال هذه الأدوار، والأمر ببساطة أن أدوار الشر هذه كانت في مصر مُختلفة تمامًا عما يُمكن مشاهدته في السينما العربية أو حتى العالمية، ولا يُمكننا مثلًا الجزم بأن الاختلاف كان للأفضل بنسبة مئة بالمئة وإنما من الممكن كذلك أن يكون اختلافًا غريبًا وغير منطقي، المهم في النهاية أنه اختلاف ويستحق النظر إليه، على العموم، في السطور القليلة المُقبلة سوف نجعل مهمتنا الرئيسية هي التعرف على أدوار الشر في السينما المصرية وكيف تم تجسيدها بطرق مُختلفة وغير مُكررة وما هي يا تُرى أبرز الأدوار ومن أبرز الممثلين الذين أدوا هذه الأدوار، فهل أنتم مستعدون لذلك الحديث الهامة للغاية؟ حسنًا لنبدأ في ذلك سريعًا.

شرير السينما

الشر في السينما المصرية شرير السينما

في البداية دعونا نتعرف على ماهية شرير السينما قبل أن يأخذنا مسار الحديث لتناول ماهية هذا الشرير والكيفية التي يتجلى من خلالها في الأدوار المختلفة، فالشرير على الشاشة الصغيرة ممثل عادي، قد يكون بطلًا أو نجمًا أو ممثل مساعد أو ربما ممثل هامشي يؤدي دور صغير، المهم في النهاية أن ذلك الدور يظهر وكأنه مؤثر تمامًا في الأحداث، فهذه الشخصية سوف تُمثل لك الجزء المُظلم من الأحداث، إذ أنه كلما ظهرت أمامك على الشاشة سوف تشعر برغبة عارمة في خنق تلك الشخصية بيديك لو كان ذلك مُتاحًا بسبب قيامها بالكثير من المتاعب لشخصيتك المفضلة أو البطل، وهنا يجب الإشارة إلى شيء في غاية الأهمية، وهو أن الشخص الذي يتصدى للبطل خلال الأحداث هو ببساطة الشرير الذي نبحث عنه، هكذا دون أية مُقدمات وحتى لو كان بطلنا يقوم بالكثير من الأفعال السيئة، لكن تبقى فكرة الاقتراب منه ومعاداته خط أحمر بالنسبة للمشاهدين، والآن، وبعد أن أصبحنا تقريبًا مُجمعين على ملامح الشرير، يطفو السؤال المهم، ما هي يا ترى الكيفية التي تم استخدامها في تجسيد أدوار الشر وتحقيق النجاح بها فيما يتعلق بالسينما المصرية على وجه التحديد.

كيف جُسدت الشر في السينما المصرية ؟

الآن نأتي للنقطة المهمة في حديثنا والمُتعلقة بكيفية تجسيد أدوار الشر في السينما المصرية بالشكل الذي جعلها في النهاية تحصل على صبغة مختلفة أو تكون ذات طُرق متباينة عن بعضها البعض، ومن أهم أشكال التجسيد هذه استخدام التعبيرات الجسدية بالشكل الأقرب إلى الاعتماد عليها تمامًا.

الاعتماد على لغة الجسد

من الأمور المُسلم بها أن لغة الجسد تكشف غالبًا جزء كبير من هوية وشخصية الإنسان، لذا فإنه، ومنذ بداية ظهور أدوار الشر في السينما المصرية ، كان هناك اعتماد تام على الجسد من أجل إظهار كتل الشر هذه، وقد تمكن نجم مثل محمود المليجي من إجادة استخدام هذه الخاصية بشكل أكثر مثالية وكان الأفضل والأنجح بين الجميع.

الاعتماد على الكاريزما

كاريزما الشرير كانت كذلك حاضرة في السينما المصرية وظهرت كثيرًا في الأشرار الذين تناوبوا عليها من الممثلين، حيث أنه لا يُمكن أبدًا إغفال نجم مثل توفيق الدقن بقامته بتفوقه البدني وتعبيراته ونظراته، كل هذا في النهاية يضعنا أمام تجسيد تام لمعنى الكاريزما الذي نتحدث.

أشرار في السينما المصرية

الشر في السينما المصرية أشرار في السينما المصرية

ليس هناك خلاف طبعًا على أن التعرف على الشر في السينما يعني أننا كذلك مُطالبون بالوقوف على أشرار السينما لكي نضع صورة كاملة يُمكننا من خلالها إيصال الفكرة التي نتحدث عنها، ففي عالم السينما المصرية تناوب على دور الشرير أكثر ممثل، لكن كان الشرير الأول والأهم محمود المليجي.

محمود المليجي أشهر مؤدي الشر في السينما المصرية

بالطبع لا يُمكن الحديث عن الشر في السينما دون ذكر الرجل الأهم في هذه الصناعة فيما يتعلق بفكرة الشر والأشرار، وهو النجم محمود المليجي الذي يُمكن بالكاد ذكر دور أو دورين له ظهر فيهما بشكل عادي ولم يستخدم حالة الشر لديه، وما عدا ذلك فإن الرجل بلا مبالغة كان يوصف بأنه شرير بالفطرة، إذ أنه لا يحتاج إلى الكثير من المجهود حتى يُثبت للمشاهد أمامه أنه يُقدم شخصية شريرة وأن ما يقوم به محاولة لكي يكره الجمهور الشخصية التي يؤديها ولا يتعاطف معها، كل هذا يبدو من المُسلمات منذ الوهلة الأولى التي يظهر فيها هذا الرجل على الشاشات، وفي الحقيقة لا يُمكن تذكر دور بعينه لفيلم شارك فيه المليجي وظهر شريرًا مثاليًا، فتقريبًا كل الأدوار كانت تنتهج هذا النهج ونجح فيه، وهو يستحق بكل جدارة لقب الشرير الأول والأهم في السينما المصرية.

بالإضافة إلى محمود المليجي الذي تم ذكره، وفيما يتعلق بأبرز الكلاسيكيات الموجودة في السينما المصرية فيما يتعلق بمجال الشر فإن توفيق الدقن كذلك يشغل مهمة كُبرى ودور قيادي وحاليًا هناك كُثر لكن أبرزهم وأكثرهم إجادة خالد الصاوي.

ختامًا عزيزي القارئ، ليس هناك خلاف طبعًا على أن أدوار الشر في السينما المصرية قد قُدمت بواسطة ممثلين عاديين يُحبهم الجمهور خرج دور الشر الذي يُقدمونه ويحصلون كذلك على دور كبير من الاهتمام، لكن مما يجب ذكره أن الممثل الذي يحصر نفسه في هذه الأدوار يأخذ عنه الناس فكرة كونه شرير في المطلق، وفكرة الحصر نفسها خاطئة تمامًا.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

واحد + 8 =