تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » كيف تتعامل مع الشخصية المزاجية المتقلبة طوال الوقت؟

كيف تتعامل مع الشخصية المزاجية المتقلبة طوال الوقت؟

إذا كنت تعاني من كثرة التقلبات المزاجية وعدم ثبوتك على موقف ما قد اخترته من قبل فأعلم أنك تصنف ضمن نطاق الشخصية المزاجية ، وهذه الشخصية لها الكثير من الصفات والخصلات التي تكتسبها عن طريق البيئة أولًا والوراثة ثانيًا.

الشخصية المزاجية

يحمل كل فرد منا نمط شخصية ما تتحكم في تصرفاته وردود أفعاله وأشهر هذه الشخصيات هي، الشخصية المزاجية ، والنرجسية، والعدوانية، والاتكالية، والشكاكة، والانطوائية، والهستيرية، وغيرها من الشخصيات ولكن هذه تعتبر الأشهر والأكثر انتشارًا في العالم، وتتميز كل شخصية من تلك الشخصيات بطابع معين هو المسئول عن الآراء والتصرفات وردود الأفعال الصادرة من الإنسان، وفي الحقيقة يصعب على الإنسان أن يشكل شخصيته بنفسه لأنه توجد بعض العوامل التي تعمل على تشكيل الشخصية بمقدار معين حتى تعطينا نوع من أنواع الشخصيات السالف ذكرها، وعلينا أن نعلم جميعًا أن الشخصية المزاجية أو الانطوائية على سبيل المثال لا تكون ذات وتيرة واحدة لدى كل الأشخاص، فلدينا من هو أكثر تقلبًا في مزاجه ولدينا الأقل وأيضًا لدينا شخص انطوائي تمامًا ولا يحب المشاركة والتفاعل مع من حوله ولدينا من ينطوي في بعض الأمور ويكون اجتماعي في أمور أخرى، فلكل إنسان معدل معين من شخصيته يحدد حسب البيئة والوراثة والإعلام، ونحن هنا سوف نتناول كل ما يخص الشخصية المزاجية بشيء من التفصيل، فتابعوا معنا.

العوامل المسئولة عن تكوين الشخصية

الشخصية المزاجية العوامل المسئولة عن تكوين الشخصية

قبل أن نبدأ في الحديث عن الشخصية المزاجية تحديدًا علينا أن نوضح ما هي العوامل المسئولة عن تكوين شخصية الإنسان في حياته وهذه العوامل هي، العامل الأول هو الوراثة حيث تلعب الوراثة والجنيات المنتقلة من الوالدين إلى طفلهم دورًا كبير في تحديد شخصيته، فعندما ننظر إلى كل أسرة نجد أن هناك شخص من ضمن أفرادها يتشابه كثيرًا مع الأب في نمط تعامله مع كل ما يحدث حوله، ولدينا شخص يشبه الأم ولدينا من يشبه العم وهكذا، فالجينات الوراثية لها دورًا كبير في تحديد تكوين الشخصية فيما بعد، والعامل الثاني هو البيئة فكما نعلم يتعرض الطفل إلى احتكاكات خارجية في المدرسة والمجتمع واحتكاكات داخليه مع أسرته، كل هذه الاحتكاكات والتعاملات تؤثر على تكوين شخصيته وتجعله يأخذ كثيرًا ويتعلم مما يحدث حوله، ثم يبدأ بتكرار هذه الأمور مع نفسه حتى يغلب الطابع عليه فيصبح بنفس الشخصية التي تكونت من بيئته.

والعمل الثالث والأخير هو الإعلام والتلفاز الذي يملأ عقول الناس بما يعرضه ويجعل المشاهدين والمستمعين يودون تقليد هذه الأمور، حتى أنه يوجد بعض الأشخاص الذين يعجبون بشخصية ما على التلفاز يقومون بتقليدها في حياتهم والتعامل بكل ما رأوه صادر من تلك الشخصية، والأمثلة على هذا التقليد كثيرة أشهرها يظهر في المجتمع المصري وخاصة الطبقة الفقيرة والأمية، عامة هذه العوامل الثلاثة تجتمع معًا في مزيح واحد حتى يكونون شخصية ذو طابع معين يسير بها في حياته.

تعريف الشخصية المزاجية

الشخصية المزاجية هي المتقلبة دائمًا ولا تثبت على حال ورأي واحد لفترة طويلة من الوقت، فهي عادة ما تتغير أحوالها ومشاعرها وآرائها مع تغير المزاج أو التعرض لمؤثر ما يتحكم في مشاعرهم وإحساسهم، وأشهر ما تمتاز به تلك الشخصية المزاجية هو أنها تجمع بين كل الشخصيات الموجودة في الناس خلال أوقات معينة، بمعنى أنها في بعض الأحيان تكون عصبية والبعض الأخر تكون انطوائية والبعض الأخر اجتماعية وفي بعض الأحيان يكون شخص شكاك أو نرجسي، وهكذا حسب أهوائه ومزاجه والأمور التي يتعرض لها، والسيئ في الأمر هو أنها تتغير بشكل مفاجئ وسريع للغاية وفقًا للمؤثرات الموجودة من حولها، فمثلًا من الممكن أن يكون الشخص المزاجي يتسامح ويحنو على من حوله ويقبل جميع الأعذار عن طيب قلب، ثم بعد بضعة دقائق يتغير إلى شخص غاضب ولا يقبل الأعذار من أحد ولا يعرف عن التسامح أي شيء، ولذا فعلينا أن نتعامل مع تلك الشخصية جيدًا حتى لا نتصرف معها بطريقة خاطئة تزعجها وتتسبب في ضرر لنا.

الشخصية المزاجية في علم النفس

تسمى الشخصية المزاجية في علم النفس باسم الشخصية الحدية وذلك لأن صاحبها يكون حاد المزاج لا يثبت على فعل أو شكل واحد، ويقول علماء النفس أن هذه الشخصية هي دائمة التقلب المزاجي وشديدة الانفعال على أتفه الأسباب، وعادة ما يكره أن يعيش وحيدًا بدون أنيس فالوحدة قاتلة بالنسبة له، ولا نجد هذا الشخص ذو رأي واحد يؤمن به ويكون على يقين دائم بمبادئه التي يسير خلفها، فعادة ما تتغير مبادئه فور ظهور أو معرفته لشيء ومبدأ جديد يتلاءم مع احتياجاته وآرائه وميوله، وقد قال أحد علماء النفس في وصفه للشخص الذي يتمتع بالشخصية المزاجية “هو المريض السوي، والسوي المريض”، وذلك لأنه يقف على الحياد بين الصحة والمرض وكأنه السلك الشائك الذي يفصل بين حدود بلدان العالم، وينصح علماء النفس بضرورة معرفة كل ما يخص هذه النوعية من الأشخاص حتى يتجنبوا إزعاجها وظهور التصرفات الغير جيدة منهم.

فلذا على أقاربه وأسرته وزوجته أن يتفهموا وجهات نظره ويعرفوا ما هي الأشياء التي تعصبه وتجعله في وضعية غاضبة تنزعج وتصرخ على أتفه الأسباب، فإذا علمنا ذلك تجنبنا تقلباته المزاجية الغير جيدة وأخذنا الجيد منه واستغللنا أوقاته لنقوم بفعل ما نريده ونأخذ ما نحتاج إليه منه عن نفس راضية.

الشخصية المزاجية والحب

عندما يتعامل رجل وامرأة بينهم رابطة الحب والزواج وأحدهما لديه شخصية مزاجية ومتقلبه فالأمر يتغير بعض الشيء، حيث أن الزوجة إذا كانت تتعامل مع زوج مزاجي عليها أن تسير وفق النصائح التالية حتى تتفادى المشاكل وكثرة الانفعالات الفارغة، أولًا لابد من مناورة الزوج في أوقات غضبه حتى تتفادى تكبير المشكلة وإعطاء الأمر أكبر من حجمه، ثانيًا أن تكون زوجة هادئة تمامًا وصابرة وقت اشتعال المشكلة لأن التسرع أو التلفظ بأي كلمة من الممكن أن تكون بمثابة عيدان الكبريت التي تزيد من اشتعال النار لا إخمادها، ثالثًا مساندة الزوج في مشاكله التي يتعرض عليه فهي نصف حياته ولابد من أن تقف بجانبه في كل الأمور، رابعًا يجب على الزوجة أن تعلم أن زوجها بما أنه شخص مزاجي فبالتالي ستتغير حالته النفسية وطريقة حديثة في مرة فجائية، ولذا عليها أن تكون على أتم الاستعداد لهذا الأمر حتى لا تُفاجئ به ويزداد الطين بلة.

خامسًا محاولة تجنب الأمور التي تثير غضب الزوج فهي بطبيعة الحال قد عاشت معه فترة من الوقت وبالتالي على دراية كاملة بكل ما يغضبه ولذا عليها تجنب تلك الأمور، سادسًا ترك الجدال والمناقشة الكثيرة وقت التخاطب سويًا حيث أنه ينظر إلى الجدل بالأمر المزعج جدًا له، سابعًا البعد عن إقحامه في الأمور الجبرية أو التي تحتاج إلى وقت طويل لأنها سوف تثير غضبه وملله، ثامنًا الابتعاد تمامًا عن الأفعال المحزنة أو المقلقة له مع تجنب الأفعال التي تثير غضبه وانفعاله لأنها بمثابة وضع النار بجانب البنزين.

المزاجية عند المرأة

تختلف المرأة ذات الشخصية المزاجية عن الرجل في بعض الأشياء حتى أننا قومنا بجمع بعض الآراء والأفعال التي يقوم بها النساء المزاجيات وجدنا الآتي، المرأة المزاجية حساسة للغاية ولذا فإن حساسيتها هي المتحكمة في تصرفاتها، لدى المرأة المزاجية القدرة الفائقة على تحليل الأشخاص والأفعال التي تصدر منها، ولكن ما يعيبها أنها تحلل الشخصيات وفق المزاج التي تتمتع به في ذلك الوقت، وعندما ترتبط بشخصية مزاجية سوف تشعر وكأنك في بلد المغامرات والمفاجئات ولا تعلم الوقت الذي سترد عليك بكل حب والوقت الذي سترد عليك فيه بكل عنف وتظهر الكثير من المشاكل على أتفه الأسباب، وأيضًا تحب الفتاة المزاجية أن تخفي ما بداخلها عم حولها وخاصة من ترتبط بهم فنجدها تخفي ما يغضبها ثم تخرج علينا مرة واحدة وتغضب من عدم الإلحاح عليها في معرفة ما يغضبها فالأمر محير كثيرًا عند التعامل معها، وأيضًا هي بعيدة كل البعد عن التصنع والتكلف لأن مزاجها هو من يشكلها ويتحكم في تصرفاتها ولذلك لا تدير للتصنع بال.

وأيضًا له القدرة الكافية على التحكم بقرارتها وتصرفاتها حتى لو كانت خاطئة إلا أنها تخرج من قرارة نفسها، أما عند تناول الطعام فالأكل من الممكن أن يؤثر على سعادتها أو حزنها على حسب جودته ولذته، وأيضًا تتميز الفتاة المزاجية بالصدق والثبوت على رأي واحد فيمن أمامها فإن كانت تكره فستقولها علانية فهي ليست ممن يظهرون خلاف ما يبطلون، وغيرها من الصفات الأخرى التي تتميز بها الشخصية المزاجية عند النساء وكن هذه تعتبر أشهرها والأكثر شيوعًا فيما بينهم.

التعامل مع الشخصية المزاجية

الشخصية المزاجية التعامل مع الشخصية المزاجية

عندما نحتك بأفراد من ذوي الشخصية المزاجية علينا أن نتعامل مهم بطريقة معينة حتى نتفادى الغضب والتصرفات المؤذية، بداية علينا أن نفهم هذا الشخص المزاجي ومقدار المزاجية التي يتمتع بها لأنها سوف تحدد لنا كيفية تدارك الأمور وقت الحاجة، فنحن سنقوم بفهمه وفهم طبيعته بشكل جيدًا، مع الحذر من الإصابة بهذه المشكلة المزاجية لأنه إذا نسي الإنسان نفسه عند التعامل مع شخص مزاجي سوف يؤثر ذلك عليه هو الأخر، بعدها نقوم بالسيطرة على مزاجنا نحن وردود أفعالنا وقت غضب الشخص المزاجي، وذلك لأنه إن تعصبنا نحن من أفعاله المزاجية المستفزة سوف يؤدي ذلك إلى تفاقم الأمور وتدهورها وهذا ما يعني خسارة كل شيء، ثم نقوم باختيار ردود الأفعال المناسبة مع كل أمر يصدر من شخص مزاجي أو غير مزاجي حتى، فلكل شخص طريقة تعامل معينة يتوجب علينا أن نسير وفقها حتى نأخذ ما نريد، ثم أحيانًا يكون السكوت هو أفضل رد على الشخص المزاجي وذلك وقت غضبه وانفعاله.

حيث أنه يكون في أوج انفعاله ولا يطيق أي جدال أو نقاش قد يثير غضبه بصورة أكبر، لذا فإن السكوت في هذه الحالة أمر جيد والشخص المزاجي سوف يقدر هذا السكوت بعد انتهاء المشكلة بل وأنه يعرف من الأساس أن السكوت عند انفعاله أمر جيد ومريح له، ثم علينا أن نضع في أذهاننا دائمًا أن الشخصية المزاجية وقت الغضب أو السعادة هي حالة مؤقتة لا تستمر طوال الوقت، لذا فعلينا أن نعطف عليه ونرحمه وقت الغضب حتى عودته إلى حالته السعيدة.

ختامًا

في الأخير يجب علينا أن نعلم جيدًا أن الشخصية المزاجية لا تثبت على وضعية معينة فلذا علينا تجنبها وتجنب إثارة غضبها وقت الحزن، وعلينا أيضًا استغلالها في أوقات السعادة حتى يستفيد الطرفان من بعضهم البعض، ويتوجب على الزوجة أن تضع في ذهنها هذه النصائح وطرق التعامل لأنها أقرب الناس إلى زوجها.

أحمد حمد

اهوى القراءة والمطالعة عن كل جديد. الإنترنيت اتصفحه لزيادة المعرفة. اكتب في مواضيع عدة وخاصة تلك التي تقدم أرشادات وتعليمات لمساعدة الأخرين

أضف تعليق

8 − 1 =