هل تعرف الفرق بين الشاي الأخضر والشاي الأحمر أو الأسود؟ وما النوع الأكثر فائدة منهما؟ كلا النوعين مستخرج من شجرة الشاي أو الكاميليا سايننسز التي تنتشر في كثير من الدول مثل: اليابان والصين وفيتنام والهند وأندونيسيا وسريلانكا وبعض الدول الأفريقية، ولكن الشاي الأسود أو الأحمر تعرض لعمليات من التصنيع والأكسدة التي غيرت من لونه وخواصه وأفقدته بعضا من مكوناته، أما الشاي الأخضر فهو الأصل الذي يحتفظ بمكوناته الكيميائية كاملة؛ حيث يتم تجفيفه دون أكسدة من خلال إيقاف عمل الأنزيمات المساعدة على الأكسدة بالحرارة، وبالتالي يعتبر الشاي الأخضر أكثر فائدة ونفعا للإنسان لما يحتويه من مواد وفيتامينات عديدة يمكنها علاج الكثير من الأمراض عند الإنسان، وفي هذا المقال نتناول أهم مكونات الشاي الأخضر، ثم نذكر أهم الفوائد التي تعود على الإنسان من تناول الشاي الأخضر بانتظام.
تعرف على فوائد الشاي الأخضر
مكونات الشاي الأخضر
تتعدد أنواع الشاي حيث يصل عددها إلى ما يقرب من ثلاثة آلاف نوع، ويعتبر الشاي الأخضر من أكثر المشروبات فائدة للإنسان، ويعد الشاي بصفة عامة المشروب الأول في العالم وإن كان الشاي الأخضر أقل شهرة من الشاي الأسود أو الأحمر، ويحتوي الشاي الأخضر على كثير من المكونات المفيدة لجسم الإنسان، ومن أهم تلك المكونات ما يلي:
- الكاتيشنز: وهو الذي يعطي الشاي الأخضر طعمه المر، وله فوائد كثيرة للإنسان في مكافحة الأمراض وقتل البكتريا والفيروسات.
- البوليفينولز: وهي مادة تضم العديد من المركبات المضادة للأكسدة.
- الكافيين: وهي من المواد المنشطة للدورة الدموية بالإضافة إلى كثير من المنافع الأخرى.
- فيتامين (ج): وهو من الفيتامينات النافعة في مقاومة أمراض البرد والأنفلونزا.
- فيتامين (ب): وله أهمية كبيرة في التمثيل الغذائي بجسم الإنسان من ناحية تنشيطه وتحسين عملياته.
- فيتامين (هـ): وهو له أهمية كبيرة في منع الأكسدة.
- أحماض أمينية: يحتوي الشاي الأخضر على بعض الأحماض الأمينية المفيدة في ضبط ضغط الدم وغير ذلك.
- فلافونويدز: وهي من المواد المفيدة لتقوية الأوعية الدموية.
- بولي أكاريدز: وهي مفيدة في تقليل نسبة السكر في الدم.
- الفلورايد: وهي من المواد التي تعمل على تقوية الأسنان.
- المعادن: يحتوي الشاي الأخضر على كثير من المعادن مثل الكروم والمنجنيز والسيلينيوم والزنك.
فوائد الشاي الأخضر للإنسان
بدأت شعبية الشاي تتزايد نسبيا على مستوى العالم بصفة عامة لما له من فوائد كثيرة اكتشفها الباحثون والعلماء في العصر الحديث؛ لذلك حرص الكثير من الناس على استبداله بالشاي الأحمر أو الأسود، وفيما يلي أهم المنافع التي تعود على الإنسان من تناول الشاي الأخضر:
1- علاج حصوات الكلى: لقد أثبتت دراسة أمريكية أجريت في عام 1998م على عدد كبير من النساء من فئات عمرية مختلفة أن تناول كوب من الشاي يوميا يقلل من خطر الإصابة بحصوات الكلى بنسبة تصل إلى 8%، كما أشارت دراسة أخرى أجريت عام 2005م في جامعة ناغويا اليابانية على الفئران إلى أن تناول الشاي بانتظام يقلل من مخاطر الإصابة بحصوات الكلى، وقد أرجع العلماء السبب في ذلك إلى المواد المضادة للأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر.
2- تحسين العلاقة الحميمية عند الزوجين وخاصة النساء: يحتوي الشاي الأخضر على نسبة كبيرة من الكافيين والثيامين والجنسج، وهي مواد تساعد على تحسين الدافع للعلاقة الحميمية بين الزوجين وخاصة النساء، وذلك وفقا لما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) من تأثير الكافيين على زيادة الرغبة لدى الإناث في ممارسة العلاقة الحميمية.
3- علاج الإمساك: للشاي الأخضر قدرة على تنظيم عمليات الهضم وكذلك تنظيم عمل الأمعاء من خلال التشجيع على نمو وتكاثر البكتريا النافعة، كما أن له دورا في تهدئة واسترخاء المعدة والقولون.
4- علاج تساقط الشعر: يستخدم زيت الشاي لوقاية فروة الرأس من الجراثيم والفطريات كما يعالج تساقط الشعر، وقد أكدت دراسة كورية أجريت في كلية الطب بجامعة سيول عام 2006م على أن الشاي الأخضر يحتوي على حمض الجاليك الذي يعمل على نمو بصيلات الشعر مع التقليل من معدل تلف الخلايا، كما أن استخدام الشامبو الذي يحتوي في مكوناته على الشاي الأخضر يعالج الكثير من مشاكل الشعر وفروة الرأس كالقشرة والصدفية وتساقط الشعر، وذلك بسبب الفيتامينات التي يحتوي عليها الشاي الأخضر.
5- الحفاظ على البشرة والجلد: يحتوي الشاي على عدد كبير من المواد المضادة للأكسدة، وتلك المواد لها دور كبير في تقليل التهابات الجلد خاصة عند التعرض لأشعة الشمس وذلك حسبما أكدت الدراسة التي أجريت بجامعة ويسترن الأمريكية في عام 2000م حيث ذكرت أن الشاي يحمي الجلد من حروق الشمس، كما ذكرت بعض الدراسات الأخرى أنه يقلل من ظهور علامات الشيخوخة بالإضافة إلى قدرته على علاج العديد من الأمراض والالتهابات الجلدية كالصدفية وحب الشباب، وينصح الباحثون بعمل قناع للوجه بمغلي الشاي البارد مضافا إليه أربعة ملاعق من دقيق الأرز وفاكهة الموز وذلك لتنقية البشرة والحفاظ عليها.
6- مضاد للأكسدة: إن المواد المضادة للأكسدة التي يحتوي عليها الشاي الأخضر تعمل على تقليل التأكسد في جسم الإنسان مما يقلل من شيخوخة الخلايا مع مقاومة تأكسد بلازما الدم خاصة عند تناول الشاي بصورة منتظمة يوميا.
7- علاج السرطان: أثبت العلماء أن المواد المضادة للأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر لها فاعلية شديدة في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان وحماية خلايا الجسم من أضراره، وقد أثبتت دراسة فرنسية منشورة في صحيفة لو جورنال سانتيه أن الصينيين تقل إصابتهم بسرطان الفم بسبب استهلاكهم الكبير للشاي الأخضر، كما أثبتت العديد من الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن للشاي الأخضر قدرة على مكافحة سرطان الجلد والرئة والفم والمريء والمعدة والكبد والكلى والبروستاتا، ويرجع العلماء هذه الفوائد إلى نشاط المواد المضادة للأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر والتي تعمل على تنشيط الأنزيمات القادرة على إزالة سموم المواد المسرطنة وإبطال مفعولها وكذلك منع التفاعل بين المواد المسرطنة والجينات وبالتالي يتوقف نمو الخلايا السرطانية.
8- علاج أمراض القلب: لقد أثبتت العديد من الدراسات وجود علاقة قوية بين تناول الشاي وخفض ارتفاع ضغط الدم ومنع تصلب الشرايين بنسبة 73%، ويعزى ذلك لوجود المواد المضادة للأكسدة والكيتيكينات التي تقلل الكوليسترول الضار بنسبة 16% مع وجود المركبات الفينولية في الشاي والتي تعمل على زيادة الكوليسترول النافع؛ وبالتالي تقل مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب والضغط مع الانتظام في تناول الشاي الأخضر، وقد أثبتت الدراسات أن نسبة الكوليسترول في الأمعاء تقل بنسبة 89%، وفي الكلى تقل حوالي 11% مع تناول الشاي الأخضر.
9- علاج أمراض الأسنان واللثة: أثبتت الدراسات أن تناول الشاي يقلل عمل أنزيمات الأميلاز اللعابية المساعدة على هضم النشويات وبالتالي تحافظ على الأسنان من التسوس، كما أن غنى الشاي بمادة الفلور جعلته يكافح تسوس الأسنان ويمنع سقوطها بالإضافة إلى القضاء على العديد من أنواع البكتريا الفموية الضارة المسببة للتسوس، وجدير بالذكر أن تناول الشاي بدون تحليته بالسكر –كما أثبتت التجارب على الحيوانات- يقلل من مخاطر الإصابة بتسوس الأسنان مع وقاية اللثة من الإصابة بالأمراض المختلفة من خلال قتل البكتريا الفموية الضارة.
10- التخسيس وحرق الدهون: ثبت علميا أن تناول الشاي الأخضر بانتظام يقلل من امتصاص الدهون، كما أثبتت دراسة أن تناول الشاي يوميا يعمل على حرق الدهون بنسبة يومية تصل على 4.6% بسبب وجود الكافيين والكالسيوم ضمن مكوناته، وقد أثبتت بعض الدراسات قدرة الشاي على تقليل الوزن عند تناوله بصفة مستمرة لمدة طويلة؛ وذلك لأنه يحتوي على الفينولات التي تعمل على تنشيط الأنزيمات المسئولة عن إذابة الدهون الثلاثية وبالتالي يفيد في تقليل الوزن الزائد، كما أن مادة الجاليك إحدى مركبات الشاي الأخضر لها دور فعال في تحسين التمثيل الغذائي الذي يساعد في عملية التخسيس، وقد أكد الدكتور نيكولاس بريكون أن تناول الشاي كبديل للقهوة يعمل على إنقاص الوزن بمعدل 4.5 كيلوجرام خلال ستة أسابيع بسبب وجود الكافيين مع انخفاض معدل السكر والدهون بصورة كبيرة في الجسم.
11- علاج مرض السكري: لقد أثبت العلماء أن الشاي الأخضر يعمل تحسين أيض الجلوكوز والدهون وبالتالي يقل مستوى السكر في الدم مع تحسين معدل الأيض وتقليل مستوى البلازما من الجلوكوز والأنسولين، كما ثبتت فاعلية الشاي الأخضر في تجديد الخلايا المنتجة للأنسولين الطبيعي في البنكرياس، وقد أثبتت التجارب على الفئران أن مركبات الكاتيكين الموجودة في الشاي الأخضر تعمل على تحسين عمل الأنسولين.
12- تقوية الذاكرة: أثبت العلماء أن الشاي يعمل على تحسين وظائف الذاكرة وتنشيط الدورة الدموية الدماغية؛ وذلك يعمل على إبطاء مفعول أستيل كولين المسئول عن الإصابة بمرض الزهايمر في المخ، وبالتالي تنشط الذاكرة وتقل فرص الإصابة بمرض الزهايمر، كما أن المواد المضادة للأكسدة تقلل تلف الخلايا الدماغية.
13- تقوية العظام: إن وجود الفلورايد بكمية مناسبة في الشاي تعمل على تقوية العظام بصورة ملحوظة عند المواظبة على تناوله يوميا، كما ثبت أن الشاي الأخضر له دور كبير في إيقاف عمل الأنزيمات المسئولة عن تلف الغضاريف، وأيضا له قدرة كبيرة على التقليل من الالتهابات الروماتويدية للمفاصل.
14- تقوية المناعة: أثبتت التجارب والأبحاث أن الفينولات الموجودة في الشاي الأخضر تساعد بصورة مباشرة على تقوية الجهاز المناعي ومقاومة الالتهابات لدى الإنسان، وكذلك احتواء الشاي الأخضر على فيتامين (C) يعمل على الوقاية من نزلات البرد والأنفلونزا، كما أثبت العلماء اليابانيون أن الشاي الأخضر له قدرة على إيقاف عمل فيروس (HIV) ومنعه من الانتشار.
15- الوقاية من أمراض العيون: لقد ذكر بعض الباحثين الصينيين من خلال التجارب على الفئران أن المواد المضادة للأكسدة في الشاي الأخضر تقي من الإصابة بأمراض العيون خاصة من مرض المياه الزرقاء، كما ثبت أيضا في دراسة أجريت عام 2007م في جامعة كورية أنه يحمي شبكية العين من أضرار الأشعة فوق البنفسجية بسبب وجود حامض الجاليك، كما أثبتت دراسة هندية عام 2002م أن المواد المضادة للأكسدة في الشاي الأخضر تحمي العين من مخاطر المياه البيضاء.
لقد تناول العلماء الشاي الأخضر بالدراسة والبحث خلال السنوات الماضية للوقوف على فوائده العديدة للإنسان كمشروب نافع في علاج الكثير من الأمراض، ومن هنا ينصح الكثير من الباحثين بضرورة بدء اليوم بكوب من الشاي الأخضر الطازج كبديل للقهوة، ويفضل العلماء صنع الشاي بطريقة النقع بدلا من الغلي من خلال إضافة الشاي إلى الماء المغلي ثم تصفيته بعد خمس دقائق وتناوله طازجا بعد ذلك، حتى تتم الاستفادة من الشاي بصورة كاملة، وقد تناول المقال بعضا من فوائد الشاي وما زالت الدراسات والأبحاث تعمل لتثبت لنا الكثير من الفوائد والمنافع الأخرى.
أضف تعليق