على مر التاريخ يؤكد الكثير من الحُكماء ومن لديهم خبرة في الحياة أن الخبرات السابقة هي واحدة من الأشياء التي تساعد الإنسان على اكتساب ثقة زائدة في نفسه وفي قدراته؛ وذلك يرجع إلى أن الخبرات السابقة سواء كانت إيجابية أو كانت سلبية تُعلم الإنسان الكثير، وبالتالي لن يُكرر خطأه في حال كانت الخبرة سلبية، أو يُكرر ما قام بفعله في حالة كانت التجربة إيجابية، فيمكن أن نساعد أنفسنا بمزيد من الثقة والقدرة على التعامل مع الأمور المُقبلة من خلال وضع ما يحدث في حياتنا عين الاعتبار، ولا نجعله يمر مرور الكرام دون أن نعيه جيدًا، ودون أن ننتبه له، ودون أن نأخذ منه الخبرة والعظة التي تُزيد من خبراتنا ومن ثقتنا، بل وتؤثر أيضًا على الكثير من الخطوات المقبلة والقرارات التي نأخذها.
استكشف هذه المقالة
علاقة الخبرات السابقة بالثقة بالنفس
هناك علاقة قوية تجمع بين الخبرات السابقة وزيادة الثقة بالنفس، وسأقوم بتوضيح ذلك من خلال مثال بسيط للغاية: عندما تتعرض لأحد أنواع الفشل الناتج عن التقصير ويكون هذا موقف سلبي لك، هل تعتقد أن هذا الموقف يمر عابرًا دون أن يترك فيك أثرًا كبيرًا؟ بالطبع لا، هذا لا يمكن أن يحدث، بل إن هذا الموقف سيكون درسًا كبير لك يُعلم ألا تُقصر في عملك حتى لا تفشل وتضيع هيبتك وسط أقرانك أو وسط عائلتك، وبالتالي خبرتك والدرس الذي تعلمته من هذا الموقف سيعزز فيما بعد ثقتك بنفسك، وذلك من خلال تداركك لأخطائك والبعد عنها، وبالتالي النجاح في المهمة المقبلة وترك السلبيات التي كنت تقوم بفعلها.
وهذا الموقف من المواقف البسيطة التي قد تمر علينا خلال اليوم، فنقيس عليه إذن الكثير من المواقف والكثير من الإخفاقات التي نتعرض عليها بين الحين والآخر، والتي تزرع داخلنا خبرة كبيرة، بل نكبر معها ويكبر عقلنا وطريقة تفكيرنا أيضًا، وبهذا تكون الخبرات السابقة لها علاقة قوية بالثقة بالنفس وزيادتها، فلا ينبغي أبدًا أن تتجاهل المواقف التي تمر بك، بل ينبغي أن تتذكرها جيدًا، ولكن تتذكر منها المُفيد، وتتذكر منها الجانب الإيجابي الذي يدفعك إلى التقدم، وليس الجانب السلبي الذي قد يُحطم معنوياتك ويؤخر تقدمك، وهذا ما لا نرغبه ولا نحاول الحث عليه.
الخبرات السابقة والعمل
هل تعلم أن هناك علاقة قوية أيضًا تجمع بين الخبرات السابقة والعمل؟ فالخبرات السابقة في كافة مناحي الحياة تساهم كثيرًا في قبولك في الكثير من الوظائف والأعمال، فهل قمت من قبل بعمل سيرة ذاتية؟ إذا كانت إجابتك هي نعم فأنت ينبغي أن تكون على دراية بأن هناك رُكن أساسي في السيرة الذاتية يُسمى الخبرات السابقة أو الخبرات بشكل عام، هذا الركن يتم كتابة جميع الأعمال التي قمت بها سابقًا، وجميع الخبرات السابقة التي اكتسبتها من خلال الأعمال التي أديتها في حياتك، فالخبرة لا تكون فقط للمواقف أو خبرات حياتية، بل إن الخبرة أيضًا تكون في مجال العمل، ونعلم جميعنا أن الأشخاص الذين لديهم الكثير من الخبرات السابقة هم لهم أولوية الحصول على فرصة العمل عن الشخص الذي ليس له خبرات سابقة كثيرة.
وبالطبع في بداية مشوار حياتك في رحلة البحث عن وظيفة أو عمل في أي مكان؛ سواء في شركة أو مؤسسة أو في مكتب أو حتى في محل تجاري، فإن أول الأسئلة التي تُلقى عليك ما هي خبراتك السابقة؟ وكيف استفدت منها؟ وبالتالي كلما زادت الخبرات السابقة كلما زادت ثقة بنفسك وكلما عززت فرصة الحصول على العمل في المجال الذي تتقدم به، فحتى إن كنت تدرس حاليًا، فينبغي أن تُعزز خبراتك جيدًا، حتى تحصل على شهادتك ويكون لك رصيد كبير من الخبرات، وبالتالي تزداد ثقتك بنفسك، وتستطيع الوصول إلى الهدف الذي تريده والذي لطالما حلمت به وسعيت لبلوغه طوال حياتك، فستحصل عليه عن طريق الخبرة المكتسبة في الوقت الحالي، والتي ستكون فيما بعد خبرة سابقة تدعمك وتشد من عضدك في الحياة العملية.
كيفية الحصول على الخبرة
إن كنت تسأل عن الحصول على الخبرة للتعامل في الحياة اليومية أو الحياة العامة، فهذا لن تستطيع تعلمه بين يوم وليلة، إلا في حال قمت بالحصول على دورات متعددة في التنمية البشرية، وتعلم لغة الجسد، ودراسة علم النفس، ودراسة المجالات التي تُكسبك خبرات كثيرة للتعامل مع الناس والمحيطين بك، وبالتالي مع مرور الوقت تكون اكتسبت خبرات سابقة تُسهل عليك كل ما سيأتي، ولكن إن كنت تسأل عن الحصول على الخبرة في مجال العمل، فهذا سهل للغاية، حتى ولو كنت ما زلت تدرس فيمكنك الحصول على الخبرة أيضًا، وذلك عن طريق:
الحصول على دورات تعليمية
هناك الكثير من الدورات التعليمية التي تُعطيك المزيد من الخبرات في أي مجال ترغب به، سواء في علوم الحاسب أو غيره من المجالات، وهذه يمكن الحصول عليها من خلال مراكز التدريب المنتشرة في الكثير من الأماكن.
ممارسة العمل
وهناك الكثير من الشباب يلجؤون إلى الحصول على عمل حتى أثناء الدراسة، فقد لاكتساب الخبرة، حتى ولو كان الأجر الذي يحصلون عليه ضئيل، فيكفي الخبرة الكبيرة التي يحصلون عليها من خلال العمل والتعامل المباشر مع العملاء.
الانضمام للأعمال الخيرية
وهناك الكثير من الجمعيات الخيرية التي تطلب الكثير من المتطوعين لممارسة الكثير من الأعمال، فإن قمت بالانضمام لهم حتمًا ستكتسب الكثير من الخبرات، وبالتالي يُعزز ثقتك بنفسك فيما بعد، وتعرف كيف تتعامل مع الأشخاص في الواقع أو في العمل.
وبهذا نكون قد وفرنا لك أهمية الخبرات السابقة دورها في تعزيز ثقتك بنفسك، بالإضافة إلى الآليات التي ينبغي اتباعها حتى تحصل على مزيد من الخبرة، وأخيرًا نؤكد على أن الخبرة لا تأتي بين يوم وليلة، سواء في مجال العمل أو في مجال الحياة اليومية بشكل عام، فكل يوم يمر عليك يُكسبك مزيد من الخبرات، ومزيد من الثقة بالنفس، ومزيد من الدروس، والعاقل حقًا هو من يستفيد بكل ما يمر عليه من دروس، فالحياة دائمًا وحدها تُعطينا الكثير من الدروس والكثير من الخبرات الهامة والتي لا ينبغي تجاهلها، بل التدبر والتفكير فيها جيدًا، يخلق منك إنسان جديد، بفكر جديد وعقل جديد وروح جديدة، بل أيضًا إنسان بقلب جديد، وتحدٍ جديد.
أضف تعليق