تسعة
الرئيسية » هوايات وحرف » كيفي تبدأ في التمثيل بالبرامج الكوميدية وامتلاك روح الفكاهة؟

كيفي تبدأ في التمثيل بالبرامج الكوميدية وامتلاك روح الفكاهة؟

التمثيل بالبرامج الكوميدية يحتاج إلى عدة مقومات بجانب الموهبة، فهناك من ينصح بضرورة البدء في تجارب الأعمال الكوميدية، وتنفيذ الكوميديا الخاصة.

التمثيل بالبرامج الكوميدية

خلال الفترة الماضية تزايد إقبال عدد كبير من الأشخاص على الالتحاق و التمثيل بالبرامج الكوميدية خاصة بعدما ذاع سيطها، وحصل ممثليها على قسط كبير من الشهرة ليس في نطاق الدولة فقط، ولكن على مستوى الوطن العربي، وعلى الرغم من أن الموهبة في التمثيل هي العنصر الأكثر تأثيرًا في قدرة الشخص على التمثيل بالبرامج الكوميدية إلا أن البعض تمكن الفترة الماضية من الالتحاق بعدد من معاهد التمثيل التي تنمي قدرات الأشخاص وتجعل منهم أشخاص قادرون على الإبداع وتقمص الشخصيات باحترافية كبيرة، ولعل تصريحات عدد كبير من كبار الفنانين بالوطن العربي حول دور الموهبة الطبيعية في تحويل الشخص إلى علامة بارزة في تاريخ التمثيل وبخاصة الكوميدي إلا أنهم ربطوا أيضًا بين ذلك وبين الحفاظ على تلك الموهبة من خلال التمارين اليومية التي تثقلها وتحفزها على بناء شخصية كوميدية مميزة في عالم التمثيل الكوميدي بعالمنا العربي الذي يتنافس به عشرات الأشخاص أصحاب التأثير القوي في الجمهور العربي من خلال أدوارهم البارزة سواء في الأعمال التليفزيونية أو من خلال المسرح الذي يُبرز وبقوة قدرة الممثل المحترف على إظهار كافة قدرات وإمكاناته الكوميدية أمام الجمهور.

البدء التمثيل بالبرامج الكوميدية

الدخول إلى عالم التمثيل الكوميدي لا يقتصر فقط على امتلاك المهارات والموهبة التي قد تدفعك للتواجد بشكل كبير في الوسط الفني، لكن البدء في تجارب الأعمال الكوميدية قد يكون أحد الضروريات التي يفضل أن يتم خوضها باعتبار أنها تثقل بشكل كبير من قدرة الشخص على تقمص كثير من الشخصيات وتنمية مهاراته من خلال الوقوف على نقاط القوة والضعف في شخصية الفرد وتطوير الإمكانيات المتوافرة لديه من خلال خبرات عدد من كبار الممثلين وأساتذة التمثيل الذين يمتلكون القدرة على نقل خبراتهم إلى الغير وتحفيزهم على الالتحاق ببعض الدورات التمثيلية، على أساس أن التمثيل بالبرامج الكوميدية يعد أحد أصعب أنواع التمثيل لارتباطه بضرورة امتلاكه القدرة على إظهار كثير من ردود الفعل من خلال تعبيرات جسدية وحركية بطريقة كوميدية ومبتكرة وغير مكررة وبطريقة تلقائية كي تلقى إعجاب المتابعين، وهذا هو العامل المميز الذي يبرز وبشدة مدى الاختلاف بين الممثل الكوميدي وغيره من الفنانين الذين يقتصر تمثيلهم فقط على الأدوار التقليدية في الأفلام والمسلسلات، خاصة وأن عدم امتلاك كثير من الفنانين لمقومات التمثيل الكوميدي يجنبهم بشكل واضح من الدخول إلى عامل التمثيل المسرحي الذي يعتمد بصورة واضحة على التلقائية الكوميدية التي يمتلكها الممثل والتي لا تتوافر لدى الكثير من الممثلين ليس في عالمنا العربي فقط ولكن على المستوى العالمي أيضًا، فهناك كثير من الشخصيات التي برز دورها في البرامج والأعمال الكوميدية دون غيرها من الأعمال الفنية واستطاعت أن تحفر اسمها في عالم التمثيل الكوميدي وبات لهم متابعين من جميع أنحاء العالم.

نفذ الكوميديا الخاصة بك

مع اتجاه أي شخص إلى تجاب الأعمال الكوميدية يفضل البعض أن يقوم كل فرد بتمثيل الكوميديا الخاصة به، وعدم اقتصار التمثيل فقط على تقليد كبار الممثلين كي يثقل قدرته على الابتكار والتعرض لمواقف تمثيلية جديدة لم يراها من قبل، وهو ما قد يضاعف مهاراته الكوميدية بشكل مميز ويجعله قادرًا على ابتكار كثير من الأعمال التي من الممكن أن تخرج بفكرة جديدة لعمل كوميدي أو قصة لمسرحية كوميدية جديدة، ويرتبط تنفيذ الكوميديا الخاصة بالممثل المُبتدئ بمدى قدرته على تنفيذ التعليمات التي تم توجيهها إليه من خلال كبار الممثلين وخبراء التمثيل الذين تدرب على يديهم في الدورات التدريبية أو في معاهد التمثيل الفني التي يلجأ إليها البعض للدخول إلى عالم التمثيل، وتعد هناك صلة وثيقة أيضًا بين قدرة الفرد على تنفيذ الكوميديا الموجودة بداخلة وبين تطويره لنقاط الضعف الموجودة لديه، كي تتكامل شخصيته الكوميدية في التمثيل ويستطيع أن يبتكر مواقف وتعبيرات جسدية أثناء التمثيل والتي تزيد بشكل جيد من فرص نجاحه وقدرته على الدخول إلى عالم المسرح.

كتابة وتجميع المواقف الكوميدية

رغم كون الموهبة هي العامل الأبرز في تحديد مدى قدرة الفرد على الدخول إلى عالم التمثيل الكوميدي إلا أن هناك بعض النصائح التي يرددها الكثيرون لكل من يكون لديه الرغبة في خوض مغامرة الدخول إلى عالم الكوميديا، فهناك من يشير إلى ضرورة الاستعانة ببعض المواقف الكوميدية التي تحدث في حياتنا اليومية وتدوينها أو تخزينها في الذاكرة، بحيث من الممكن أن يتم الاستعانة بها أثناء تأدية بعض الأعمال الكوميدية، علمًا بأن تلك المواقف الكوميدية التي سيتم تخزينها لا ترتبط فقط بمواقف الشخص وحده، فهناك كثير من المواقف والعبارات الكوميدية التي تحدث لعدد كبير من الأصدقاء وكذلك المواقف التي يتم مشاهدتها في الأعمال الفنية والتي قد تمثل داعمًا للفرد في توجهه ودخوله لعالم التمثيل الكوميدي، ويقول عدد من محترفي التمثيل الكوميدي إن دخول مجال الكوميديا ليس بالضرورة أن يكون من خلال الأفلام والمسرحيات فهناك الكثيرون الذين تمكنوا من تحقيق شهرة عالمية من خلال عدد من البرامج الساخرة والكوميدية حتى ذاعت شهرتهم عالميًا وأصبحوا مثالًا يحتذى به في عالم الأداء الكوميدي، ويتطرق البعض إلى أن الرسومات الكوميدية والكاريكاتير يعد أحد الألوان الكوميدية التي يسعى البعض إلى إتقانها لكن الحديث عن الأداء الكوميدي دائمًا ما يرتبط بالتمثيل الكوميدي بالأفلام والمسرحيات.

الانضمام للفرق المسرحية

في ظل المجهود الكبير والمتواصل الذي يقوم به كثير من الأفراد في بداية حياتهم ومشوار التمثيل بالبرامج الكوميدية ، ينصح البعض بضرورة الانضمام إلى إحدى الفرق المسرحية المُبتدئة كي يكون الشخص قادرًا على ترجمة مجهوداته وتمارينه اليومية والتعليمات التي حصل عليها من كبار الممثلين على خشبة المسرح، باعتبارها تعطي الفرد المساحة والقدرة على إظهار كافة ما بداخلة من مهارات، وكي يتم تقييم قدرته على التطور والتكيف مع النصائح والتعليمات التي يحصل عليها من كبار أساتذة التدريب والتمثيل، ويشير كثير من الممثلين إلى أن بداياتهم الفنية في عالم التمثيل كانت من خلال انضمامهم إلى إحدى الفرق المسرحية الصغيرة والتي تمكنوا من خلالها من التطور بشكل كبير باعتبارها تمنحهم الوقت والمساحة التي قد تجعلهم يخرجون كافة ما بداخلهم من قدرات حتى ولو لم تكن بالشكل المطلوب، لكنها تعد إيجابية لتصحيح إجمالي الأخطاء التي يقع بها الممثلين في بداية حياتهم بعالم التمثيل، ومن المعلوم للجميع أن هناك كثير من كبار الممثلين بعالم الكوميديا يقومون بإنشاء مدارس وفرق مسرحية لصغار الممثلين وهو ما تم ملاحظته مؤخرًا في وسطنا الفني في العام العربي والتي أخرجت عدد من الممثلين أصحاب الطابع الكوميدي والذين بات لهم دور مرموق في عالم التمثيل المسرحي وحتى البرامج الكوميدية والساخرة.

مع بدايات السنوات الأولى لعمر الإنسان يكون كل منا متعلق بكثير من الأحلام والطموحات التي يسعى إلى تحقيقها، ورغم الصعوبات التي تواجهنا خلال تلك السنوات إلا أن تحقيق أهدافنا ليس بالأمر المستحيل، وتعد واحدة من تلك الطموحات التي يرتبط بها كثير من الشباب هي الرغبة في الدخول إلى عالم التمثيل ومنه التمثيل الكوميدي والذي يرتبط بموهبة الشخص وقدرته على تطوير أدائه وإمكانياته بما يضمن له القدرة على التوغل في مجال المسرح والبرامج الساخرة وبالتالي بروز اسمه كأحد الشخصيات الكوميدية القادرة على تقمص العديد من الشخصيات والأدوار التي تعرض عليه في مجال السينما.

محمود الشرقاوي

محرر صحفي، عضو نقابة الصحفيين، متخصص في الشأن الإقتصادي والسياسي ومحرر قضائي لعدد من المواقع الإخبارية.