تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف يفيد التعرض للشمس صباحًا في الحماية مع مشاكل صحية كثيرة؟

كيف يفيد التعرض للشمس صباحًا في الحماية مع مشاكل صحية كثيرة؟

يعتبر التعرض للشمس سلاح ذو حدين فهو من ناحية يمكن أن يفيد البشرة في الحصول على الفيتامينات الضرورية لها ويقيها من الأمراض، وفي نفس الوقت يمكن أن يسبب لها أضرار كبيرة نظرا لأن أشعة الشمس تكون محملة بالأشعة الفوق بنفسجية.

التعرض للشمس

تتمتع بعض الدول الأوروبية بطقس بارد صيفا وشتاءا لذا كثيرا ما نجد أن شعب هذه الدول حريصون على زيارة الدول العربية صيفا للتمتع بأشعة الشمس الرائعة نظرا لأنهم يعرفون الكثير عن فوائدها التي لا تعد ولا تحصى، وأهمها أنها تساعدهم في الحصول على بشرة برونزية رائعة بالإضافة إلى فيتامين “د” الذي يساهم في الحفاظ على صحة عظامهم ويحميهم من الإصابة بأمراض خطيرة أهمها الأمراض السرطانية ومرض السكر كما تساهم أشعة الشمس بوجه عام في تحسين الحالة المزاجية وعلاج الاكتئاب، ولكن الأهم من ذلك اختيار الوقت المناسب فقد يؤدي التعرض لأشعة الشمس في بعض الأوقات إلى انقلاب هذه الفوائد رأسا على عقب، ونظرا لأهمية التعرض للشمس في حياة الإنسان نكتب لكم هذه المقالة للحديث عن أهمية أشعة الشمس والأوقات المناسبة للتعرض لها وأهم الأضرار الناجمة عنها.

التعرض للشمس صباحًا

ينصح أطباء الجلدية ومنظمات الصحة العالمية حول العالم بعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الصباح الباكر خاصة منذ الساعة العاشرة صباحا حيث تصل أشعة الشمس في هذا الوقت إلى ذروتها كما أنها تكون محملة بكمية كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية حتى في فصل الشتاء فهذه الأشعة لا ترى بالعين المجردة ولكن تترك أثرا بالغا على الجلد، ومن الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بحروق بالغة على سطح الجلد مع الإصابة بضربة شمس حادة وما يصاحبها من أعراض مزعجة كالصداع والإغماء والتقيؤ ونقص السوائل بالجسم والطفح الجلدي، وعلى الرغم من فوائد هذه الأشعة في الحصول على ما يكفي الجسم من فيتامين “د” إلا أنه لا يجب المكوث في الشمس أثناء هذه الأوقات لأكثر من عشر دقائق وأن يكون ذلك بمعدل مره واحده أسبوعيا فقط، ومن الممكن أيضا اختيار وقت أخر للحصول على فوائد أشعة الشمس لعدم الإضرار بصحة الجلد.

التعرض للشمس وقت الظهيرة

تعتبر ساعات الظهيرة أيضا من الأوقات التي لا يفضل فيها التعرض للشمس وتكون من الساعة الثانية عشر ظهرا حتى الساعة الثالثة نظرا لأنها تكون شديدة للغاية وقد تؤدي إلى اسمرار الجلد وظهور التجاعيد والتصبغات والبقع والرؤوس السوداء بالإضافة إلى الكلف والنمش وحب الشباب وجفاف الجلد، وليس ذلك فقط بل إن الأشعة الشديدة قد تضعف البصر وقد تكون سببا في ظهور المياه البيضاء بها مع إعتام عدسة العين كما أنها قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد خاصة مع تفاعل هذه الأشعة مع بعض المستحضرات الرديئة التي تستخدم لتجميل البشرة، ويعتبر التعرض لشمس الظهيرة من أكبر الأسباب وراء الإصابة بالسكتة الدماغية المفاجئة وجلطة القلب وهبوط الدورة الدموية الحادة، وأحيانا تؤدي إلى الموت المفاجئ مع زيادة درجة حرارة الجو إلى ما يرتفع عن 40 درجة مئوية، وهذا هو السبب وراء تحذير خبراء الأرصاد الجوية من مغادرة المنزل في الأيام شديدة الحرارة خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن والمرضى كما يرتفع خطر الإصابة بأي من الحالات السابقة مع الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين.

وفي حالة الضرورة إلى مغادرة المنزل والتعرض للشمس في هذه الأوقات ينصح بشرب كميات كبيرة من السوائل وبخاصة الماء البارد وتناول الخضروات والفاكهة لزيادة مناعة الجسم مع ارتداء القبعات والنظارات الشمسية والخروج بالمظلات خاصة مع المكوث في الشمس لساعات طويلة مع عدم إهمال استعمال الكريمات الواقية من أشعة الشمس ويجب أن يتم اختيار النوع المناسب للبشرة والتأكد من مصدره وتاريخ صلاحيته حيث أن بعض الأنواع تكون فاسدة ولا تصلح للبشرة ويجب أن يكون الكريم الشمسي بمعامل حماية لا يقل عن 50 درجة على الأقل، ومن الأفضل أن تقوم بتطبيقه على الوجه واليدين معا.

التعرض للشمس بعد العصر

بعد العصر وتحديدا في الساعة الرابعة تقل أشعة الشمس تدريجيا، وبالتالي لا يمكن الإصابة بحروق عند التعرض لها وتحمل هذه الفترة أفضل وقت للحصول على فيتامين “د” ومن أهم فوائد هذا الفيتامين دوره في رفع مناعة الإنسان ضد الإصابة بالأمراض السرطانية حيث تشير الأبحاث إلى زيادة فرص الإصابة بسرطان الثدي وسرطان البروستاتا مع وجود نقص في فيتامين “د” في الجسم كما أن وجود كمية كافية منه تساعد على امتصاص عنصر الكالسيوم في الجسم وبالتالي المحافظة على صحة الأسنان ووقاية العظام من الإصابة بالهشاشة في سن مبكرة.

ومن الفوائد الأخرى التي تعود على الجسم بعد التعرض لشمس العصر الوقاية من الإصابة بمرض السكر حيث يساهم فيتامين “د” في إنتاج قدر أكبر من الأنسولين الطبيعي في الجسم، وتعمل أشعة الشمس أيضا على إنتاج قدر أكبر من هرمون الميلاتونين الذي يزيد من نشاط ويقظة الإنسان ويقضي على التعب وضعف التركيز ويساهم التعرض للشمس بعد العصر في خفض ضغط الدم المرتفع وإنتاج قدر أكبر من هرمون السيروتونين الذي يحارب الاكتئاب ويقضي على التوتر والضغط العصبي.

التعرض للشمس من خلف الزجاج

من المعروف أن الزجاج لا يساعد على حجب أشعة الشمس من الوصول للجلد فأشعة الشمس تستطيع النفاذ بنسبة 100% من خلال الزجاج، وإن صح الحديث فإننا نقصد أنواع الزجاج المعتادة ولا نتكلم عن أنواع الزجاج الأخرى التي يتم تدعيمها الآن بمواد تعمل على حجب أشعة الشمس ونفاذ ضوئها فقط، ولكن يجب أن نعلم أن الزجاج بجميع أنواعه يمنع من وصول الأشعة فوق البنفسجية التي يحملها ضوء الشمس إلى الجلد، وتعتبر هذه الأشعة هي المسئولة عن تغذية الجلد بفيتامين “د” لذلك لا يتم استفادة الجسم مطلقا من عملية التعرض للشمس من خلف الزجاج لذا ينصح باختيار أوقات مناسبة من اليوم لفتح النوافذ وجني أكبر قدر من الفوائد للجسم.

التعرض للشمس قبل الغروب

لا يمكن أن تصاب البشرة بأية أضرار من الساعة الخامسة حتى السادسة مساءا حيث تميل أشعة الشمس في هذه الفترة إلى الغروب، وبالتالي فهي تحتوي على أقل قدر ممكن من الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن يصل إلى 10% على الأكثر من الأشعة التي تنتجها الشمس في الصباح ووقت الظهيرة، ولذلك يمكن التعرض للشمس في هذه الأوقات دون قلق من اسمرار البشرة أو التأثير على صحة الجلد بوجه عام، ولكن هذه الفترة ليست مناسبة للحصول على فيتامين “د”.

أخطر وقت للتعرض للشمس

كما أسلفنا فإنه على الرغم من فوائد أشعة الشمس ودورها في الوقاية من الأمراض الخطيرة إلا أنه لا يجب التعرض المباشر لها في فترة الصباح والظهيرة ويحذر أطباء الجلدية من أن أخطر وقت يمكن أن يتعرض فيه الإنسان لأشعة الشمس يكون من الساعة الحادية عشر حتى الساعة الثانية عشر ظهرا.

الخاتمة

إن الفوائد التي نجنيها من أشعة الشمس تستحق منا أن نعيد النظر في ضرورة التعرض لها ولو مرتين في العام فقط، وعلى الرغم من توافر مئات أنواع المكملات الغذائية والأطعمة الغنية بفيتامين “د” إلا أن دقائق قليلة من التعرض للشمس تسهم في تغذية الجسم بكمية هائلة من الفيتامين تكفيه لعام كامل.

هدى محمد

طالبة في كلية التربية لدى من العمر 21 عامًا، ومن هواياتي المفضلة كتابة القصص والمقالات والخواطر.

أضف تعليق

17 − 3 =