تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » كيف تتعامل مع البنات الإناث إذا لم يكن لهم أخ ذكر؟

كيف تتعامل مع البنات الإناث إذا لم يكن لهم أخ ذكر؟

البنات الإناث نعمة بكل تأكيد، لكن بعض الناس يشعرون بضيق إذا لم تكن هناك في الأسرة أولاد ذكور، حيث يرون أن الأمر يُسبب مشكلة بالنسبة لهم يجب التعامل معها، فكيف يا تُرى يُمكن التعامل مع البنات الإناث إذا لم يكن لهم أخ ذكر؟

البنات الإناث

التعامل مع البنات الإناث وضع قد يكون طبيعي وقابل للتحقيق بسهولة من قِبل الآباء، إذ أنه يُراعى فقط كون ذلك النوع مختلف تمامًا عن الذكور ويحتاج إلى شكل خاص من المعاملة، لكن هذا إذا كان الأمر منوطًا بالإناث في الوضع الطبيعي كما ذكرنا، أما الوضع الغير طبيعي ألا يكون للبنات إخوة من الذكور، ففي هذه الحالة تظهر المشكلة ويبدو الأمر وكأنه نقص يجب التعامل معه بشكل صحيح، والشكل الصحيح للتعامل وضع يجهله الكثير من الآباء، بل فئة كبيرة جدًا منهم، وهو ما ينعكس على البنات ويؤدي إلى تفاقم المشكلة لديهم، فالأمر يندرج تحت سياق المشكلة، هذا أمر لا خلاف عليه، على العموم، في السطور القليلة المُقبلة سوف نحاول سويًا الوصول إلى طريقة يُمكن من خلالها التعامل مع البنات الإناث حال عدم تواجد إخوة ذكور لهن، فهل أنتم مستعدون لذلك الأمر الهام؟ حسنًا لنبدأ سريعًا.

التعامل مع البنات الإناث

البنات الإناث التعامل مع البنات الإناث

بالأساس التعامل مع الأنثى من أهم المُعضلات التي تواجه الذكور منذ بروز الحياة البشرية وحتى وقتنا الحالي، إذ أن الأنثى محكومة بفطرتها التي تجعلها كائن رقيق حساس وينظر للأمور من وجهة نظر مُختلفة كل الاختلاف عن النظرة التي ينظر من خلالها الذكر، لكن في نفس الوقت الأمر يتعلق بماهية هذه الأنثى، فإذا كانت زوجة سوف يكون شكل التعامل مختلف عن كونها أم أو ابنة، ومع هذا الاختلاف يُمكن قول الكثير من الأمور وذكر الكثير من المعلومات والطرق، لكن بما أننا نتحدث عن البنات الإناث أو الأبناء فبكل تأكيد سوف يكون الحديث موجه للوالدين، الأب الذكر والأم الأنثى، فكيف يُمكن يا تُرى التعامل في مثل هذه الحالة بشكل صحيح ومناسب؟ هذا هو السؤال الذي نبحث عن إجابة له.

كيفية التعامل مع البنات الإناث

البنات الإناث كيفية التعامل مع البنات الإناث

في الحقيقة لم يغفل أي طرف معني بالأمر فكرة التعامل مع البنات الإناث ، ففي النهاية هذا الأمر ليس مجرد شيء عادي وإنما مصيري في تربية الفتيات وإخراج جيل مميز منهن، كذلك عندما يتعلق الأمر بالتعامل فإن الوضع سيرجع إلى العادات والتقاليد والأعراف، وهو ما تمت مراعاته بلا أدنى شك، على العموم، أهم طرق التعامل هي بالتأكيد المُصادقة.

التقرب منهن وكسب صداقتهن

هل تعرف عزيزي ولي الأمر أو الأب لماذا وجود الذكور في حياة الإناث مهم وفارق في أحيان كثيرة، ببساطة لأن الذكور الإخوة يقومون بذلك الدور الذي قد تفشل أنت في القيام به، والحديث هنا عن فكرة التقرب وكسب الصداقة، وعندما يكون هناك صداقة بين الأنثى أو الفتاة الصغيرة مثلًا فإنك ستضمن بنسبة كبيرة ألا يكون هناك سر يتعلق بهذه الأنثى لا تعرفه، سوف تضمن فكرة الاحتواء والاقتراب أن تكون أنت أول من يعرف وأول من يُحاول التصرف ووضع الحلول، وهذه واحدة من الأشياء الكثيرة التي يوفرها الأخ الذكر، لذلك عليك أن تزرع هذا الأمر منذ الصغر إذا لم يكن الذكر موجودًا، عليك أن تجعل الأمر يبدو وكأنك تقوم بعدة أدوار منها الأب والصديق والشقيق، هكذا سيبدأ الأمر في طريقه للنجاح.

توفير الحماية الكاملة

الحماية الكاملة تُعتبر كذلك أحد أهم الأمور التي يجب توفيرها للأنثى ويقوم الأخ الذكر بتأدية ذلك الدور على أكمل وجه ممكن، ففي الوضع الطبيعي تتحامى الفتاة الصغيرة بشقيقها الذي يُصبح صمام الأمان الأول لها، وخصوصًا إذا كان أكبر منها، وطبعًا الأب يحمي الأسرة بالكامل كدور طبيعي ومنطقي لها لكن في بعض الأحيان تكون هناك بعض الأمور التي يُفضل ألا يكون الأب مُشتركًا فيها، ومن هنا تظهر قيمة الشقيق، كأن تحميها من الأشخاص الذين يقومون بمعاكستها، فبكل تأكيد ابنتك سوف تُحرج من طلب ذلك منك وتقوم به بسهولة عندما يتعلق الأمر بالشقيق، على العموم، عندما تقترب من ابنتك سوف يُفتح لك المجال للقيام بهذا الدور دون إحراج، ومن هنا تأتي الكيفية المُثلى للتعامل مع ذلك الوضع.

سد الثغرات أمام النواقص الفطرية

طبعًا لا يُمكننا إغفال وجود بعض النواقص الفطرية في الجنسين، الذكر يحتاج إلى عطف ومشاعر وأحاسيس الفتاة الرقيقة بينما الأنثى تحتاج الشدة والصرامة والأمان، وبين الشقيقين، وفي الإطار الطبيعي له، يجري ذلك الأمر بشكل جيد ولا تظهر المشكلة إلا عندما يكون هناك غياب للذكور، ففي هذه الحالة تظهر مشكلة أخرى بالنسبة للأب أو ولي الأمر بشكل عام في التعامل مع البنات الإناث ، وربما حل مثل هذه المشكلة أن تقوم بوضع حلول وأشياء لسد تلك النواقص والثغرات، وذلك بأن تُعطيها كل ما كان من الطبيعي الحصول عليه من شقيقها الذكر، وهذا بالطبع أمر سهل جدًا وممكن في حالة تعلمك وفهمك ودرايتك بمثل هذه الحاجات، وربما نرى كثيرًا في حياتنا بعض الإناث يعتبرن أن الأب هو الرجل الأول والأهم في حياتهن وأنه لا يُمكن لأي ذكر آخر أن يسد حاجتهم ويمنحهم نفس المقدار من الحب، وهذا هو المستوى الأول في قدرة الأب على التعامل مع الأمر.

التركيز معهن في اللحظات الحرجة

ثمة بعض اللحظات التي يُمكننا وصفها باللحظات الحرجة في عمر الفتاة على وجه التحديد، إذ أنها في مثل هذه اللحظات، وهي التي تُعرف باسم لحظات المراهقة، تكون أكثر عرضة للهزات والصدمات، تكون أكثر عرضة للخداع ويُمكن بكل سهولة جرهن إلى طرق ليست بالجيدة، والحقيقة أن وجود الذكور في حياة الأنثى يُمكن أن يضمن بشكل كبير عدم حدوث ذلك الأمر لأنه وبكل بساطة سوف يكون هناك نوع من المحافظة عليهن، وهذا ربما ما يركن إليه الآباء وبالتالي لا ينشغلون بالأمر، بيد أن الوضع بكل تأكيد سوف يتغير مئة وثمانين درجة عندما يتعلق الأمر بعدم وجود الذكور واضطرار الإناث إلى مواجهة مثل هذه اللحظات بمفردهم، إذ أنه في ذلك التوقيت يجب التدخل ومنع أي تطور سلبي والقيام بالمراقبة، والمراقبة هنا ليست لشيء سيء أو شك في الأنثى وإنما فقط من أجل حمايتها بالشكل الملائم ولأنه أمر فطري ليس للأدب وعدمه دور به.

عدم إشعار البنات الإناث بأي سوء متعلق بنوعهن

كذلك من الأمور الهامة للغاية التي يجب القيام بها في هذه المرحلة من أجل ضمان تربية أفضل وأكثر إفادة للأنثى أن يكون هناك شكل من أشكال التحري لعدم حدوث أي سوء يتعلق بإشعار الأنثى بأنها شيء غير سوي لمجرد أنها لا تمتلك شقيق ذكر، وهذا طبعًا أمر ليس غريب على المجتمعات الشرقية، إذ أن جميعنا يعرف تلك النظرة التي يتم النظر من خلالها إلى الأنثى في حالة عدم وجود ذكور في نفس المُحيط أو الأسرة على وجه التحديد، فالبعض قد يظن أن هذا وشم أو شيء سيء يجب الهرب منه والبعض الآخر يعده ضمن الحظ السيئ، ومن هنا تبدأ موجة تهميش الفتيات وسرقة الكثير من دورهن ووجودهن في المجتمع على الرغم من أن ميل الآباء من حيث الحب مثلًا والرعاية والاهتمام يكون للأنثى أكثر من الذكر، هذا في حالة وجودهم معًا، على العموم، تلك النقطة هامة جدًا ويجب وضعها في الحسبان عند التعامل.

التباهي والتفاخر بهن

ربما سيكون ذلك الأمر ساخرًا بالنسبة لك ولن تؤمن بجدواه، لكنه في الحقيقة يمتلك التأثير الكبير في حياة البنات الإناث لاحقًا وتحديدًا إذا لم يكن لهن أشقاء من الذكور، ففي مثل هذه الحالات يكون من المنصف أن تُظهر أمامهن بأنك سعيد بوجودهن وأنك تفتخر بهن، وذلك حتى لا يكون هناك منفذ لأي شكل من أشكال الشعور بالنقص والحاجة أو حتى أن يشعروا بأنهم عبء عليك، ففي النهاية المشاعر والأحاسيس أمر لا يُمكن التحكم به على الإطلاق، عمومًا، حتى لو لم يكن ذلك هو ظاهرك وحقيقتك فعليك أن تُراعي إظهاره لأنه سيكون مفيدًا من الناحية المعنوية، جرب ذلك وسترى الفارق.

تزويدهن بالسعادة طوال الوقت

أهم شيء يجب عليك عزيزي ولي الأمر مُراعاته خلال فترة رعاية البنات الإناث في حالة إذا لم يكن لهن أي ذكور أشقاء أن تُراعي مُراعاة كاملة فكرة تزويدهن بالسعادة، لا تجعل الإناث يبكون لأي سبب من الأسباب لأن بكائهن صعب للغاية، وجميعنا يعرف أن الأنثى مخلوق ضعيف بطبعه، لذلك فإن أقل شيء، بالمعنى الحرفي للكلمة أقل شيء، من الممكن أن يجعلهن يشرعن في البكاء أو على الأقل يشعرن بالسوء في داخلهن، وهو ما سيؤدي إلى كون الوضع الخاص بهن وضع أنت مسئول بدرجة كبيرة عنه، وبالمناسبة، بأقل الطرق يُمكن إسعاد الأنثى ورسم البسمة على وجهها.

ختامًا عزيزي القارئ، بكل تأكيد البنات الإناث لا يُمكن اعتبارهن وصمة أو نقص نبحث عن كيفية مناسبة للتعامل معها، نحن فقط نتحدث عن الوضع الخاص الذي يستوجب بالضرورة تعامل خاص ومختلف، وبالمناسبة، أكثر الأسر السعيدة هي التي يكون أغلب الأبناء فيها من الإناث أو أن يكون جميعهن من الإناث أساسًا.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

16 + سبعة =