تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تضم أجسامنا الملايين من البكتيريا المفيدة داخلها؟

كيف تضم أجسامنا الملايين من البكتيريا المفيدة داخلها؟

نحن عبارة عن مستعمرة كاملة لحياة أنواع مختلفة من الميكروبات، بل تعد البكتيريا المفيدة أو حتى الضارة جزءا هاما من أجسامنا، ووفقا لأول دراسة عام 1972 لعدد البكتيريا في جسم الإنسان؛ وجد أن الخلايا البكتيرية كانت عشرة أضعاف الخلايا البشرية، أي أن أجسامنا عبارة عن 90% بكتيريا و10% فقط خلايا بشرية، فهل هذا صحيح؟

البكتيريا المفيدة

البكتيريا كائنات دقيقة جدا تتواجد في جميع الأسطح المحيطة بنا، حيث تغطي كل أسطح الكوكب بعدد 5 نونلليون أوكوانتيليون (5 بجانبها 30 صفرا)، وتعد 99% من هذا العدد الهائل من البكتيريا المفيدة ، وبعضها يمكنه التكاثر في مختلف الظروف حتى في الأماكن ذات درجات الحرارة العالية أو قارسة البرودة والسامة؛ وهذه تستطيع العيش في الظروف الصعبة وتعرف بالبكتيريا القاسية. وتمتد أهمية البكتيريا لعظمة ما تقدمه للدراسات والباحثين من الحقائق كدورها في بعض الأمراض المزمنة مثل السمنة والحساسية، وفي التحليل الجنائي؛ أو يمكن القول بأنها تجعل الجثة تنطق بالمعلومات عن زمن وأسباب الوفاة وظروف موتها. كما دخلت البكتيريا المفيدة والضارة أيضا في التغذية والحمية والصناعات الدوائية والتجميلية. إلا أن علاقتنا مع البكتيريا كأفراد ما زالت قائمة على عدم فهمها لعدم رؤيتنا لها، لذلك نحاول القضاء عليها بدلا من محاولة التعايش معها. فهل سيتغير هذا وسنبدأ بترك المنظفات المنزلية والمعقمات ونبدأ في تقبل البكتيريا؟

كيف تتواجد البكتيريا في أجسامنا؟

البكتيريا المفيدة كيف تتواجد البكتيريا في أجسامنا؟

بعد الدراسة التي قالت بأن البكتيريا تساوي 1:10 للخلايا البشرية، قامت دراسة أخرى ووجدت أن نسبة البكتيريا تصل ل 1.3 خلية بكتيرية لكل خلية بشرية؛ تقدر بحوالي 39 تريليون خلية بكتيرية تختلف تجمعاتها في المزيج الميكروبي من شخص لآخر؛ ويزداد عددها قليلا عند النساء لأنهن يملكن خلايا بشرية أقل، وراقب العلماء أن كميتها قد تختلف زيادة أو نقصانا عند التعرض لعمليات كالإسهال الشديد والإصابة بالكوليرا. وبسبب حجمها الصغير، فإن هذه الكائنات لا تشكل سوى حوالي 1: 3 % من كتلة الجسم ما يعادل حوالي3 كيلو لكل 100 كيلو، ولكنها تلعب دورا حيويا في صحة الإنسان.

وتستضيف أجسامنا البكتيريا المفيدة منذ الولادة حيث نلتقطها من أجسامنا أمهاتنا لحظة الخروج ومن ثم عبر الرضاعة، وتزداد تدريجيا لتبادل المنفعة وتقديم وظائف حيوية لنا. وتقوم هذه البكتيريا بالتخفي عن الجهاز المناعي لجسم الإنسان عبر اتخاذ شكل خلايا المعدة نفسها، فتقوم بتغليف نفسها بمادة سكرية اشتقت من جزئيات مأخوذة من سطح الخلايا المعوية، وهذا يفسر قدرتها على التواجد بشكل كبير دون استثارة جهاز المناعة. وتجد البكتيريا المفيدة في المعدة بيئة ملائمة لتتكاثر مقابل تحليل بعض المواد التي لا يستطيع جسم الإنسان أن يفككها لوحده، كالسكريات المعقدة (الكربوهيدرات) والأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، كما تقوم بمنع بعض الاضطرابات الهضمية كالإسهال والإمساك وسوء الهضم والعديد من أمراض المعدة. بينما تتكاثر الخلايا البكتيرية الضارة وتدخل إلى أجسادنا بسبب التنقل ولمس الأشياء والتلامس مع الأشخاص وتنتعش هذه البكتيريا لأسباب وتموت لأخرى كثير منها غير معروف لوقتنا الحالي.

البكتيريا المفيدة والبكتيريا الضارة

المهمة الأساسية للبكتيريا هي دورها الكبير في التفاعلات الحيوية، وهذا ما يجعل الحياة بدونها مستحيلة، فهي بتفاعلاتها تساعد الحيوانات والإنسان على هضم الطعام، وتساعد على نمو الأشجار وتحسين التربة الزراعية، وإعادة تدوير العناصر في البيئة وتحليل أجسام الكائنات الحية. كما أنها تستخدم في تطبيقات التكنولوجيا الحيوية لإنتاج كل شيء من الغذاء إلى الطاقة إلى المياه النظيفة والهندسة الوراثية.

ولم يعد النظر للبكتيريا من منظور البكتيريا المفيدة للإنسان والسيئة التي يجب القضاء عليها، وتحول وعي الإنسان من مهووس بقتل البكتيريا الضارة وتعقيم كل شيء لتقبل ضرورة وجود النظام الميكروبي ككل والتعايش معه. فإذا كانت وظيفة البكتيريا المفيدة خدمة جسم الإنسان، فإن الضارة قدمت خدمات جليلة في صناعة الدواء وفهم نظام المناعة لدى الإنسان وتعزيزه، وكذلك فهم البيئة وتطوير الطب الجنائي كما ذكرنا سابقا.

ووفقا لدراسات وجد الباحثون أن 25% من الأصحاء تتواجد بكتيريا ضارة على سطوح بشرتهم وأنوفهم وأعينهم حاملة لمسببات المرض، تتجول حول أجزاء الجسم ولا تصيبه بأي ضرر، لكن عند انتقالها لشخص آخر بالملامسة فإنها تهاجمه لاختلاف مزيجها الميكروبي عنه، وهذا قدم خطوة مهمة للباحثين ليعلموا أسباب الأمراض وكيف تتحول هذه البكتيريا من حاملة لمسببات المرض لضارة تقوم بمهاجمة الإنسان الآخر، وفي حالات قد تتكاثر البكتيريا المفيدة نفسها أكثر من اللازم وتهاجم الإنسان نفسه كتحول جرثومة المعدة لمسبب لقرحة المعدة.

البكتيريا المفيدة في الأمعاء

للأمعاء نصيب الأسد من البكتيريا المفيدة بداخلها؛ لذا تعد بكتيريا الجهاز الهضمي عامة مركز التحكم في ميكروبات المناعة، وتشير الدراسات لتواجد حوالي ثلاثة أرباع الخلايا البكتيرية في الجهاز الهضمي من 500 نوع مختلف من السلاسل البكتيرية. حيث تجد في المعدة درجة الحرارة المثالية، ومستوى الحموضة الملائم لها؛ مقابل تقديم الفائدة الغذائية للجسم البشري، وظيفتها تحطيم بعض جزيئات الطعام الكبيرة التي تفتقد أنزيمات المعدة القدرة على تكسيرها، وهذا يسمح بامتصاص العناصر الغذائية الهامة التي من الممكن فقدها لو لم تخمرها، كما تعالج مشاكل الهضم وامتصاص الماء، وجمع بعض الفيتامينات الأساسية، كذلك رصد البكتيريا الخطيرة التي تحاول مهاجمة أمعاءنا في كثير من الأحيان. ويعد التسمم الغذائي هو المؤشر الأكثر شيوعًا لزيادة البكتريا الضارة، وهذا يعني خللا في كميات البكتيريا المفيدة في المعدة. ومن أهم أنواع البكتريا المفيدة في الأمعاء والجهاز الهضمي:

اللاكتوباسيلس

توجد بشكل طبيعي في مهبل الأنثى وفي الفم والأمعاء الدقيقة والقولون السليم، منها سلاسل كثيرة ولكل منها فوائد مختلفة قليلا عن الأخرى لكنها عامة تساعد على تقوية المناعة وتنظيف الكبد من السموم، لتسريعها عملية الهضم عبر تكسير السكريات لتحويلها لأنزيمات وفيتامينات ومضادات للجراثيم، فتقلل العبء عليه وتقييه من الإصابة بالتليف والالتهاب الكبدي، وبعضها ينتج حمض اللاكتيك أثناء عملية التخمر اللبني، وهذا الحمض لديه خصائص مضادة للفطريات وينشط عمليه الهضم ويخفض الكوليسترول في الدم.

بيفيدوباكتيريوم

تنتج هذه البكتيريا حمض اللبنيك والخليك، من أهم فوائدها تخفيض الحموضة في الجهاز الهضمي للرضع؛ فتثبط بذلك نمو بعض أنواع الجراثيم الضارة. كما تساعد على التوازن الميكروبي في الأمعاء للكبار، وتحارب البكتيريا الضارة التي تهاجم غشاء المعدة، وتعدل نظام المناعة وتساعد في تصنيع فيتامين (ب).

وهذان النوعان يعدان من سلاسل البروبيوتيكس وهي بكتيريا مفيدة توجد في الجهاز الهضمي بشكل طبيعي، تقي أنواعا منها قرحة المعدة ومفيدة للحمية وتساعد على منع تكاثر الفطريات الضارة، كمت تدخل في الصناعات الغذائية والدوائية.

البكتيريا المفيدة في الفم

البكتيريا المفيدة البكتيريا المفيدة في الفم

وهو من أكثر الأماكن اكتظاظا بالبكتيريا؛ حيث تعد بيئته الحارة والرطبة والمظلمة مكانا ملائما لتكاثرها، واكتشف العلماء تواجد 500 -700 نوع بداخله، وتتكاثر البكتيريا الضارة نتيجة لعدة عوامل منها: العادات الصحية السيئة، وتناول الأغذية المصنعة، والإصابة بمرض الإيدز ومرضى السرطان، وتناول المضادات الحيوية؛ حيث يسبب تكاثرها أمراض التهاب اللثة وتراكم الترسبات ورائحة النفس الكريهة والتسوس، وانتشار مسببات الأمراض البكتيرية ودخولها إلى مجرى الدم داخل الجسم ومنها إلى الدماغ والكبد والرئتين، كما اكتشف دور بعض البكتيريا في تعزيز مرض الإيدز، وتكمن المشكلة في أن الأغشية الحيوية داخل الفم والتي تنشأ بفعل تآزر مجتمعات البكتيريا المفيدة تحمل في ذات الوقت الكثير من مسببات الأمراض والتي يمكن دخولها للجسم في أي لحظة.

بينما يكون دور البكتيريا المفيدة في الفم أعلى من بقية الأعضاء، لأنه بوابة دخول كل شيء للجسم؛ لذلك فإن وظيفتها تطهيرية قوية مقاومة؛ تضطر للتأقلم المستمر مع عادات الشخص السيئة لحمايته من الجراثيم الداخلة عبر الطعام والهواء، وتشمل البكتيريا الأكثر هجومية والتي تهاجم البكتيريا الضارة المسببة للنفس الكريه، ومن البكتيريا المفيدة أيضا بكتيريا اكتينوميسيس نيسلندي؛ وهي مؤشر جيد لصحة الفم وتحافظ على توازن الph فيه، والتي ترتبط بعض الأنواع الضارة منها بأمراض اللثة، وللحفاظ على التوازن البكتيري في الفم يجب الحفاظ على عادات غذائية جيدة والابتعاد عن التدخين، والحفاظ على نظافة الأسنان بالفرشاة والمعجون واستخدام الخيط الطبي، والحصول على الأغذية المدعمة صناعيا ببكتيريا البروبيوتيكس. ويعد نزيف اللثة هو المؤشر الأولي السيئ لوجود خلل بكتيري في الفم يستدعي القلق والذهاب لزيارة الطبيب.

البكتيريا المفيدة في الجلد

يعد الجلد العضو الأكبر في جسم الإنسان، وهو ثاني أكثر عضو تتواجد فيه البكتيريا بعد الأمعاء، ويوجد ما يقرب من 1000 نوع من البكتيريا، والتي توجد عادة على سطحه وبصيلات الشعر ومعظمها غير ضار أو متبادل المنفعة أو معالجة، وتشكل البكتيريا المفيدة الحاجز بين مسببات الأمراض الخارجية والجسم فالجلد هو خط الدفاع الأول للجسم. ويظهر اختلال التجمعات البكتيرية المفيدة في الجلد على هيئة حساسية والتهابات جلدية وحبوب نتيجة لوصول البكتيريا الضارة له. ويتأثر هذا الحاجز البكتيري بعوامل منها القلق والإجهاد، وعوامل المناخ المختلفة والتلوث، واستعمال مساحيق التجميل لفترات طويلة، والإكثار من مستحضرات تنظيف البشرة مم يؤثر على دفاعات الجلد بقتل البكتيريا المفيدة. وكذلك تتدخل عوامل أخرى كأنواع البشرة والجينات والدفاعات الخاصة بالجسد في كمية ونوعية البكتيريا الموجودة، حيث تزدهر البكتيريا في الأماكن الدهنية في الجسد كفروة الرأس، والبشرة الدهنية والتي تتواجد فيها بكتيريا بروبيونيباكتيريوم المكونة لحب الشباب باستخدام الزهم الذي تنتجه الغدد الدهنية.

ويمكن لبكتيريا الكرويّة العنقودية المفيدة أن تساعد في منع حدوث العدوى البكتيرية أو مسببات الأمراض عن طريق حماية المنطقة السطحية للجلد عن طريق إفراز المواد الكيميائية وتنبيه خلايا الجهاز المناعي، أو عبر التنافس مع البكتيريا الضارة على الموارد الموجودة على الجلد. وتتواجد كثير من تجمعات البكتيريا الغير ضارة على البشرة لكنها تتحول ضارة عند حالات هي: نقص المناعة المكتسب، وعند تعاطي أدوية تثبيط المناعة لدى مرضى السرطان، وفي أمراض الحساسية الوراثية مثل الحساسية الجلدية والتهابات الجلد الفطرية.

البكتيريا المفيدة للمناعة

البكتيريا المفيدة البكتيريا المفيدة للمناعة

وتندرج تحتها مجموعة أخرى من البكتيريا التي تعيش في أجسامنا، والتي لا يمكن التعامل معها كبكتيريا مفيدة دائما، لكن وجودها المستمر يقوم بتدريب جهاز المناعة لدينا بتعريفه على الطريقة التي تهاجمنا بها، وسنذكر بعض الأمثلة السريعة لبعض البكتيريا بأنواعها ودورها في معالجة بعض الأمراض أو تحسين المناعة اتجاه البعض:

  • البكتيريا الضارة أو ما تعرف باللقاحات، والتي يحقن بها الأطفال ليتمكن الجهاز المناعي من بناء الأجسام المضادة لها، حتى يصبح مستعد لمواجهة المرض الحقيقي.
  • بكتيريا البروبيوتيك المفيدة، اكتشف أنها تساعد على تخفيف نزلات البرد وتقليل أعراضه (الصداع والعطس والسعال) بمقدار الربع.
  • البكتيريا المعوية المفيدة التي تخفف إصابة الأطفال بالإكزيما عبر تقليلها البكتيريا المؤذية المسببة في زيادة تركيز مركب أميونوجلوبيولين E المرتبط بإثارة الجهاز المناعي في الجسم.
  • بكتيريا البوتيولينوم الضارة، وذلك عبر استخدام سمومها في معالجة تجاعيد الوجه، وهو ما يعرف تجاريا باسم البوتكس.
  • بكتيريا الأي كولاي الضارة المسببة للإسهال الشديد؛ اكتشف أنها تنتج سما يساعد على إبطاء انقسام الخلايا السرطانية في القولون.
  • بكتيريا اللاكتوباسيلاس المفيدة التي تقوم بحماية الأطفال من الإصابة بالإيدز من أمهاتهم الحاملات للمرض عبر الرضاعة، وذلك عبر إنتاج بروتينات تغلف الفيروس بغلاف سكري يخفي الفيروس حتى لا يقترب منه النظام المناعي.
  • بكتيريا مالتيبيانوتا الغير ضارة والتي تساعد على خفض بكتيريا ضارة تدعى كلوسترايديا، والتي يعتقد أن إفرازها لسموم معوية تصل للدماغ هو ما يسبب الاضطرابات العصبية كالتوحد. أي أنها قد توجد علاج للتوحد.
  • البكتيريا المفيدة الموجودة على الجلد تساعد على التئام الجروح وحمايتها من الالتهاب؛ وذلك بمنعها البكتيريا الضارة من الاقتراب من الجرح.
  • أنواع من البكتيريا المفيدة تتواجد في الأمعاء الغليظة لجسم الإنسان تساعد على تقوية جهاز المناعة والقضاء على البكتيريا الضارة وإنتاج فيتامين كي المساعد على تخثر الدم.

كيف يتم القضاء على البكتيريا المفيدة في الجسم؟

مع التقدم في العمر، يتراجع عادة عدد البكتيريا المفيدة في جسم الإنسان تلقائيا نتيجة للظروف المتعاقبة عليه؛ من عادات غذائية سيئة وعوامل مناخية وتعرض لعوامل القلق والإجهاد والمبالغة في النظافة والتعقيم واستخدام المضادات الحيوية بكثرة. وهذه العوامل كلها تضر بأداء البكتيريا المفيدة وتضعفها بالشكل الآتي:

المضادات الحيوية

والتي تقوم بتدمير البكتيريا المفيدة لعدم تمييزها عن الضارة ما يسهم في زيادة تكاثر الأخيرة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى إضعاف نظام المناعة لدينا وجعل البكتيريا المسببة للأمراض أكثر تكيفًا وصعوبة في العلاج.

النظام الغذائي

له دور كبير في الحفاظ على التوازن البكتيري، فالنظام الغذائي المرتفع السكريات الاصطناعية والنشويات والزيوت المهدرجة يمكن أن يضر بذلك التوازن، ويقلل البكتيريا المفيدة في الأمعاء مم يسبب مجموعة من الأمراض كسرطان القولون.

منتجات التنظيف الكيميائية

تمنع بقتلها الجراثيم والبكتيريا الضارة من تعرض أجسامنا في سنواته الأولى للضرر، فتمنعها من تطوير أجسام مضادة لمحاربته، فقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين يلعبون في التراب، ويتعرضون للأوساخ يعرضون أجهزة المناعة لديهم إلى مجموعة كبيرة من البكتيريا، فيقومون بذلك بتقوية جهاز المناعة لديهم اتجاه الأمراض مع تقدمهم في العمر.

أدوية السرطان

تقوم هذه بالتأثير الشديد على التوازن البكتيري في الأمعاء، وتقلل بذلك مناعة الجسم بتكاثر البكتيريا الضارة.

التوتر والإجهاد

وقد ذكرنا مسبقا أنهما عاملان مهمان لتقليل البكتيريا المفيدة في سطح الجلد، ما يؤدي لظهور الحبوب والتجاعيد، لكنهما أيضا يؤثران سلبا على بكتيريا الأمعاء، وذلك يفسر العلاقة ما بين التوتر والقولون العصبي.

ترتكز البكتيريا المفيدة في الفم والأمعاء والجلد بشكل أكبر من بقية أجزاء الجسم، وتقوم بالتمثيل الغذائي الميكروبي في مواقع مختلفة منه، والتي يمكن أن تتنوع من إنتاج فيتامين K إلى تجديد الخلايا المبطنة للأمعاء بغرض الحفاظ على الإنسان وصحته، وتقوم أيضا بمنع البكتيريا المسببة للمرض من التأثير عليه. كما تعدت فائدتها الحماية من الأمراض لتؤدي دورا كبيرا في تحسين الجهاز العصبي والمزاج. ولكونها تتجمع أكثر في الأمعاء فقد أعادت توجيه النظر لأهمية الغذاء لصحة الإنسان قبل الدواء. فإذا كنا نرغب في الحفاظ على صحة بقية الجسد؛ علينا البدء بحماية التوازن البكتيري بين البكتيريا المفيدة والضارة في المعدة، ذلك أننا لا نستطيع التخلص من الضارة وحدها. ولتحقيق ذلك ينصح بتناول الأغذية الغنية بالألياف والأغذية التي تتواجد بها البكتيريا بشكل طبيعي كالزبادي والأجبان والألبان. كما ينصح غير المصابين بنقص المناعة ومرضى السرطان بتناول بكتيريا البروبيوتيك الحية التي تتم إضافتها إلى بعض الأطعمة والأدوية والمكملات الغذائية؛ حيث تساعد في استعادة البكتيريا في الجسم، وتلعب دورا مهما في علاج أعراض متلازمة القولون العصبي وتمنع عدوى الرئة لدى الأطفال، ويمكن أن تساعد في منع الإسهال الذي يسببه تناول المضادات الحيوية.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

الكاتب: فاطمة الزهراء

ابراهيم جعفر

محرر موقع تسعة : مبرمج، وكاتب، ومترجم. أعمل في هذه المجالات احترفيًا بشكل مستقل، ولي كتابات كهاوٍ في العديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعضها مازال موجودًا، وبعضها طواه النسيان. قاري نهم وعاشق للسينما، محب للتقنية والبرمجيات، ومستخدم مخضرم لنظام لينكس.

أضف تعليق

11 + ثلاثة عشر =