تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » كيف تستعيد أحلامك وتحقق البداية من جديد في حياتك؟

كيف تستعيد أحلامك وتحقق البداية من جديد في حياتك؟

تحقيق البداية من جديد رغم كل الأحلام التي ذابت مع مراحل الحياة المختلفة هو الشيء الذي يبدو صعبا ولكن بعد قراءة المقال ربما ستجده غاية في السهولة، فكيف يمكنك استعادة الأحلام؟ وكيف تبدأ من جديد في الوقت الذي يتداعى فيه كل شئ حولك؟

البداية من جديد

البداية من جديد واحدة من أهم الأمور التي تكون صعبة على الإنسان خصوصًا بعد مرور فترة من الوقت وتخلي الإنسان عن أحلامه وانسحابه من المضمار الذي كان يوصله إلى تحقيقها والانسحاق في مضمار الحياة والوفاء بالالتزامات وإيجاد القوت اليومي، ومع محاولات عديدة لتحقيق الأحلام كلها باءت بالفشل نستطيع أن نقول أن البداية من جديد تكون في غاية الصعوبة فكيف يمكن للإنسان البداية من جديد واستعادة أحلامه والسعي وراءها حتى النهاية؟

العمر مجرد رقم لذا لا تتراخى في البداية من جديد

ربما ستقول أن العمر فات وأنك لم تعد في أوائل العشرينات حتى تتقافز خلف أحلامك أو تحاول البداية من جديد وهذا الكلام كليا خطأ، ليس مهما أن تحقق حلمك في العشرين أو في الخمسين، وليس مهما أن تحاول وأنت في الخامسة والعشرين أو في الخامسة والأربعين، الإنسان لا يسعى وراء أحلامه كي يحققها، لا يسعى خلف أحلامه من أجل الفوز بلحظة ظفر أو نصر وقتي زائل، الإنسان يسعى خلف أحلامه لأنه أثناء السعي، لأنه في ذلك الوقت الذي يقترب فيه من تحقيق حلمه، في كل لحظة تمر عليه وهو يحاول أن يفعل ما أراد طوال حياته سيكون هو نفسه، سيكون ذاته، سيشعر بأقصى درجات القرب والألفة مع نفسه والتماس مع شخصيته الحقيقية، الشخصية التي لم يعد عليه أن يخبئها بعد الآن.

أعد توجبه مسارك

البداية من جديد أعد توجبه مسارك

لقد ظللت طوال الفترة الماضية تعمل في الأماكن التي تحبها مع الأشخاص الذين لا يشبهونك ولا يتحدثون مثلك ولا يشعرون بما تشعر، لقد ظللت لفترة طويلة تمشي في الطريق الذي قالوا لك عنه أنه هو الطريق الصحيح وأنه سيوفر لك الأمان المادي، حسنا عليك أن ترتب أولوياتك، البداية من جديد يعني أن تعود للصفر وتنطلق هذه المرة كما لو كانت أول مرة، وترتيب الأولويات معناه أنك تفضل الدخل الثابت الجيد على تحقيق الحلم؟ إن كان هذا ما تفضله فهنيئًا لك الأمان المادي والاستقرار النسبي الذي تعيشه ولكن عليك أن تتحمل الرتابة والملل أيضًا والشعور بالاغتراب الذي يغزوك بأن هذا لم يكن يوما تصورك أبدا عن الحياة التي يجب أن تعيشها.

توقف عن العادات السيئة

توقف عن التدخين وتعاطي المخدرات والكحول، حسنا أقول لك، في اللحظات لا نشعر فيها أننا ننتمي لواقعنا نستعين بالمخدرات والكحوليات للتماهي معها، للسمو فوقها، ويحدث الإدمان كلما زاد شعورنا العميق بأننا لا ننتمي لهذا الواقع فيهمنا دائما أن نغيب عنه، شعورك عامة جراء هذا الإدمان تجاه نفسك سيكون في غاية السوء، والنصيحة بالإقلاع هنا معناها أنك إن أردت البداية من جديد فيجب أن تتحلى بالثقة بالنفس أن تكون شخصا جيدا وتشعر أنك تستطيع، تعاطي المخدرات والكحول والإدمان على التدخين يجعلك تشعر بأنك ضعيف وهش ولا تستطيع فعل أي شيء سوى الدوران في الدائرة اليومية المعتادة، أما التوقف عن هذه الأشياء وعن تجربة شخصية سيجعلك تدرك أنك تستطيع فعل أي شيء ويرفع ثقتك بنفسك للحد الأقصى.

اقرأ التجارب الملهمة

ربما ليس لديك أصدقاء يحفزونك وربما ليس لديك شركاء يدفعونك نحو البداية من جديد واستعادة أحلامك القديمة وربما أيضًا أنك تشعر أنك وحيد وسط كل هؤلاء الأشخاص الذين يشعرونك أنك يجب أن ترضى بالوضع الراهن ولا يجب عليك أن تتقدم قيد أنملة تجاه أحلامك لأن هذا يعني المجازفة بوضعك الحالي والمغامرة بالأمان الذي أحرزته الآن، ربما كل هذا سيثبط عزيمتك لذلك نصيحتنا لك أن تقوم بالقراءة عن التجارب الملهمة، أن تقوم بالاطلاع عن هؤلاء الأشخاص الذين كانوا مثلك أيضًا فاقدين الثقة في واقعهم وفي أنفسهم وخارجين من كل المحاولات التي باءت بالفشل وزادتهم يأسا على يأس وإحباطا على إحباط، لكن في لحظة تنوير واحدة أتت لهم في حياتك استطاعوا أن يبصروا النور المقدس ويسيروا في طريق النجاح واستطاعوا أن يحققوا القفزة التي ستغير حياتهم تماما فيما بعد.

انتبه لصحتك واستعد حماسك

من قال أن العقل السليم يوجد فقط في الجسم السليم لم يكن يتحدث بشكل مجازي، بل كان يتحدث بشكل علمي بحت حيث من الثابت علميا أن التنشيط الجسدي يصاحبه تنشيط في العقل وفي خلايا المخ ويعينك على التفكير بشكل جيد ويجعلك متقد الذهن أيضًا بينما الخمول الجسدي والتراخي والكسل والرغبة الدائمة في الاستلقاء ينعكس هذا على جسدك أيضًا حيث يجعلك مرغما شاعرا بالخمول الذهني وعدم القدرة على الإبداع أو التركيز أو التفكير بشكل جيد، تشعر أن ضبابا ينتشر في ذهنك، لذلك استعد حماسك من الآن واعلم أن اللياقة البدنية مفتاحك للياقة الذهنية، هيا الآن لا تتردد في لعب الرياضة والجري وتحفيز الذهن بتحفيز الجسم، تحرى الطعام الصحي وابتعد عن المنبهات ونم مبكرا واستيقظ مبكرا، السهر واضطراب النوم من أخطر الأشياء على حياة الإنسان، البداية من جديد تستلزم جسدا يقظا على الدوام.

ليس المهم أن تنجح المهم أن تحاول

البداية من جديد ليس المهم أن تنجح المهم أن تحاول

قد يحبطك أنصار البقاء حيث أنت والخائفون على الدوام من البداية من جديد والراضون بوضعهم الحالي مهما كان تعيسا ورتيبا ومملا ولا يشعرك بأنه هو أنت بأنك لن تنجح مطلقا ولكن لا يجب أن يكون هدفك دائما النجاح، لنتخيل معا هذا الموقف: أنت شخص تحب الرسم جدا وهناك صورة في خيالك تحاول دائما رسمها وإخراجها في الواقع تماما مطابقة لأصلها في ذهنك، وظللت تحاول 10 مرات لكي ترسمها مثلما تريد ولكن تفشل في كل مرة، حسنا.. مجموع الوقت الذي قضيته في رسم العشر لوحات ألم يكن سعيدا لأنك كنت تفعل الشيء الذي تحبه وتمارس الشيء الذي تريد أن تمارسه طوال حياتك؟ هذه هي النقطة إذن، أن تظل دائما تفعل الشيء الذي تحبه وتسعد بممارسته بغض النظر عما سيوصلك إليه هذا الشيء.

الحياة مرة واحدة فقط

عليك أن تتذكر دائما أن الحياة مرة واحدة فقط، لا يوجد فيها أي إعادات، كلنا في يوم من الأيام سنوارى التراب وكل هذا العمر الذي أنفقناه سيذهب سدى، كل النجاحات والإنجازات وكل القواعد التي أردنا أن نطبقها على حياتنا وكل القوانين الصارمة التي امتثلنا لها وكل المبادئ التي وضعناها لأنفسنا وكل القيود التي قيدنا بها أنفسنا وكل الأغلال التي خضعنا لها ستذهب سدى ولن تصبح غير ذات قيمة في هذه اللحظة، فما رأيك: هل تحب في سكرات الموت أن تنظر إلى حياتك وأنت تشعر بالرضا لأنك عشت رجلا سعيد؟ أم العكس؟

في النهاية وقبل حتى أن تقرر البداية من جديد واستعادة أحلامك القديمة فعليك أن تتذكر دائما أنه لا يجب على الإنسان أن يرهق نفسه في أشياء لا يحبها طالما لم يكن مجبرا على ذلك، وأنه في كل الأحوال لابد أن يدفع ثمن الاختيار الذي سيختاره في حياته، وأنه يجب أن يضع رهانات عدة ولا يوجد خيار واحد صائب فعليه أن يختار الرهان الذي يريحه ويشعر معه بالرضا والسعادة.

محمد رشوان

أضف تعليق

ثمانية عشر − اثنا عشر =