تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تتجنب الأمراض الموسمية وتحمي نفسك من خطرها؟

كيف تتجنب الأمراض الموسمية وتحمي نفسك من خطرها؟

الأمراض الموسمية لا يخلو بيت منها، ويخطيء كثير منا في التعامل معها، لكنها أمراض طبيعية يمكننا الوقاية منها باتباع بعض الوسائل العلاجية البسيطة.

الأمراض الموسمية

كثيرا ما نتعرض لأمراض عند تغير الجو، والانتقال من فصل من فصول السنة لآخر، دون أي مقدمات أو أسباب موضوعية للإصابة بهذا المرض، وكثيرا ما نستمع تشخيص الأطباء بأن هذا النوع من المرض ينتمي للأمراض الموسمية، التي لا تأتي إلا في فصل معين، ولا تأتي في غيره من الفصول، لكننا لا نعرف تحديدا ما هي الأمراض الموسمية وأسبابها وطرق تجنبها والوقاية منها.

ما هي الأمراض الموسمية ؟

الأمراض الموسمية هي تلك الأمراض التي تصيب أفراد العائلة بمختلف أعمارهم في بدايات فصول السنة المختلفة، وتستمر إما لفترات طويلة قد تصل للفصل كله كالزكام وأمراض التنفس، وقد تأتي بعضها أياما وتنتهي كالنزلات المعزية والشعبية، وقد يكون بعضها مُعدٍ ينتقل من شخص لآخر كالجديري والجرب. تنتشر الأمراض الموسمية بفضل عوامل مهيئة، وأجواء مصاحبة، وأيام نشاط للعدوى يتحول الجسم فيها لميدان خصب لتلقي المرض، ونشره في الوسط المحيط به، وينتقل في أماكن التجمعات كالمدارس والمشافي ومحطات المترو والميكروباص، وينصح الأطباء بإجراء فحوص شاملة كل 6 أشهر مع بداية فصل الشتاء وبداية فصل الصيف؛ لتحصين الجسم ورفع مناعته لمقاومة الأمراض الناشئة.

الأمراض الموسمية عند الأطفال

يصاب الأطفال بها بصورة أكبر وأكثر كثافة من الكبار، وعادة ما تتخذ أشكالا بعينها لا تخرج عنها، وتأتي على رأس هذه الأمراض الإصابة بالنزلات المعوية، وهي عبارة عن إسهال مصحوب بقيء وارتفاع في درجات الحرارة، وقد تكون الإصابة مقتصرة على الإسهال فقط، وتختلف أسباب الإصابة بهذا المرض، فبعض النزلات المعوية فيروسية وبعضها بكتيرية ، ولكل منهما علاج خاص، لكنهما يشتركان في ضرورة الاعتماد على السوائل الدافئة والعصائر الطبيعية؛ تعويضا لكمية السوائل التي يفقدها الجسم بسبب الإسهال.

أما ثاني الأمراض التي تصيب الأطفال فهو التهاب الأذن الوسطى، إذ عادة ما يشتكي الأطفال ويصرخون من أذنهم، وقد تكون الالتهابات مصحوبة بإفرازات صفراء تخرج من الأذن، ويستمر هذا المرض من ثلاثة أيام وحتى أسبوعين، وينصح الأطباء باستخدام مضاد حيوي مناسب ومضاد للالتهاب حتى تنتهي فترة المرض.

الأمراض الجلدية الموسمية

تتعدد الأمراض الجلدية الموسمية التي تصيب الإنسان عند دخول فصل معين، لكنها في المجمل سهلة العلاج، سهلة التجنب، وتأتي على رأس هذه الأمراض:

الجديري المائي

وهو مرض يصيب الأطفال على مدار العام، لكنه يكثر في فصل الشتاء؛ بسبب بداية الدراسة، وبقاء الأطفال بجوار بعضهم فترات طويلة في أماكن ضيقة دون وجود تهوية جيدة، وخطورة هذا المرض أنه ينتقل من الطفل المصاب إلى السليم بشكل متسارع، لكنه يتميز بأنه لا يصيب الطفل إلا مرة واحدة في العمر، وتعد الحبوب الرقيقة المليئة بالماء هي أبرز أعراض هذا المرض مع ارتفاع طفيف في درجات الحرارة، وعلاجه يعتمد على مضاد للفيروسات ومرطبات للجلد مع الراحة التامة وتهوية المكان جيدا.

الجرب

وهو الأكثر انتشارا في فصل الشتاء؛ بسبب الخوف من الاستحمام كثيرا؛ خوفا من الإصابة بنزلات البرد، وينتقل المرض من شخص لآخر عن طريق الملامسة أو استعمال أدواته الشخصية، والجرب هو الإصابة بحشرة دقيقة تخترق الجلد وتبني حفرة تحته وتتكاثر، ما يسبب حكة شديدة بالجلد خاصة في ساعات المساء.

حساسية العين “الرمد الربيعي”

هو من أهم الأمراض التي تصيب العين في فصل الربيع، وهو عبارة عن حكة شديدة مصحوبة بدموع غزيرة تسبب عدم وضوح الرؤية، وترجع الأسباب في ظهوره إلى رياح الخماسين المحملة بالتراب وحبوب اللقاح، وتغير المناخ المفاجيء، وينصح الأطباء في هذه الحالات بعدم ارتداء العدسات اللاصقة وعدم التعرض للشمس فترات طويلة.

الزكام والإنفلونزا

هما من أكثر الأمراض شيوعا في فصل الشتاء، والزكام يسببه أكثر من 200 فيروس مختلف؛ لذلك لا يمكن القضاء عليه، لكن يمكن تقليل أعراضه المتمثلة في السعال والعطس، أما الإنفلونزا فعادة ما تأتي مصحوبة بأعراض أخرى مثل الحمى والزكام والإرهاق والسعال والصداع، وينصح الأطباء بضرورة غسل اليدين جيدا بعد السعال أو العطس، وعدم ملامسة أي شخص مصاب بهذين المرضين، وتطهير الأدوات التي تستعملها دائما كالهاتف والمفاتيح ونحوهما، كما ينصحون بالحصول على “مصل إنفلونزا” مع بداية كل فصل، خاصة مع دخول الشتاء.

طرق الحماية من الأمراض الموسمية

ينصح الأطباء باتباع الطرق العالمية في علاجها، للتخلص منها وتقليل مخاطرها ونتائجها المترتبة عليها، حتى تتحول فصول السنة المختلفة إلى فصول دون أمراض، وتأتي على قائمة الطرق العالمية:

  • اتبع مبدأ الوقاية خير من العلاج، وحصن نفسك جيدا قبل دخول الفصل الذي تصاب فيه بالأمراض، واعتن بنظافتك الشخصية وعدم الاختلاط المباشر مع الناس خاصة في فصل الصيف.
  • ابتعد عن المرضى المصابين بالأمراض الموسمية؛ حتى لا تتعرض للإصابة بالأمراض التي أصابتهم، وحتى تقلل فرص انتشار العدوى بين الأفراد المحيطين.
  • احفظ جميع الأطعمة في الثلاجة؛ حتى لا تتعرض للفساد والتلف، ولا تأكل منها إلا بعد غسلها جيدا، ولا تأكل خارج البيت قدر المستطاع.
  • اشرب الماء والسوائل والعصائر الطبيعية؛ حتى لا تتعرض للجفاف، وحتى تتجنب الإصابة بأمراض الكلى كالأملاح وغيرها.
  • استخدم واقٍ من الشمس، ولا تخرج في فترات ارتفاع الحرارة الشديد “وقت القيلولة مثال”؛ تفاديا للإصابة بضربات الشمس.
  • البس ملابس ثقيلة، واشرب ماء قبل أن تخرج من منزلك، ولا تتعرض لنوبات البرد الشديدة التي تضرب منطقتك؛ حتى لا تصاب بنزلات البرد، ولا تقُد دراجات بخارية في أوقات متطرفة من اليوم “بدايته أو نهايته” دون أن ترتدي قناع الوجه؛ حتى لا تتعرض للإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية.
  • لا تضيع التطعيمات الوقائية التي تشير إليها منظمة الصحة العالمية، وخذها في أوقاتها المحدد، سواء أكانت لك “سيدة حامل مثلا” أو لطفلك من سن يوم وحتى 5 سنوات.
  • تجنب التعرض لهواء التكييف لفترات طويلة، وعرض جسمك للهواء الطلق الطبيعي من فترة لأخرى؛ للحفاظ على التهوية الذاتية للجسم.
  • لا تنتقل بين الأجواء المتنافرة بشكل مباشر، فلا تنتقل من الجو الساخن إلى البارد والعكس بصورة متتابعة، ولكن اجعل لنفسك وقتا في جو فاتر “لا هو بارد ولا هو ساخن” حتى لا تتعرض لمشاكل الإنفلونزا والجيوب الأنفية.
  • استرح فترات مناسبة، وابتعد عن الإجهاد الذهني والعضلي، أثناء إصابتك بالمرض الموسمي، أضف إلى ذلك أنك لا بد وأن تمارس الرياضة بشكل دوري ومنتظم؛ حتى تنشط الدورة الدموية وتقوي أجهزة الجسم الدفاعية، التي تحتاجها في الحفاظ على مناعتك.
  • أخيرا، اعتمد على الأطعمة المسلوقة، والسوائل الدافئة، والأطعمة الخفيفة، ولا تكثر من الأطعمة “الحريفة والمسبكة”؛ حتى تتجنب الإصابة بالنزلات المعوية التي تكثُر عند دخول الشتاء.

فائدة التطعيمات الموسمية

عادة ما تنتشر الشائعات في كثير من البلدان العربية حول الآثار الجانبية لهذه التطعيمات والتحصينات؛ بسبب عدم وضوح الرؤية حولها وقلة حملات التوعية المصاحبة لها حتى وصل الأمر إلى الاعتقاد بأنها تتسبب في مرض التوحد، وهذا غير صحيح، غير أن لها بعض الآثار الجانبية البسيطة مثل ارتفاع درجات الحرارة وتورم بسيط مكان التطعيم، وتقي التحصينات الموسمية من نحو 80% من فرص انتقال العدوى من طفل لآخر، وتحمي الشخص المحصن من 100% من الأمراض الخطيرة كالكساح وغيرها.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

محمد الجداوي

أضف تعليق

عشرين − ثلاثة عشر =