تسعة
الرئيسية » الغذاء والتغذية » الأطعمة المقلية : كيف تسبب أضرارًا لا يمكن علاجها في أجسامنا ؟

الأطعمة المقلية : كيف تسبب أضرارًا لا يمكن علاجها في أجسامنا ؟

تعتبر الأطعمة المقلية في نظر الكثير من الأطباء وخبراء التغذية سمومًا وقنابل موقوتة، ويحذرون من تناولها بالكلية، فإلى ماذا تستند هذه التحذيرات؟

الأطعمة المقلية

الأطعمة المقلية هي نمط من الأطعمة يتخذ من الزيت المغلي أو السمن المقدوح أداة لطهيه أو لجعله مقرمشا، وهذا النمط من الأطعمة يعتبر نمطا أساسيا في وجباتنا، فهو يتخذ مرة على مدار اليوم في المتوسط. وإن في مجتمعاتنا لآفة -هي من أخطر ما يمكن أن يصيب الأمم من آفات الثقافة، ألا وهي آفة اللامبالاة. فقلما نجد من يهتم لنوعية ما يأكل من طعام بغية استجلاب النافع منه واستبعاد الضار، وقلما وجدنا أحدا يسترشد بأطباء التغذية والصحة العامة، أو يلقي بالا لما يقولون، ثم بعد ذلك نشكو تفشي الأمراض بيننا، غير دارين أن من أهم أسباب انتشار الأمراض الخبيثة التي تأتي على حياة الإنسان هي ما نتعاطى من أطعمة ضارة، بل نفرط في تعاطيها. وإن من بين أهم الأطعمة الضارة التي يحذرنا منها الأطباء على الدوام، والتي نَطعَمها فنسرف في طعامها لهي الأطعمة المقلية. وللأطعمة المقلية -بحسب الأطباء- الكثير من الأضرار والمخاطر سنورد بعضها عبر هذا المقال؛ علّ قارئنا الكريم يتخذ من مقالنا عظة وعبرة تعينه على التبصر والانتباه بما غفل عنه.

تعرف على أضرار الأطعمة المقلية المختلفة

الأطعمة المقلية وأخطار الكوليسترول

تعتبر الأطعمة المقلية في الزيت أو السمن من أولى الأطعمة المتسببة في ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في الدم، الأمر الذي يعمل على زيادة الترسبات الدهنية في الدم، وهذه الترسبات الدهنية تتراكم على جدار الأوعية الدموية؛ فتضيق هذه الأوعية، وربما يحدث فيها انسداد، الأمر الذي يعمل على إعاقة تدفق الدم داخل الشرايين. ومن شأن ضيق الأوعية الدموية أن يعمل على الآتي:

  • أولا، ارتفاع ضغط الدم المستمر؛ نظرا لأن شدة الضغط الدم هي مقياس لسرعة تدفق الدم في الأوعية، وتتناسب سرعة تدفق الدم في الأوعية تناسبا عكسيا مع سعة الأوعية، أي أن تراكم الترسبات الدهنية على جدران الأوعية الدموية يعمل على ضيق هذه الأوعية ومن ثم زيادة سرعة تدفق الدم فيها ومن ثم ارتفاع ضغط الدم.
  • ثانيا، زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب التاجية والوعائية، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى الخطيرة على القلب من مثل جلطات القلب والذبحة الصدرية؛ وذلك لانخفاض معدل تدفق الدم إلى القلب، وحينما لا يستطيع القلب الحصول على الإمدادات اللازمة من الدم، فإن احتمالية إصابته بالجلطات القلبية يرتفع.
  • ثالثا، زيادة احتمالية الإصابة بجلطة المخ؛ إذ عندما ينقص معدل تدفق الدم الواصل إلى عضلة القلب، يقل بالتالي معدل الأكسجين المحمل في الدم بدوره والواصل إلى القلب أيضا، ومن ثم لا يكفي ليؤدي القلب وظائفه بشكل جيد، الأمر الذي يقلل من الدم الصاعد إلى المخ، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى احتمالية الإصابة بجلطة المخ.
  • رابعا، زيادة احتمالية انسداد الأوعية الأخرى، إذ من الممكن لارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الدم أن يتسبب في مشاكل في الشرايين الأخرى داخل جسم الإنسان بسبب تراكم ترسبات الدهون على جدار الشرايين، بما في ذلك شرايين الأمعاء والأحشاء والكلى. خامسا، احتمالية الإصابة بمرض الشريان المحيطي، وهو أحد الأمراض المترتبة على ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وضيق الأوعية والشرايين، حيث تصاب الشرايين التي تغذي الساقين بضيق تدريجي نتيجة تراكم الدهون على جدرانها، ومن ثم فإن آلاما مبرحة في الساقين تزداد عند القيام بأي مجهود بدني نتيجة لعدم حصول الساقين على ما يكفيهما من إمدادات الدم من غذاء وأوكسجين.

أضرار أخرى للأطعمة المقلية

من ضمن الأضرار التي تتسبب فيها الأطعمة المقلية والتي نحصي بعضا منها: زيادة في دهون الخصر والبطن والأرداف. ارتفاع احتمالية الإصابة بالسمنة الموضعية وعدم انضباط توزيع الدهون داخل الجسم. صعوبة هضم الأطعمة المقلية على المعدة، ومن ثم صعوبة استخلاص عناصرها المفيدة. تتسبب الأطعمة المقلية في ضعف المناعة، ومن ثم صعوبة مقاومة الجسم للأمراض. تتسبب الأطعمة المقلية في سوء الهضم، ومن ثم تتسبب في الإسهال. تتسبب الأطعمة المقلية في زيادة دهون الكبد. يصعب مع تناول الأطعمة المقلية التعافي من الأمراض التي تصيب الجسم وسرعة علاجها. بمجرد غلي الأطعمة في الزيت، تنعدم فوائدها من معادن وفيتامينات. تشتمل الأطعمة المقلية على نسب عالية من المواد المتسببة في مرض السرطان، من ضمن هذه المواد هي مركب الأكريلاميد، وهي إحدى المركبات الكيميائية التي تتواجد في الأطعمة عميقة القلي، كما وجد هذا المركب في عوادم السيارات أيضا. كما تتسبب الأطعمة المقلية في إنتاج مركب من شأنه إضعاف الذاكرة، كما من شأنه أن يتسبب في الاكتئاب والتهيج.

المخاطر الجمة لاستخدام زيت القلي لأكثر من مرة

كثير منا لا يكتفي بالإفراط في تناول الأطعمة المقلية فحسب، بل ثمة أزمة أخرى يقع فيها السواد الأعظم من الناس، ألا وهي استخدام زيت القلي في قلي الطعام أكثر من مرة واحدة، فقبل الخوض في خطورة الاستخدام المتكرر للزيت المغلي نود أن نوضح أن أطباء الصحة والتغذية ينصحون بعدم تناول الأطعمة المقلية لأكثر من مرة في الأسبوع، لكن الأكثر خطورة من كل ما سبق أن نوهنا -هو إعادة تدوير الزيت الذي استخدم في قلي الطعام لاستخدامه ثانية وثالثة…إلخ، فهذا من شأنه أن يتسبب في عدة من الأمراض الخطيرة، وأهمها الآتي:

  • أولا، عندما يتعرض الزيت المستخدم سابقا للضوء، فإن خواصه الكيميائية تتغير بسبب التأكسد الناتج عن تغير الخواص الفيزيائية، ومن ثم يتغير لونه وطعمه ورائحته فيصبح غير قابل للاستخدام.
  • ثانيا، يتسبب الزيت المعاد تدويره في القضاء على البكتيريا النافعة التي تعادل قلوية المعدة؛ مما يتسبب في ارتفاع حموضة المعدة.
  • ثالثا، يتسبب الزيت المستخدم ثانية في أمراض خطيرة من مثل فيروسB والصفراء وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان وأمراض الكلى؛ وذلك لدخول الجسم بقايا الطعام القديمة المتخلفة في الزيت، والتي تلتصق بها كمية كبيرة من الشقائق الحرة.
  • رابعا، يتسبب الزيت المعاد تدويره في تراكم دهون سامة على الكبد أو التسمم الغذائي للجسم نتيجة نمو العديد من البكتيريا في هذا الزيت، والتي تتغذى على بواقي الأطعمة المقلية في المرات السابقة. خامسا، يتسبب الزيت المعاد تدويره في ارتفاع احتمال التهيج للمريء والحلق. سادسا، تتسبب هذه الزيوت المستخدمة سابقا في أمراض من مثل ألزهايمر، والشلل الرعاش، كما تتسبب في فشل وظائف الدماغ.

نصائح لتفادي الأضرار الناتجة عن الأطعمة المقلية

كما اتضح لنا أن للأطعمة المقلية العديد من المخاطر، والتي لا تخفى عنا، فهي من حولنا أينما ولينا سمعنا وبصرنا متفشية في البشر من حولنا؛ لذا فمن الضروري تجنبها قدر المستطاع، مع الأخذ في الاعتبار بعض الاحتياطات التي تجلي هذه الأضرار عن أبداننا إن اضطررنا إلى تناول بعضا من هذه الأطعمة.. ولكن البعض القليل.

وأول هذه النصائح هو عدم الإسراف في تناول الأطعمة المقلية، فكما أسلفنا القول مرة أو مرتين أسبوعيا على الأكثر. وثانيا عدم استخدام الزيت الذي تم غليه لأكثر من مرة، وإذا أردنا استخدامه لمرة ثانية فقط -أي تدويره مرة واحدة فقط- فيجب ترشيحه وتصفيته من البقايا الراسبة فيه من الطعام السابق، كما يجب وضعه في إناء وإحكام إغلاق هذا الإناء لئلا يتعرض للهواء والبكتيريا. ثالثا ينبغي لنا استبدال الطعام المقلي بالطعام المشوي. رابعا ينبغي الحرص الدائم على تناول الفاكهة نظرا لاحتوائها مضادات الأكسدة التي بدورها تقضي على الشقائق الناتجة من الزيت. خامسا، من الأطعمة المفيدة في تلافي أضرار الأطعمة المقلية -الفلفل الأحمر غير الحار، والباذنجان المسلوق بقشره.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.